النظام الملكي العراقي البدايه والنهايه/الجزء الثاني
احداث قبل تموز 1958
بقلم/ صديق المجلة/ بغداد
لم تكن الاحداث التي جرت في 14 تموز 1958 حدثا عابرا قام به ضباط مغامرون ولدت لديهم الرغبه بالسلطه وانتهاز الفرص ولكنه كان تخطيطا استمر لاكثر من عشرة سنوات بدأ في عام 1948 بعد حرب فلسطين وموقف الضباط من تداعياتها حيث جرى تنظيم اول خليه للضباط الاحرار وبقيادة المرحوم المقدم رفعت الحاج سري...
ولكنها ظلت محصورة بعدد قليل من الضباط ولكن تبلورت فكرة التنظيم السري و الثوره اكثر بعد قيام الضباط في مصر بثورتهم عام 1952 الامر الذي شجع الخليه على العمل بقوه ورغبه اكثر ..
في تلك السنه 1952 اتصل كل من المقدم رفعت الحاج سري والرائد الركن محي الدين عبد الحميد بالفريق محمد نجيب الربيعي وعرضوا عليه فكرة توليه قيادة التنظيم و الزحف على بغداد وتغيير الحكومه مع الابقاء على النظام الملكي ولكن المرحوم الفريق نجيب رفض فكرة الزحف على بغداد وظل على اتصال مع التنظيم ولذلك يعتبر الاب الروحي لتنظيم الضباط الاحرار ولكونه اقدم رتبه عسكريه ..
استمر المقدم رفعت الحاج سري بالعمل و بقوه حتى ظهرت اول خليه للضباط الاحرار في عام 1952 وتتألف من :
المقدم رفعت الحاج سري
المقدم رجب عبد المجيد
المقدم ناجي طالب
الرائد صبيح علي غالب
المقدم اسماعيل عارف
العقيد صالح السامرائي
النقيب خليل ابراهيم حسن
الرائد محمد مرهون
الرائد حمدي سعيد
الملازم صبحي عبد الحميد
الملازم هادي خماس
وفي عام 1954 انضم الى التنظيم كل من :
العقيد الركن عبد الكريم قاسم
المقدم الركن عبد الوهاب الشواف
العقيد الركن شاكر محمود شكري
الرائد وصفي طاهر
الرائد الطيار محمد سبع
حتى اصبح التنظيم بحدود 200 ضابط في اواخر عام 1956بسبب العدوان الثلاثي على مصر ونشاط الحركه ولم يكن هناك نظام داخلي مكتوب ولا متفق عليه يضبط العمل التنظيمي خاصة وان الميول مختلفه والاهواء متضاربه والاراء متنوعه والعقائد متشعبه ولكنها متوحده في هدف واحد هو موقفها ضد النظام الملكي وفي اواخر عام 1956 كان التنظيم يحظى بعدد كبير من الضباط ويبدي نشاطا ملحوظا .
في عام 1957 انضم عدد آخر من الضباط الى التنظيم وهم :
(العميد الركن ناظم الطبقجلي ,العميد الركن عبد العزيز العقيلي . الرائد حردان التكريتي ,العقيد عبد الرحمن عارف , العقيد طاهر يحيى , العقيد الركن خليل سعيد ,المقدم عارف عبد الرزاق , النقيب محسن الرفيعي ) .
اتفق الضباط المتواجدون في بغداد على تشكيل لجنه عليا للضباط الاحرار تعني بالشؤون التنظيميه للحركه وتصريف امورها وتعتبر الواجه لها وتم الاتفاق على عقد اجتماع لاحق لانتخاب اللجنه ,,
وفي الاجتماع اللاحق تم اختيار ثمانية ضباط للجنه العليا هم كل من :
العقيد الركن محي الدين عبد الحميد
العقيد الركن ناجي طالب
العقيد الركن محسن حسين الحبيب
المقدم المهندس رجب عبد المجيد
المقدم الركن وصفي طاهر
المقدم الركن عبد الكريم فرحان
الرائد الركن صبيح علي غالب
الرائد الطيار المتقاعد محمد سبع
وفي الاجتماع التالي حضر العميد الركن عبد الكريم قاسم واحضر معه العقيد الركن عبد السلام محمد عارف مما اثار حفيضة الاخرين وامتعاضهم وحاولوا ابعاده عن الاجتماع ولكن قاسم اصر على قبوله عضوا في التنظيم والا فانه سينسحب من التنظيم وهكذا فرض عارف على التنظيم ( كان الاتفاق على عدم ضم اي عضو جديد مالم يتم طرح اسمه مسبقا وتتم مناقشته ) ويبدو ان الاجتماع الاخير كان يضم تنظيمين ولجنتين عليا تم توحيد الجميع في تنظيم واحد ولجنه عليا واحده وجرت الانتخابات واختير عبد الكريم قاسم رئيس للجنه العليا بسبب كونه اقدم من الاخرين من ناحية القدم العسكري وتألفت اللجنه من 15 ضابط بضمنهم الثمانيه اعلاه:
الزعيم عبد الكريم قاسم .. رئيسا للجنه لكونه الاقدم رتبة
العقيد الركن عبد السلام محمد عارف
العقيد الركن عبد الوهاب امين
العقيد الركن عبد الوهاب الشواف
العقيد الركن صبيح علي غالب
العقيد طاهر يحيى
العقيد عبد الرحمن عارف
الاهداف المتفق عليها في اجتماع اللجنه :
1 . القضاء على النظام الملكي واقامة النظام الجمهوري .
2 . القضاء على الاقطاع وسن قانون الاصلاح الزراعي .
3 . تحرير العراق من النفوذ الاستعماري واعلان الحياد الايجابي .
4 . اصلاح النظم الاقتصاديه والاجتماعيه وتطويرها.
5 . العمل على تحقيق الوحده العربيه وخاصة مع سوريا ومصر .
6 . التمسك بالنظام الدستوري وتسليم الحكم للشعب .
7 . تشكيل مجلس السياده من ثلاث اعضاء يقوم بواجبات رئيس الجمهوريه خلال الفتره الانتقاليه .
8 . تشكيل مجلس قيادة الثوره من نفس اعضاء اللجنه العليا .
9 . عدم قبول اي من اعضاء اللجنه العليا باي منصب سياسي بعد نجاح الثوره .
قررت اللجنه العليا الاتصال
بجبهة الاتحاد الوطني وفوضت سكرتير اللجنه رجب عبد المجيد بتنظيم هذا الاتصال ..وكانت هناك اتصالات اخرى تجري دون علم اللجنه فان الزعيم عبد الكريم قاسم كان يتصل بالحزب الشيوعي عن طريق رشيد مطلق وكان عبد السلام عارف يتصل بحزب البعث العربي الاشتراكي عن طريق فؤاد الركابي واخرون يتصلون بحسين جميل ومحمد مهدي كبه ومحمد حديد وفائق السامرائي وهذا يدل على اختلاف الانتماءات السياسيه وان هؤلاء غير منسجمين وغير متجانسين في المعتقد والافكار وكانوا مجرد مجموعه اجتمعت لانها تعادي النظام الملكي فحسب لقد كان هذا الخلاف والاخطاء التي سبقت العمل جميعها اثرت بشكل واضح على الثوره وبان ذلك واضحا صبيحة 14 تموز (مذكرات العقيد الركن صبيح علي غالب ) ويضيف علي غالب فيقول ان هناك حلقه مفقوده بين المجموعه وذلك اثر بشكل كبير في عدم تشكيل مجلس قيادة الثوره واصدار المراسيم صباح يوم الثوره ..
محاولات للثوره قبل تموز 1958
المحاوله الاولى
كانت في ايلول 1956 خلال مناورات الخريف بالاتفاق بين عبد الكريم قاسم امر لواء/19 وبين شاكر محمود شكري امر لواء /14 ولم تنفذ بسبب نقل الاخير الى خارج العراق .
المحاوله الثانيه
كانت بالاتفاق بين عبد الكريم قاسم ورفعت الحاج سري اثناء المناورات في تشرين الثاني 1956 وتتم السيطره على بغداد الا ان المناورات الغيت بسبب العدوان الثلاثي على مصر
المحاوله الثالثه
وهي اثناءارسال القطعات الى الاردن بعد العدوان على مصر لحماية الاردن وكانت هناك اتصالات بين قاسم وعارف وضباط سوريين ونصحوهم بعدم القيام بالثوره لانها سوف تفشل حسب تقديراتهم ..
المحاوله الرابعه وكان المقرر ان تتم العمليه في عيد الجيش 1958 بالاستفاده من تجمع القطعات العسكريه في معسكر الرشيد وكان الاعتماد على كتيبة المدرعات (فيصل) التي كان يقودها العقيد عبد الرحمن عارف ولكن تغير مكان الاستعراض الى جلولاء ثم الغاء الاستعراض ..
المحاوله الخامسه
وكانت تعتمد على لواء المشاة /15 الذي كان ينفذ مناورات في المنطقه الغربيه وتتم العمليه اثناء مروره من بغداد باتجاه الجنوب وقام اللواء بالتعسكر في معسكر ابو غريب وكانت فكرة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف معتمدا على العقيد عبد الغني الراوي امر فوج في اللواء المذكور وعلى كتيبة دبابات موجوده في المعسكر ولكن الاختلافات في وجهات النظر وعدم استعداد الوحدات لتنفيذ العمليه الغيت الفكره ..
المحاوله السادسه
وهي قيام العقيد الركن عبد الغني الراوي بعمليه فدائيه بواسطة مجموعه فدائيه مؤلفه من 12 شخص يقوم يقتل كل من عبد الاله ونوري سعيد وكان رفعت الحاج سري قد خطط لنفس العمليه لذا تتطلب التنسيق وتضارب الاوقات و تأجلت العمليه .
لقد بات واضحا للجنه العليا انفراد كل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بالعمل للثوره وخاصة وان لوائيهما امرا بالحركه الى الاردن وهكذا تم التنفيذ والجدير بالذكر لم يسجل اي دور لعبد الكريم قاسم ولواء المشاة / 19 في التنفيذ فقد وقع كل الجهد على عبد السلام عارف ولواء المشاة / 20 وعند وصول قاسم الى دار الاذاعه كانت الثوره قد امنت نجاحها وكانت الساعة تشير الى 10.45 دقيقه من صباح يوم 14 تموز 1958
لغرض الاطلاع على الميثاق الذي اتفقت عليه اللجنه العليا وجميع اعضاء التنظيم والذي اقسم الجميع على تنفيذه اضافة الى مقرارات اللجنه العليا في اجتماعها الاخير الذي انتخب فيها اعضائها ال 15 عشر عضوا.
ميثاق العمل الوطني لحركة الضباط الاحرار في العراق
حاول الضباط الوطنيين ان يتصلوا بالتنظيمات السياسيه لغرض مشاركتها والاستفاده من خبراتها التنظيميه الا انهم وجدوا ان من الضروري ان تكون الحركه عسكريه بالكامل لضمان عدم تغلغل اعضاء من خارج التظيم اليها واتفقوا على تغيير النظام الملكي والقيام بالثوره للاسباب التاليه :
1 .لم يقدم للعراق أي تطور خصوصا بعد مقتل الملك غازي وتولي عبد الإله وصاية العرش إبان الحرب العالمية الثانية. حيث سادت اجواء التخلف وتباطوء حركة البناء والعمران .
2 .تحول الحياة السياسية إلى حالة من الركود حيث انتابت الحركة النيابية الجمود وأصبح البرلمان لعبة بيد مراكز القوى السياسية كنوري السعيد وعبد الإله، اما الأحزاب فانحسر دور الأحزاب والقوى الوطنية وطفت على السطح الأحزاب الشكلية الخاوية من ايديولوجيات أو برامج العمل.
3 .ربط العراق بمعاهدات جائرة مع بريطانيا مست سيادته وهدرت ثرواته الوطنية وربطت العراق بالسياسة والاقتصاد البريطانية.
4 .الانحياز للمعسكر الغربي في لعبة القوى الدولية وربط العراق باحلاف سياسية لتحقيق مصالح واستراتيجيات الدول العظمي دون النظر إلى المصلحة العراقية الوطنية كحلف المعاهدة المركزية السنتوالذي حول العراق إلى إحدى القواعد الإستراتيجية ضد الاتحاد السوفيتي.
5 .تسلط النخبة السياسية وانتشار المحسوبية والفساد الإداري والمالي .
6 .عدم الجدية في الوقوف مع القضايا العربية التي تمس الامن الوطني العراقي كالحرب الفلسطينية الأولى عام 1948 برغم المشاركة الواسعة والفاعلة للجيش العراقي إلا أن تدخل الحكومة قوض النصر الحاسم في المعركة. وكذلك عدم الجدية بالوقوف مع مصر في العدوان الثلاثي عليها.
7 . عدم حل المشكلات الداخلية كالتلكوء بمنح الاقليات الحقوق الثقافية، على الرغم من الاسهام السياسي الواسع للاقليات العرقية والطائفية في الحكم.
8 . تشكيل مجلس السيادة ليتراس الدولة بصورة مؤقتة، يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية وبكامل صلاحياته، ريثما يتم استفتاء الشعب وخلال ستة أشهر لانتخاب منصب رئيس الجمهورية ويضم أعضاء من تنظيم الضباط الوطنيين وعضوية شخصيات وطنية.
9 .تشكيل حكومة من الضباط والسياسيين الوطنيين من مختلف الفئات والتيارات الممثلة للمجتمع العراقي.
10 .إعلان تشكيل مجلس تشريعي يدير البلاد باسم المجلس الوطني لقادة الثورة ويكون في عضويته تنظيم الضباط الوطنيين.
11 .إعلان حل مجلسي النواب والاعيان والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة لانتخاب أعضاء جدد للمجلسين.
12 . يحترم العراق حق الأديان ويعتبر الإسلام أساس التشريع في الدولة والقانون.
13 .التمسك بمباديء الديموقراطية في الحياة السياسية والعامة وان المعتقد حق مكفول لجميع المواطنين بشكل متساوي.
14. فسح المجال للاحزاب الوطنية بالعمل على أن لا ترتبط بجهات أجنبية أو تحقق المصالح الأجنبية.
15 . التمسك بالوحدة الوطنية العراقية الكاملة لكافة الاعراق والطوائف والقوميات بشكل متاخي من خلال منح حقوق جميع فئات الشعب اضافة الى الحقوق الثقافية.
16 . ربط العراق برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلاميه .
17 . يلتزم العراق بمبادئ الأمم المتحدة وكل الاتفاقات التي تصب في مصلحة الوطن والتي لاتمس من سيادته.
18. .يعلن العراق بانه دولة مستقله استقلالا تاما في السياسة الداخلية ويسعى إلى تحرير اقتصاده من خلال تأميم ثرواته وخصوصا النفطية وبفك ارتباطه من التكتل الاقتصادي الاسترليني المرتبط باقتصاد دول الكومنولث وبريطانيا.
19 .يعلن العراق بانه دولة مستقله في السياسة الخارجية ويفك ارتباطه بأي مواثيق واحلاف أجنبية كحلف السنتو والتي تسعى لجعله اداة لتنفيذ السياسات والمصالح العليا للدول العظمى لكلا المعسكرين الغربي والشرقي. 20 . يعلن العراق بانه دولة من دول عدم الانحياز ويلتزم بمقرارات مؤتمر باندونغ.
21 .مناهضة النشاط الاستعماري الذي كبل العراق ودول العالم الثالث بضمنها الدول العربية بشتى صنوف الاستغلال والهيمنة. 22 . تكفل الجمهورية العراقية حرية العمل الصحفي وذلك بمنح الصحف كافه الاجنبية و المحلية بالعمل
لقد اشرت الى الميثاق الوطني الذي يصلح للحاله العراقيه الحاليه كما هو على قدر عالي من الوطنيه والمهنيه السياسيه ولكنه يصعب تطبيقه في تلك الظروف وهي مشابه لما موجود اليوم .
ولاادري ان كان هذا الميثاق بامكانه ان يتماشى مع السياسيات الدوليه لذلك العصر الذي اتسم بالقطبيه السياسيه والصراع الدولي والحرب البارده وهل تسمح الدول العظمى بان يكون العراق هكذا ام انه طموح ثوار وطنيين لايدركون السياسه وابعادها ودهاليزها وان مثل هذا الميثاق لايمكن ان يتحقق ؟
هذه من ضمن الاسئله التي ستثار في مناقشتنا في الجزء الاخير ....
موضوعنا القادم سيكون مع الجزء الثالث( الدور البريطاني قبل تموز 1958 )
صديق المجله / بغداد
للأطلاع على الجزء الأول يرجى النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/5833-1.html
405 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع