الكليجة... ذكريات الامهات تتغلب عليها المصنوعات الجاهزة

 

         

بغداد/ الملف نيوز:رغم تدهور الاوضاع الامنية في العراق الا أن العيد له طعم يميزه عن بقية البلدان فاستعدادات العائلة العراقية تبدأ قبل نهاية شهر رمضان بإيام بعمل الحلويات المعروفة بـ(الكليجة) وشراء المواد الغذائية والعصائر بجميع انواعها.

ويتوجه العراقيون، رغم التفجيرات التي يمسون عليها ويصبحون، قبيل العيد إلى الأسواق والمحلات التجارية للتبضع وشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، فيما هناك بالمقابل أمهات ثكالى تذرفن الدموع لفقدان أعز ما يملكن جراء أعمال العنف التي خلفت الحزن والأسى، رافعين أكف التضرع إلى الخالق العظيم بأن يرفع الهم والحزن عن المتضررين والمظلومين ويعم الأمن والاستقرار الذي بات حلما بعيد المنال على الجميع.
 وشهدت للاسواق في بغداد الخاصة بالتوابل ومستلزمات (الكليجة)، وجدت "الملف نيوز" اقبالا من قبل المواطنين على شراء الدهن الحر وجوز الهند والجوز واللوز والسكر والتمر الخستاوي ،الا انها في الوقت نفسه وجدت ان هناك زحفا كبيرا باتجاه (الكليجة) الجاهزة والمستوردة.

        
 
سوق الشورجة: اقبالا واسعا والكليجة المستوردة غزت السوق

يقول عادل كاظم (58 عاما) صاحب محل لبيع الحبوب في الشورجة لـ"الملف نيوز"، إن "محال الشورجة القديمة والمتخصصة بالحبوب اعتادت قبل موسم الاعياد بتخزين المواد اللازمة لصنع الحلويات التي كانت معروفة لدى (البغاده) الا وهي (الكليجة)، والتي تختلف من عائلة لاخرى ومن منطقة لاخرى، فهناك من يفضلها مالحة وغيرهم حلوة وبعضهم يرغبها بدون دهن واخرون يفضلونها محشية".
 ويضيف كاظم "نحن في السوق نلبي جميع الرغبات"، مشيرا الى ان "الاقبال على صنع (الكليجة) المنزلية رغم تضاعف السكان اخذ يهبط منذ خمس سنواتبسبب انتاج معامل محلية ومن دول مجاورة لانواع (الكليجة) التي تحاكي المنزلية".
من جانبه يقول فهمي الشكرجي صاحب محل لبيع الحلويات الذي يعرض انواع من (الكليجة) المعلبة باحجام واشكال وكميات واسعار متنوعة كتب عليها انها منتجات تركية، انه "ورث عمل التجارة من والده وتخصص بالحبوب".
ويؤكد الشكرجي أنه "في موسم الاعياد يتم عرض مستلزمات (الكليجة) المعروفة لدى البغادة ،كون ام البيت البغدادية كانت تتفنن بصنعها وتعكس كرم بيتها وشطارتها في طعمها ولونها والمواد التي تحتويها".
 ويشير الشكرجي انه "في الاونة الاخيرة وقبل اكثر من ستة سنوات تراجعت ربات البيوت عن صنع الكليجة المنزلية نظرا لغلاء اسعار موادها او لعدم توفر الوقود (غاز الطبخ) في بعض السنوات او لاسباب اخرى بحيث اضر بتجارتنا فاضطررنا للتعامل مع معمل تركي يصنع الكليجة حسب المواصفات العراقية ونشتريها بدون شوي ونشحنها الى بغداد ببرادات ثم نشويها في الافران ونعلبها في علب وحسب الوزن والنوع ".
ويتابع الشكرجي أن "ربة البيت لم تعد تهتم كثيرا بالعادات المتوارثة واغلبهن موظفات ولايمتلكن الوقت لتحضير الكليجة التي تتطلب كثير من المواد والوقت والجهد، لذا فان بعضهن يفضلن شرائها جاهزة وتحتوي على المواصفات العراقية المرغوبة".

          
 
اصابع العروس
الحاجة ام اسماعيل 71 عاما قضت اكثر من نصف عمرها في منطقة الفضل حيث ولدت وتزوجت واصبحت جده هناك ثم انتقلت مع اولادها الى حي الشعب شمال بغداد، تقول إن "ربات البيوت في  الفضل كن يتسابقن على صناعة انواع غير معروفة من (الكليجة) باستخدام التنور وفي بعض الاحيان يتم استخدام فرن الصمون للشوي،وكانت السمبوكسه واصابع العروس وسيف علي وعيون البزون من الانواع التي غابت عن معروضات الحلويات في بغداد".
وتؤكد ام اسماعيل أن "افضل انواع الكليجة هي (ام التمر) التي تكون حشوتها مكونة من التمر الخستاوي المدعوك بالدهن الحر والمخلوط بالجوز"، مشيرة إلى أن "عمل الكليجة ليس سهلا اذ كانت نسوة وبنات الاقرباء او المحلة يجتمعن في بيت كبير العائلة او المحلة ويسهرن الليل لينهين عمل الكليجة في صباح يوم العيد، حيث توزع على ابواب الجوامع ،وعند قدوم الضيوف للتهنئة".
وعن انواع الكليجة توضح ام اسماعيل أن "هناك الكليجة الخفيفة اي غير المحشية والمحشيات هن ام الجوز وام اللوز وام التمر وام السمسم، وكل نوع يختم ببصمة لتميزها عن اقرانها كذلك كنا نصنع للطفل من العجين  سيف اشبه بسيف الامام علي (ع) ذي الفقار وللطفلة عروس".

   
 
اعمال شاقة
وتقول سعاد صبيح (28 عاما) وهي موظقة متزوجة وام لطفلين، إن "زحمة العمل ومشقة الصيام تبعدنا خصوصا الموظفات عن تنفيذ الاعمال التي اعتادت عوائلنا ممارستها كطقوس في اوقات معينة، لذا فان عمل الكليجة دون معين يعد عملا شاقا بالنسبة لموظفة تصل دارها عصرا ومسؤولة عن تحضير الفطور وتربية الاولاد والواجبات المنزلية الاخرى".
وتضيف صبيح في حديث إلى ( المدى برس)، اتفقت مع زوجي ان نتنازل هذا العام عن اكل الكليجة ونشتريها جاهزة من السوق ونختصر التعب والتحضير وتهيئة الفرن والانتباه على الاطفال، وبالفعل اشتريت كمية من الكليجة الجاهزة من الاسواق وسنقدمها لضيوفنا في عيد الفطر".   
 وكان ديوان الوقف السني أعلن، مساء اليوم الاربعاء، أن يوم غد الخميس سيكون أول أيام عيد الفطر، مؤكدا رؤية هلال غرة شهر شوال، فيما اعلن مكتب المرجع الديني علي السيستاني أن يوم غد الخميس يعتبر مكملا لشهر رمضان وان الجمعة المقبلة ستكون اول ايام عيد الفطر، وغرة شهر شوال.
وعيد الفطر أول أعياد المسلمين، الذي يحتفل فيه في أول يوم من أيام شهر شوال ثم يليه عيد الأضحى في شهر ذو الحجة، وهو يأتي بعد صيام شهر رمضان، حيث يكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد الصيام الشهر.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

812 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع