"العلاقات الدولية في اطارها الدبلوماسي والفني للبرنامج النووي العراقي"
ملامح للعلاقات الدولية دبلوماسيا وفنيا للنشاط النووي العراقي استذكارا ومعايشة..
في ذاكرة التأريخ تطبع الأحداث فالأجتهاد في الكتابة للصور الحياتية والعملية المهنية نتاج لعمل مبني على الأستيعاب والمراجعة لتجربة غنية بعلمها وغنية بمعالمها الفنية والأدارية وهي شعلة وضاءة سيذكرها التأريخ رغم ما حصل لها من تدمير ممنهج لم يسبق أن حصلت لأي بلد الا العراق، في مشوارنا المهني ..
كانت هناك محطات مهمة يتوجب علينا عكسها بالشكل الموضوعي حيث أنها تمثل حقبة مهمة لنشاط غير تقليدي يتسم بالمعرفة والتصور وأتخاذ القرار لما تحمله من معاني وثابة لأسلوب العمل والتكيف مع ماهو مطلوب، سنتطرق الى حقبة مهنية وعملية في النشاط النووي الذي عايشناه منذ منتصف عام 1976 ولغاية الاحتلال عام 2003.
العلاقات الدولية هي علم يلاحظ ويحلل بهدف التفسير والتنبؤ لمسير العلاقات بين الدول، وتعرف أيضاً بأنها دراسة التفاعلات بين أصناف محددة من الكيانات وتشمل دراسة الظروف المناسبة التي تحيط بهذه والعلاقات الدولية هي علاقات شاملة في مجال العلاقات سواء كانت رسمية أو غير رسمية( سياسية، أقتصادية، فنية، دولة، منظمة دولية)،أعتمدت هذه المسارات في عمل لجنة الطاقة الذرية وجرى تطبيقها، وهي المظلة الرئيسية لعلاقات العراق في النشاط النووي، وهي أحدى أهم الدوائر في مجال أبداء الرأي لدفع وتطوير العمل النووي وفق سياسة التبؤ والتمسك بالمواثيق الدولية والأتفاقيات العاملة وكيفية تطور العمل والتكيف بها على المستوى الثنائي أو متهدد الأطراف.
تاسست لجنة الطاقه الذرية العراقية عام 1956 التي تولت البحث العلمي في مجال العلوم النوويه اخذة بالاعتبار الوصول بالتطور للنهوض الصناعي والاقتصادي والصحي، وفي بدايات عملها حصلت لجنة الطاقة الذرية على هدية من الطاقة الذرية الامريكية لمكتبة شاملة لكافة المنشورات الامريكية المصرح بها تماشيا مع مبادرة رئيس الولايات المتحدة ايزنهاور (الذرة للسلام)
وبسبب ان العراق كان مركزا لحلف بغداد تقرر اهدائه مفاعل ذو قدرة 5 ميكا واط الا ان المشروع لم ينفذ بسبب قيام ثورة 14 تموز1958 مما أدى الى أهداء المفاعل الى شاه ايران وهو هناك لحد الان.
اضطر العراق على توقيع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي لانشاء مفاعل ذو قدرة 2 ميكا واط.
وبدات التهيئة للملاكات العلمية والادارية وتم ارسال طلبة الى الخارج للتخصص في العلوم النووية، كما ارسلت ملاكات للتدريب على تشغيل المفاعل وكذلك بعثات للتخصص في العلوم النووية في الاتحاد السوفيتي، وتم تشغيل المفاعل نهاية عام 1967 وكانت البرامج محدودة والاعداد الموجود ليست كافيه لتحقق نهوض علمي متميز.
بدات المرحلة الناهضه سنه 1974 حيث صدر قانون جديد لمنظمة الطاقة الذرية وبدات التويثة (موقع المنظمة) تشهد تطورات أدت الى زيادة في المنشات والمختبرات بشكل تصاعدي ويمكن عكسها وكما يلي:
*- عقد اول مؤتمر علمي عالمي للطاقة الذرية نيسان 1975 وبحضور البروفسور عبد السلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء وشارك ايضا العالم المصري يحي المشد والدكتور جعفر ضياء جعفر الذي كان في حينه يعمل في مختبرات سيرن (سويسرا) ثم التحق بالمنظمة بعد المؤتمر اما بالنسبه للعالم يحي المشد فقد التحق للعمل بالمنظمة عام 1977 واستمر لحين اغتيالة من قبل الموساد في حزيران 1980.
*- الاتفاقية الفرنسية العراقية لبناء مشروع 17 تموز بقدرة 40 ميكا واط ومفاعل تموز 1 بقدرة 50 كيلو واط بالاضافة الى مختبرات فحص المواد.
*- رفع قدرة المفاعل من 2 الى 5 ميكا واط.
*- الاتفاقية الايطالية العراقيه المتضمنه بناء مختبر لابحاث الراديو كيمياء ومشروع 30 تموز يتكون من مختبر لتصنيع وقود المفاعلات وقاعة تكنولوجية لبحوث الهندسه الميكانيكية ومختبر فحص المواد مع ورش كهربايئية وميكانيكية ومختبر لانتاج النضائر المشعة.
*- الأتفاقية البرازيلية العراقية لتزويد العراق باليورانيوم والتنقية وأنتاج اليورانيوم
*- الأتفاقية البرتغالية العراقية لتزويد العراق باليورانيوم.
*- الأتفاق مع النيجر لتزويد العراق باليورانيوم.
كانت سياسة منظمة الطاقة الذرية العراقية بعد منتصف السبعينات زيادة التوجه بالمشاركة الفعالة نتيجة لخططها الطموحة من اتفاقيات وأيجاد مصادر لشراء اليورانيوم، وإرسال كوادرها العلمية للمشاركة في المؤتمرات العلمية، وإرسال البعثات المتخصصة والزمالات الدراسية والتدريبية، فأصبح أمامها نشاط يجب أن تكون كوادره ذات طابع علمي وإداري يمتلك الوعي السياسي للنشاط النووي وهكذا كانت العلاقات الدولية النشاط الفاعل لتنفيذ استراتيجية المنظمة ولتفيذ خططها وبرامجها على المستوى الدولي والخارجي فأدار هذا النشاط المرحوم الدكتور رحيم عبد الكتل السكرتير العام للجنة الطاقة الذرية الذي كان يتمتع بمكانة علمية وتخطيطية، بالنسبة لي نقلت من ادارة قسم الجيولوجيا الى إدارة قسم العلاقات الدولية واشركت في دورات وزمالات في فرنسا والوكالة الدولية في مجالي الظمانات وادارة التعاون والتحليل مما أهلني لأدارة القسم.
كان قسم العلاقات يعمل فيه كادر منتقى ويحمل صفة الادارة والتحليل العلمي والسياسي ويتكون بالأضافة لكاتب المقالة كل من :عادل محمد علي المتخصص والملم بعمل الوكالة وبرامج مساعداتها، ميسون عبد الخالق، شهاب ماجود ورفاه جاسم الذين أختصوا بمتابعة نزع السلاح والأتفاقيات الثنائية ونجلة بطو للتوثيق والارشفة، أصبح للعلاقات الدولية الخبرة في تحليل المعلومات النووية والتقارير التي تزود من قبل سفارات العراق وأي تقارير نووية تحصل عليها فتقوم بدراستها وتوضح الاستنتاجات لعرضها على صناع القرار في المجال النووي، كما إنها ترشح وتصفي المعلومات وأهميتها بغية اقتراح ماهو مطلوب من موقف يتخذ، كما إنها أصبحت حلقة الوصل بين المنظمة والوكالة الدولية دائرة الظمانات بشأن الزيارات المتفق عليها للتحقق من استخدام المواد النووية المعرفة حيث جرت نقاشات كثيرة حول عدد مرات الزيارات بسبب كمية الوقود النووي الفرنسي والايطالي التي ناقشها في فينا الدكتور عبد القادر أحمد ومدير العلاقات الذي اصبح جهة التنفيذ بالأضافة لما موجود للوقود الروسي المتفق عليه سابقا بموجب اتفاقية الظمانات مع الوكالة . وكان الدكتور رحيم الكتل ولما يتمتع به من دراية ادارية وعلمية وبما تقدمه العلاقات الدولية من معلومات اعداد الخطابات التي تلقى في الوكالة الدولية بمؤتمراتها السنوية ومجلس المحافظين عندما يكون العراق أحد أعضائه والأمم المتحدة في مجال نزع السلاح ومؤتمرات المراجعة لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية.أصبح واضحا إن سياق عمل العلاقات الدولية التي هي أهم نشاط لدائرة السياسات العلمية والبرامج هي:
*- متابعة كافة نشاطات الوكالة الفنية والسياسية في مجالات التدريب والمساعدات الفنية.
*- تنفيذ الأتفاقيات والتعاون الدولي والأقليمي الثنائية والمتعددة.
*- المشاركة في المؤتمرات الفنية والسياسية الدولية وإلأقليمية وإعطاء الرأي لصنع القرار.
*- إعداد مواقف العراق في المؤتمرات والإجتماعات الدولية والأقليمية النووية.
*- تحديد كيفية وضع الخطط لتنفيذ استراتيجية منظمة الطاقة الذرية العراقية.
تقوم دائرة العلاقات الدولية بوضع الخطط اللازمة لتنظيم ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات باسلوب يخدم مواضيع النشاطات ومد جسور التعاون العلمي وتهتم ايضا على المستوى العربي والدولي كالوكالة الدوليه للطاقة الذرية والامم المتحدة بما يتعلق بنزع السلاح والمركزالاقليمي للنضائر المشعة اضافة الى تبادل الخبرات من خلال اشراك الباحثين في المؤتمرات العلميه والحلقات الدراسية المتخصصة كما كان لها دور في متابعة وتحليل النشاطات النووية في العالم فتحققت ثمرة جيدة من الخبرة والنشاط متماشية مع التطورات التي حصلت في برنامج المنظمة في فترة السبعينات من القرن الماضي.
في عام 1980 كان العراق فاعلا وموثرا في المحافل الدولية وترأس مؤتمر المراجعة الاول لمعاهدة الحد من الانتشار الاسلحة النووية في جنيف المرحوم عصمت كتاني وكيل وزارة الخارجيه في حينه وهو (كردي) وهو يمتلك الكفاءة والمهنية ومفاوض قدير استطاع ان يقود الاجتماعات بشكل متميز يعاونه وفد المنظمة المتكون من الدكتور رحيم الكتل وكاتب المقالة، كان الأستاذ كتاني نشطا بفعالية جيدة ونتيجة لذلك تراس المرحوم عصمت كتاني رئاسة الجمعية العامه للامم المتحدة في دورتها السادسه والثلاثون عام 1981 والدورات الاستثنائية لعام 1982 ، كما انه ارسى قواعد السلام والوحدة الوطنية بعد الحرب الاهلية التي شهدتها طاجكستان ممثلا للامين العام للامم المتحدة،توفى رحمة الله عليه في نهاية التسعينات.
وفي بداية عام 1981 أثناء الحرب العراقية الإيرانية كلف فريق صغير وانا كنت أحد أعضائه بالسفر إلى النيجر للإشراف على نقل أكثر من مائة طن من خامات (اليورانيوم) بواسطة طائرات النقل العراقية وكانت لا توجد لدينا سفارة هناك أومكتب خطوط مما يتوجب علينا أن ندفع أجور وتغذية (الطاقم) تباعاً مع دفع أرضية المطار، ولا يمكن هنا إلى أن نسجل الجهد لطاقم الطائرات الذي استطاع أن ينقل أكثر من مائة طن لأكثر من عشرة سفرات من النيجر إلى بغداد لأكثر من أسبوعين بالرغم من أن الحرب العراقية الإيرانية مستمرة حيث لم تستطع إسرائيل بشبكاتها العنكبوتية المتصلة دولياً أن تعلم أي شي عن هذا الشحنات بالرغم من انه بدؤوا بعمليات الاغتيال والتخريب في فرنسا وأيطاليا، و كان جهاز الموساد الاسرائيلي يعيق ويعمل على اجهاضه التعاون النووي بين العراق وفرنسا وبين العراق وأيطاليا باستمرار...
حيث انه لما انتهت فرنسا من صنع قلب المفاعل الذي تدخل فيه قضبان اليورانيوم (الوقود النووي) وجهز ليتم شحنه إلى العراق في نيسان 1979، ولكن عناصر من الموساد الاسرائيلي تسللوا إلى المستودعات التي خزن فيها قلب المفاعل في ميناء سانت سورمير وزرعوا متفجرات في داخل المستودع وتم تفجيره في السابع من نيسان من ذلك العام، الا ان الاضرار لم تكن كبيرة فتم اصلاحه في اسبوع واحد وشحن إلى العراق، واستمرت اسرائيل في استهداف العاملين على تنفيذ مشروع (17تموز) حيث قام الموساد الاسرائيلي في 7 حزيران 1980 بزرع اربع قنابل استهدفت مكاتب شركة ايطالية متعاقدة مع العراق في المشروع في روما وميلان ومنها ايضا قنبلتين في فرنسا اصابت عالما فرنسيا وزوجته بجروح خطرة، وفي 13 من نفس الشهر اغتال الموساد الاسرائيلي الدكتوريحيى المشد ذبحا بالسكين في الغرفة التي يقيم بها في فندق بباريس، والدكتور المشد مصري، مختص بهندسة الميكانيك وعمل لدى مشروع(تموز - 1) منذ العام 1977 وكان متواجدا في فرنسا حينها لتسلم اجزاء من المفاعل ومطابقتها مع المواصفات المتعاقد عليها بين الطرفين، وفي 13 كانون أول من نفس العام اغتال الموساد ايضا مهندساً عراقياً يدعى عبد الرحمن رسول وهو احد العاملين في لجنة الطاقة الذرية العراقية، وفي عاام 1981 أغتيل العالم العراقي دكتور سلمان اللامي في سويسرا عندما كان في مهمة علمية في مختبرات سيرن..
في حزيران عام 1981 وبعد ان تحقق سلم النهوض العلمي النووي العراقي توجب ان تكون هنالك اتصالات وعلاقات قريبة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لذا انشأت ملحقية علمية في سفارة الجمهورية العراقية في فينا واصبحت مستشاريه علميه تتابع اعمال وفعاليات الوكالة الدولية للطاقة بشكل مباشر ورشحت للعمل هناك وبقيت لمدة ثمان سنوات ونصف.
أصبحت الملحقية العلمية المرتبطة أداريا بدائرة السياسات العلمية والبرامج، هذه الدائرة اصبحت المسؤولة عن السياسات الخارجية للمنظمة دولياً، التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كم أنها معنية على المستوى العربي مع جامعة الدول العربية والمركز الأقليمي للنضائر المشعة، وهي التي تنسق مع وزارة الخارجية مسائل نزع السلاح النووي، كما أنها التي تدير تنفيذ ألأتفاقيات والمؤتمرات وبرامج التدريب مما يعني مرآة المنظمة خارجياُ، وتمثل العلاقات الدولية اهم اقسامها، ترأس الدائرة الدكتور رحيم وترأست قسم العلاقات الدولية الى أن تم تعييني في فينا، وأنيطت مسؤلية العلاقات الدولية الى السيد عبد الوهاب الحاني بعد نقلي الى فينا، ظل الحاني رئيساً للقسم لغاية منتصف عام 1986 ونقل للعمل كمفتش دولي في الوكالة، كانت امام الملحقية العلمية والتي أصبحت مستشارية مهام كثيرة ويمكن اجمالها بالأتي:
سعينا منذ البداية الى الارتقاء بالعمل الى وجه يليق بمكانة العراق وكما يلي:
*- متابعة انشطة الوكالة في كافة المجالات وامكانية زيادة التعاون العلمي والحصول على فرص اكبر للدورات التدريبية سواء داخل الوكالة او في احدى الدول المتقدمة.
*- الاهتمام بمتابعة انشطة الوكالة وامكانية الحصول على اكبر قدر من التعاون العلمي لبرامج تفيد مجالات الطب والزراعة والصناعة
*- المشاركة في كافة اجتماعات الوكالة ومجلس المحافظين واعداد المواقف والمداخلات عند الضرورة.
*- زيادة مشاركة الباحثين العراقين في الدورات التدريبية والزيارات العلمية التي تقيمها الوكالة سواء في فينا او في الدول المتقدمة الاعضاء فيها.
*- تزويد المنظمة بأحدث البحوث والنشرات العلمية وما يطلب من تقارير تفيد برامج المنظمة وحتى السرية منها وبطرق بعيدة عن الشكوك.
*- المشاركة في الاجتماعات الاقليمية مثل مجموعة ال77 والمجموعة العربية وترأس لجانها وحسب أهمية مواضيعها، وترأسنا اجتماعات المجموعة لاكثر من مرة، وزادت مسؤولية العمل بعد ان ضربت اسرائيل المفاعل النووي العراقي وذلك لمتابعة دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي انيطت بها متابعة تنفيذ قرار مجلس الامن487.
رشحنا نائباً لرئيس اللجنة التحضيرية للاعداد لمؤتمر الامم المتحدة المعني باستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية منذ نهاية سنة 1981 حتى انعقاد المؤتمر عام 1987 في جنيف.
وبحكم موقعنا تلقينا عروضا كثيرة حول امكانية تزويدالعراق باليورانيوم المخصب وكنا نعلم بان هناك محاولات توريطية ورائها جهات اسرائيلية وغيرها وكان اهمالها جميعا مع تزويد المنظمة باسماء الذين يقومون بهذه العروض للتحري عن مصادرها، ولهذا السبب لم يكن هنالك اي اختراق او شراء من السوق السوداء باعتراف فرق التفتيش.
ومن خلال عملنا في فينا اقترحنا استعانة دائرة السياسات العلمية من دوائر المنظمة الاخرى بكوادر كفوءة للمشاركة في لجان وفعاليات الوكالة نذكر منها:
*- لجنة ظمان الامداد النووي وهي لجنة علمية سياسية معنية بالوصول الى آلية امداد وقود المفاعلات وظمان توريدها بين الدول المتقدمة والدول النامية التي لها مفاعلات، حيث لايوجد توافق ملزم قانونية لظمان الامداد، مثلنا في البداية الدكتور غسان الخطيب أحد كوادر المنظمة ورئيس احدى أقسامها ويمتلك دراية جيدة في العمل التفاوضي وبمعيته المستشار العلمي وجرت مناقشات عديدة واجتماعات كثيرة دون التوصل الى آلية محددة ومقبولة مما أدى الى إنهاء عمل اللجنة علما بأن العراق قدم مقترحات نالت موافقة كثير من الدول النامية ولكن موقف الدول الغربية حال دون التوصل لحل مرضي.
*- لجنة خزن البلوتونيوم وهي لجنة علمية سياسية متخصصة بالتوصل الى آلية مقترحة لأفضل الوسائل لخزن البلوتونيوم المنتج من المفاعلات وكيفية الاحتفاظ به خوفا من استخدامه لمجال التسلح وقد مثل المنظمة الدكتور عبد القادر أحمد رئيس مركز البحوث النووية الذي أصبح أحد الكوادر الرئيسية للبرنامج النووي وبمعيته المستشار العلمي، هذه اللجنة أيضا عقدت إجتماعات كثيرة وكانت الدول النامية ومنها العراق إقترحت أن يكون الخزن للبلوتونيوم في الوكالة الا إن الدول النووية كانت تصر على أن يتم الخزن في دولها بحيث لا تستفاد منه الدول النامية خوفا من التسلح مما أدى الى إنهاء عمل اللجنة وكانت المناقشات حامية علميآ وسياسيآ.
*- ضمن مشروع التعاون التقني بين المنظمة والوكالة الدولية لإختيار موقع لإنشاء المحطة الكهروذرية أختير فريق عمل متمكن علميا ويحوي اختصاصات متمرسة لمتابعة التنفيذ وشملت كل من الدكتور سامي الاعرجي، الدكتور عماد خدوري( الذي ألف كتابا بعنوان السراب النووي العراقي مذكرات وأوهام عام 2003)
الدكتور محمد جواد عباس، السيد نديم ناجي الراوي، السيد موفق المبارك، السيد صدام الحديثي، والدكتور أنماروهبي، والمستشار العلمي بحكم مسؤليته مع الوكالة في فينا، أنشأ مشروع المحطة عام 1983 التي أدارها كل من الدكتور المرحوم خالد أبراهيم سعيد(خصصنا له مقالة بعنوان ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية حيث أغتيل أثناء نزول القوات الأمريكية يوم 7آذار الى منطق الطريق السريع القريبة من حي الكفاءات وكان عائدا الى منزله بسبب مرور سيارته قرب أحدى دبابا الأمريكان فأستشهد مع سائقة وأثنان من الذين كانوا معه فرحمة الله عليهم جميعاً) وبعده السيد خالد جميل والسيد عطا الراوي اثمرهذا النشاط باعداد كافة الدراسات الجيولوجية والهيدروجيولبوجية والزلزالية وأسس السلامة والبيئة لأختيار مواقع مقترحة ونفذتها تلك العقول بالتعاون مع الوكالة، والدراسات اكتملت وكانت جاهزة إذا أوعز لها التفيذ وهي صالحة لأي مقترح لإنشاء المحطة الكهروذرية إن كانت موجودة الآن إن لم يستولي أو تسرق نتيجة الاعمال الغوغائية بعد الاحتلال.
*- نتيجة حادث تشرنوبيل في 26 نيسان 1986 وما نجم عنه من تسرب اشعاعي وقامت الرياح بنقله لتتجاوز حدود الدول، وقد أثارت الحادثة بحث مشاكل حوادث المفاعلات والمنشآت النووية على الصعيد الدولي، من حيث الأنذار بالحادث وتبادل المعلومات والمساعدة الدولية التي يمكن القيام بها في حالة فقدان أو سوء تصرف إجراءات الأمان النووية، لم تكن هناك أداة قانونية أو إتفاقية يمكن تطبيقها، اقترح على الوكالة الدعوة للتوصل الى آلية ملزم على الدول العمل بها ولهذا كثفت الوكالة إجتماعاتها بمناسبة تلك الحادثة ومثل المنظمة في تلك الاجتماعات المستشار العلمي، وتوصل الحاظرون من جميع الدول بما فيها الأتحاد السوفيتي سابقا الى الأتفاقيتين الخاصة بشإن التبليغ المبكر عن وقوع حادث نووي وحالات المساعدة، رشحت المنظمة الدكتور هيثم الشيباني لمتابعة تطورات حادثة تشرنوبيل ووضع الخطط والأجراءات لذلك وقد حظر مؤتمر ما بعد تشرنوبيل في فينا الذي ساهم علماء السوفيت والعالم وناقشو الأجراءات التي أتبعها السوفيت موثقة بالأفلام لما جرى وكان المؤتمر تظاهرة علمية فريدة في نوعها تتماشى مع أهمية الحدث، أثناء المؤتمر العام للوكالة ايلول 1986 عرضت الاتفاقيتين للتوقيع ووقعت عليها أكثر من 58 دولة ووقعها عن العراق الدكتور رحيم الكتل ودخلت حيز التنفيذ في 72 تشرين اول 1986 واصبح الدكتور هيثم المسؤول عن تنفيذها، وبدأ بأرسال المعلومات المطلوبة وخاصة انه سجلت مستويات اشعاعية في شمال العراق بعد الحادث بسبب الرياح الحاملة لها أسوة بكثير من الدول وعند أقتراب حرب الخليج الأولى كان الدكتور هيثم هو مسؤول الطواريء للمنظمة.
كان هناك بند يناقش في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في دوراتها السنوية "ضرب اسرائيل للمنشات النووية العراقية" وكان الوفد العراقي يتكون من المرحوم الدكتور رحيم الكتل (الذي سنتكلم عنه لاحقا) وبمعيته رئيس دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الدبلوماسي المتمرس واللامع السفير وسام الزهاوي صاحب المعرفة المتكاملة عن طبيعة وتفكير الاسرائليون وخير من يعرف القضية الفلسطينية وخير من يدافع عنها، وكانت لكلماته ومداخلاته حول البند المتعلق باسرائيل مثار اهتمام واعجاب من الوفود دوما.
واستطراداً اكثر كان الاسرائيليون يتحرون دائما من مجي السفير الزهاوي ليتسنى لهم جلب اكبر عدد من دبلوماسيهم للرد على كلماته او مداخلاته ولندخل اكثر بالعمق بعد سنين عديدة اي في عام 2000 فبركت المخابرات الامريكية قصة شراء اليورانيوم من النيجر وادعو بان عراب الصفقة هو السفير وسام الزهاوي حيث كان سفيراً في الفاتيكان عندما زوروا اوراق بالسفارة واعترف البرادعي امام مجلس الامن بان التقرير الاستخباري عن اليورانيوم ليس دات مصداقية وانه لا يوجد دليل او اشارة محتملة بان العراق قد اعاد احياء برامجه وهنا يتبين مدى الحقد والتخطيط لايقاع الاذى بالعراق.
استمر عمل المستشاريه العلميه الى ان بدا العدوان مع توقف لمدة اربع سنوات و بعد الغاء المنظمة بعد الاحتلال جمدت المستشاريه وهذا اجتثاث اخر.
في7 حزيران 1981قامت أسرائيل بواسطة طائراتها بالهجوم على موقع المفاعل في التويثة قبل يوم واحد من افتتاح المفاعل رسميا من قبل الفرنسيين، وجة الرئيس الراحل صدام حسين بالأعتماد على الجهد الوطني الذاتي وعدم الأستعانة بأية مساعدة أجنبية وترك الخيار للعلماء العراقيين للسعي لأمتلاك ناصية العلوم النووية وبناء على ذلك
بأقتراح من الدكتور جعفر ضياء جعفر بخطة لهذا البرنامج الذي سمي (البرنامج الوطني النووي العراقي)، وجاء الاقتراح بالعمل على تخصيب اليورانيوم،أتفقت لجنة الطاقة الذرية وبناء عليه تم اعداد الوسائل او الطرق لتخصيب اليورانيوم وكانت الخيارات المقترحة:
*- التخصيب بالطريقة الكهروماغناطيسية، التي استخدمتها الولايات المتحدة في برنامج منهاتن لانتاج القنبلة النووية.
*- التخصيب بطريقة التنافذ الغازي
*- التخصيب بطريقة الطرد المركزي.
وعند بدء العمل بالرنامج الوطني في اوخر1981 الذي برئاسة الدكتور همام عبد الخالق، تطور عمل النشاط وكثر عدده وصار الكادر يحوي على اشخاص متفانين بالعمل في المنظمة وخارجها عند حظورهم المؤتمرات والدورات العلمية والسياسية ذات الشأن، في ضوء توسع النشاط النووي العراقي وتشعباته وفاعلية عمله جرى توسيع لكادر العلاقات الدولية بعد منتصف الثمانينات بحيث عمل في القسم أختصاصيون في التحليل والدراسات والترجمة.
في عام 1986 انشات منظمة الطاقة الذرية نشاطا سمي بالتفتيش النووي ومهمته السيطرة على حركة المواد النووية واستخداماتها كما ان هذا النشاط حلقة الوصل مع مفتشي الوكالة وفق نظام الضمانات وانيطت مسؤوليته لشخص سبق وان العمل في الوكالة بوظيفة مفتش هو الدكتور عبد الواحد الساجي العائد من فينا بعد إن عمل فيها كمتفش دولي لمدة اربع سنوات وكل من السيد هاني حسن الحس الفيزيائي المتدرب في فينا لمدة سنة والسيد شاكر حامد الريس الفيزيائي المتدرب أيضا في فينا لمدة سنة والسيد هشام عبد الملك الفيزيائي وكان هذا النشاط هو لمتابعة حركة المواد النووية وحساباتها وطرق مسارها بالاضافة الى مسؤلياتهم عن تنفيذ اتفاقية الظمانات مع الوكالة الدولية للطاقة من خلال استقبال مفتشي الوكالة للتحقق وارسال التقارير الدورية المتفق عليها.
هناك حالة يجب ان نذكرها ففي احدى اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان هناك وفد لاحدى دول امريكا اللاتينية تربطه مع الولايات المتحدة الامريكية علاقات متميزة ابلغنا رئيس وفدها بان هناك جهة قامت بدفع تكاليف السفر والاقامة في فينا والجدير بالذكر ان المهمة المكلف بها فقط التصويت بالضد لاي قرار يتعلق باسرائيل وانه جاء لرؤية فينا الجميلة اي (سياحة)، فكم دفعت اسرائيل لهذه الحالات في المحافل الدولية لاي قرار يتعلق بها وكذلك كم دفعت من يدعمها؟
بضوء نشاطات المنظمة تم انشاء نشاط للإعلام في دائرة السياسات العلمية والبرامج نظرأً لقوة الماكنة ألأعلامية على المستوى الدولي، وأختير الدكتور ميسر الملاح عضو لجنة الطاقة الذرية لإدارتها ليرسم صورة لما يحدث في المجال النووي ومتابعة وتحليلاً للوضع الدولي وما ينشر على نشاط العراق والدول التي نود متابعتها وفق الأهمية وضل هذا النشاط حتى بعد أن تقاعد الملاح في منتصف التسعينات.
لقد كان للنساء دور في نشاط العلاقات الدولية حيث شاركت في دورات الوكالة وأستفادت من التدريبات في مجال إدارة البرامج والمؤتمرات والمنح التدريبية وأساليب عملها ، كما شاركت في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجتماعات اللجنة التحضيرية لمراجعة معاهدة الحد من إنتشار الاسلحة النووية، نذكر منهم فادة فاروق، ميسون عبد الخالق،رفاه جاسم، لمياء فؤاد، سهام عبد الرضا، إيمان، نادية جاسم، ورقاء حسن، نجلة بطو ...
إن من الركائز المهمة لعمل العلاقات الدولية في المنظمة هو المعرفة المتكاملة لأسس مفهوم نزع السلاح النووي وطرق الوصول اليها من خلال وجود عدو هو (إسرئيل) يمتلك السلاح النووي ممما يتطلب فهما ودراية ومتابعة لنشاطه وهذا لايتم الا من :
*- معرفة متكاملة بنشاط اسرائيل العلمي والعملي والى اي مدى وصل في هذا الجانب من خلال الاطلاع على كافة المعلومات والتقارير المكتوبة عنه.
*- معرفة الأتفاقيات التي عقدها مع الدول وطريقة تنفيذها.
*- متابعة وتحليل كل ما يكتب عن نشاط اسرائيل النووي وكافة اليات منظوماتها وطرق عملها.
*- اعداد المداخلات وما هو مطلوب إدخاله في الخطاب السياسي النووي موثق بمعلومات محدثة عن برنامجه.
كذلك على العلاقات الدولية أن تضع الحلول والمقترحات لموضوع الاتفاقيات وخصوصا فيما يخص معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية بما لايخرج عن الثوابت الوطنية ويتماشى مع ما تصبوا أليه المجموعة العربية ومجموعة ال77 وعدم الانحياز بشكل موزون وواقعي.
هذه بعض النقاط المهمة لم تأتي الا من خلال فهم وتحليل ومتابعة ودراية وأشخاص يمتلكون مواصفاتها العلمية ونظرتهم المستقبلية.
وفي نهاية 1987 بعد التحاق الدكتور رحيم الكتل للعمل في وزارة الخارجية أصبح الدكتور عبد الحليم الحجاج رئيساً لدائرة السياسات العلمية والبرامج وهو أيضاً يمتاز بالدراية العلمية والتخطيطية وصاحب رؤيا ثاقبة ومحلل سياسي وفني، رأس العلاقات الدولية لفترة السيد ناطق الدايني الذي يتمتع بأدارة ادارية جيدة وهو دبلوماسي ايضا عمل في وزارة الخارجية سابقا وكانت مشاركته مهمة وكان لها أن تتطور لكنه فضل عملا اخر مهم فأتجه اليها.
عندما عدت من فينا، التحق للعمل في فينا بدلا مني السيد معتوق عبد الستار في نهاية عام 1989، أعقبه الدكتور أنمار وهبي، كانت العلاقات الدولية بكوادرها تمثل وزنا نوعيا ودؤوبا أكتملت فيه كافة شروط العمل الدبلوماسي الفني.
في منتصف عام 1990 وبعد بدء الحملة الأعلامية على العراق شكل الدكتور عبد الحليم الحجاج رئيس دائرة السياسات والبرامج لجنة برئاسته وعضويتي والدكتورعبد الواحد الساجي والسيدان عادل محمد علي وهاني حسن الحسن لمتابعة كل ما ينشر وتحليل مضمونها مع اقتراحات ترفع لرئاسة المنظمة وبدورها تحيلها للجهات العليا وجاءت حرب الخليج ، أستمرت اللجنة تتابع وتحلل وتقترح الحلول بما فيها قرارات مجلس الأمن وبالأخص القرار687 ومن الأنصاف بأن اقتراح اللجنة قد رفعها الدكتور همام عبد الخالق رئيس المنظمة الى الجهات العليا ومقتضاها كان اعلام الوكالة بكل نشاطات البرنامج النووي وعدم إخفاء أي شيْ لأن الوكالة لها من الطرق والدراية يمكنها من التوصل الى كل شيْ ولو طال الزمن، كذلك قدم الدكتور جعفر ضياء جعفر والدكتور نعمان النعيمي مذكرة إلى حسين كامل أوصيا فيها بإعلان جميع أنشطة البرنامج النووي الوطني المتوقف، وذكرا تفاصيل عن المواقع والمنظومات والمواد والانشطة التي نصحا بإعلانها بموجب شروط هذا القرار.
أعاد حسين كامل المذكرة فوراً موجهاً بها التقيّد بإعلان النشاط النووي المُعلن سابقاً والمعروف للوكالة الدولية فقط والامتناع عن إعلان أي من جوانب البرنامج النووي الوطني السابق (أي إخفاء البرنامج بالكامل) ،ولتبيان ضروف ماحصل يمكن إستدلاله من خلال ما مذكور في الكتابين الذي ألفه قادة البرنامج النووي ومنظمة الطاقة الذرية " الأعتراف الأخير الذي ألفه الدكتور جعفر ضياء جعفر والدكتور نعمان النعيمي" وكتاب "إستراتيجية البرنامج النووي في العراق" الذي الفه كل من الدكتور همام عبد الخالق والدكتور عبد الحليم الحجاج.
عند بدء التفتيش ساهم مع الفريق النووي العراقي في مجال الحسابات النووية وحركتها كل من الدكتور الساجي والسادة هاني الحسن وشاكر ريس وهشام عبد الملك حيث كانوالمسؤولين عن كافة المواد النووية وحركتها امام المفتشين، وفي أعمال الفريق العراقي ساهم كل من السيدان عبد المجيد حسن ومحمد السعدي(العلاقات الدولية) كذلك الدكتور هلال عبد الوهاب ولجنته بتوثيق كافة فعاليات التفتيش من زيارات وتدمير وما كان يبديه الجانب العراقي من مهنية وتصرف للحيلولة دون حدوث أية أزمة يتمناها من كان يريد أذية العراق كذلك كانت تقارير زيارة المفتشين تحوي معلومات تبين التصرفات غير المهنية والأستخبارية لبعض عناصر التفتيش وإستنتاج عن كل زيارة.
نتيجة لتشعبات العمل وكثرة المسؤليات فقد اقترح في عام 1998 أن تنقسم العلاقات الدولية الى ثلاث أقسام ترأس قسم العلاقات الدولية كاتب المقالة بالأضافة لمسؤلياته في الفريق النووي العراقي في حين رأس قسم التفتيش السيد هاني حسن وبمعيته كادرا له إلمام متكامل بعمل التفتيش أما قسم نزع السلاح فقد ترأسه السيد معتوق عبد الستار وبمعيته كادرا له الدراية والتحليل واعطاء المشورة في نشاط نزع السلاح النووي ويشارك في اجتماعات نزع السلاح على مستوى الدولي والجامعة العربية، كل هذه الاقسام لها دراسات قيمة ومفيدة ومهمة تصلح نيل شهادات وتقيمات ممتازة تلقفتها يد الغوغاء واحتمال انها أتلفت فضاعت جهود من عملها ومن استفاد منها طيلة الفترة الذهبية للطاقة الذرية، كما إن الاتفاقيات الثنائية والعقود لم تسلم أيضاً.
ان العمل العربي المشترك لاستخدامات الطاقة النووية كان ضمن اهداف العاملين في الحقل النووي واقرته احدى مؤتمرات القمة العربية في الستينات الا انه لم يرى النور الا بمبادرة تحريك هذه المسألة من قبل العراق وجرت محاولات عديدة وبجهد دبلوماسي وفني مع الجامعه العربية ومع الدول ذاتها.
انشأت الهيئة العربية للطاقة الذرية عام 1989 في تونس واختير الاستاذ الدكتور علي عطية من العراق وهو شخصية علمية معروفة على المستوى العربي الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية وسبق أن كان مديرا لمعهد البحوث النووية ليكون المدير العام للهيئة وكان الاختيار بالمواصفات التي يتمتع بها ومن خلاله استطاع ان يحدد مسار العمل العربي المشترك واعد النظام الاساسي والية الاجتماعات العلمية والدورية وحقق لقاء العلماء العرب، أستمر عمل الدكتور علي عطية لدورة واحدة وهي أربع سنوات بسبب ماحصل نتيجة حرب الخليج ، واستمرت الهيئة العربية للطاقة الذرية في مسيرتها لحد الان، وهنا أيضا إستعانت دائرة السياسات العلمية والبرامج في اختيار من يمثلها في الجان العلمية وكخبراء نذكر منهم كل من :
*-الدكتور فائز البيرقدار في اللجنة الاستشارية العلمية لدورتين وهي اللجنة المعنية بأنشطة الهيئة العلمية من مؤتمرات ودورات تدريبية ومشاريع.
*-الدكتور عامر عباس رئيس دائرة الفيزياء لدورتين والى فترة الاحتلال لنفس اللجنة الاستشارية.
*-الدكتور إنمار وهبي كخبير بما يتعلق بالدراسات والاستشارات البيئية.
*- السيد عدنان سليم مدير المفاعلات كخبير في مجال اختيار مفاعلات الابحاث.
أما من العلاقات الدولية:
*- الدكتور عبد الواحد الساجي كخبير لدراسة تطبيق الضمانات لدول الهيئة.
*- كاتب المقالة أعد دراسة لموديل (نموذج) نظام للضمانات مع خبراء من مصر ولبنان ورفعت الدراسة للجامعة العربية للأستفادة منها.
في عام 2002 أستلمت مسؤوليةأخرى في المنظمة، أصبح السيد عادل محمد علي مديرالعلاقات الدولية لحين الغاء منظمة الطاقة الذرية كذلك بالنسبة لأقسام ودوائر المنظمة جميعا.
إن من كان يعد خطابات العراق في مؤتمرات الوكالة ومجلس المحافظين ومؤتمرات معاهدة الحد من إنتشار الاسلحة النووية ومؤتمرات الهيئة العربية للطاقة الذرية والمركز الأقليمي للنضائر المشعة، اعتماداً على معطيات ومعلومات العلاقات الدولية وشعبها وحتى بعد ان صارت اقساما وهي التفتيش ونزع السلاح كما يلي.
* الدكتور رحيم عبد الكتل.
* الدكتور عبد الحليم الحجاج.
* السيد سرور ميرزا.
* السيد معتوق عبد الستار.
* السيد عادل محمد علي.
* السيد هاني حسن الحسن.
في منتصف عام 1989 عين الدكتور رحيم عبد الكتل سفيرا في فينا وعملت معه لمدة ستة أشهر ، لقد تعلمت منه الكثير منذ ان كنت مسؤولا في العلاقات الدولية في المنظمة وكان هو رئيسي كذلك عندما خدمت في فينا كان مشرفا على عملي من داخل المنظمة لقد ساهم ضمن القلائل في المجتمع الدولي في مفهوم الدول النامية لمعاهده الحد من انتشار الاسلحة النوويه ومفهوم التعاون النووي والزامية امدادات الوقود، تراس لجان عديدة على المستوى الدولي كما وانه كان له دور كبير في بلوره قرار مجلس الامن 487 لسنه 1981 والخاص بقيام اسرائيل بالهجوم على المفاعل النووي العراقي وتدميره وكان بمعية المرحوم الدكتور سعدون حمادي وزير الخارجية في حينه.
تجدر الاشارة الا انه وبطبيعة مداخلاته واقتراحاته في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بين احد اعضاء الوفد الامريكي بمقولته "بان الدكتور رحيم هو الاستاذ ونحن التلاميذ".
كما ولاننسى بانه اثناء اجتماعات المراجعة لمعاهده الحد من انتشار الاسلحة النوويه اقترح مفهوم بتعريف المنشاة النووية واعتمد ذلك ولحد الان،
أستمر بعمله الى أن توفاه الله عام 1993 بسبب المرض فرحمة الله عليه كان عالما ودبلوماسيا من الطراز الرفيع.
لقد خلقت تجربة البرنامج النووي العراقي ولأكثر من نصف قرن بمراحلها الثلاثة من التأسيس مروراُ ببرنامجه الوطني وصولاُ لمرحلة التفتيش والى التدمير وما شكلته التراكمات المعرفية والادارات المتخصصة والمؤهلة والمنفتحة عقلياً جعلته تخطيطياً وتنفيذياً قادراُ على الابداع البحثي والعملي، مما أهل أيضاً بعض من كوادره ليكون لهم دور في التواصل العلمي والفني والسياسي مع المنظمات الدولية، وهنا يمكن القول بأن البرنامج نجح بإستثمار العلاقة المتوازنة والمتطورة بين العمل البحثي وخوض المسالك التكنلوجية المتشابكة والمعقدة والعمل الدولي بما في ذلك تواصله العلمي مستوعباً تطورات البحوث العلمية والعملية، ركزنا في مقالتنا هذه على تجربة العمل الدولي ولنسميه العمل الدوبلوماسي الفني الذي يفهم ويستوعب الإلتزامات المعقدة وفهم المحددات والمعالجة والتصرف وإستخلاص الرأي المناسب.
لكي ننصف التأريخ ونجعل من المطلع أن تستكمل عنده صورة الخطاب السياسي النووي العراقي وكيف كان يتمسك بالثوابت والصمود لما يثار حوله مع تغير الظروف والمعطيات بأستخدام المرونة والمطاطية وإبعاد أي شيْ يمكن أن يشكل غموضاَ فكنا أثناء الحرب العراقية الأيرانية لا نتطرق لقدراتنا النووية لضرورات إستراتيجية أملتها ضروف المرحلة في حينها، ولكنها كانت موجهة بثقلها للتأكيد وأقناع الدول بأن أسرائيل تتبع سياسة الغموض النووي وهي الوحيدة التي أدخلت السلاح النووي للمنطقة، حقق العراق نجاحا دوبلوماسياً في مجال النشاط النووي في فترة ما قبل الحرب العراقية الأيرانية وأثنائها، فهو الذي رأس مؤتمر المراجعة لمعاهدة الحد من إنتشار الأسلحة النووية عام 1980، ولأكثر من مرة شغل عضوية مجلس المحافضين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حين لم تستطع ايران أشغالها ولو لمرة واحدة، كما أنه المبادر والمحرك لإنشاء الهيئة العربية للطاقة الذرية، كما أنه كان نائباً لرئيس اللجنة التحضيرية للأعداد لمؤتمر اللأمم المتحدة لتعزيز التعاون في مجال الأستخدامات السلمية للطاقة الذرية والذي إستمر تهيأته لمدة خمس سنوات وعقد المؤتمر في جنيف عام 1987تشهد مجموعة ال77 ومجموعة عدم النحياز والمجموعة العربية كيف كان العراق ودوره من خلال الاقتراحات والمتابعة وأساليب التفاوض مع الدول النووية.
إن ما نكتبه هو حقيقة إبراز تجربة كانت غنية بأساليب عملها، غنية بما حققته في تاريخ برنامج العمل الدولي في النشاط النووي وما كانت تصبوا اليه في سياسة استراتيجياتها النووية، ومن يعرف منطق التأريخ وما سار أليه يعلم ويحلل ويحكم عن ما جرى له ولأي سبب ما وصلنا اليه.
والسؤال المطروح هنا اين دبلوماسي اليوم وهل يستطيعون بكفائتهم الطائفية والعرقية ان يكونوا كما كان دبلوماسي العراق قبل الاحتلال.
الا يستحق من عمل اوساهم ببناء هذا البرنامج وافقه واهدافه لتكريم دولي بدلا من تشتيتهم واغتيال لبعض من كوادره وانزواء اخرين، ان تجربة العراق البلد النامي الذي امتلك قدرات متقدمة في مجالات عديدة منها الطاقة النووية كان يضعها في مركز متميز، هذه التجربة والخبرة لو سارت وفق متطلباتها في متناول الدول العربية السائرة في تطوير الطاقة الذرية واستخداماتها السلمية لولا حرب الخليج والحصار والعدوان ثم الاحتلال، وتمضي الأعوام وستمضي السنين والعراقيون والعالم لن ينسى ما فعل الأمريكان والبريطانيون ومن عاونهم في أيذاء العراق وتدمير مرتكزاته وشعبه، وستبقى وصمة العار في جبين الإنسانية، ومع فرق التفتيش لنا وقفات وأستذكارات ستأتي لاحقا، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
608 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع