في مدينة الحلة العراقية تعيش إيناس الشمري تفاصيل حياتها المزدحمة بمسؤوليات أسرتها وعيادة طب الأسنان حيث تعمل طبيبة، إلى جانب ما تخصصه من وقت لكتابة القصص القصيرة والروايات.
"طوف الذكريات" هي أول رواية نشرت ورقيا للشمري العام الماضي، ورشحت لجائزة كتارا للرواية العربية في قطر، والتي ينتظر إعلان نتائجها في تشرين الأول/أكتوبر القادم.
نشرت دار الحكمة في لندن رواية "طوف الذكريات"، فيما نشرت الكاتبة ثلاث روايات إلكترونية.
وتقول الشمري في حديث لـ"موقع الحرة" إن "طوف الذكريات" ركزت على المرأة العراقية، فالشخصية الرئيسية في الرواية امرأة عراقية طموحة تحاول رغم ظروفها الصعبة تحقيق أحلامها.
وتضيف الشمري "أعتز بهذه الرواية، صورت فيها معاناة امرأة عراقية تريد أن تعيش حياتها كما ترغب، وأن تحقق طموحها رغم ظروف حياتها ومجتمعها الصعبة.. لكنها تتمكن من تحقيق جزء من تلك الطموحات".
ولا تخف الشمري حرصها على إبراز الجانب "الخفي" لدى بطلة روايتها الذي يكمن في العاطفة التي تعتبرها "ضرورة لا يمكن التخلي عنها" لتستطيع شخصيتها التغلب على ظروفها الصعبة.
"يوجد مثل هذه المرأة الكثير في المجتمع العراقي" تضيف الشمري التي تتعرض بطلة روايتها لكل الظروف التي تواجه المرأة العراقية سواء الاجتماعية أو السياسية، أو الاقتصادية.
وعانت المرأة العراقية كثيرا من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، فيما كانت الضحية الأولى لتنظيم داعش الذي اضطهد المرأة العراقية في المدن التي سيطر عليها قبل أن يطرده الجيش العراقي من معظم الأراضي العراقية.
شغف منذ الطفولة
تستذكر الشمري في حديثها لـ"موقع الحرة" أيام الطفولة قائلة: "أنا من عائلة شغوفة بالقراءة، وكان لدي فضول وغيرة منذ عمر صغير لقراءة الكتب كما يفعل والداي وأخواتي".
وتنبهت أسرة الشمري لموهبة إيناس في عمر مبكر، إذ كانت تقرأ بكثرة وتنجذب للقصص التي كانت والدتها ترويها لها من كتب أدباء مشاهير أمثال وليم شكسبير، كما تقول.
أول مرة
وبدأت الشمري أول كتاباتها عندما كانت في الـ11 من عمرها، لقد "كانت مجموعة من قصائد شعرية بكلمات بسيطة حينها، ثم كتبت أول قصة قصيرة".
وتابعت الشمري شغفها إلى جانب دراستها التي قدمت فيها جهدا مكثفا حتى تخرجت من المرحلة الثانوية بمعدل أتاح لها دخول كلية طب الأسنان.
"وبعد التخرج والتعيين بدأ اهتمامي بالكتابة يصبح أكثر تركيزا وأنجزت روايتي طوف الذكريات عام 2010".
واضطرت الشمري لترك مدينتها الحلة والابتعاد عن أهلها لفترة بعد تعيينها طبيبة أسنان في محافظات أخرى مثل السماوة والديوانية حيث شغلت نفسها بالكتابة وبدأت بنشر مجموعة من القصص القصيرة في الصحف العراقية، وأنشأت صفحتها الخاصة في فيسبوك لنشر أعمالها.
وتؤكد الشمري أن الزواج لم يكن عائقا أمام شغفها في القراءة وكتابة القصص والروايات أو حتى ممارسة عملها، وتقول: "زوجي لا يمانع توزيع وقتي بين مسؤوليات المنزل والأطفال والعمل، بل هو مصدر فخر له أن أكون كاتبة".
المستقبل
تقول الشمري: "سيكون فيه (المستقبل) خلطة من الأمومة والزواج وطب الأسنان والكتابة، وهذا يتطلب أن أستمر في عملية التخطيط وخلق الوقت لكل هذه الأشياء في حياتي".
وتنصح الشمري العراقيات بالإيمان بأنفسهن ومواهبهن لتحقيق ما يطمحن إليه في المستقبل، لافتة إلى أن العراق غني بمواهب شابة لعراقيين هزموا ظروفهم الصعبة ويمكن أن تجد نماذج من أعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
والشمري اليوم بصدد الانتهاء من روايتها القادمة التي يتوقع نشرها في مطلع العام القادم.
المصدر: خاص بـ"موقع الحرة"
972 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع