مسيحيو العراق متخوفون من التلاشي .. توجه للمجتمع الدولي لإيصال صوتهم

المدى:تحدث عدد من زعماء الكنائس في العراق ورعاة منظمات إنسانية عن مشاكل عدة من بينها فساد وبطالة وعدم استقرار تدفع بعدد كبير من المسيحيين للسعي الى الهجرة ومغادرة البلاد مشيرين الى ان ذلك يهدد بزوال الوجود المسيحي في البلد بعد تناقص عددهم الى اقل من 150 ألف مسيحي فقط.

وجاء في تقرير لموقع، "تروي ميديا"، الكندي الى ان زعيمي كنيستين على الأقل رفعا راية الإنذار حول هذه الحالة متوجهين بطلب المساعدة من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي من اجل دعم بقاء المسيحيين والحيلولة دون التفكير بالهجرة.

بشار وردة، مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل، قال في لقاء أخير له مع منظمة، جيرج ان نييد، الخيرية لدعم المسيحيين المتضررين حول العالم، إن "الناس في العراق متخوفون من احتمالية توسع نطاق الحرب الدائرة في غزة لتشمل المنطقة كلها ."

وأضاف المطران وردة: "متحدثا بالنيابة عن هؤلاء الناس وخصوصا أبناء الأقليات الدينية والمسيحيين الذين يعانون اكثر من غيرهم هو ان ارجو من الله ان لا يكون هناك مزيد من الحروب."

ووصف وردة في حديثه لموقع، تروي ميديا، الكندي هذا الدافع المتجدد تجاه الهجرة بانه يشكل "علامة انذار" مشيرا الى ان "خطر تلاشي المكون المسيحي من العراق الذي يعتبر موطنهم التاريخي بدا يلوح في الأفق اكثر من أي وقت آخر.

ومضى المطران بقوله "نحن لا نريد ان نختفي او نتلاشى، ولكن هذا قد يحصل ان لم يكن هناك صوت قوي راسخ متواصل من المجتمع الدولي ."

وتشير التقديرات الى ان اقل من 150 ألف مسيحي هم من بقوا في العراق بعد ان كان تعدادهم قبل الغزو الأميركي عام 2003 بأكثر من 1.5 مليون نسمة. الغالبية العظمى منهم هم من الكلدان الكاثوليك وتشكل نسبتهم 67% من العدد الكلي وما يقارب من 20% هم من اتباع الكنيسة الآشورية الشرقية اما ال 13% الباقية فهم خليط من السريان الارثودوكس والسريان الكاثوليك والارمن الكاثوليك والابوستوليك والانكليكان وآخرين من البروتستانت .

ويوضح المطران وردة الى ان البطالة تشكل دافع وعامل كبير يدفع الى الهجرة مع وجود ناس ومواطنين ما يزالون يكابدون من اجل تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم بعد الدمار الذي لحق بحياتهم ومعيشتهم على يد داعش، مشيرا الى انه بعد مرور سبعة أعوام على الحاق الهزيمة بداعش فان الصراع والمكابدة من اجل الحصول على مصدر معيشة ما يزال قائما.

وأضاف المطران وردة قائلا: "منذ ان تمكن المسيحيين من العودة الى مناطقهم عام 2017 لم يتم تطبيق أي برنامج يعين المسيحيين الى كسب مقومات المعيشة والاستقرار في بلدهم.. كيف تكون هناك كرامة لشخص بدون عمل؟".

وقال وردة ان الحرب الدائرة في غزة والمخاوف من اتساع رقعة الحرب وانتشارها في المنطقة وبلدان الجوار انما تزيد من مصادر الخوف والقلق اكثر.

وكان بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو قد أشار في آخر بيان له بتاريخ 10 كانون الثاني الى ان اكثر من مليون مسيحي قد هاجر البلاد اغلبهم من ذوي الكفاءات العلمية وعلماء الاقتصاد وذوي الحرف المهنية ولكن ليس هناك من يهتم بهم، مشيرا الى انه خلال الأشهر الأخيرة شهدت بلدة قرة قوش هجرة 100 عائلة مسيحية منها بالإضافة الى عشرات من العوائل هاجرت من بلدات وقرى أخرى من بينها عين كاوه في إقليم كردستان وذلك بسبب البطالة والخوف من المستقبل.

وشكل حادث الحريق المأساوي الذي وقع في قاعة للأعراس بمنطقة الحمدانية شهر أيلول الماضي وراح ضحيته أكثر من 100 شخص مسيحي انتكاسة كبيرة أخرى للمكون المسيحي في البلاد.

القس، ادريس حنا، وهو سرياني كاثوليكي من بلدة قرة قوش زار الأهالي المنكوبين جراء الحادث، كتب عنهم يقول " الاعياء والانهاك كان له وقع كبير على الناس ، وأفكار الهجرة بدأت تلوح اكثر، أهالي قره قوش عانوا الكثير وتعرضوا للاضطهاد والتهجير على يد داعش بسبب معتقدهم الديني وقد خلت البلدة من سكانها بشكل كامل عام 2014 ، ولكنهم وبعد الحاق الهزيمة بداعش عادوا بشجاعة لبلدتهم التي تعرضت للدمار وقاموا بمحاولات لإعادة بنائها ."

الناشط، نوري كينو، رئيس منظمة خيرية تدعم الكنيسة الشرقية التي تتخذ من السويد مقرا لها قال انه "يسعى الى اسماع المجتمع الدولي بحال المسيحيين في مناطقهم وفي المهجر عبر تقرير سيتم طرحه في قمة الحريات الدينية في واشنطن هذا الاسبوع لحث أعضاء البرلمان الدوليين الى اتخاذ إجراءات وتحرك لدعم ومساعدة المتضررين من الأقليات الدينية".

وقال المطران وردة إن غياب المكون المسيحي من الوجود في العراق سيشكل خسارة لا تعوض في البلاد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1436 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع