عبر "تحالف ناشئ".. تركيا تدخل مرحلة جديدة من الاعتراف بالهوية الكردية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 15 تموز/يوليو 2025 07:30

المصدر: (أ ف ب):يرى خبيران في الشؤون التركية أن تركيا دخلت مرحلة جديدة من الاعتراف بالهوية الكردية، عبر التحالف الثلاثي الناشئ بين الإسلاميين والقوميين الأتراك والأكراد ما يمثل تحولاً غير مسبوق في المشهد السياسي التركي، رغم طبيعة التحالف الهشة وتاريخ الصراع بين مكوناته.

ويُعزى هذا التقارب إلى سعي الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز فرص تعديل الدستور عبر كسب دعم الأكراد، في حين يبدو القوميون أكثر مرونة تجاه "الحل السياسي" للقضية الكردية.

ويشير الخبيران إلى أن نجاح هذا التحالف مرهون بقدرة الأطراف على تجاوز إرث العداء، خاصة مع تنامي نفوذ حزب "المساواة والديمقراطية" الكردي كوسيط بين الدولة وحزب العمال الكردستاني.

وقال المتخصص في الشؤون التركية، محمود علوش إن عملية السلام الجديدة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني أوجدت وضعًا جديدًا في العلاقة بين التحالف الحاكم والحالة السياسية الكردية، وهذه العلاقة الآن ترتكز على التعاون لإنجاح عملية السلام.

وأضاف علوش لـ "إرم نيوز" أن هذا التعاون ظهر من خلال الدور الذي يقوم به حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كقناة تواصل بين الدولة وزعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، وأيضًا سيتطور في الفترة المقبلة إلى تعاون في البرلمان من أجل إقرار تشريعات وقوانين لتنظيم عملية السلام.

وأوضح أن نجاح عملية السلام ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعاون أوسع بين التحالف الحاكم والحزب الكردي على مستوى السياسة الداخلية خصوصًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى من خلال عملية السلام إلى استمالة الحالة السياسية الكردية من أجل دعم مشروع تعديل الدستور والتحول إلى دستور مدني.

وأشار إلى أن استمالة الحالة السياسية الكردية هي أحد الأهداف الأساسية التي يسعى إليها أردوغان خلال ولايته الرئاسية الحالية، فيما يبدو أن لديه طموحات ربما للترشح لولاية رئاسية جديدة رغم أن الأمور لا تزال غير واضحة.

https://www.youtube.com/watch?v=Ypf7MVNPBCI

وبيّن المختص في الشؤون التركية، أن عملية السلام هذه ستعيد تصميم الحالة السياسية الكردية-التركية في الداخل، خصوصًا أن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الكردي هو حزب فاعل في السياسة الداخلية، أيضًا حزب العدالة والتنمية كان له حضور كبير بين الأكراد خلال العقد الماضي قبل أن يتراجع هذا الحضور ويتعرض لانتكاسة كبيرة بسبب انهيار عملية السلام بين عامي 2013 – 2015.

ولفت إلى أن نجاح عملية السلام الجديدة يمكن أن يؤدي إلى إيجاد ديناميكيات جديدة في السياسة الداخلية الكردية ضمن تركيا، والرئيس أردوغان يسعى لاستعادة حضور حزب العدالة والتنمية في الحالة الكردية.

من جانبه، يرى الباحث السياسي والمتخصص في الشؤون التركية، إبراهيم كابان أن هذا التحالف (غريب عجيب) لأن الحركة القومية كانت معادية لأي عملية تفاوض مع الأكراد وهي التي كانت دائمًا تطالب باستمرار الحرب ضد قوات العمال الكردستاني، ورفض الاعتراف بالقضية الكردية.

وأضاف كابان لـ "إرم نيوز" أن التحولات الدراماتيكية في تركيا وهذه التداخلات الجديدة بقيادة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان والحركة القومية بقيادة دولت بهتشلي، وكأنهم يدركون بأن هناك مشروعًا جديدًا في الشرق الأوسط، ويجب أن تكون تركيا جزءًا من هذا المشروع، وبوابة هذا المشروع "القضية الكردية".

ولفت إلى أن التحالف التركي سارع إلى التعامل مع الأكراد، خاصة أنهم يدركون تمامًا أن كلمة السر في تركيا وفي سوريا حاليًّا بالنسبة للأكراد هي حزب العمال الكردستاني؛ ما وضع تركيا أمام خيارين، إمّا استمرار الحرب وبقاء الأكراد خارجًا، وهذا يعني تسهيل عمليات التدخل الخارجية، وإمّا التعامل مع الأكراد والدخول في اتفاق معهم.

وبيّن أن الأكراد الذين يشكلون حوالي 30% من القوى السياسية في تركيا، إذا تحالفوا مع الأحزاب الأخرى، وهذا يعني أن القوى السياسية التركية الآن وفق المشهد السياسي، مثل: "الأكراد والقوميين الأتراك (المنفتحين منهم وليس المتطرفين) والعدالة والتنمية يشكلون 70% من قوة تركيا الشعبية، وهذا يعني أن الاستحقاقات القادمة سيكون الأكراد مشاركين فيها.

وأوضح كابان أن الأكراد مجبرون على الدخول في هذا المسار لأن الحركة القومية والعدالة والتنمية مع انقلاب أغسطس 2016 و2015، حيث استطاع أردوغان بذكاء كبير القضاء على القوة الضاربة من العلمانيين في تركيا آنذاك، بالتالي أدركت الأحزاب التركية أنه لا بدّ من التواصل مع الأكراد والدخول في حوار معهم.

واختتم قوله إن التيارات الثلاثة أصبحت في مسار واحد، خاصة بعد تقبل الحوار سيكون التحالف مع الحركة القومية والعدالة والتنمية أفضل للأكراد من حزب الشعب، وهذا ما سيتوضح خلال الانتخابات القادمة؛ لأن الأصوات ستشكل من الأكراد ما يقارب الـ 10 ملايين صوت للمرشح الأساسي.