خواطر مصورة عن زيارتي الى لندن/الجزء الأول
أمضيت اسبوعين من شهر حزيران 2014 في لندن، مدينة الضباب، ولم تكن كذلك خلال زيارتي القصيرة التي دامت اسبوعين، حيث كان الجو على العموم جيداً، وحسدني البعض قائلين حظك حلو مع اجواء لندن المكتئبة والمتغيرة!.. عدت الى لندن بعد غياب مدة 25 عاماً، مذ درست فيها وحصلت على الماجستير من جامعة كرانفيلد بين عامي 1986 و 1989.
مطار هيثرو:
بعد رحلة استغرقت حوالي ثمان ساعات، حطت بنا الطائرة في مطار هيثرو Heathrew وهو واحد من أكبر وأشهر مطارات العالم بمبانيه الخمسة (تيرمينال) يضاف الى مطار كاتويك Gatwick اللذان يخدمان القادمين والمغادرين جوا الى لندن، ويعد هيثرو المطار الثالث عالمياً، من حيث إزدحام حركة المسافرين حيث تبلغ القدرة الاستيعابية لمطار هيثرو حوالي 67 مليون راكب سنوياً، وهو واحد من ست مطارات تخدم لندن ولكن هيثرو الوحيد هو الذي يقع في منطقة لندن الكبري. تملك المطار شركة خدمات المطارات البريطانية والتي تمتلك ستة مطارات بريطانية أخرى تخدم جميعها مدينة لندن وتدير المطار شركة مطار هيثرو المحدودة، ويعتبر مطار هيثرو المقر الرئيسي ومركز عمليات شركات الخطوط الجوية البريطانية وشركة BMA وشركة Virgin Atlantic يقع مطار هيثرو على بعد 20 كم من وسط لندن في الإتجاه الغربي تبلغ مساحة أرض المطار حوالي 12.14 كيلو متر مربع، ويرتبط المطار بمدينة لندن من خلال خطوط قطار وباصات ومترو انفاق تبلغ الرحلة حوالي ساعة وهي على العموم ارخص بكثير من تكلفة الانتقال بسيارة اجرة.
مبنى المطار متباعد الاطراف ورغم توفير الحزام الناقل في بعض المسافات الا ان المسافر يشعر بالتعب بعد رحلة ثمان ساعات بالانتقال بين جنبات المطار قاطعا عشرات الامتار والوصول الى قاعة الجوازات ونقطة استلام الحقائب.
لكن الشيء المثير انك في الخروج من لندن بالعودة لا تحتاج الى ختم جوازك عند مكتب الجوازات حيث تم الاستعاضة عن ذلك باعتماد بطاقة البوردنغ لركوب الطائرة هي المعتمدة في البوابة الالكترونية التي تفتح لك الطريق للتوجه نحو بوابلات انتظار المسافرين لدخول الطائرة حيث بمجرد تمرير كارت البوردنغ تفتح لك البوابة الكترونيا واوتوماتيكيا في خطوة لتقليل الاجراءات وهذا ما لاحظته في تيرمينال 4 عند مغادرة لندن فقط.
عين لندن أو عجلة لندن (London Eye)
لم تتغير لندن كثيرا عما كانت عليه، سوى موديلات السيارات وبعض المباني والمنشئات الحديثة في العاصمة ولعل ابرزها واهمها مشروع عين لندن London Eye الذي يوفر للزائر فرصة الاطلاع من مكان مرتفع على معظم معالم لندن.
عين لندن أو عجلة لندن (London Eye) هي عجلة سياحية ضخمة، أو دولاب هواء تم إنشاؤه في العاصمة البريطانية مطلع القرن الحادي والعشرين يمكن للشخص ركوبها لمشاهدة معالم مدينة لندن والتمتع بالمناظر الجميلة أثناء دورانها حول محورها. ويمكن للشخص وهو راكب عجلة لندن العملاقة أن يرى كثيرا من الأشياء حتى مسافة 40 كيلومتر في المتوسط, وأيضا رؤية بعض المعالم البارزة الشهيرة مثل كاثدرالية سانت بول وقصر ويستمنستر وقلعة وندسور. ويوجد بهذه العجلة 32 كابينة صغيرة يمكنها أن تحمل 15 ألف زائر يوميا.
مطاعم لندن العربية والعراقية خاصة
تشتهر لندن بكثرة مطاعمها من كل الاصناف والاجناس، ومنها العربية، وبخاصة العراقية، التي تنتشر في مختلف انحاء لندن منها مطاعم الكباب العراقي الشهير ومطاعم المطبخ العراقي، ومطاعم السمك المسكوف. واغلب المطاعم تقع في شارع العرب (أجور رود Edgware Road ) هو شارع سكني وتجاري رئيسي ويجتاز الجزء الغربي من لندن ومعروف قسمه الجنوبي بصبغته العربية والشرق أوسطية لكثرة تواجد المحلات العربية المتنوعة فيه، وأهمهاأكثر من 15 مطعم لبناني، إضافة لمطاعم عراقية وإيرانية وتركية، وأخرى عربية للخدمة السريعة. وتعتبر الأحياء التي يمر ادجور رود في وسطها من أكثر المناطق بكثافة تواجد العرب أو المتحدثين بالعربية، وهي اجمالا أحياء راقية وأسعار العقارات فيها مرتفعة جدا، خصوصا في حي ساكس غاردنز وهو الأقرب الشارع. كما يشتهر الشارع بتواجد عدد كبير من مقاهي الشيشة فيه، لذلك يتمركز السواح الخليجيين وغيرهم من العرب في شققه التي يستاجرونها في الصيف بشكل خاص، أو في فناق المنطقة وما حولها، لذلك يلقبون ادجور رود باسم بيروت الصغيرة فهو شارع لا ينام تقريبا.
مطعم الأميرة دايانا للكباب العراقي:
من المطاعم الشهيرة التي زرتها، "مطعم وكافيه دايانا" الذي يقع قبالة مدخل قصر الأميرة ديانا في منطقة كينزينغتون في وسط لندن...
افتتح قبل 22 عاما من قبل شخص عراقي تعرفت عليه ورحب بي كثيراً، واسمه عبدالباسط داوود، ولم يكن حينها يتصور أن هذا المقهى المتخصص في تقديم الكباب العراقي سيكون واحدا من أشهر مقاهي العاصمة البريطانية، بل تحول إلى علامة مميزة من علامات لندن السياحية، إذ يزوره اليوم السياح لالتقاط الصور أمام جدران المقهى المؤثث تماماً بصور الأميرة الراحلة والتي أطلق عليها شعبها الذي يكن لها محبة عارمة لقب «أميرة القلوب».
داود، أو عبدول كما يطلق عليه أصدقاؤه وزبائنه الأجانب، ينحدر من عائلة مشهورة في العراق بتقديم أفضل كباب عراقي، ومنذ أن نزح والده من مدينة الموصل في شمال العراق إلى العاصمة بغداد ليؤسس مطعم «كباب نينوى» في حي المنصور الراقي ببغداد، امتدت سلسلة المطاعم والمقاهي التي تقدم هذا الكباب إلى مناطق أخرى في العاصمة العراقية، شارع الكندي في الحارثية، مثلا، ووصولا إلى لندن، وعلى مدى سنوات رفض، ويرفض عبدول ذاته بالتصريح عن مكونات خلطة كبابهم ليبقى علامة خاصة بالعائلة.
وقد تحدث عبدول عن قصة هذا المقهى قائلا: «عندما وصلت إلى لندن عام 1977 كان أول ما فكرت به هو افتتاح فرع لمطعم كباب نينوى المشهور ببغداد، لكن الظروف الاقتصادية لم تساعدني، فعملت لفترة في العقارات حتى تمكنت من جمع المبلغ اللازم لافتتاح هذا المقهى الذي افتتحت بعده مطعم بغداد في منطقة (كوينز واي) لكنني تخليت عن المطعم لأركز على نجاح هذا المشروع». لكن عبدول لم يُسمّ مقهاه الذي خطط له طويلا وأنجزه مثلما كان قد قرر سابقا «كباب نينوى» بل أطلق عليه اسم الأميرة البريطانية ديانا، يقول: «قبل افتتاح الكافيه كنت أتابع أخبار ونشاطات الأميرة ديانا ومشاريعها الخيرية وأرصد محبة الناس لها، ليس في بريطانيا فقط بل في أنحاء مختلفة من العالم وقد حملت لقب (أميرة القلوب) عن جدارة، فقررت أن أسمي الكافيه على اسمها خاصة أن موقع الكافيه مقابل لقصرها»، منوها: «إنني كنت قلقا من رفض الأميرة ديانا للفكرة وقد لا تتقبل أن يحمل كافيه يقدم الكباب العراقي اسمها». وضع عبدول اللوحة التي تحمل اسم «كافيه ديانا» على واجهة مقهاه وبدأ ينتظر ردود أفعالها، «وفي 6 يناير 1989 افتتحت الكافيه ، وكنت اعرف أن الأميرة ديانا تمضي إجازة أعياد رأس السنة مع عائلتها خارج لندن، وعندما عادت بعد أيام قليلة من افتتاح الكافيه مرت سيارتها من أمام الكافيه وكنت أقف هناك منتظراً إطلالتها لأرصد ردود أفعالها، فابتسمت وأشارت من خلال نافذة السيارة إلى الاسم ومضت في طريقها، فاعتبرت ذلك موافقة واضحة من قبلها على التسمية».
ويقدم المطعم اليوم بجانب المشاوي العراقية الشهيرة بعض الأكلات الأخرى، مثل الكبة ويقدم لبن اربيل والطرشي والعنبة العراقيين.
وقد اتيحت لي الفرصة لتناول الطعام العراقي في مطاعم اخرى منها مطعم السليمانية للكباب العراقي، ومطعم المسكوف ومطعم اخر ايراني يقدم الاكلات العراقية والايرانية في الاجور رود.
انا والاخ باسم العاني في جامعة كرانفيلد استذكار بعد ربع قرن
زيارتي لجامعة كرانفيلد
كانت زيارتي فرصة لاسترجاع ذكريات أيام دراستي للماجستير في جامعة كرانفيلد (70 كم شمال لندن) درست فيها بين عامي 1986 و 1989، ومنذ ذلك الوقت اي منذ ربع قرن، لم تتح لي فرصة زيارة لندن، حتى هذه الزيارة فأستثمرت الفرصة لأزور الجامعة والتقي بعدد من اساتذتها، واكثرهم تغيروا، وقد اضيفت للجامعة دراسات اخرى جديدة في مجال الاستراتيجية والامن والدفاع، وقد التقيت بالاستاذ البروفيسور ووترز بصحبة احد اصدقائي الاعزاء الدارسين في هذه الجتمعة العريقة وهو الاخ باسم العاني وهو ضابط شرطة سابق ويحضر لدراسة الدكتوراه بعد ان اكمل الماجستير، وقد اخذني بسيارته الخاصة من حيث اسكن الى الجامعة واعادني مساء وتناولنا طعام الغداء في مطعم الجامعة بدعوة من البرةوفيسور المذكور الذي سبق له ان عمل في العراق بعد 2003. وتناول احاديثنا تحليل الواقع والخطايا التي ارتكبتها الحكومة الامريكية في العراق وبالاخص منها قانون الاجتثاث وقانون حل الجيش العراقي وكليهما قرارين سيئي الصيت.
مع الروفيسور ووترز والاخ باسم العاني في جامعة كرانفيلد زيارة بعد ربع قرن
كما اتيحت لي فرصة لزيارة مدينة بدفورد لاستذكار ذكريات ايام الدراسة حيث سكنت فيها مدة ثلاث سنوات ونصف وزرت الدار الذي كنت اسكنها ومحطة القطار التي انتقل بها من بدفورد الى لندن والاسواق والمحلات التي كنت اتردد اليها في محاولة لاسترجاع ذكريات ما قبل ربع قرن من الزمان.
مع الاستاذ محمد الشيخلي في الهايدبارك
الألتقاء بعدد من الشخصيات العراقية:
بريطانيا مشهورة باحتوائها للملايين من العرب الوافدين واللاجئين والمقيمين فيها بسبب اجواء الحرية التي تتوفر للانسان في هذه البلاد، التي تحترم حقووق الانسان وتحتضن المغتربين والذين اضطرتهم ظروف بلدانهم الى تركها والاقامة في لندن ومختلف المدن البريطانية واكتساب الجنسية والجواز البريطاني . الا ان هذه المحطة من حياتهم لم تجعلهم يتخلون عن بلدهم ولا عن قضايا وطنهم العراق فصاروا مدافعين عن قضاياه وحقوق.
وكانت سفرتي هذه فرصة للإلتقاء بعدد من الشخصيات الوطنية العراقية الذين ارتبط بهم بعلاقات اخوية، ونظر لضيق وقت الزيارة لم أتمكن من الالتقاء بالجميع، حيث ان لدي العشرات من المعارف والاصدقاء هناك. وممن التقيت بهم الاخ الدكتور القاضي طارق علي الصالح رئيس جمعية الحقوقيين العراقيين في المملكة المتحدة وناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، والدكتور محمد الشيخلي رئيس مركز العدالة في لندن والناشط في مجال حقوق الإنسان، وكذلك الأخ قصي المعتصم الشخصية الوطنية العراقية، وكذلك زميلي بالجامعة الاخ باسم العاني، والاخ الدكتور مهند سلوم. وكل منهم اصطحبني في جولة ليوم واحد في مختلف المناطق.
منطقة سلاو:
سكنت وعائلتي في منطقة سلاو (Slough ) تبعد حوالي 20 كم عن لندن، وكنت استخدم القطار للانتقال الى لندن، لتوفر خطوطه بشكل مذهل، ودقة توقيتاته بحيث يقال انك تستطيع ان تضبط ساعتك على حركة القطار.. وليس العكس!! وتتوفر مختلف وسائل الراحة في وسائط النقل من قطارات وباصات نقل عام، واندركراوند (قطار الانفاق او الميترو كما يسمى في باريس). منطقة سلاو منطقة هادئة ومريحة وجميلة، وتتوفر فيها كل فروع الأسواق الكبرى (المولات) والمخازن التجارية والبنوك وغيرها. ومن يسكن فيها يعيش بالكتفاء الذاتي دون الحاجة للعناء بالانتقال الى لندن او غيرها من المدن الكبرى, كما تن توافر خطوط سكة الحديد السريعة (القطارات) على مدار الليل والنهار توفر للشخص مسألة التواصل والوصول الى لندن واي مدينة في المملكة. وكنت استخدم البطاقة الشاملة التي تتيح لي التنقل بالقطارات والباصات والاندركراوند وبمبلغ مخفض.
متحف مدام تيسوت (متحف الشمع):
متحف مدام توسو Madame Tussauds ويلفظ الاسم توسودس متحف شمع يعد من أشهر متاحف الشمع في العالم يوجد مقره الرئيسي في لندن وله فروع في دول أخرى. وقد سميَّ هذا المتحف نسبةً إلى مدام توسو مؤسسته وعملها كان فن التعامل بـ الشمع ! استمرت لديها هذه الهواية حتى أنشأت معارض لها، وفي النهاية انشأت هذا المتحف يحتوي على تماثيل للشخصيات العالمية البارزة في جميع المجالات الفن، السياسة مثل وينستون تشرشل وهتلر وشكسبير وصدام حسين وياسر عارف ومختلف الرؤساء الاميركيين ورؤساء الوزارات البريطانية، والادباء والفنانين. ويوجد به غُرفة الرعب التي تصّور أشكال الإجرام والتعذيب التي كانت تجرى أثناء الثورة الفرنسية. توسعت متاحف مدام توسو ولتصبح أماكن جذب سياحي في لندن، وكان يشمل (حتى وقت قريب) القبة السماوية في لندن في جناحه الغربي ولقد توسعت السلسلة بفروع في امستردام ولاسفيغاس ونيويورك وهونغ كونغ وشنغهاي وواشنطن وبرلين وهوليود.
ومن أراد معرفة الكثير عن متحف مدام تيسوت انصح بقراءة التحقيق الرائع الذي اعدته الاستاذة ايمان البستاني في مجلة الكاردينيا على الرابط التالي:
http://www.algardenia.com/jfeashharmataef/904-2012-10-06-22-34-56.html
قلعة ويندسور:
قصر وندزور أو قلعة وندسور أو كما تلفظ وِنزُر Windsor Castle في مقاطعة بيركشاير وهي أكبر قلعة ماهوله في العالم، ويعود تاريخها إلى فترة وليام الفاتح، وهي الأقدم في فترة الاحتلال المستمر. قد تكون من أكثر قلاع شهرة في العالم.مساحة أرض القلعة حوالي 484000 قدم مربع (حوالي 45000 متر مربع). جنبا إلى جنب مع قصر باكنغهام بلندن وقصر هولي رود في أدنبرة ، وهي من أهم أماكن الاقامة الرسمية للتاج البريطاني.تقضي الملكة اليزابيث الثانية الكثير من عطل نهاية الاسبوع في السنة في القلعة، وتستخدمها كمكان للتسلية الرسمية والخاصة على حد سواء. والمسكنان الاخران لها، هم دار ساندرينغهام وقلعة بالمورال التي هي المنزل الخاص للاسرة الحاكمة.
الهايدبارك:
الهايد بارك (Hyde Park) هي واحدة من أكبر الحدائق الموجودة في لندن, وإحدى الحدائق الملكية الموجودة في لندن مساحتها مئة وأربعون هكتاراً، تضم الحديقة بحيرة كبيرة إضافة إلى مجموعة من النوافير. وتشتهر بوجود ما يسمى محلياً سبيكرز كورنر (Speakers Corner) التي تعني زاوية المتحدثين والتي تقع في القسم الشمالي الشرقي من الحديقة وهي المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع ما بكل حرية، دون أن يتعرضهم أحد ويستطيع الناس الاستماع لكل متحدث ويحق لهم مناقشته والرد عليه بحرية ولايسمح لأحد بالتجاوز أو الأعتداء. لذلك صارت الهايدبارك رمزاً لحرية التعبير. كما تمتاز الهايدبارك بحدائقها الغناء ومناظرها الخلابة وبحيراتها بمختلف انواع الطيور. وهي أحد الأماكن الجميلة للزيارة وهي حديقة كبيرة للاسترخاء ويوجد بها بحيرة بداخلها وبجانبه كوفي شوب وأيضاً بإماكنك الاستماع بأخذ جولة بقارب صغير بالبحيرة أو استئجار دراجة هوائية مائية.
القصر الملكي "قصر باكنغهام":
في عام 1703م قرّر دوق باكنغهام إنشاء قصر كبير على الأرض، وفي عام 1761 قام الملك جورج الثالث بشراء القصر مقابل 21 الف جنيه استرليني. لم يكن القصر حتى عام 1837 عندما اعتلت الملكة فيكتوريا العرش مسؤولاً عن الإقامة الملكية الرئيسية كما هو الآن، وحين تزوجت من الأمير ألبرت 1840 أخذ على عاتقه تنظيم حالة توظيف مقر الهيئة الملكية الرئيسية الحالية، وصار القصر بما هو عليه اليوم من مظهر وفعالية. يبلغ طول واجهة القصر 108 متراً وعمقه 120 متراً وارتفاعه 24 متراً، يضم القصر 775 غرفة تشتمل على 19 غرفة دولة، و 52 غرفة ملكية، و 188 غرفة لجلوس الموظفين، 92 مكتباً، و78 حماماً.
الأهمية السياسية للقصر أنه هو مبنى مخصص للعمل لحد كبير، ويعد الدعامة الأساسية للنظام الدستوري الملكي البريطاني، ويضم مكاتب الملكة ودوق ادنبرة (زوجها) وأسرهم، وهو أيضاً المقر الرسمي لإنعقاد الإحتفالات الملكية الكبرى، والزيارات الخارجية، والتعيينات التي تنظمها الاسرة المالكة وغرف الدولة تشكل نواة القصر كمقر لاعمال الملكة.
أما من ناحية الأهمية التراثية فقد زين قصر باكنغهام بالعديد من التحف الفنية التي لا تقدر بثمن، والتي تشكل جزءاً من المجموعة الملكية، أحد أهم المجموعات الفنية في العالم، لكن هذا لم يجعل منه متحفاً أو معرضاً فنياً، ويزور القصر سنويا أكثر من 50 الف شخص كمدعوين إلى ولائم او وجبات غداء أو عشاء او حفلات.
يتبع في حلقة قادمة باذن الله
710 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع