الشيعة لن يتخلوا عن مكتسباتهم من أجل الأسد‏

  

أكد لـ "السياسة "أن موسكو وطهران قد تغيران موقفهما بعد التحول الأميركي
مقرب من المالكي: الشيعة لن يتخلوا عن مكتسباتهم من أجل الأسد

بغداد - باسل محمد:أكد قيادي بارز في "ائتلاف دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لـ"السياسة" ان التحول الجديد في الموقف الأميركي لجهة تسليح المعارضة السورية يجب أن يدفع النظام إلى مراجعة خططه الميدانية, وإلا فإنه سيسقط بطريقة مأساوية.

وقال القيادي لـ"السياسة" إن على الرئيس بشار الأسد أن يفكر جدياً بتسوية سياسية تشمل تخليه عن السلطة لتفادي التعرض لسيناريو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي, مرجحاً أن لايقف التحول في الموقف الغربي عند حدود تسليح "الجيش السوري الحر" وتزويده السلاح المضاد للطائرات والدروع, وإنما قد يشمل أيضاً تنفيذ غارات جوية على قوات النظام أو فرض منطقة حظر طيران.
وبحسب القيادي الشيعي المقرب من المالكي, فإن المعلومات التي وصلت قادة التحالف الوطني الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية تفيد عن وجود اشارات من طهران بأن القيادة الايرانية قد تراجع حساباتها من الأزمة السورية وموقفها الداعم لنظام الاسد إذا أخذت عملية تسليح المعارضة السورية أبعاداً تتيح للغرب التدخل العسكري, وبالتالي سيكون الأسد مخيراً بين التضحية بالسلطة وبين التضحية بإيران, لأن عناده وتمسكه بالسلطة وإصراره على مواجهة التدخل العسكري الغربي المفترض سيؤدي الى مواجهة عسكرية غربية - إيرانية ينجم عنها تدمير ايران وارباك وضعها الداخلي والتحضير لحركة تمرد مسلحة واسعة للمعارضة الايرانية بدعم غربي.
وكشف القيادي أن الإدارة الأميركية حذرت القادة الشيعة العراقيين من أن الوضع في سورية سيتغير لصالح الثوار وأنه إذا لم يتنح الأسد طوعاً أو من خلال تسوية سياسية خلال مؤتمر "جنيف 2", فإن الغرب سيباشر في عملية إسقاطه بالقوة العسكرية, مشيراً إلى أن رسالة مماثلة بهذا المعنى وصلت أيضاً القيادة الروسية.
واعتبر أن الأسد ارتكب حماقة كبيرة عندما قابل الجهود الاميركية لحل سياسي في "جنيف 2" بتصعيد الهجوم العسكري ضد قوات المعارضة السورية, إذ يبدو أنه فهم من هذه الجهود أنه يمكن الذهاب بعيداً في الحرب ضد السوريين, وان هذه الجهود الاميركية تعكس ضعفاً في موقف واشنطن.
ورأى القيادي أن الشيعة في العراق ولبنان وإيران وسورية تحملوا الكثير من أجل الأسد, وبالتالي لا تدري القيادات السياسية الشيعية في هذه الدول ما إذا كان ما فعلته صائباً أم لا, أو يجب التوقف عن مساندة الأسد أم مواصلة دعمه مهما كانت العواقب, ولذلك هناك خشية من ان تستفحل الاوضاع على الارض في سورية وربما يدفع الشيعة في المنطقة أثماناً باهضة, معتبراً أن التحولات التي جرت في موقف المالكي تجاه شركائه السنة والاكراد خلال الاسابيع القليلة الماضية, هي أحد أهم المؤشرات التي تعني أن الشيعة العراقيين بشكل خاص غير مستعدين ان يفقدوا كل الامتيازات التي حصلوا عليها منذ العام 2003 من اجل عيون الأسد, ولذلك اختار قادة التحالف الشيعي التعامل بواقعية ومرونة مع الازمة الداخلية العراقية, وهناك نوايا جدية لبناء علاقات قوية شيعية - سنية وشيعية - كردية لأن من شأن هذا وحده ان يستوعب اي مفاجآت في الوضع السوري.
ووفق القيادي, فإن قيادات عراقية شيعية بعثت رسائل الى مقربين من الاسد مفادها ان الرهان على الموقف الروسي ربما يكون خاسراً, وعلى الأسد أن يتذكر ما حدث في البوسنة وكوسوفو وأن يعي ان موسكو عندما تصل بها الظروف الى نقطة الاختيار بين المواجهة مع الغرب أو دعم تنحيه فستختار الثانية بسهولة ومن دون تردد, لأن مصالح الروس مع الغرب أكبر بكثير من مصالحها مع نظام دمشق.
ونصح القيادي في ائتلاف المالكي, التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة في بغداد بالتعامل مع حقيقة ان الاسد انتهى عاجلاً ام آجلاً, والتخلي عن فكرة أنه باق في السلطة كما يصور البعض لقيادة التحالف, وبالتالي يجب وضع خطط عاجلة على المستويين الداخلي والاقليمي لإعادة اندماج العراق في محيطه العربي, لأن التقارب مع ايران والأسد أفقد الحكومة العراقية الكثير من ثقة الأشقاء العرب وأثار الكثير من الهواجس, ولذلك من الاهمية التفكير بمنح الشريك السني العراقي دوراً قيادياً في العلاقات الخارجية مع الدول العربية لكونه امراً حيوياً لمرحلة ما بعد سقوط الاسد وقيام حكم جديد في سورية.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع