البتراء..مدينة وردية من ألصخر عمرها من عمر الزمن
هل سمعت أن مدينة بكاملها نحتت في الصخر؟ وهل تعلم أن هذا الصخر ليس كباقي الصخور، وإنما هو صخر وردي فاتن أخاذ؟ قد يخطر ببالك أن هذا خيال، لكنه حقيقة رائعة..
البتراء .. حيث يشتاق المكان لأهله، وتدرك المهرة خيالها
البتراء إحساس يداهمك، سحر موسيقى، ودهشة لون، وعذب مشرب
هناك منذ الولوج الأول إليها، تبادئك شرايين الحياة، عيون موسى، تلقاك خافرة، خجلى في خدرها، تحتمي بتلك السفوح الشامخة حولها، تتباهى بالمكان حيث تولد، وتتدفق شريان حياة، ودقات قلب، تدغدغ صخرا ورديا، في حضرة ذاك المهيب، حيث تذوب حكايا روما، وتتفجر آهاتها على صخر مملكته، ذاك الحضور المهيب.. للحارث ولمالك وعبادة ورب إيل..
هي البتراء يقينا ... عروس عجائب الدنيا ... وتاجها ... وعنوان الإرث الإنساني الشفاف ... فلسانها عربي ... وحرفها آرامي ... وعمارتها توليفة ساحر ... فنان .. جاءوا من أثينا وروما وبابل وسقارة ... ومن كل الحواضر ... كلهم جاءوا إلى عروس الدنيا ... يحملون لها زينتها ... فتبتسم لهم البتراء ... وتحتضنهم ... وتجلسهم حينا ... أو تطفق بهم عائدين على عجل
البتراء وكذلك تسمى سلع، مدينة تاريخية تقع في الأردن جنوب البلاد 225 كم جنوب العاصمة عمّان إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة
تعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم لعدم وجود مثيل لها في العالم.
فازت مؤخرا بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع.
هي عبارة عن مدينة كاملة منحوته في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغه اليونانية الصخر)(يقابلة باللغة النبطية رقيمو) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبة ماتكون بالقلعة
بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم. وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت.
اختيرت البتراء بتاريخ 7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة
تاريخ البتراء
كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.و من شمال دمشق وحتى البحر الاحمر جنوبا, شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية أقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي
نهاية دولة الأنباط كان على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها الولاية العربية.
وفي سنة 636 أصبحت البتراء تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748 وزلازل أخرى أفرغتها من أهلها
إعادة اكتشاف الغرب للبتراء
يوهان لودفيج بركهارت
مع بدء رحلات المستشرقين للعالم العربي في القرن التاسع عشر تم أكتشاف البتراء عام 1812 م علي يدي المستشرق السويسري يوهان لودفيج بركهارت الذي تعلم اللغة العربية ودرس الإسلام في سوريا وجاء إلى البتراء مدعياَ بانة مسلم من الهند بعد أن تنكر بزي إسلامي وهدفة تقديم اضحية إلى النبي هارون وبذلك سمح لة السكان المحليون بالدخول إلى المدينة الوردية، وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828 والمعروف باسم رحلات في سوريا والديار المقدسة على صور للبتراء.
ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت هي الليثوغرافيا التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها مما أعطى البتراء شهره عالمية. ويوجد للبتراء العديد من اللوحات والصور الأخرى التي تعود للقرن التاسع عشر مما يدل على مدى الاهتمام الذي أضفاه إعادة اكتشافها على أوروبا في ذلك الوقت.
لوحة البتراء للفنان شرانز
من الأعمال المشهورة للبتراء لوحة فنية بالألوان المائية لمناظر البتراء للفنان شرانز حوالي 1840
المواقع الأثرية داخل البتراء
هنالك عدة أماكن مثيرة في البتراء منها
السيق: الممر الوحيد لداخل مدينة البتراء .. لفظة السيق سريانية قد تكون سريانية وقد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيسي لمدينة البتراء وهو ممر بين صخرتين يبلغ طولة ألفاً ومائتي وثمان متر تقريبا وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر.
وعلى يسار السيق حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة.
ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة وتزيد الرياح وهبات النسيم وفجأة .. يجد الزائر نفسه خارجاً من هذا الممر ويرى أمامه تحفة أثرية ليس لها مثيل في العالم كله .. وهي الخزنة
الخزنة
الخزنة :بناء نبطي منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً ونقشت اعمدته وزخارفه بطريقه فنية وهو دليل على براعة الهندسة التي عرفها الانباط .. سمي هذا البناء بخزنة لاعتقاد سكان المنطقة أهالي وادي موسى بأن فرعون قد وضع الكنوز وامواله في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكون من طابقين، وواجهة الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. ويتكون الطابق الثاني من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذا الطابق رسومات الزهور والثمار والنسور
المدرج النبطي (الروماني) : يتكون المدرج من 33 صفاً منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج وهو مكان تقام فيه الأحتفالات في الاعياد القوميه والدينيه .. ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف وعثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني (30-9 ق م ) وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للفرن الأول قبل الميلاد .. وعلى مقربة من القبور بلط الرومان الشارع الرئيس ورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع
بناء المحكمة:بناء منحوت من الصخر
مقام النبي هارون عليه السلام : مسجد صغير يقع بأعلى قمة جبال البتراء ويطل على وادي عربة حيث تشاهد انوار قرى فلسطين ليلا وله مكانته المقدسة عند سكان مدينة وادي موسى يقال بان نبي الله هارون عليه السلام قد دفن هناك
قصر البنت : والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها . والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى"
الدير:هيكلاً ضخماً بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً ، وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها وأطلق على الدير لقب "قبر الأسد".. ويعتبر الدير من أضخم الاماكن الأثرية في البتراء حيث يبلغ عرضه 50 متراً، وارتفاعه 45 متراً تقريبا ويبلغ ارتفاع بابه 8 أمتار .
ومن المرجح ان يكون الدير قد بني في القرن الثالث الميلادي وعلى قمة الدير، يمد الناظر بصره الى أبعد مدى، فيرى الأرض الفليسطينية و سيناء بالكامل
المذبح : يقع بين خزنة فرعون والمدرج الروماني . له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 مترا وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح
الاضرحة : في البتراء الكثير من الاضرحة التاريخية، و من اهمها ضريح الجرة، و هو أعلى ارتفاعاً من الآثار الأخرى، و أمامه ساحة و أعمدة منحوتة في الصخر، و لواجهة الضريح أعمدة مربعة، تدل على فخامة النحت النبطي البسيط ،هذا إلى جانب المسرح والمدرج الذي يتسع لأكثر من ثلاثة الآف متفرج وهو مبنى على الطراز الروماني، وتنتشر في انحاء المدينة المعابد واماكن تقديم القرابين والشوارع المبلطة المحفوفة بالاعمدة كل ذلك منحوت في الصخر الذي يتميز باللون الوردي الجميل
معلومات مفيدة
أحرص على أن تنتعل أحذيةً رياضة مريحة وأن تعتمر قبعة لتحميك من الشمس، كذلك احمل دائماً ماءً للشرب بكمية كبيرة..
تمثل أفضل وقت لمشاهدة البتراء، خصوصاً إذا كنت تخطط لإلتقاط الصور، من الصباح الباكر حتى منتصف الصباح، أو في ساعة متأخرة بعد الظهر، عندما تسلط الشمس أشعتها على سطح الصخور الطبيعية الخلابة وتزيدها جمالاً
من المشاهير الذين زاروا البتراء
زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مدينة البتراء الوردية واطلع على مرافقها السياحية والأثرية مبدياً اعجابه بها وواصفاً إياها بالرائعة
المغنية مادونا
نيكولا ساركوزي وكارلا بروني وابنها
حاكم نيوزيلندا
الهدايا التذكارية
للتمتع بمشاهدة البتراء
المصادر:
Visit Jordan / Petra
639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع