بغداديات/مناسبات وشموع....
فقلتُ لهم بغداد تبقى ولودة ستنجبُ أبطالاً تذودُ عن الحمى
فقالوا أما أبصرتْ موتَ شبابها فهذا غرابُ البين في الأفق حوَّمـا
فقلتُ لهم كم داهمتها نوائبٌ ولكن غول الموت قد فرَّ مرغمـــا
فقالوا أما حاولت ترنو لغيرها فتهدي لها شعرا ً يفيضُ تبسُّمـــا
فقلتُ وهل في الأرض وجهٌ كوجهها يليقُ به بيتُ القصيد ترنــُّمــا
مناسبات البغداديين ايام زمان بسيطه ولكنها مهمه جدا بالنسبه لهم وكثيرا ما تهتم النساء العجائز بمواعيد هذه المناسبات والواجبات التي يجب تأديتها وقليل من الرجال من يهتم بهذه المناسبات ولكنهم يقومون بواجباتهم فيها على احسن وجه والمناسبات عند اهل بغداد كانت تتوزع على اشهر السنه والاسابيع والايام وتشكل الشموع ركيزه اساسيه في كل المناسبات لانها تشكل العنصر الاساسي لاظهار الاحتفال بالمناسبه ..
المناسبات عديده منها ميلاد سيد الكائنات والبشر محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) حيث تمتلىء المساجد بالمصلين وتبدأ الاحتفالات بالتمجيد والتسبيح وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم والمديح ونقر الدفوف والتواشيح الدينيه وكذلك عند عودة الحجيج من الديار المقدسه وختم القرآن الكريم ونجاح الطلبه في المدرسه او الملا والطهور وقدوم شهر رمضان والعاشر من محرم الحرام والاربعين وحنة العروس والزفه وحلاقة الولد الذكر لاول مره ,,
والنذورالتي تنذرها النساء وكثيرا ماتشاهد النسوه وهن يوقدن الشموع على خشبة او على كربه سعف نخيل وعليها عدد من الشموع الملونه وتسير في نهر دجله..
ومن الشرائع التي تسبق مقام الرجل الصالح ( خضر الياس ) او صينية الزكريا التي تملىء بالشموع وعلى عدد افراد العائله او في استقبال شهر رمضان المبارك عندما توقد الشموع بالبيوت والجوامع والازقه والحواري ابتهاجا بقدوم شهر الصوم او استقبال الحجيج عند قدومهم من الحج في الديار المقددسه وترى الصبيه يحملون الصواني وفيها الآس والشموع مع الدفوف والاعلام البيضاء...
وهذه الحال تجدها عند ( ختان ) طهور صبي في المحله وترى الشموع منتشره في الدار مع الحلويات والكليجه والشرابت والطبل ومزيقة ابو خشمان تعزف والدشداشه البيضاء وزغاريد النسوه اما الاحتفال الكبير فهو في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الثاني حيث الجميع منشغل بالتكبير والتهليل والصبيه يوقدون الشموع في البيوت والمساجد والطرقات..
وكثيرا ما يبكر ( اللمبجي ) في الحضور ذلك اليوم لايقاد فوانيس المحله احتفاءا بالمناسبه كما ذكرنا في اعلاه..
اما شمعة العروس فانها تختلف عن باقي الشموع بالحجم والشكل فهي كبيرة وقد يصل طولها الى اكثر من متر وقطرها يصل الى 10 – 15 سم ووفيها الوان متعدده يطغى عليها اللون الابيض مع بعض الورود الاصطناعيه لتزينها وتوقد هذه الشمعه عند عقد القران وعند الزفه وتتبارك فيها الفتيات عند انتهاء الزواج وبقاء قسم من الشمعه ..
عندما تلد امرأه في الطرف او ( الدربونه ) بمولود وخاصة اذا كان ذكرا فأن الشموع تملىء الدربونه والبيت ويحتفل الاطفال بانتظار الخروف الذي ينحره والد المولود ويفرق لحمه على الجيران مع الحامض حلو والجكليت والدراهم وهذا المنظر يتكرر عند الختان ( الطهور ) ,,وبعض النسوه توقد شمعه وتتركها املا بعودة غائب او مسافر . وبقاء الشمعه موقده حتى نهايتها فآل طيب بتحقيق النذور او بايقاد شمعه او اكثر عند زيارة القبور توضع على القبر
للشموع استخدامات عديده فلقد كانت كل البيوت تحتاجها وفيها مكان في كل بيت ( رازونه ) اي زاويه خاصه لوضع الشمعه يمكنها انارة البيت وتباع الشموع بالدرزينه ( الدسته ) او بالمفرد وسعر الشمعه لايتجاوز 10 فلوس في احسن الاحوال ويستخدم بقايا الشمع المائع في معالجة الفطور( التشققات) في ارجل النساء او يجمع ويستخدم ممزوجا بالعلكه ( علج مي وعلج بستك ) التي كانت تستخدم من قبل الفتيات والنساء بكثره..
كما للشموع استخدامات كثيره في الافراح والمناسبات الحلوه فانها ايضا تستخدم عند الوفاة ومناسبات الحزن وعند زيارة القبور وعند ختمة القرآن الكريم حيث توضع صينيه وفيها مجموعه من الشموع والآس .
https://www.youtube.com/watch?v=O2EUnRydxKA
دخلت الشمعه في التراث البغدادي في الغناء والامثال وغنى الكثير من لمطربين عنها مثل فاضل عواد ( لاخبر لاجفيه لاحامض حلو لاشربت ,, كالوا صوانيكم بالشموع انترست ) ويقال للواقف في مكان غير مناسب امام الجالسين ( شنو شمعة فگر؟؟ ) او يقال للشخص الممدوح والناجح والمحبوب بالشمعه ويكنى رب الاسره بشمعة البيت ..
وهكذا اخذت الشمعه الكثير من الحيز في حياة البغداديين ايام زمان وعدم توفر الكهرباء للاناره وللاحتفال في مناسبات عديده كما مر في اعلاه ولاتزال الشموع تستخدم في الافراح والمناسبات وفي المساجد والكنائس كأساس وتقليد ديني عند الاخوه المسيحيين والبيوت والقبور ويامكثرها هذه الايام كما لاتزال الشمعه هي شعار العراقيين وشعار وزارة الكهرباء العراقيه التي تكافح من اجل توفير الطاقه منذ احد عشرة سنه ولحد الان لم تتراجع الشمعه عن دورها الريادي في انارة العراق بالرغم من منافسة الفانوس والاله .
اني الذي " شمعة " صرت من ساعتي ومن يومي
أحرك بنفسي كل وكت للغير أضوي دومي
مع تحيات ....عبد الكريم الحسيني
1378 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع