جعفر ابو التمن .. ألزعيم ألوطني ألمنسي

                  

         جعفر ابو التمن .. ألزعيم ألوطني ألمنسي

     

                             

        

هو الحاج محمد جعفر جلبي أبن الحاج محمد حسن أبن الحاج داؤد أبو التمن

** ولادته ونشأته **

          
                                   صورة من بغداد .. أيام زمان

ولد ببغداد عام ١٨٨١ م في محلة صبابيغ الآل (سميت بهذا الاسم لأنها كانت تشتهر بصناعة خيوط القز بالألوان لاسيما الأحمر) من عائلة عريقة عربية مسلمة، تنحدر من قبيلة ربيعة.وهي عائلة معروفة في اوساط بغداد الثقافية والسياسية والتجارية..
سافر والده الى ايران على اثر خلافات عائلية، لذا ترعرع جعفر في دار جده الحاج داوود، وهو تاجر معروف اشتهر بتجارة الحبوب لاسيما (الرز) وقد كان يملك مستودعاً كبيراً للحبوب يعرف (بخان داوود) في سوق بغداد المركزي ـ قرب سوق الصفافيرـ ، لذا لقب بأبي التمن.
 وقد كان يسكن محلة صبابيغ الآل على الضفة الشرقية من نهر دجلة في بغداد
عاش في كنف جده الحاج داؤد وكان يرعاه رعاية خاصة لما أنسه فيه من مخايل النباهة والذكاء، وأشرف على تعليمه وتثقيفه، لم يتجه جعفر أبو التمن إلى الوظائف الحكومية وإنما بدأ حياته بالتجارة..


               

** دراسته**
 درس العلوم الدينية والفقهية (ابان حداثته التجارية) علي يد العلامة الشيخ شكر البغدادي (1855-1938) كما درس الادب والشعر والبيان في مجالس آل الصدر في الكاظمية فكتب الشعر في شبابه وفي اواسط عمره حرر المقالات الاقتصادية في مجلة غرفة التجارة ونوه بشعره ونثره الجميل محمد مهدي البصير في كتابه (سوانح1976) واشاد بثقافته الفقهية القاضي توفيق المالكي قائلاً : كان جعفر يحل اعقد المسائل الفقهية والشرعية

                  

** نشاطه**

في اواخر شباط 1919 آلف الوطنيون العراقيون جمعية سرية سميت(حرس الاستقلال) بزعامة السيد محمد الصدر وتضم علي بزركان وجلال بابان ومحمود رامز ثم اصبحت اكثر نشاطاً حينما انضم اليها اخرون مثل يوسف السويدي وناجي شوكت وسامي شوكت ومحيي الدين السهروردي والشيخ باقر الشبيبي وعبد الغفور البدري وعبد المجيد كنة وكذلك جعفر ابو التمن بعد عودته من طهران في تشرين الاول عام 1919 الذي انتخب امين سر عام

 ويقول ناجي شوكت في مذكراته ان جعفر كان القائد الفعلي لحرس الاستقلال التي نادت بالاستقلال التام للعراق الذي كان يضم ثلاث ولايات هي بغداد والبصرة والموصل

برز أسمه كأحد العناوين الوطنية مع بدء الاحتلال البريطاني للعراق إذ كلف بعد سفر جده إلى ساحة الحرب في البصرة مجاهدا ضد الغزاة البريطانيين بمهمة تزويد المجاهدين بالمؤن والأموال اللازمة للجهاد، وعندما التحق بالخدمة العسكرية لبلوغه السن القانونية بقي في بغداد ليقوم بمهمة الارتباط بين السلطات العثمانية والمجاهدين
 ومع أكتشاف العراقيين لزيف الوعود البريطانية اشتدت المطاليب الوطنية المنادية بالحرية والاستقلال وظهر جعفر أبو التمن أحد أبرز قادة الحركة الوطنية فله الفضل الكبير في توحيد الطائفتين الشيعية والسنية ونبذ الخلافات الطائفية، وعرف عنه مقته الشديد لها،

         

                               حنا بطاطو

وبهذا الصدد يقدم عنه حنا بطاطو الصورة المعبرة الآتية (يعود إليه الفضل في المقام الأول، فضل الجمع بين الشيعة والسنة عند ذلك المفصل التاريخي (ثورة العشرين) وتحويل رص الصفوف المؤقت هذا إلى حقيقة سياسية دائمة إذا لم يكن هنالك في رأيه سبيل أخر إلى كسر شوكة الانكليز..

لم يقف جعفر أبو التمن عند هذا الحد بل تعداه إلى الطوائف الأخرى، فعلى وفق ماأوردته جريدة الاستقلال في عددها الصادر بتاريخ٢٧ تموز ١٩٣٢ م ، ذكرت إن الوطنيين استغلوا عيد الجسد عند الطائفة المسيحية فذهبت إليهم وفود من المسلمين وزعمائهم وكان في مقدمتهم جعفر أبو التمن إلى الكنائس يقدمون التهاني لإخوانهم المسيحيين في عيدهم، وقد القيت الكلمات التي تحث على الوئام والوفاق ،ولما أشتد غضب السلطات البريطانية على مناوئيها أثناء ثورة العشرين كان جعفر أبو التمن أحد أهدافها فقررت إلقاء القبض عليه فداهمت مسكنه الواقع في الزقاق المعروف بأسم جده (دربونة داؤد) فتمكن من الهرب بتسلق سياج المسكن إلى مسكن جيرانه الخلفي، وهي مسكن عبد الهادي حبة وأختفى فيها ليلة واحدة، ثم أنتقل إلى مسكن محمد جواد الحلي ومنها إلى مسكن محمود الاطرقجي الذي لم يوافق على بقائه في مسكنه فهرب إلى مسكن صديقه مهدي الخياط الذي أخلى له المسكن فمكث فيه قرابة الأسبوع ومن هنالك وضعت له خطة للهروب إلى منطقة الفرات الأوسط، وقد اشرف على الخطة وتنفيذها مجيد كنة، فقام بتهريبه بواسطة زورق انطلق من مشرعة سيد سلطان علي مع بدء ساعات حظر التجوال الليلي ليوم الخميس ١٩ أب ١٩٢٠ م، فوصل ساحل بستان مجيد كنة في منطقة الدورة بجانب الكرخ من بغداد وبعد استراحة قصيرة غادر إلى مسكن الملا خضير شيخ الجبور، وقبل أنبلاج الفجر غادر مضيف الشيخ يحف به ثلاثون فارساً من فتيان عشيرة الجبور مدججين بالسلاح من بنادق وسيوف اتجهوا على ظهور الخيل نحو مسكن شيخ عشيرة الغرير علوان الشلال ومنها اتجهوا إلى الجانب الأيمن من الفرات إلى مسكن عاصي العويض، شيخ عشيرة الجنابيين في منطقة جرف الصخر بقضاء المسيب ثم إلى كربلاء ومنها إلى النجف  إذ كانت أحداث الثورة على أوجها، وبذا تم إنقاذه

التحق جعفر أبو التمن بالثورة في ميدان الفرات الأوسط واسهم مساهمة فعالة في دفع الثورة وتوجيهها وقد احتل مركزا قيادياً فيها ولما أضحت الثورة بعيدة عن النجاح ترك البلاد مع عدد من زعماء الثورة إلى الحجاز فنزلوا ضيوفاً على ملكها الشريف حسين

أسس جعفر أبو التمن حزباً سياسياً باسم الحزب الوطني وأوقف الحزب عن العمل بعد حادثة البلاط الشهيرة، وعاود الحزب نشاطه مرة ثانية عامأ ١٩٢٨ م وأنضم إلى جماعة الاهالي من بوابة جمعية السعي لمكافحة الأمية، أستوزر مرتين الأولى في وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية وزيراً للتجارة والمرة الثانية في وزارة الانقلاب عام  ١٩٣٦ م وزيراً للمالية، أتهم بتأييده للشيوعية فرد على متهميه بالقول:
إذا كانت الشيوعية تسعى لترفيه الفقير ومساعدة المحتاج وتنظيم المجتمع بشكل مفيد أويدها، وهذه هي شيوعيتي

خرج جعفر أبو التمن من تجربته في العمل السياسي بخيبة أمل بمعظم الأشخاص الذين عمل معهم فقد كانوا يريدون اتخاذ المبادئ سلماً للوصول إلى مآربهم الشخصية بينما كان هو رجل مبدأ يريد عن طريقه تحقق خدمة
البلاد

                                         


** نموذج الوطنية العراقية**
 مبكرا أدرك جعفر أبو التمن خطورة التكتلات الطائفية على الوطن، فبادر بالرفض القاطع لمحاولات ضمه في نشاط سياسي على اساس طائفي، بل إنه، ورغم تدينه، كان من دعاة التمييز بين الدين والسياسة وقد اتصل المجتهد الشيعي البارز محمد حسين آل كاشف الغطاء بأبي التمن في كانون الثاني 1927، وحثه على الانضمام إلى التكتل الشيعي، غير أن أبا التمن رفض بصلابة، لأنه (لم يرغب بإدخال الدين في السياسة) ويرجع التعاون بين الشيعة والسنة في ذلك المنعطف التاريخي الى الوضع الناشئ عن الاحتلال الإنجليزي، غير أن الفضل في الفعل الواعي وراء هذا التعاون يرجع بالأساس ، الى جعفر أبو التمن. وقد ركز فكره ونشاطه لتحويل هذا التعاون الظرفي الى واقع سياسي دائم. إذ لم يكن هناك، برأيه، من سبيل آخر لكسر النفوذ الإنجليزي
وقد حاول بعض السياسيين من طائفته جره مراراً، الى النشاط على اساس طائفي، فأدار لهم ظهره بإصرار. وكرس جعفر أبو التمن جهود الحزب الوطني لتحقيق هذين الهدفين المترابطين،وهما وحدة النسيج الاجتماعي والوطني بكل مكوناته وتصفية النفوذ الإنجليزي
 ولعب الحزب الوطني دوراً هاماً خلال العشرينيات، والنصف الأول من الثلاثينيات في ترسيخ الوعي الوطني العراقي
كان جعفر حلقة الوصل بين الزعامات الدينية في الطائفتين (قاضيا بغداد السني والشيعي) في كانون الثاني 1919، وعمل على تقريب وجهات نظرهما حيث تحدث في الاجتماع الذي ضمهما مع ممثلي الطوائف المسيحية واليهودية، داعيا إلى عراق موحد بحكومة عربية وحاكم مسلم)، مما عمق دوره في تكريس الوحدة الوطنية العراقية


             


**ثورة العشرين**

 لعب ابو التمن دورا مهما في ثورة العشرين حيث انضم في آب 1920 الى مناطق الثورة في كربلاء والنجف إذ رحب به كزعيم بغدادي مشهور وممثل للمجتهد الشيرازي وعامل ارتباط بين حركة الاستقلال في بغداد والكاظمية وبين العلماء في المدن المقدسة وكان يلقي خطابات في الناس حول الثورة مشجعا اياهم علي الاشتراك، كما شارك مع مثقفين اخرين امثال علي بزركان وعارف حكمت في مقالات افتتاحية في صحف الثورة في النجف وخاصة الفرات التي كان يديرها محمد باقر الشبيبي

كلمة حق عن ثورة ألعشرين

إن ثورة العشرين لم تكن ثورة طائفة معينة او مكون معين ولم تنحصر بمنطقة معينة من ارض العراق، بل كانت ثورة لكل العراقيين ولكل مناطق العراق من شماله إلى جنوبه فهي ثورة اعالي الفرات الصحراء الغربية بقيادة الشيخ نجرس الكعود والعشائر المتحالفة معه في تلك المنطقة (حديثه, عانه, القائم) ونزولا الى منطقة الفلوجة وخان ضاري، وكان قائد العمليات في منطقة خان ضاري
                                           
                               الشيخ ضاري

الذي قتل القائد البريطاني لجمن، وفي الديوانية وبالتحديد ناحية الرميثة كانت شرارة الثورة الاولى وكان قائد العمليات فيها


            
                          الشيخ شعلان ابو الجون

والشيخ غثيث الحرجان، وهنا نتذكر معركة العارضيات بقيادة الشيخ سوادي الحسون ومعركة ابي صخير بقيادة الشيخ مزهر الفرعون « كبير رؤساء آل فتلة » ومعركة الرستمية ( الرارنجية ) بقيادة رئيس عشيرة العوابد الشيخ مرزوك العواد
وامتدت هذه الثورة الى الفرات الأوسط, وهذه المنطقة مركز قيادة ثورة العشرين بقيادة الشيخ عبد الواحد الحاج سكر ,محسن ابو طبيخ , نور الياسري , علوان الياسري, قاطع العوادي وشيخ الظوالم والاقرع وبقية العشائر العراقية شاركت في ثورة العشرين إلى البصرة والمنتفك ومنهم عشائر السعدون
                    
                        الشيخ محمد مهدي الخالصي

ولم تكن مرجعية الثورة مقتصرة على حوزة النجف الاشرف بل كان لحوزة الكاظمية حضور  لا ينكر في الثورة متمثلة بالشيخ محمد مهدي الخالصي، وفي بغداد شاركت العوائل الوطنية هي الأخرى بالثورة إذ بدأت المظاهرات تشتعل يومياً ضد الانكليز والذي كان يقود التنظيمات والمظاهرات ويحرض الناس على التظاهر في بغداد جعفر ابو التمن والسيد السويدي وال الجميل، وكان للعشائر العربية في ديالى موقف متميز لعشائر العزة وشيخها حبيب الخيزران وعشائر العبيد وعشائر تميم وعشائر الداينية  والدهلقية،
                                     
                             الشيخ محمود الحفيد

 وفي شمال العراق الذي قاد الثورة ضد الانكليز الشيخ محمود الحفيد في السليمانية وعدد من العشائر الكردية . ولقد كان لهذه الثورة العديد من الجبهات مع القوات البريطانية منها جبهة الحلة والسماوة والكوفة والدليم وديالى وكفري وكركوك وقلعة سكر والشطرة وسوق الشيوخ ومناطق اخرى


                               

**جماعة الاهالي**
وحينما تأسست جماعة الاهالي بزعامة حسين جميل وكامل الجادرجي وعبد الله اسماعيل ومحمد حديد وعبد الفتاح ابراهيم كانوا يتطلعون الي عرض القيادة علي جعفر ابو التمن الذي اعتزل العمل السياسي بعد وفاة الملك فيصل لما شاهده من فساد ونفاق، ووافق ابو التمن علي الانضمام الي الاهالي بعد ان تأكد من انها لم تكن منظمة سياسية الا انه فيما بعد انشأ تنظيما سريا هو الشعبية واختير جعفر رئيسا له ويضم جماعة الاهالي التي ساهمت مساهمة مباشرة في الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق بكر صدقي وضرب عرض الحائط كل الافكار الديمقراطية التي كان يدعو لها ابو التمن الذي اصبح وزيرا للمالية في حكومة الانقلاب برئاسة حكمت سليمان مما اضطره في الاخير الي تقديم استقالته واعتزال السياسة نهائيا حتي وفاته.

                                    

يقـول روفائيـل بطـي " إنّ جريـدة صوت الأهـالي أخـذت تأدية واجبـها الوطـني الصحافي في الدفـاع عن حقوق الشـعب و إفهـام الجمهور مصلحته و تنبيهـه إلى ما يراد به، وطابعها الانتصار للطبقة الكادحة. و كانت الجريـدة تنهج نهجا تقدميـا في سياساتها ، فقد انتصرت لزعامة جعفر أبو التمن و أيدته و آمنت بإخلاصه


            


** نهجه الاقتصادي**

كان تاجراً كبيراً، حول خبرة السوق لصالح وطنه ووطنيته، وهذه الشفافية التي طبع فيها جعلت التجار يدعونه لتأسيس غرفة تجارة بغداد فحصل على عضويتها ونيابتها 1929-1935 ورئاستها 1935 - 1939.
 كان يمتلك عقلا اقتصاديا حاول ان يقدم من خلاله بعض مايستطيع لاصلاح الواقع الاقتصادي والاجتماعي، فقد رأس مجلس ادارة شركة تجارة وحلج الاقطان العراقية ورأس مجلس ادارة شركة استخراج الزيوت النباتية وهو ايضاً اشترك في تأسيس هاتين الشركتين وهما قاعدة الصناعة العراقية وكان اول من قال وركز علي نظرية حرية التجارة فبدونها لانضمن للعراق استمرار التقدم والرخاء الاقتصادي

          


وفاته...
 توفي بتاريخ ٢٠ تشرين ألثاني ١٩٤٥ م بعد مرض التهاب أغشية الدماغ (السحايا) ،وقد كانت آخر كلماته انه كان آسفاً لأنه لم يعش ليرى القوات البريطانية تغادر الأراضي العراقية.

ولوفاته عم الحزن شوارع بغداد والعديد من المدن العراقية الأخرى، وقد شيعت جثمانه جماهير غفيرة من داره الواقعة في شارع أبو نواس إلى جسر الخر ومنها إلى مدينة النجف الأشرف حيث دفن هنالك
وتكونت لجنة في بغداد من ممثلين عن الاتحادات العمالية والمنظمات المهنية والأحزاب السياسية للقيام بحفل تأبيني يليق بمكانة ((ابو التمن)) وتاريخه، وقد حدثت اجتماعات في المدارس والمعاهد والمنظمات وغرف التجارة للرثاء والمواساة. دفن جعفر في النجف بمراسيم دفن مهيبة تدل على شعبيته الواسعة كقائد سياسي وطني من طراز خاص


**قالوا فيه**

                                        
 

يقول عنه حميد المطبعي: كان فيصل الاول يقول له سراً، (كم يعجبني حوارك مع التاريخ)...

                                                                            

بينما برسي كوكس يجمع الخصوم ويقول لهم:

(هل من طريق لازاحة ابي التمن من الساحة؟؟)، حتي الوثائق البريطانية الاخرى لم تستطع ان تطعن برجل كأبي التمن

                                     
 
قال عنه شاعر ثورة العشرين مهدي البصير كان هو هو لايتغير ولا يتبدل ولايعتريه ضعف ولا وهن، ولاتشوبه شائبة وتعلق به ريبة، ولاتلين حصاته ولا تغمز قناته

  
        

وقال عنه كامل الجادرجي:

(كان من الاشخاص القلائل الذين لم توجه اليهم الطعون كما وجهت الي كثير من رجال الثورة، ولعله كان ابرز شخصية من بين اهل المدن العراقية)

      
وقال الجواهري من قصيدة يرثيه

طالت ولو قصرت يد الاقدار      لرمت سواك عظمت من مختار
     

ألمصادر:
ـ من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ـ جعفر ابو التمن  للدكتور حيدر حميد 

                                

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع