المدىـ بغداد/ حامد السيد:فوجئ العراقيون يوم امس بصورة يتداولها مستخدمو فيس بوك، تظهر تمثال ملك العراق فيصل الاول، وقد ثبتت راية حسينية على رأسه بحبل طوق عينيه وأخفى ملامح وجهه.
وقال نائب بارز عن التيار الصدري في حديث للمدى ان قضية الامام الحسين لا تحتاج الى رفع رايته الى جانب ملك، مبينا ان الملك فيصل رمز وطني يجب ان تصان حرمته.
وذكر ناشطون على فيسبوك ان فيصل الاول ملك العراق سليل اسرة هاشمية وعلوية عريقة، وان تشويه تمثاله في قلب بغداد وعصب عينيه واخفاء ملامح وجهه امر يسيء الى البيت الهاشمي في كل انحاء العالم، ويسيء الى الملك الذي هو من احفاد الامام الحسين.
ونصب تمثال الملك فيصل الأول أول ملك للعراق الحديث، في منطقة الصالحية وسط بغداد عام 1936, وهو من صنع النحات كانونيكا والاصل الجبسي موجود حاليا في متحف النحات في فيلا بورغيزي في روما.
من جانبه اعتبر ممثل التيار الصدري في البرلمان رافع عبد الجبار عملية نصب الرايات على النصب والتماثيل الوطنية، ممارسة لا تليق باهداف وثورة الامام الحسين.
وقال عبد الجبار في تصريح لـ "المدى"، ان " الامام الحسين ابن علي لا يحتاج الى راية تميزه عن ملك من ملوك العراق، فهو حفيد الرسول وان ثورته واهدافه اسمى من سلوك ناتج عن اجتهادات بعض الجهلة" .
وتابع ان "العراق يحتاج الى من يوحده ويرص صفوف مواطنيه دون اثارة لمكون على حساب مكون اخر او طائفية على حساب طائفة اخرى ".
الى ذلك دعا وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي في تصريح لـ "المدى"، الجهة التي علقت راية عاشوراء الى ازالتها من نصب الملك الاول، والمحافظة عليه، لانه نصب يمثل العراق وليس لجماعة معينة .
لكن اغرب التعليقات على الاساءة لتمثال الملك جاءت من نواب مقربين من رئيس الحكومة نوري المالكي، فرئيس لجنة الثقافة النيابية علي الشلاه وفي اتصال مع "المدى"، رفض التعليق حول صور التمثال، وقال ان "ملاحقة اصحاب الفتن والطائفية في العملية السياسية اولى من تحشيد الرأي حول نصب او تمثال هنا او هناك".
وحذر الشلاه الصحافة من "ترويج النزاع الطائفي بحجة الاهتمام بملامح العاصمة بغداد"، قائلا ان " اللعب على وتر الطائفية من قبل الصحفيين في هكذا مواضيع لا يخدم العراق".
وشدد ان " لجنة الثقافة في البرلمان ليست مسؤولة عن متابعة تصرفات شعبية، بل هي مسؤولة عن متابعة القوانين التي تخص الصحافة والثقافة فقط " . لجنة الاوقاف النيابية لم يبتعد موقفها عن نظيرتها الثقافية، فهي الاخرى علقت على الاساءة لتمثال الملك فيصل الاول بـانها "تصرفات عفوية".
وقال رئيس اللجنة النائب علي العلاق وهو حليف اخر للمالكي، ان "هذه القضايا لا تحتاج لموقف مسؤول لانها عفوية والبرلمان غير معني بها مطلقا".
ويرى في تصريح لـ "المدى"، ان "كشف الطائفيين في مناطق غرب العراق، الذين يخططون لحرب اهلية"، اجدر بالمتابعة الصحفية من غيرها.
واعلنت امانة بغداد بداية تشرين الثاني الماضي عن خطة هندسية وفنية لتطوير النصب والتماثيل وصيانتها في الساحات والطرق الرئيسية. وكان وكيل الامانة نعيم عبعوب قد اشار في وقت سابق الى ان "الامانة ستنفذ خطة هندسية وفنية لتطوير النصب والتماثيل وصيانتها لتعزيز جمالية العاصمة بغداد "، مضيفا أن "الخطة تركز على القيام بتاهيل وصيانة وانشاء نصب جديدة خلال موازنة عام 2013 ".
وفيما اتهمت مؤسسات اعلامية امانة بغداد بازالة بعض النصب من مواقعها، اكدت الامانة في بيان سابق تلقت "المدى" نسخة منه، انها ازالت بعض النصب لغرص الصيانه وليس الازالة .
الى ذلك طالب عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي الجهات المتنفذة بإقرار قانون يقضي بحماية النصب والتماثيل من الجماعات السياسية .
وقال الربيعي في تصريح لـ "المدى"، ان " نصب بغداد مملوكة للعراق وليس لجهة محددة "، داعيا " الاوساط الثقافية الى الضغط باتجاه دعوة الحكومة بمنع كل جماعة تحاول تغيير تنوع العاصمة الى هوية واحدة ".
واتهم المسؤول في مجلس المحافظة قسم النصب والتماثيل التابع لامانة بغداد بالتسبب في ما يحصل لتماثيل بغداد، مبينا ان المجلس لا يمتلك قانونا يسمح له باستجواب اي مسؤول محلي في العاصمة .
واختار العراقيون فيصل بن الحسين شريف مكة، ملكا للعراق بعد ثورة العشرين وهو ما مهد لحصول البلاد على استقلالها فيما بعد عن الاحتلال الانكليزي.
1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع