الشيوعي العراقي: التظاهرات فرصة لإحداث تغيير والحكومة فشلت في الاستجابة لها

  

المدى/بغداد/ وائل نعمة:انتقد الحزب الشيوعي العراقي مظاهر التحشيد الطائفي التي تنتهجها بعض القوى السياسية للحصول على اصوات الناخبين في اقتراع مجالس المحافظات، محذرا من استمرار حالة الفوضى الادارية وشلل المؤسسات الحكومية بسبب سياسة المحاصصة.

وفيما اكد الحزب الشيوعي موقفه الداعم لمطالب المتظاهرين في المناطق الغربية التي دخلت شهرها الرابع، ابدى مخاوف من اهمال عامل الزمن في تأخر الحكومة بإيجاد الحلول بينما الاعتصامات والاحتجاجات ومشاعر السخط تتصاعد.

وتناول الحزب الشيوعي في كلمته في حفل بمناسبة مرور 79 عاما على تأسيسه وحضره سياسيون ونواب، ما وصفه بـ"المحنة الحقيقية التي تمر بها البلاد"، لافتا الى ان الأزمة تزداد تعقيدا يوما بعد آخر، محذرا من تداعيات الأزمة السياسية القائمة وانسحابها الى مختلف القطاعات في البلاد، بينها تهديدها السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي.

واعتبر الحزب ان الازمة التي تعصف في البلاد، حلقة جديدة اشد خطورة في مسلسل الازمات المتتالية التي ينتجها نظام حكم المحاصصة الطائفية، مبديا خشيته من ان استمرار الازمات سيولد صراعات ونزاعات بين القوى المتنفذة، فضلا عن الفساد الذي "ينخر" مفاصل الدولة ومؤسساتها.

وبخصوص التظاهرات المناهضة لسياسات الحكومة أكد الحزب الشيوعي على موقفه الثابت بتأييدها، محذرا من ان تأخر الحلول والمعالجات الجادة يفسح المجال امام جهات تسعى لاستغلال مشاعر السخط لدى المتظاهرين، منتقدا من يحاول دفع الاحتجاجات والتظاهرات السلمية في اتجاهات طائفية أو قومية متعصبة ضيقة.

وحمل "الشيوعي" كل القوى المتنفذة مسؤولية ما يجري، مؤكدا ان "الحكومة لم تقم بدورها المطلوب لمعالجة الأزمة"، كاشفا ان الوقت أصبح مناسبا لدخول عامل جديد يتمثل في الحراك الجماهيري وتصعيد الضغط الشعبي عبر وسائل عدة لإجبار الفرقاء صناع الأزمات على الانصات لصوت العراقيين الطامحين للعيش في أمان واستقرار.

وشدد الحزب الشيوعي على دعمه لـ"دولة المواطنة" كحل للازمة السياسية التي لا تميز بين عراقي وآخر بسبب انتمائه السياسي او القومي او الديني، داعيا الى تشكيل تيار متماسك موحد قادر على ان يطرح نفسه بديلا موضوعيا لنظام المحاصصات.

وعرج الحزب الشيوعي على التحضيرات الجارية لانتخابات مجالس المحافظات، واعتبرها "تجري في ظروف غير طبيعية وتحديات كبرى، وفي اجواء الأزمة السياسية العميقة التي تعيشها البلاد".

واكد الحزب مشاركته في الانتخابات بقوة مع حلفائه في التيار الديمقراطي والقوائم الائتلافية الاخرى التي يشارك معها متطلعا الى المشاركة الشعبية الواسعة في اقتراع مجالس المحافظات باعتبار ذلك حقا وواجبا وطنيا ينبغي عدم التفريط به مهما كان حجم المرارة والخيبة والصعوبات والمشكلات.

من جهته اكد المرشح الاول عن بغداد في قائمة "تحالف العدالة والديمقراطية" فرحان قاسم ان الائتلافات التي دخلت ضمن قائمة التيار الديمقراطي اشتركت في رؤية واحدة لتحديد مستقبل بغداد والبلاد بشكل عام وهي مغادرة الطائفية والمحاصصة السياسية المسؤولة عن شلل المؤسسات وحركة الاقتصاد في البلاد.

واوضح قاسم على هامش الاحتفالية بان "تحالف العدالة والديمقراطية" يريد ادارة الدولة بطريقة اعتماد الكفاءة والنزاهة والابتعاد عن المحاصصة، واقامة دولة مدنية ديمقراطية بديلة عن الطائفية والاثنية، منتقدا في الوقت نفسه التحشيد الطائفي الذي تقوم به بعض الكتل السياسية المتنفذة التي تريد اعادة تنصيب نفسها في ادارات مجالس المحافظات.

ووعد قاسم اهالي بغداد في حالة انتخابه ان يقوم هو وكتلته باستغلال كل الموارد البشرية والمادية لبغداد من اجل تغيير واقعها الى الافضل، بعدما فشلت الإدارة السابقة في توفير الخدمات الاساسية والبلدية الى سكان العاصمة على حد قوله.

ولفت الى ان "البلاد فيها موارد مائية ونفطية عملاقة، وميزانية تعادل ميزانيات 6 دول صغيرة وهي ثاني اكبر ميزانية في الوطن العربي"، متسائلا " لماذا شعبه مازال فقيرا وبدون خدمات"؟ عازيا السبب الى فشل الادارة رغم الإمكانيات العملاقة، معولا على التحالف المدني الجديد والذي اختار رمز المفتاح وشعار "التغيير بأيدكم".

الى ذلك اعتبر ممثل حزب الاتحاد الكردستاني في الاحتفال، فرياد راوندوزي، الحزب الشيوعي شريكا أساسياً في العملية السياسية وفي تاريخ النضال الوطني، داعيا خلال كلمته الى التوافق في مجلس النواب لتمرير القوانين، محملا رئيس الوزراء مسؤولية حل الأزمات في البلاد، ودعا جميع الشركاء الى الجلوس لطاولة الحوار والعودة الى الدستور، وحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل، فضلا عن تلبية مطالب المتظاهرين، وسد الشواغر في الوزارات الامنية وانهاء حالة ادارة بعض المؤسسات بالوكالة واعتماد التوازن في المناصب الحكومية.

من جهته قال وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي الذي حضر الاحتفالية ان الحزب الشيوعي راع أساسي في الحركة الوطنية العراقية وداعم للديمقراطية، مؤكدا ان اصطفافه مع بعض الكتل الأخرى لدخول الانتخابات المحلية القادمة هو من اجل العراق الجديد الديمقراطي التعددي الفيدرالي.

ودعا الاتروشي كل الكتل والقوى السياسية الى "التعلم من تجربة الـ35 عاما التي مرت من حكم الطاغية صدام والنظام الشمولي"، مشددا على اهمية عدم الرجوع الى الدكتاتورية وترسيخ الديمقراطية، ونصح المرشحين الجدد لمجالس المحافظات بالاهتمام بالجانب الخدمي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

684 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع