الحرة:تصدرت الجامعات الأميركية المراكز الأولى في تصنيف شانغهاي المستقل لأفضل مؤسسات التعليم العالي في العالم، والذي صدر الخميس، في نسخته للعام 2024.
واحتلت جامعة هارفرد المركز الأول، وتلتها جامعتا ستانفورد و"معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" ("إم آي تي") الأميركيتين.
وجاءت جامعة كاليفورنيا الأميركية في المركز الرابع، تلتها أكسفورد البريطانية، لتشمل القائمة بعد ذلك الجامعات الأميركية التالية بالترتيب، برينستون، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ثم جامعة كولومبيا، وشيكاغو، وييل، وكورنيل.
وشهد تصنيف شنغهاي، الذي يعد ذو مصداقية عالية، أيضا حضورا للجامعات الأوروبية والصينية واليابانية والكندية والأسترالية، ضمن الخمسين الأوائل.
كما تصدرت جامعة الملك سعود السعودية تصنيف الجامعات العربية، محتلة المركز الـ90، متقدمة عن تصنيفها في نتائج عام 2023، والتي كانت الأولى عربيا أيضا.
ويشير تصنيف شنغهاي إلى أن جامعة الملك سعود هي الأقدم في المملكة، وتخرج منها رواد في الأعمال الوطنية والنخبة السياسية والأكاديمية، بما في ذلك أبناء من العائلة المالكة.
وحققت جامعة الملك سعود بالفعل نتائج ملفتة في تصنيفات أخرى بخلاف شنغهاي، مثل "Webometrics" و"ARWU" و"QS" العالمية.
وسيطرت السعودية أيضا على المركزين الثاني والثالث عربيا، حيث حلت جامعة الملك عبد العزيز ثانيا، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ثالثا.
وتصنيف شنغهاي يصدر منذ عام 2003 من الشركة المستقلة "شنغهاي رانكينغ كونسلتنسي"، ويعتمد في تقييمه على ستة معايير، من بينها عدد جوائز نوبل وميداليات فيلدز (التي توصف بـ"نوبل الرياضيات") بين طلاب الدراسات العليا والأساتذة، وعدد الباحثين الأكثر استشهاداً بهم في تخصصاتهم أو عدد المنشورات في مجلتي "ساينس" و"نيتشر".
وما يميز هذا المؤشر أنه بالإضافة إلى التركيز على المساهمات البحثية لأعضاء هيئات التدريس في الجامعات الخاضعة للتصنيف، فإنه يأخذ بالاعتبار إن كان هناك خريجون أو أعضاء هيئة تدريس حائزون على جائزة نوبل، أو حصلوا على وسام فيلدز، وهي جائزة تمنح لعلماء رياضيات شريطة أن تكون أعمارهم دون 40 سنة، في المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات للاتحاد الدولي للرياضيات الذي يعقد كل أربع سنوات.
وأثار التقدم المتسارع للمؤسسات التعليمية السعودية، كثيرا من الشكوك. وكشف تقرير بعنوان "لعبة الانتساب لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في السعودية" نشرته (SIRIS Academic)، وهي شركة استشارية أوروبية مقرها في برشلونة، إسبانيا، تلاعب المؤسسات البحثية في السعودية بتصنيفات الجامعات العالمية من خلال تشجيع كبار الباحثين على تغيير انتسابهم في العمل البحثي، أحيانا مقابل المال.
الانتساب في البحوث العلمية (ِAffiliation)، يعني الانتماء إلى منظمة بحثية أو جامعة معينة أثناء إنجاز بحث ما. ففي الحقول العلمية، مصطلح الانتساب يتعلق المنظمة العلمية التي يجري المؤلف البحث تحت مظلتها.
وتتضمن متطلبات كل ورقة علمية تقريبا، تنشر في مجلة علمية رصينة، الكشف عن المنظمة العلمية التي ينتسب إليها الباحث (الانتساب). ومن المهم بشكل خاص توضيحه بشكل صحيح ودقيق للأعمال البحثية المنشورة في المجلات المفهرسة في Scopus/Web of Science.
وكشف التقرير المنشور أن عددا من الباحثين أصحاب الإسهامات البحثية الأكثر استشهادا عالميا خلال العقد الماضي، حولوا انتماءاتهم (انتسابهم) الأساسية إلى جامعات في السعودية.
وأدى هذا "التلاعب" بدوره إلى تعزيز مكانة المؤسسات التعليمية السعودية في تصنيفات الجامعات عالميا، والتي تأخذ في الاعتبار تأثير الاستشهادات للباحثين في المؤسسة العلمية، وفق التقرير.
587 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع