ومضات الشناشيل وجمالية تصميمها العمراني والمناخي لبيوتات بلدي الجميل أختصرتها بكلمات المحبة والشوق وما آل أليها لها من تهميش

   

((ومضات الشناشيل وجمالية تصميمها العمراني والمناخي لبيوتات بلدي الجميل أختصرتها بكلمات المحبة والشوق وما آل أليها لها من تهميش))

                                     

    

         

تباعدت المسافات بيننا وبين الماضى الحافل بكل ما هو جميل بطريقة مخيفة ، وهنا لا أقصد العمر الزمني بل هو نمط الحياة وخاصة الممارسات اليومية الجميلة التى كانت سائدة في زمنها الجميل...

فليرجع كل منا بذاكرته الى الوراء قليلا ويقارن بين ذلك الزمن الجميل وبين يومنا هذا، تتجلّى بقوة أكبر في هذه الكلمات للفترة الماضية هو الإحساس الجميل للماضي والحاضر، أو الإحساس بانفصال زمني، ثمة إحساس ملموس بأن الحاضر في بلدنا شابه التخبط بكل شيء حتى بتراثه المعماري الذي بدأ يفقد بريقه المعهود، وإذا رغبنا في السفر عبر التاريخ والعودة الى الماضي البعيد، والبحث عن جزء من التراث، فما علينا إلا القيام بأستذكار إلى بعض من بيوتات البصرة وبغداد والعمارة والنجف وسوق الشيوخ والموصل والحلة وباقي المدن المفعمة بشناشيلها ودقة مكوناتها، الشناشيل بكل جمالها النابع في الأساس من بساطة تصميمها وعمق فلسفتها، إضافة إلى تفرد مادة الخشب بدفئه وحميميته واتساقه مع الطبيعة ومع الإنسان.
          

فالشناشيل اسم له معنى خاص عند العراقيين لما يحمله من عبق تراثي وتناغم مابين الفن وفلسفة الحياة والهندسة المعمارية والظروف المناخية والبيئية بطرازها الجميل، يعود بالذاكرة إلى مئات السنين خلت كانت تعج بمظاهر البساطة والترف الإنساني المليء بالحب والجمال وشيوع الألفة بين أبناء الحي الواحد، مجدولة بفيض العاطفة من حزن وحب وألم وأمل، والشناشيل عنوان لمقالتنا  وهي جزء هام من ثقافتنا العربية، وجزء من العمارة الإسلامية، والشناشيل هي التي تخفي العين التي وراءها وتمكن هذه العين من مراقبة عالم الشارع أو الزقاق، والكثير منا قد  رأى العالم من وراء الشناشيل، والشناشيل قيل عنها الكثير وتغنى بها الشعراء والأدباء العراقيون في الأشعار والقصص والروايات بوصفها أرفع ما أنتجته المدرسة العراقية للعمارة وتغنى بها المطربون المرموقين.
الشناشيل مفردة غيرعربية، ويقال إن كلمة شناشيل تنحدر من أصل تركي، أو فارسي، أوغير ذلك، ولكنها ستبقى عراقية المنبع بعملها البنائي وفنها المعماري والبيئي، وإن الكلمة مؤلفة من (شاه) بمعنى الملك و(شن) بمعنى المقصورة، في مصر وبعض من الدول العربية تسمى الشناشيل بالمشربيات، وهي مقتبسة من لفظة (الشرب)  تنحدر من كلمة «المشربة» لأن «القلل» الفخارية يدوية الصنع والمصنعة في صعيد مصر كانت ترص داخل صنية نحاسية لامعة، توضع وراء المشربية لتزداد مياهها برودة طبيعية منعشة عندما يمر الهواء على (القلل) المسامية، وكانت هذه (القلل) تقفل وتزين فوهتها بغطاء نحاس رشيق، تلميعه كان من ضمن مهام فتيات الدار، وكان بامكاننا ان نستخدم كلمة المشربية بديلا عن لفظة الشناشيل، لكنها كانت ستؤدي الى ضياع خصوصية الشناشيل البغدادية والبصراوية ذات الخصوصية العميقة في باقي مشربيات العالم العربي، لذلك اقترح ان يكون اسم الشنشول هو (المشرفية) مقتبسا من لفضة الشرفة ولكن التسمية ظلت الشناشيل.
   

لما كانت الشناشيل والآراسي، هي في الاصل شبابيك، فهي موجودة مع البناء العراقي منذ اقدم العهود، ولكن في العهد الاسلامي حدث تفاعل ما بين خصائص بغداد وخصائص البلدان الاسلامية المرتبطة بالخلافة الاسلامية، ظلت بغداد لعهود طويلة مركزاً للإشعاع الحضاري للعديد من الأقاليم وبالخصوص في أوج عصرها الذهبي في العهد العباسي، مما ادى الى تعزيز بعض العناصر الوظيفية والجمالية لهذه الشبابيك، فهي الهوية الاساسية للبناء العراقي، تبلورت في العصر العباسي، وان طرأ عليها بعض التأثيرات البسيطة الجزئية في الفترات اللاحقة للعهد العباسي، تدرجت هذه الشناشيل حتى وصلت لقمة رقيها في العصر العثماني، ونظراً لوحدة الظروف المناخية بين بغداد و مدن العراق الجنوبية فقد حذت حذو بغداد في طراز بنائها وعمارتها....
 لقد تميزالنمط البغدادي بتناغم متناسق بين الناحية الوظيفية والناحية الجمالية ، لقد راعى المعمار البغدادي عند تشييد الدار البغدادي الظروف المناخية وأحياءها ومحلاتها وجعل الشبابيك المطلة على الخارج قليلة الفتحات ومقاربة لشبابيك الجانب الآخر من الدور، وجعل الفسحات المكشوفة متجهة لوسط الدار ليوفر بذلك جواً مظللاً منوراً قدر الإمكان مراعياً الظروف الاجتماعية السائدة حينذاك، فكان الطابق الأول أو ما فوقه بأكمله أو غرفة من غرفه بشكل ناتىء الى الأمام، ويكون هذا البروز مصنوعاً من الخشب ومجملاً بزخارف هندسية وهي الشناشيل الخشبية باستخادم الزجاج المتعدد الالوان لتلطيف اشعة الشمس عند مرورها داخل البيت وغرفه.
 فالشناشيل تحف معمارية، وتمتد فوق الشارع أو داخل فناء الحوش وتبنى من الخشب المنقوش بالزجاج الملون وبدأ ظهورها في القرن السادس الهجري في زمن العباسيين، لحرارة الصحراءالعالية والجفاف الشديد في الجزيرة العربية والعراق جعل التفكير بنماذج للبناء، يُطوّر طريقته بالبناء بحيث يوفّر البيئة الداخلية المناسبة للحياه والقيام بنشاطاته بمعزل عن أجواء الصحراء الحارّة، لقد طورت العمارة الصحراوية التقليدية حلولاً إبداعية تعاملت مع مختلف العوامل البيئية لتحقيق أفضل الظروف المعيشيّة داخل الفراغ المعماري، حين عرف سكان هذه الصحارى كيفية استغلال الطاقة التي توفرت في بيئتهم المحلية، فقدموا أنماطاً وعناصرَ معمارية، أغنت الحياة الاجتماعيّة إلى جانب فعاليتها الوظيفية، قد يصعب علينا فهم عمل الشناشيل بمعزل عن البناء ككل، لذا لا بد من الإشارة إلى طريقة البناء الصحراوية، حيث استخدمت الجدران الطينية السميكة في البناء، والتي بدورها عملت كمخزن حراري، تمتص الحرارة الشديدة أثناء النهار، وتمنعها من الوصول إلى داخل الغرف، فتقلل بذلك من التبادل الحراري بين الداخل والخارج شديد الحرارة، وتتخلّص هذه الجدران السميكة من الحرارة التي كسبتها طوال النهار ليلا، حيث أن ليل الصحراء نادراً ما يخلو من البرودة، لقد كانت فتحات التهوية في هذه الجدران السميكة والسقوف العالية أشبه بالثقوب الصغيرة، والتي عملت إلى جانب تهوية الغرف وتبريدها بدفع الهواء الساخن إلى الأعلى والتخلص منه إلى الخارج، لكن هذا النظام لم يكن متكاملاً بما يكفي، حيث أن الفتحات الصغيرة لم تكن لتكفي لإنارة الغرف، فنتج من ذلك فراغات معمارية معتمة، قليلة الصلة بالفراغ الحضري في الخارج أو حتى في البيوت المجاورة، لقد قدمت الشناشيل الحل المباشر لهذه المشاكل، حيث أنها تدخل كميّات كبيرة من الضوء غير المباشر، وتمنع الأشعاع الشمسي  المصحوب بدرجات حرارة عالية من الدخول عبر فتحاتها، وبالتالي قدمت الشناشيل إنارة ذات كفاءة عالية دون زيادة درجات الحرارة في الداخل، هي نتوءات وبروزات تظهر في الطابق الاول فقط لغرض تصحيح شكل الطابق الارضي غير المتجانس الى شكل متجانس ذي زوايا قائمة، وبالتالي، تصحيح غرف الطابق نفسه الى غرف ذات اضلاع متوازية ومتعامدة، وهذا مما جعل بعض هذه البروزات ذات اشكال غريبة ولكنها ملفتة للنظر بما تحمل من جمال ودقة بالتشييد، كما ان الشناشيل تعكس خصوصية المجتمع الشرقي حيث يمكن للمرأة أن ترى خارج البيت وليس العكس أضافه إلى توفيره للضلال في الازقه الضيقة وكذلك كونه ماده عازلة للحرارة وماصة للصوت ولها جمالية تمثل روح الطبيعة، كما أنها تحفظ جدران الطابق الارضي من اشعة الشمس الحارة في الصيف.
   

وتقدم الشناشيل التي عرفت بشكل خاص في البيوت المطلة على شارع الرشيد ايام زمان  فوائد عدة منها جمالية واخرى وظيفية، فالناحية الجمالية تظهر في الزخرفة بأشكالها المختلفة، نباتية وهندسية، اضافة الى اضفاء الجو العاطفي الرومانسي، نتيجة الى تسرب اشعة الشمس من خلال الزجاج الملون، فيضفي ذلك على البيت جمالا وتلوين،  محلة العاقولية مازالت ماثلة في موقعها حتى اليوم وراء ساحة تمثال الرصافي، وكان هناك دار  ذات السقوف العالية المغلفة بالخشب الملون الانيق والشناشيل والرازونات التي تطرز جدران غرفها والعائدة لعائلة الشاعرة نازك الملائكة قبل أنتقال العائلة الى الكرادة.


                   

كما كانت منطقة الجعيفر والرحمانية والأعظمية وباب الشيخ والصدرية والفضل، من منا لم يتحرك فيه الحس الجمالي العالي عندما يلمح شناشيل بيوتاتها  وهي البيوت القديمة العريقة في تلك المناطق وامتداداتها، والشناشيل المصطفة على طول أزقتها وأحيائها  توفر مظلّة طويلة يحتمي بها المشاة من شمس الصيف وأمطار الشتاء، وقد وفرت الشناشيل للأزقة مظلة كبيرة تقي المارة حرارة الصيف وتدفع تيارات من الهواء بينها مايجعل المرور بينها في ايام الصيف القائض لطيفا وتزداد أهمية المظلة التي تطل إلى الخارج لمسافة متر تقريبا عندما تطل الشناشيل من عشرين الى ثلاثين منزلا متجاورا ويقابلها عدد مماثل من المنازل علماً أن هذا التقابل يجعل الأزقة بمنأى عن أشعة الشمس فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.

   

تعتبرالبصرة من أكثر المدن التي فيها الشناشيل الباسقة كنخيلها، تعتبر الشناشيل من الظواهر الرئيسية والمألوفة في البيوت البصرية التراثية، والتي تدل على الثراء، ففي بيوت الميسورين تتحول الشناشيل إلى قطع فنية رائعة، وذلك لجمال نقوشها الخشبية التي تتخللها قطع زجاجية صغيرة ملونة
تشيد الشناشيل أساساً على قسم من بناء الطابق الأول يضاف إلى المساحة الأساسية للدار، وذلك عن طريق إحداث بروز يستند إلى روافد خشبية أو معدنية، وعندما يتسع البروز نسبياً يعمد المعمار إلى تدريج ألواح الخشب أو الروافد ليمكنه الحصول على نقاط استناد قوية تشيّد فوقها الشناشيل، ويتراوح البروز عادة ما بين متر واحد أو أكثر بقليل، ويكون بناء الشناشيل من الخشب بدلاً من الآجر أو الحديد وذلك للتغلب على مشاكل الثقل في توسعة البناء، وكذلك مساعدة الخشب في تحقيق برودة الجو الداخلي للغرفة عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى البيت دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول إلى غرف الشناشيل من خلال الفتحات الخارجية المشبكة، وكذلك تحفظ للسكان حرمتهم وخصوصيتهم فهي مصممة لحجب الرؤية من الخارج للجالسين في هذه الشرفات أو الغرف الملحقة بها، بالأضافة لكونها مدينة النخيل والانهار والفراهيدي والسياب، تتواجد فيها بيوتات قديمة في العشار ومحلة البصرة القديمة يفوح من بين جنباتها عبق الماضي تطل على من كان يزورها في الزمن الجميل ليشاهد من بعيد البيوتات المطرزة بشناشيلها الجميلة بتصميمها وزخرفتها وبيوتها الشامخة في منظر جميل وخلاب ومترامي، من منا عندما يزور البصرة لم يقف طويلاً أمام بيتوتاتها   ليدقق ويستمتع بالشناشيل التي تجمل البيت من الخارج وينعكس لون زجاجها الملون على الطريق في مداعبة غير مقصودة لشعاع شمس حط بنوره على المكان، تلك البيوتات التراثية الرائعة في الهندسة المعمارية، أصبحت متلازمة مع واقع الإنسان البصراوي على مر العصور، هي عديدة وذات هندسة معمارية، فهذه الشواهد التراثية، إنما تدل دلالة واضحة على مدى إبداع المعماريين في مجال بناء البيوت المعمارية التي شيدوها بكل إتقان مع مهارة تصميم الأبواب والنوافذ والتي تحمل الطابع القديم، وهذه البيوتات القديمة تصبح اليوم بمثابة تراث يشهد على عظمة الإنسان العراقي، لا بد أن يشدك بقوة تراثها المعماري الذي ميزها عن بقية المدن العراقية، حيث من الممكن أن تشاهد شناشيلها التي تعبر عن مدى التقدم الحضاري في مدينة كانت من أوائل الأمصار الإسلامية التي أمر بتشييدها ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وستبقى شناشيل مدينة البصرة على الرغم من إزالة الكثير منها شاهداً حياً على جمالية العمارة البصرية من الفنون المعمارية المميزة وتقدمها خلال فترات من تاريخها الحضاري العريق.

والشناشيل قيل عنها الكثير وتغنى بها الشعراء والأدباء العراقيون في الأشعار والقصص والروايات والأحاجي وصدحت أصوات المغنين لاهجة بجمالها بحيث أصبحت أساساً في ألهامهم لجمال وتميز بنائها من غيره من فنون العمارة، أغنية تقول:
 (فدوة للشناشيلات، تگعد بيهن الحلوات، تكثر بيهن الضحكات، فدوة للشناشيلات)
وأغنية أخرى تقول كلماتها: (شناشيلك ياسف اليوم، يحلة الليل بيه النوم، بس آنه أضل مهموم، كل ليلي أجر حسرات).

           
 
 كما كانت حاضرة في قصيدة لشاعر البصرة الكبير بدر شاكر السياب (شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر.. عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاء)، لكن بعد مرور قرن من الزمن على قصيدة السياب، لم يعد النور يسطع من تلك الشبابيك المشنشلة، حيث بدت في طريقها إلى الزوال.
كما كانت هناك قصة متداولة في ثقافتنا الشعبية عن حب نجار الشناشيل لأبنة الجيران.

   
 
شكلت الشناشيل حيزا من الألهام للفنون التشكيلية والرسم، فقد قام بعض الرسامين الرواد وما بعدهم من عكس لوحاتهم الجميلة وبعض منها نقلت الشناشيل من الواقع المحلي الى المستوى الدولي.
ذكريات الشناشيل والتطرق اليها جميلة بكل شيء وليس في بنائها وتصميمها وزخرفتها بل في عبق مشاركتها في الفرح والحزن وفلسفة حياتهم على حد سواء وربما البناء هو ايضاً جزء من تلك الروحية الخالدة في ذاكرة كثير من العراقيين، وكم هم يتأسفون حينما يهد بناء قديم من دون التفكير للحظة بأنه يحمل بصمة معمارية وروحاً عراقية فريدة في ذاكرتهم، تلك الروحية الخالدة في ذاكرتهم،  كل المجتمعات الانسانية في الشرق وفي الغرب المتقدمة منها والاخرى التي اقل تقدما،  تسعى جاهدة وبكل الوسائل للحفاظ على موروثاتها المعمارية وغير المعمارية لانها تشكل جزء من هويتها وواقعها الحضاري والتاريخي ولتعريف الاجيال المتلاحقة بما تمتاز به حضارتهم من كنوز شكلت في زمن ما واحدة من العلامات البارزة في التاريخ الانساني، والشناشيل واحدة من العلامات المعمارية وسمة من سمات المجتمع العراقي الذي يمكن لنا ان نستنتج طبيعة حياته وعلاقاته المتداخلة والتي تكتنفها الالفة والمحبة والانسجام، وعموما فانها تمتلك خاصية فنية في زخارفها ومقرنصاتها واعمدتها وابوابها وزجاجها الملون وغرفها، ناهيك عن كونها تشكل سلسلة من البيوتات التي تسقط ظلا على الشارع هذا المعمار الذي تكون عبر عشرات السنين قسم كبير قد أضمحل والقسم الآخر اصابه التهميش؟، ولنا ان ننادي بصرخة  ان انظروا الى هذا الموروث الذي يعكس صورة مجتمعناالعراقي الذي بدأ التكالب عليه بغية تمزيقه وتمزيق تراثه الأجتماعي العمراني، أن هذه البيوت ارث حضاري نخشى عليه من الاندثار فهو يحمل ذكريات الماضي الجميل، وهي بمثابة شواهد على تاريخ  شهده جيلنا وسوف لن يشاهده الجيل الحالي والقادم، ما زال بعضها شامخا هنا وهناك وأخريات كثيرات باتت أطلالا تدل على أنها موت لتراث مهم لم يحافظ عليه بالطريقة التي تحافظ بها الدول المتقدمة على ميراثها وتراثها، أذا كانت الشناشيل فناً من فنون الإبداع المعماري والبيئي والجمالي خاصة في بعض مناطق العراق وخصوصا البصرة، إلا أنها اليوم تقاوم الدخول في التاريخ وتقاوم كذلك فكرة الإهمال وعدم الترميم، لأنها كانت يوماً حكاية تروى، وغناءً يطرب له، وفناً قضى الحرفيون والمعماريون والبنائون فيه العمر كله، وشعرأ يتغنى به، ورسماً في لوحات رسامينا، فهل لنا أن نعيدها لمجد كان زاخراً بها وبمكانتها، ومن الله التوفيق.

سرور ميرزا محمود


  

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1251 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع