حضارة وادي حلبجة. الجزء الاول
ما أجمل الأوراق الصفراء المكدسة والمبعثرة، وهي تتطاير مع هبوب النسيم القادم.
انطلقت السيارة من مدينة السليمانية باتجاه مدينة حلبجة الواقعة في شمال شرق العراق، وتبعد ثلاثة وثمانين كيلو متر عن مدينة السليمانية وستة عشر كيلو متر من الحدود الإيرانية، ومن الناحية الطوبوغرافية، تحيط بالمدينة سلاسل جبلية من ثلاث جهات، شمالاً جبال(هورامان) الشاهقة ومن الجنوب سلسلة جبال (بالامبو) ومن الشرق سلسلة جبال (شنروي) ومن الشمال الشرقي بحيرة دربنديخان التي تحيط بها بشكل نصف دائري ومن الجزء الجنوبي للمدينة سهل(شهرزور).
ونحن في الطريق إلى حلبجة نصل ناحية عربت ونحتاج على الاقل خمسة وعشرين دقيقة، عربت واقعة على مفرق الطريق المؤدي إلى دربنديخان وحلبجة والسليمانية.
تتمتع المنطقة بالكنوز الأثرية المذهلة والشوامخ والشخوص، التي تروي حكاية الإنسان القديم وما بلغ من منزلة بين الأمم والشعوب، ودوره الخلاق في عملية صنع الحضارة الإنسانية.
هذه البقعة الرائعة نشأت أولى حضارات أضاءت للإنسان دروب التقدم، وهي تحمل بثقة وثبات مشاعل النور لتبني وتشق الطريق إلى عالم الرقي والحضارة، كما تشير بعض الوقائع والوثائق التاريخية.
كشفت بعثة التنقيب في تل عربت عن خمس طبقات سكنية في هذه المستوطنة وكان أهم ما تم استظهاره من مخلفات بنائية وأثرية هو ما ظهر في الطبقة الثالثة حيث عثر فيها على نوع من الفخار الإسلامي الأحمر الذي يكثر في المناطق الكردية في القسم الشمالي الشرقي من العراق.
والشكل العام لهذا الفخار عبارة عن جرار كروية الشكل ذات مقابض هلالية، رتب الواحد فوق الآخر هذه الفخاريات مصبوغة أو مطلية بالون الأحمر. ويعتقد أن قسما كبيرا منها استخدم للطبخ.
وكشفت التنقيبات في أسفل الطبقات الإسلامية من هذه المستوطنة عن مخلفات اثارية أهما فخاريات ترجع إلى نهاية عصر الوركاء القديمة. إلا انه لم يعثر على بقايا بنائية بصورة واضحة من هذا العصر، وبعد النزول في الحفر أسفل هذه الطبقة عثر على كسور فخارية تعود إلى عصر (العبيد). أن هذه المخلفات تدل على أن الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ كان محصورا في القسم الشمالي من تل عربت وما يفسر ذلك ما وجدت في ارتفاع الأسوار الإسلامية في الجانب الشمالي وانحدارها في الجوانب الأخرى.
توقفتُ في عربت وتمشيت في الشارع الرئيسي الذي يقسم الناحية إلى قسمين، وعلى جانبيه الشارع محلات مختلفة وانتبهت بوجود مطعم (دجاج بالتنور) وقفت أمام المطعم الذي يشوي الدجاج داخل تنور، ويبدو للمرء أن الدجاج لذيذ وسوف اتناول طعام الغداء اثناء العودة في هذا المطعم. وهناك كثير من الرجال واقفون في السوق يبدو لي أنهم يبحثون عن عمل وما يسمى باللهجة الدارجة (المسطر)..
انطلقت سيارتنا باتجاه حلبجة وهذه المرة توقف السائق عند قرية تسمى (بستانه سور) القرية تتكون من دور طينية واقعة على حافة بحيرة تكونت نتيجة ينابيع لمياه عذبة. يعيش في البحيرة اسراب من البط وتعود ملكيتهم لإسكان القرية وتنبت داخل البحيرة بعض النباتات يقطفها الفلاحين ويأكلونها.
وعلى مقربة من القرية موقع أخر اسمه (ياسين تبه) من المواقع الأثرية البارزة في المنطقة ويمكن الوصول
اليه عن طريق بستان سور، تعد هذه المستوطنة من المواقع الأثرية البارزة في المنطقة نظرا لسعة حجمها. في قلعة التل تم الكشف عن أجزاء قصر كبير ولعل هذا البناء كان بمثابة المركز الإداري للمدينة وظهر من دراسة اللقى الأثرية وخاصة مجاميع من الفخاريات بان الطبقات الثلاث العليا من موقع ياسين تيه توازي الطبقات الإسلامية المستظهر في تل عربت. حيث عثر دينار إسلامي كان البعض منها نقودا فاطمية ضربت في طرابلس ومصر وأخرى في الإسكندرية. وأخرى عباسية ضربت في مدينة بغداد والبصرة ونيسابور ومعظمها ترجع إلى القرن الخامس الهجري ونلاحظ وجود جداول مائية حول التل.
وعلى مسافة يقع موقع أثري اخر اسمه (كردي رش) ويقع على مسافة يسيرة من بلدة عربت جوار الطريق المعبد المؤدي من عربت إلى دربنديخان وأثار هذا الموقع جميعها من عصر الوركاء.
اتجهنا نحو طريق حلبجة ونصل إلى قرية (كاني بانكة)، القرية مشهورة بزراعة القطن وفيها غابات على جانبي الطريق وتعتبر مركز لبيع البضاعة الإيرانية، واشاهد مئات الطاولات فوقها البضائع من ملابس وحاجيات المنزل وعشرات السيارات واقفة وأهاليها يتبضعون من هذه البضائع، على الطريق العام هناك مقهى ومطعم يشوي اللحم، بعدما تجولت بين الطاولات اشتريت علبة سجائر، عدت إلى المقهى تناولت شيشان من التكة، واعتذر السائق عن الاكل لأنه تناول فطوره مع اطفاله وزوجته.
اتجهنا نحو منطقة (سراي سبحان اغا) تلة اثرية تقع بالقرب من بحيرة صغيرة مياهها من ينابيع المياه وتقع خلف الجبل الذي يحيط سيد صادق، بعدها نصل إلى ناحية (سيد صادق) والتي هي مفرق طرق نحو (شاندري ـ بنجوين وحلبجة).
في سيد صادق نلاحظ برك من المياه تجمعت داخل حفر حول أطراف الطريق وفيها جاموس وعندما سألت عن سبب وجود الجاموس قالوا إن بعض القبائل العربية تسكنت في المنطقة وتنتج القيمر واللبن.
في الناحية مرقد السيد صادق البرزنجي الموسوي وهو ابن عيسى البرزنجي الموسوي الذي سميت المدينة باسمه الذي توفى في المدينة ودفن في قمة التلة التي تشرف على المدينة فاشتهرت بسد صادق.
الناحية ترتبط بسهل شهروز ويعتبر السهل وقضاء سيد صادق ومحيطه أحد أهم المناطق الاثرية المهمة في المنطقة، حيث يوجد عدد كبير من الهضاب وتلال ضمن قائمة المواقع الأثرية، ويقع (تل قلرخ) في قرية قلرخ غرب قضاء سيد صادق فيما يتبع (تل كازاو) القضاء أيضا، وعثر فيه على العديد من قطع الحلي والحجارة والاختام والقبور، ليس هذا فحسب، بل عثر فيه أيضاً على العديد من الآثار الأحدث ومنها بقايا كنيسة مسيحية. وهذه الآثار يعود تاريخ الآثار المكتشفة الى اربعة آلاف سنة قبل الميلاد ما يجعلها احدى أقدم الآثار المكتشفة في كردستان. قد وجدوا الآثاريين خلال تنقيبهم في (تل شاملو) خلال الأربعينات من القرن الماضي بعد الكشف اتضح ان هذه التلول قد سكنت ووجدت صناعات لأواني لم يسبقها أحد في الصناعة ذات لون وردي زاهي مصقول. وهذه الجرار الطينية تختلف عن جميع الحقب التاريخية الأخرى، ومنذ ذلك الحين يطلق اسم (طينة شاملو) على أية قطعة طينية مشابهة لها يعثر عليها في مناطق العراق الأخرى.
على الجهة الغريبة للمدينة طريق يؤدي إلى بنجوين بعد مسافة قليلة تقع قرية تسمى (شاندرى) وهي مركز لأفراد عشيرة (شيخ سمايلي) التي هي جزء من عشائر الجاف، والاراضي المحيطة بهذه القرية تزرع بالبنجر وعلى هذا الاساس، أنشأ معمل سكر السليمانية، ولكنه لم تنجح زراعة البنجر بسبب عدم اقبال الفلاحين على زراعة المحصول، لأنه لم يدر عليهم مورد مالي جيد، عند خروجنا من الناحية نشاهد بحيرة صغيرة تأخذ مياهها من المياه الجوفية من بحيرة دربنديخان، وتمد الارض مبسوطة خضراء أنه سهل شهرزور تبلغ مساحته 50 في 40 كيلو متر، يبلغ، و يقع على ارتفاع 1770 قدم عن سطح البحر. الذي له خصوصيته بسبب تساقط الأمطار، أصبح سهلا خصبا للزراعة وتربية المواشي، ومن المصادر الرئيسية من الناحية الاقتصادية للمنطقة، وترتبط به الكثير من المناطق السياحية الصيفية،
ومن هذه المصايف (أحمد آواو وعبابيلي وكولان وآويَسر وبيارة وزلَم وميشلة ونورولي). حدود السهل من الشرق بحيرة دربنديخان ومن الغرب جبل هورمان حيث جهته الثانية إيران.
وقد سكن هذا السهل منذ أقدم العصور، ومما يثبت ذلك وجود التلول الأثرية فضلاُ عن وجود مواضع اثرية كثيرة في سفوح الجبال المحيطة بالسهل والتي مازالت تحوي قرى عامرة لاسيما في الوديان الواقعة في جبال هورمان وبراتاند وتدلنا تلك الآثار على ان الانسان قد استوطن في تلك السهول واستمر الى العصور الآشورية والفارسية والعربية الاسلامية ومن اهم تلك التـلـول، (تل قورتاس) بعد الحفريات وجدت فيه عدة طبقات تبتدئ في الاسفل من عصور ما قبل التاريخ، ووجدت فوقها بناية غريبة مشيدة من الآجر والجص تتألف من قبة مربعة يحيط بها ممر ويرجح انه كان دار للعبادة.
وتلة (كرد بيكم) عبارة عن تل عالي وجدت فيه آثار تمتد الى أدوار عصور ما قبل التاريخ ووجدت أواني فخارية مصبوغة بألوان زاهية.
في الجهة الشرقية من وادي زلم يقع (تل طلمة) ووجدت بقايا بيوت من العهد البابلي في الطبقتين الاولى والثانية اما الطبقة الثالثة كانت من العهود الاسلامية.
وهناك تل اخر (دواتزه امام) (معناها الاثنا عشر امام) وجدت فيه بقايا من العصور الاسلامية الاولى.
كذلك (تل بكر آوه) يقع الى شمال حلبجة وهو مستوطن أثري واسع فيه آثار سور واضح المعالم في جهته الغربية وفي وسط المستوطن تل مرتفع يكاد يكون بيضوي الشكل يرتفع 34متر ويحيط به خندق ويعد تل بكر آوه من اعلى التلول في شهرزور، وقد وجدت فيه ألواح مكتوبة بالخط المسماري من أواخر العهد البابلي القديم، ويعتقد ان هذا التل هو موقع المدينة الاشورية القديمة والمعروفة باسم (بدور آشور).
أما (تل جراغ) فقد تم العثور على آثار ترجع الى عصري الوركاء والعبيد.
عند المفرق طريق نحو الشرق يأخذنا باتجاه ناحية خورمال وجبل هورمان، وقبل التوجه إلى حلبجة ومشروع شهرزور، توقفت عند المفرق بمسافة خمسمائة متر عن جسر (زه لم) الذي مياهه قادمه من شلال احمد آوا، وقرب الجسر تله اثرية والمنطقة اسمها شاهو.
قال السائق: قبل الذهاب إلى خورمال نذهب إلى قرية تدعى (شيره مار) المنطقة جميلة جدا لقد رحل الصيف، وجاء الخريف، وبدأ الطقس يتغير شيئا فشيئا.
قلت له: لا مانع لنذهب إلى قرية شيره مار اولا.
قال السائق: هذه المنطقة بديعة جدا في هذا الموسم، ولكن بالشتاء تكون باردة والثلوج تغطي الجبل الذي نحن أسفل سفحه. وفي هذه القرية بيت عمي (أي والد زوجتي) نذهب لزيارتهم ثم نكمل الزيارة.
ما أجمل الأوراق الصفراء المكدسة والمبعثرة، وهي تتطاير مع هبوب النسيم القادم من جبل هورمان.
وصلنا منزل العم وكان موعد الغداء حيث حماته طبخت (گهلامیو) وحلف يمين ان لا نخرج من المنزل الا بعد المشاركة بالطعام معهم.
قلت له: ولكن أحب تناول الدجاج بالتنور عند العودة إلى السليمانية في المطعم الموجود في عربت.
قال العم باستغراب: عند مشاهدة المطعم تشتهي أكله، لكن صاحب المطعم يضيف الليمون دوزي للدجاج، وهذا غير صالح للأكل، وكم مرة طلبنا منه عدم اضافة هذه المادة للدجاج لكنه يرفض.
قلت: شكرا لهذه الملاحظة ولكن لا اعرف ما هي الاكلة التي طبختها زوجتك.
قال مبتسما: استاذ ياپراق، (تحور اللفظ الى يابراخ) يعود الاسم إلى اللغة التركية أصلها (ياپراق) أو (يپراق) وتعني ورق اشجار العنب بشكل عام أو ورق الكرمة (العنب) وفي اللغة الكردية (گهلا ـ ورق، میو ـ العنب).
أي ورق العريش عند الموصلين هي أكلة قديمة، عرفت في العديد من البلدان وأصبحت أكلة مشهورة في بلاد الشام ومصر والعراق وتركيا. يعتبر ورق العنب من الأطباق الكردية الشعبيّة البسيطة، ويعتبر ورق العنب من الوجبات المحبّبة من قبل جميع الأفراد والعائلات دون استثناء، حيث إنّه يتميّز بطعمٍ شهيّ للغاية، مع خبز الصاج والكراث.
قلت له: لا مانع إذا كان الاكل جاهز، نأكل لان الوقت يمر سريعا.
تناولنا طعام الغداء مع العم وزوجته واولاده الاثنان والسائق. وكانت اكلة لذيذة جدا. شربنا الشاي وقال العم: تعال نذهب إلى ناحية خورمال وهنا احكي لك بعض المواضيع التي تبحث عنها.
وصلنا ناحية خورمال ونزلنا في الشارع الرئيسي.
قال العم: ناحية خورمال تابعة لقضاء حلبجة، ومركزها القرية المسماة باسمها القديم كلعنبر، والتي تعني وردة العنبر، وهذه البلدة تحتوي على عدد من الآثار والمخلفات التاريخية القديمة، العائدة إلى فترات زمنية متفاوتة، بضمنها الأسوار والأبراج المدورة والمضلعة والقلاع المحصنة، وبقايا نواظم الري والجسر العتيق على نهر (زه لم) المار بوسطها، شاهدت هذه الاثار التي تحكي تاريخ عريق ثم تابع كلامه: ويقولون هذه الآثار بأنها من بقايا مدينة نيمرا التاريخية التي ازدهرت ايام حكم الساسانيين وبعدهم، فكانت بمثابة مركز شهرزور في عهدها الغابر.
وصلنا إلى الجامع وفي وسطه شجرة كبيرة جدا، بحث خمسة رجال لو تماسكوا بأياديهم لا يستطيعون لف ساقها. وفي فنائه توجد بركة ماء من مياه العيون الدافئة.
ثم قال: تزهو ناحية خورمال وضواحيها أيضاً بكثير من شواهد امجاد امارتي (اردلان وبابان) الكرديتين ومنها آثار الأمير الاردلاني النابغ خان احمد خان الموجود في أحد كهوف وادي (زه لم) عند مصيف (أحمد آوا) البهيج، وكذلك الجامع الذي شيده الأمير الباباني (سليم باشا) وسط خورمال عام 1160هـ. ونحن واقفون في هذا الجامع الكبير من الجوامع الأثرية والتراثية في العراق، والذي بني وشيد في عهد الفتح الإسلامي للعراق، وقد أعيد بناؤه وتعميره في زمن البابانيون، ويذكر المؤرخون إنه يعود إلى عهد القائد الاسكندر المقدوني، حيث إنه بعد فتوحاته باتجاه الشرق في فارس وعودته، يقال انه سمي هذا المكان وقد توارثته الأجيال، وبعد الفتح الإسلامي للعراق ومجيء الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب جعل المبنى مسجدا، تقام فيهِ الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، كما توجد بقرب المسجد مقبرة موسى بك تضم قبره مع زوجته، وتقع تحت منارة الجامع.
أخذني العم إلى بركة ماء صغيرة تتجمع المياه فيها من عين ماء كبريتيه وهذه البركة يزورها الناس للعلاج من الامراض الجلدية أو يؤخذ الماء بواسطة قناني للأشخاص الغير قادرين الوصول.
ثم قال العم: تقع ناحية خورمال على ارتفاع 1850 قدم عن مستوى سطح البحر، وهي تبعد عشرة كيلومتر شمال حلبجة ومن جنوب شرقها ناحية بيارة وهي تحتضن عشرات القرى من الناحية الإدارية.
اتجهنا نحو منطقة تدعى احمد آوا ويعتبر مصيف هو تميّزه بثوبه الأخضر الذي يغطيه طيلة فصلي الربيع والصيف، ويوصف بالوادي الأخضر الخلّاب الغني بمصادر المياه، التي تشكّل نهر (زه لم) والماء يتدفق من وسط الجبل على شكل شلالٍ يتدفق إلى سفح الوادي، ما يضفي جمالا إضافيا.
تطل سلاسل جبال هورامان على ناحية خورمال ومدينة حلبجة، بالإضافة ناحية بيارة وبلدة طويلة وأكثر من خمسين قرية تابعة لبيارة في الجانب العراقي من جبل هورمان.
والجهة الثانية تقع على هذه السلسلة مدن مريوان وياوه في الجانب الإيراني يتحدث معظمهم باللهجة الهورامية، والتي هي جزء من اللهجة الكورانية إحدى فروع اللغة الكردية، كما أن هذه المنطقة تضم عدداً من اتباع الطائفة الكاكائية، والتي تسمى أيضا بأهل الحق وهي أحد فروع الديانة اليزدانية القديمة.
لهذه الجماعات الدينية عاداتهم وتقاليدهم الخاصة وهم من أحفاد السلطان أسحاق الذي هو أحد أولاد الشيخ عيسى البرزنجي، الذي أنشق عن والده، وأستقر في منطقة هاوريكان قرب هورامان الحدودية مع أيران، لهم تعاليمهم الدينية لممارسة شعائرهم الدينية، وكذلك يتميزون ببناء أماكن عبادتهم بأشكال خاصة
بهم وبديانتهم. ومعنى كلمة هورامان باللغة العربية البارز والشامخ والشاهق. وتشتهر هذه المنطقة بطبيعتها
الخلابة والماء الصافي العذب والطيور بأنواعها والعدد الوفير من الخراف والابقار والماعز. كما تشتهر بزراعة الجوز والمشمش والخوخ والرمان، حيث تنتشر في جهة حلبجة أكثر من خمسة وثمانين آلف شجرة جوز اثنا عشر آلف دونم من البساتين المثمرة.
تابع العم حديثه ونحن ذاهبون باتجاه بيارة قائلا: سكان هورامان لديهم نبرة صوت خاصة، وأغانيهم مشهورة وهي تتكون من أنواع منها البطيء لتكوين مزاج هادئ، ومنها الرقص السريع (دبكة) حيث يعرف عنهم اعتزازهم الشديد بغنائهم الفلكلوري المحبب، والاثير والذي يبرع فيه عدد كبير من مغنيهم المعروفين بجمال الصوت والكلمات والاداء.
للموضوع تكملة
814 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع