الرسالة الثالثة لِرِبْ - عَدّي حاكمِ مدينةِ بيبلوس إلى الفرعون المصري

عبد يونس لافي

الرسالة الثالثة لِرِبْ - عَدّي (Rib - Addi)
حاكمِ مدينةِ بيبلوس إلى الفرعون المصري

احتجاجات الولاء
PROTESTATIONS OF LOYALTY
عِشْ مع الفراعنة في تلِّ العمارنة

ورسالةٌ ثالثةٌ من
رِبْ - عَدّي (Rib - Addi)
ملكِ  بيبلوس (Byblos)او جُبَيْل1
الى فرعون مصر، وهو يُعاني ضَعْفًا
في الصحة، وضَعْفًا في الإمساكِ
بزِمام الأُمور في مملكته.

يبدأ رسالتَه بالثَّناء على الفرعون،
واصفًا إيّاهُ بشمسِ البلدان،
ويعبِّر عن ولائِه الشديد، بأنْ يسقُطَ
ساجدًا عند قدميْهِ سبعَ مرات، ويكرِّر.

يذكر رِبْ - عَدّي أنه أرسل طَلَبينِ
سابقين، اضافةً الى مبعوثه الخاص
لمساعدته في إرسال قوةٍ لحماية
مُلكِه، لكنه لم يتلقَّ أيَّ استجابة،
ممّا أدّى إلى احْتقار مسؤوليهِ له،
بل تجاوز ذلك الى افراد عائلته
حيث لم يحصلوا على أيِّ قَدَرٍ من
الفضَّةٍ من الإدارة الفرعونية.

ثم يُخبِره عن تمرُّدِ أخيه الأصغر
خامونيري (Ḫammuniri) في
بيروت، الذي هدَّد بتسليم جُبَيْل
إلى قبيلة عبدي – عشيرتي
(Abdi-Aŝirti)، ثم طرَدَه من
المدينة عندما رأى مبعوثه عائدًا
من الفرعون دون طاقم حماية.

يستعطفُ رِبْ - عَدّي الفرعون،
مشيرًا إلى تقدُّمِه في العمر،
ومعاناته من مرضٍ جسديٍّ خطيرٍ
يمنعه من الذهاب إلى مصر.

يضيف أن آلهةَ جُبَيْل قد انصرفت
عنه، مما يجعله غيرَ قادرٍ على
المثول أمام جلالته، ولذا أرسل
ولدَه نيابةً عنه ليوصلَ طلبَ
إرسالِ الرُّماة لاسْتعادة المدينة.

يؤكد رِبْ - عَدّي للفرعون أنَّ
الكثيرَ من أهل جُبَيْل يدينون له
بالولاء، وأن الأعداءَ سيهربون
عند سماعهم وصول الرُّماة.
ويعبِّرُ عن اسْتعداده للتضحية
من أجله، ويؤكد أنه يحافظ
على جُبَيْل لتظلَّ تابعةً له.

يطلب رِبْ - عَدّي من الفرعون
عدم التغاضي عن المدينة، لكي
لا يخسرَ ثروتَها الكبيرةَ من
الذهبِ والفضةِ والمعابدِ الثمينة،
بل عرض عليه أن يفعل به ما
يشاء إذا سقطت المدينة، لكنَّه
طلبَ منه أن يمنحَه مدينةَ
بوروزليم (Buruzilim)
لتكون سكنا له.

يشرح رِبْ - عَدّي موقفه الحالي
مع خامونيري في بيروت، ويشير
إلى أن الثورة اجتاحت المدن،
وأن قبيلة عبدي - عشيرتي
أصبحت قويةً بالنسبة له.

يطلب من الملك التحرك بسرعة
لإرسال الجنود لاسْتعادةِ المدينة،
ويؤكِّدُ أنَّ سقوط جُبَيْل سيؤدي
إلى سقوط كلِّ المدن الكنعانية.

يختتمُ رِبْ - عَدّي رسالتَه
بالرَّجاء من جلالة الملك،
التصرُّفَ حالًا وإرسال الجنود
بأسرع وقتٍ ممكنٍ لاسْتعادة
المدينة، ويعبِّرُ عن اس‍ْتعدادِه
للبقاء مخلصًا للفرعون إذا ما
تمت تلبيةُ طلباتِه.

نص الرسالة

يقول رِبْ - عَدّي (Rib - Addi)
(من جُبَيْل) للملك (ما يلي)،
سيِّدُهُ، شمسُ كلِّ البلدان:
أسقطُ على وجهي
عند قَدَمَي سيدي الملك سبعَ مرّاتٍ،
وسبعَ مرّاتٍ أُخَر.

لقد كتبتُ مرَّتين لأطلبَ حاميةً،
لكن لم تُمنحْ لي،
ولم يستمعْ جلالتُك لكلامِ خادمه.
كما أرسلت رسولي إلى القصر،
لكنه عاد خالي الوفاض؛
لم تكن هناك حاميةٌ متاحةٌ له.

ورأى أفرادُ أسرتي أيضًا، أنَّه
لم يُعطَ لي أيُّ قدرٍ من الفضة؛
إنهم يُهينونني تمامًا كما يفعل
زملائي المسؤولون، ويحتقروني.

علاوةً على ذلك، عندما ذهبت إلى
خامونيري (Ḫammuniri)
أخي الأصغر في (بيروت)،
تحوَّل إلى تمرُّدٍ علني،
مخططًا لتسليم جُبَيْل لقبيلة
عبدي - عشيرتي (Abdi-Aŝirti).

عندما رأى أخي أنَّ رسولي قد
خرج (من مصرَ) خالي الوفاض،
وأنَّه لم تكن معه حامية، احْتقرني،
ولهذا السبب ارتكب جريمة طردي
من المدينة.
لا تنس جلالتك فعلةَ هذا الكلب!

إذن، لا يمكنني أبدًا دخول مصر.
أنا شيخٌ، ومرضٌ خطيرٌ يصيبُ
جسدي؛ يا جلالتك، ليعلم أنَّ آلهةَ
جُبَيْل قد انصرفت عني، وأنَّ
مرضي قد استفحل، مع أنني
اعترفت بذنوبي للآلهة. لهذا
السبب، لا أستطيع المثولَ أمام جلالتِك.
ولذلك، أرسلتُ ابني، خادمَ جلالتِك،
للمثول أمام جلالتك، فلْيسْتمعِ الملك
إلى تقرير خادمه، وليُعطِه رماةً
ليستعيدوا جُبَيْل ، ويمنعوا جيش
الأشرار وقبيلة عبدي - عشيرتي
من دخولها. لكن رماة جلالتك
مطلوبون للاستيلاء على المدينة.

اعلم أنَّ في المدينة الكثيرَ من
الموالين لي، وأنَّ القليل من
الأشرار موجودون فيها.
حالَما يخرجُ الرُّماة (من مصر)
ويُعرَف ذلك، ستعودُ المدينة
إلى جلالتك في يوم وصولهم.
ليت سيدي يعلم أنني سأموت
من أجله!

حينما كنتُ في المدينة،
كنتُ أتمسَّك بها لسيدي،
وكان قلبي معلقًا بجلالتك.
ما كنت لأسلِّمَ المدينةَ لقبيلةِ
عبدي - عشيرتي، كما فعل
أخي الذي ثار فقط لتسليمها
لقبيلة عبدي – عشيرتي.

يا جلالتك، لا تنسَ المدينة.
أقسم أن فيها الكثير من الذهب
والفضة، وجميع أنواع الأشياء
الثمينة في معابدها. إذا غزوها،
فلجلالتك أن تفعل بي، خادمك،
ما تشاء، وتمنحني مدينة
بوروزيليم (Buruzilim) كمقر.

انا الآن مع خامونيري (في بيروت).
عندما ثارت جميع المدن،
ثارت بوروزيلم أيضًا،
فخشيت (هناك أيضًا)
من قبيلة عبدي - عشيرتي.
عندما ذهبت إلى خامونيري،
كان ذلك بسبب
قبيلة عبدي - عشيرتي ،
لأنهم أصبحوا أقوى مني، وأيضًا
لأن نَفَسَ الملك لم يكن معي.

أقول لسيدي: "انظر، جُبَيْل الآن
مُلْكٌ لهم، فيها الكثير من الممتلكات
الملكية، وممتلكات آبائنا القدماء.
إذا انصرف الملك عن المدينة،
فستفقد جميع مدن كنعان ملكيتها له."

لا ينبغي للملك أن يبتعد (عن المدينة)
بسبب هذا الفعل (من أخي). الآن،
أُرسل خادمك، ابني، إلى جلالتك.
يجب على الملك أن يسمح له بالعودة
بسرعة مع جنودٍ ليستعيدوا المدينة.

إذا رحمني جلالتك وأعدتني إلى
المدينة، فسأحتفظ بها لجلالتك
كما كانت من قبل.
إذا لم يُعِدني جلالتك إليها،
وفصلت مدينة جُبَيْل عن بوروزيليم،
فكم من الوقت يمكنني
مع خامونيري؟

أرجو من جلالتك أن تتصرف
على الفور بناءً على طلب خادمك
وترسل جنودًا في أسرع وقت
ممكن للاستيلاء على المدينة.

يجب ألا تتراجع جلالتك
بسبب هذا الفعل الشنيع الذي
ارتُكب في أراضي جلالتك.
أرجو من جلالتك أن تُعجّل الرماة
بالمجيء إلى هنا والاستيلاء
على المدينة في أسرع وقت ممكن.
إذا قال الناس لجلالتك بشأن المدينة:
"المدينة قوية جدًا"، (أؤكد لك):
إنها ليست قوية بما يكفي
(لمقاومة) جيش جلالتك.

1بيبلوس هو الاسم الاغريقي،
اما الاسم الحالي فهو جُبَيْل،
وهي مدينة ساحلية  لبنانية
تقع على البحر الابيض المتوسط
وتبعد عن بيروت مسافة
23 ميلًا باتِّجاه الشمال.
تعد هذه المدينة من  البلدان القديمة
المأهولة في العالم ان لم تكن اقدمها.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

877 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع