في سابقة علمية لافتة، سجّل كوكب الأرض في 9 يوليو/تموز 2025 أقصر يوم في التاريخ منذ بدء تسجيل الزمن باستخدام الساعات الذرية، وذلك عندما أتمّت الأرض دورانها حول محورها بأقل بـ 1.3 إلى 1.6 مللي ثانية من اليوم القياسي البالغ 86,400 ثانية، بحسب ما أفادت به تقارير علمية متعددة.
مونت كارلو الدولية:يشير العلماء في وكالة الوقت العالمية إلى أن تسارع دوران الأرض لم يعد مجرد احتمال دوري نادر، بل بات ظاهرة متكررة منذ عام 2020، مع تسجيل عدة أيام أقصر من المعتاد. إلا أن ما يجعل يوم 9 يوليو/تموز 2025 استثنائيًّا، هو أنه قد يصبح معيارًا جديدًا يُحتسب عليه الزمن، خصوصًا مع اقتراب الحاجة إلى إدخال ما يُعرف بـ "الثانية السالبة" لأول مرة في التاريخ، لتعديل توقيت "UTC" العالمي.
وصرح الباحث دينيس ماكالستير في معهد الوقت العالمي لـ People Magazine: "نحن أمام احتمال اضطراري لتعديل التوقيت العالمي، لأن الأرض لم تعد تدور بوتيرتها السابقة".
تفاعل معقَّد وتأثيرات تقنية واقتصادية
ويُرجع العلماء هذا التسارع إلى مجموعة من العوامل الطبيعية، أبرزها تموضع القمر في زاوية مدارية تقلل من تأثير جاذبيته على الأرض، إضافة إلى اضطرابات الغلاف الجوي الناتجة عن تغيرات مناخية تؤثر على سرعة الرياح في طبقات الجو العليا، وأيضًا حركة نواة الأرض الداخلية، والتي ثبت أنها تؤثر على لحظة القصور الذاتي للكوكب.
وبحسب تقرير Time Magazine، فإن "المد والجزر، والضغط الغلافي، وحركة المحيطات تساهم مجتمعة في هذه التغيرات الدقيقة.
يرى محللون هذا الاختلال الزمني الطفيف قد يبدو غير محسوس لدى البشر، لكنه يؤثر على دقة أنظمة الملاحة مثل GPS، والشبكات المالية العالمية التي تعتمد على تزامن دقيق لا يقبل الأخطاء.
كما صرّح مركز المعايير الوطني الأمريكي (NIST) أن الشركات المزودة للإنترنت وشبكات البورصة "قد تحتاج إلى إعادة ضبط أنظمتها لتفادي التأخير أو الانقطاع إن أُضيفت ثانية سالبة".
ويتوقّع الباحثون أن تعود هذه الظاهرة في 22 يوليو/تموز و5 أغسطس/آب 2025، حيث يُنتظر أن تسجل الأرض أيامًا مشابهة في قصر مدتها، مما يعزز النظرية القائلة بأن الكوكب يمرّ الآن بفترة تسارع دوراني، لم تُسجَّل منذ قرون.
701 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع