رسم توضيحي لمساعدة لشخص لعدم اأنتحار
رووداو ديجيتال:تشهد محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق، ارتفاعاً في عدد حالات الانتحار أو محاولة الانتحار، وذلك عائد لعدة أسباب، منها اقتصادية ومنها اجتماعية.
وبحسب الإحصائيات الرسمية الخاصة بأعداد الوفيات الناجمة عن الانتحار الصادرة من مجلس القضاء الأعلى العراقي (بوصفه الجهة المسؤولة والمخولة بإصدار البيانات والأرقام الإحصائية في العراق - ما عدا إقليم كوردستان) ففي عام 2017 شهد العراق178 حالة انتحار، و 306 حالات في عام 2018.
بينما في عام 2019 شهد العراق 316 حالة انتحار، وفي العام 2020 حصلت 233 حالة، ومن ثم حصلت زيادة ملحوظة في عام 2021 نتيجة ظهور جائحة كورونا، حيث سجلت 364 حالة انتحار و511 حالة انتحار في العام 2022، وفقاً لوزارة الصحة العراقية.
المتحدث باسم الداخلية العراقية المقدم مقداد ميري أعلن مؤخراً في مؤتمر صحفي أنه "ومنذ بداية العام الحالي 2024، تم تسجيل 291 حالة انتحار في العراق، بالاضافة الى إحباط العشرات من حالات الانتحار".
حالتا انتحار يومياً
بهذا الصدد يقول مدير مكتب حقوق الانسان في البصرة مهدي التميمي لشبكة رووداو الاعلامية إن "المحافظة تشهد، كمعدل يومي، حالتي انتحار أو محاولة انتحار".
بخصوص أسبابها، أشار مهدي التميمي الى أنها "تتراوح بين الفشل في الدراسة، والحالة الاقتصادية، وتعاطي المخدرات، والمشاكل الاجتماعية، وغياب ستراتيجية الدولة بالاحتواء، وغياب مثالية الابلاغ عن الحالات، والفراغ الذي يعيشه الشباب، وغيرها من الأسباب".
نظام رقابي للابلاغ السريع
أما بشأن الواجب اتخاذه للحد من حالات الانتحار، أكد مدير مكتب حقوق الانسان في البصرة ضرورة "تعزيز آليات دمج الشباب في العمل وفي المجتمع، وتطبيق نظام رقابي للابلاغ السريع عن هذه الحالات، فضلاً عن رصد حالات الشباب الذين لديهم ميول للانتحار والابلاغ عن ذلك، عن طريق القائممقاميات أو النواحي".
وذكر مهدي التميمي أن "البصرة شهدت خلال الشهرين الأخيرين نحو 50 حالة بين انتحار ومحاولة انتحار"، لافتاً الى أن "الحالات في تصاعد، ولاسيما بعد عرض نتائج السادس الاعدادي الأخيرة".
تسجيل 150 حالة انتحار منذ بداية 2024
وكشف مهدي التميمي عن "تسجيل نحو 150 حالة انتحار منذ بداية السنة الحالية (2024) ولحد الآن، بينما كانت في العام الماضي أقل، وبحدود 75 حالة فقط".
بخصوص أكثر الشرائح في المجتمع، التي تحاول الانتحار، قال مهدي التميمي إن "الفئات العمرية الأكثر محاولة هي الشباب، بالغالب، من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 الى 35 سنة، كمعدل".
يشار الى أن مسؤولين حكوميين ومتخصصين بهذا الشأن يرون أن المخدرات هي العامل الرئيسي لحالات الانتحار في العراق.
في السنوات الأخيرة تزايدت تجارة المخدرات وتعاطيها في العراق، خصوصاً في جنوب ووسط البلد الذي بات طريقاً أساسياً لتهريبها والاتجار بها على الرغم من تعزيز القوات الأمنية عملياتها في ملاحقة تجار المخدرات في الآونة الأخيرة والإعلان بشكل شبه يومي وضع اليد على كميات من المخدرات وتوقيف العديد من المهربين.
كان العراق يعدّ في زمن النظام السابق قبل 2003 معبراً للمواد المخدرة المصنعة في إيران أو أفغانستان باتجاه أوروبا، إلا أنه شهد ارتفاعاً في نسبة استهلاك المخدرات، بشكل كبير في السنوات الماضية.
أكثر أنواع المخدرات انتشاراً في العراق، هو الميثامفيتامين أو الكريستال، الذي يأتي عموما من أفغانستان أو إيران، ويوجد كذلك الكبتاغون وهو من نوع الأمفيتامين يجري إنتاجه على نطاق صناعي في سوريا، قبل أن يعبر الحدود إلى العراق ويغرق أسواق الدول الخليجية.
656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع