التسابق المتنامي بين الإعلام والشائعات وافتراس عقلية الجمهور في أزمة جائحة كورونا.
قدم الأستاذ الدكتور فاضل محمد البدراني الخبير في الإعلام والاتصال الدولي بكلية الإعلام بالجامعة العراقية محاضرة تناولت عنوان " التسابق المتنامي بين الإعلام والشائعات وافتراس عقلية الجمهور في أزمة جائحة كورونا".
وجاءت المحاضرة بالتنسيق بين كلية الإعلام ورئاسة الجامعة العراقية ضمن خطة علمية تناولت القاء محاضرات في الشؤون الإعلامية التي تعالج قضايا المجتمع وغيرها عبر برنامج Free Conference Call ، بحضور مشاركين من جامعات ومعاهد ومؤسسات علمية وأكاديمية وبحثية من داخل العراق وخارجه،وتضمنت المحاضرة محاور عدة بشأن الإعلام والشائعات في ضوء أزمة كورونا منها تشخيص الشائعة التي عرفها بأنها "خبر أو مجموعة أخبار مزيفة ومفبركة بطريقة ذكية تستثمر في ظروف ملائمة لانطلاقها وبقدر ما هي مزيفة وفاقدة للمصدر الأصلي أو المعني فأنها تمتلك جزئية بسيطة من المعلومات الدالة على الحادثة فتستثمرها جهات مغرضة لغايات اقتصادية وسياسية وعسكرية،ومن هنا شخص الشائعات التي رافقت أزمة جائحة كورونا على أنها واحدة من منتجات وسائل التواصل الاجتماعي، في نشرها لغايات ملغومة وأخرى عبثية ذات فضول عابر ليس إلا، وفي الحالتين فأنها تخلق الرعب والخوف والهلع لدى أفراد المجتمع. كما ركز الباحث على فاعلية الإعلام الحقيقي الخدمي الذي يراعي مشاعر الناس ويخلق جوا مستقرا سيما الذي يعتمد على مصادر أساسية تتوفر فيها الدقة والمصداقية والموضوعية، مشيرا الى ان توفر الاعلام الصادق يقضي على الفجوة المعرفية ويمنع انتشار الشائعات التي تظهر عندما يغيب الاعلام عن ممارسة دوره المجتمعي.
وضمن المحور الإعلامي شخص الباحث نوعان من النماذج الإعلامية الأول منها " النموذج الاقتصادي الإعلامي " الذي يجبر وسائل الإعلام للفت انتباه القراء والمتابعين لتمويل ديمومة تواصلها وهي تخص المعلنين في وسائل الإعلام التي تلقى متابعة لكنها تستند على فبركة المعلومات لتكون مجرد شائعات .والنموذج الثاني وهو " العاجل والخطير " في الإعلام الغربي الذي يعطي إشارات وليس معلومات متكاملة ودون تغطية كاملة، لكي يمنح فرصة للشائعات للانتشار لأغراض تجارية وسياسية واقتصادية.
وانتقد الباحث خلال محاضرته التي استمرت لساعة من الوقت وحفلت بنقاش علمي،، عملية الضخ الإعلامي الذي جاء أغلبه بصيغة الشائعات الفاقدة للمصداقية من قبل وسائل الإعلام التي ركزت بطريقة عشوائية وربطت الواقع الغربي بالواقع العراقي وهو مختلف من حيث نسبة الإصابات والوفيات المتواضعة للغاية مع مؤشر ايجابي للغاية بما يتعلق بحالات الشفاء .
ورأى الباحث في ختام المحاضرة ،بأن جائحة كورونا من مسؤولية القطاع الصحي والإعلامي أو ما يسمى ب " الإعلام الصحي " وينبغي أن تضع لها الحكومات والدول خطة وطنية عليا تتعامل وفق المؤشرات مع استضافة الأطباء الذين يمتلكون الرؤيا الايجابية، وكذلك الإعلاميين من المتابعين والمتمرسين بمفهوم الإعلام الصحي لتقديم نموذج لتوضيح الصورة الحقيقية التي يعيشها المجتمع صحيا والبحث عن ترسيخ الوعي المجتمعي بالجوانب الصحية للحد من انتشار وباء كورونا، مع التركيز على خطورة الشائعات ودحضها بغية خلق حالة استقرار عام.
1187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع