أذا أردت أن تطالع وتستكشف ألحياة ألبغدادية وألعادات ألاجتماعية خلال مائة عام عليك بكتابات ألباحث وألمؤرخ عزيز ألحجية ألتي تتضمن من سبع اجزاء وكأنك تجالس ألمعمرين وحكايات ألجدة عن بغداد ألقديمة , كيف كانت , كيف عاشو , بتفاصيل تغيب عن أي متحدث ألان لو أراد بنا ألرجوع لاأزقة بغداد وناسها وطقوسهم وطريقة عيشهم...
كتاباته تغوص بك في حوش بغدادي برائحته وعبق شناشيله تسمع قرقعة طناجره وتشم رائحة خبزه وتهل عليك بأستيحاء بنات ألمحلة وتصلك أصوات ألصبية وهم يلعبون ونداءات ألباعة وهم يمرون
بين لحظة وأخرى تسمع مثل بغدادي أو أهزوجة وأغنية لاأم تدلل وليدها ليغفو حتى تنصرف لتحضيرات ألدار وماوصلني من ألاستاذ جلال چرمگا من تحف على شكل أربع لوحات تمثل ألحياة ألبغدادية ألقديمة حيث كانت تغفو في خزينة حاسوبه ألتي تحوي نفائس وجب أظهارها وألكتابة عنها ولم أجد من يدلنا لوصفها والحديث عنها سوى كتابات ألمرحوم عزيز ألحجية
أللوحة ألاولى - شربت ألرمان
شجرة الرمان شجرة مباركة جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى (فيها فاكهة ونخل ورمان) وهي شجرة غير دائمة الخضرة حيث تسقط اوراقها شتاءً وتورق في الربيع ثم تزهر وتسمى زهرتها (جلنار)
واكثر المحافظات شهرة في زراعة شجرة الرمان هما محافظتا كربلاء وديالى والرمان ثلاث انواع حلو وحامض وخوشي اي طعمه وسط بين الحلو والحامض وهناك من يعتقد ان في حب كل رمانة حبه واحدة تسمى (حباية الجنة) لايمكن معرفتها لذلك يحث الاباء والامهات ابناءهم على عدم التفريط بحبات الرمان بل اكل حب الرمانة الواحدة كله ولعلها وسيلة ضبط تربوية تعلم الابناء الحرص والعناية بما يأكلون.
ويدخل الرمان في الطب الشعبي حيث تغلى كمية من قشور الرمان اليابسة ويسقى بمائها المصاب بالاسهال او المغص.
كما يستعمل شراب الرمان في معالجة البثور والتهابات اللثة والفم وذلك بدلك المكان المصاب بسبابة اليد بعد غمسها بشراب الرمان ويفضل ان يكون صباحا وقبل الافطار.
ورد الرمان في الامثال الشعبية فقالوا:
* رمانتين بفد ايد متنلزم: يضرب لمن يريد ان ينجز عملين في ان واحد والمثل اجمالا يقال في عدم الاستطاعة عن الانجاز.
* رمانة والكلوب مليانة: كناية عن عمق علاقات الود والمحبة ظاهريا واخفاء الضغينة والتربص باطنيا.
* نومي ورمان ميزوج نسوان: كناية عن التبذير الذي يحول دون زواجه اذ لايستطيع جمع المهر والقيام بشؤون الحياة الزوجية.
وفي الغناء الشعبي يرد ذكر الرمان بصورة رومانسية رائعة ترد العفوية فيها موحية بالشهامة والمروءة وحث الناس على التعاون والتكاتف الامر الذي يشكل دعوة لتعميم الخلق الرفيع والعيش في دعة ضمن معاييرالالفة وسيادة العلاقات الاجتماعية الجمة.
جلجل علي الرمان
نومي فزعلي
هذا الحلو ماريدة
ودوني لاأهلي
ففي عبارة (هذا الحلو ماريده) غنج ودلال وتمنع مشوب بالتودد وهو احياء وكناية على ان العكس هو الصحيح وهذه بلاغة مثقلة بالحب وظفها الشاعر ليكسب شعره رومانسية عالية وقد يكون الشاعر عاشقا بالوقت نفسه فجاء الشعر مثقلا بالحس المرهف بموضوعة الرفض المغلف بالحب.
وللمربع البغدادي حضوره في تعداد مآثر وجود الرمان في السوق وبيان اهمية رمان مندلي المتفرد في جودته.
يلي تبيع الرمان
بالعدد لو بالميزان
خليت فكري حيران
وشحلو طعم الرمان
رمان بدره ومندلي
طعمه حلو...اكله هني.
شبه العسل ماينجني ...مــــزه يفيد الســـكران
في مربع اخر
يلي تحب غيري روح ...عني انهــــــزم
رمانتين أبفـــد ايــــد ...ما تلـــــــزم
ويرد الرمان في السوق على لسان الباعة بقصد الترويج لبيعه وتحقيق وارد يومي جيد.
* رمانته حبة حلو من امه وخوشي الرمان.
* شارب امية كربلا وحبايته متهيله.
* هذا رمان ديالى ومرافج الخياله.
* ميك شكر يارمان وكشرك دوه للجربان
* يابو اركيبة المايله منها الحلاوة سايلة.
يرمان ... يرمان .... يرمان
واستعمل الرمان في المراهنات بين اثنين بقصد التسلي والمداعبة وقضاء وقت ممتع ذي فائدة مادية للرابح وهو ان ياكل رمانة مجانا اذ يتفق اثنان من ابناء المحلة على ان ياكل كل منهما رمانة بحجم متساو مستعملا يداً واحدة ومن يسقط اقل عدد من حبات الرمان ارضا يكون هو الفائز، والخاسر يدفع ثمن الرمانتين للبائع.
وللرمان في الاحلام تفسيراته الايجابية والسلبية حيث يورد الراحل عزيز الحجية في كتابه (بغداديات) في الجزء السابع منه عن (ابن سيرين) (الرمان الحلو حين يرد في الاحلام يعني ان الحالم سيلتقي بامرأة ذات مال، وقد تعني الرمانة اذا كانت حلوة في الحلم الحصول على الف درهم ولعل هذا الرقم ناجم عن كثرة الحب في داخلها اما اذا كانت الرمانة حامضة يعني هذا ان حزنا سيأتي على الحالم.
* ومن (رأى انه اكل رمانا حلوا بقشره فانه سينتفع من ماله، وقال ابو سعيد الواعظ: الرمانة تدل على الزينة للمرأة او الرجل على الولد.
ومن رأى انه باع رمانا يعني هذا ان الحالم اختار الدنيا على الاخرة ومن رأى في منامه رمانة حبها احمر فانة سيحصل على الف دينار واذا كان حبها ابيض كان نصيبه الف درهم ومن رأى كانه اكل قشر الرمان فانه سيتعافى من مرضه، ويبقى لكل حادث حديث ويظل التداول قائما لهذه المأثورات الشعبية.
وقد ورد ذكر الرمان في اهزوجة للصغار كانوا يرددونها وهم يتمرجحون (يتأرجحون)بالمراجيح بالعيدين وفي الكسلات وغيرها قائلين:
شوط شوط عيده
لجلمه وزيده
وأجفي عليه المنخل
شنخل شنخل بالمنخل
وجريواتي ورايه
ألفهن بالعبايه
ويأكلون من غدايه
غدايه حبيب رمان - - (تصغير حب)
وأفركه علجيران
كل ناس حبه حبه
والواوي شايل ذنبه
أللوحة ألثانية - عصير ألتمر/ ألدبس
ألتمر - وهو ثمر النخلة ويمر بمراحل حتى ينضج
اولاها بعد التلقيح وتسمى الحبابُك ثم الجمري ثم الطوش او البسر وهو اكبر من الجمري ويسمسه البغادة خلال الطوش ثم الخلال ثم الرطب واخيرا التمر
اشار الاستاذ جعفر الخليلي في كتابه الموسوم (التمور قديما وحديثا) ان في العراق حوالي 454 نوعا من التمور
يؤكل التمر وهو بسر اي خلال الطوش وعند نضوجه وياكلونه وهو رطبا مع اللبن الرائب وهو على راس المواد التي تُخزن فلا بد من كيشة تمر ضمن قائمة المواد المخزونة في الدار العراقية وتستخدم الثمار في صناعة السكر الأبيض (سكروز) ) كما ورد التمر كثيرا في الامثال والاشعار الشعبية كمثل المثل المعروف ( تمبل ابو رطبة) واصله كان رجل كسلان نائم تحت نخلة وسقطت رطبة اي الواحدة من الرطب ومن شدة كسله طلب من احد اللذين معه ان يضعها في فمه ويضرب للكسل
كما دارت هذه المحاورة الشعريه الفكهه بين هاتين الزوجتين
دادة اخذي رجلي وياج للسوك اجلبيه
بوكية تمر بيعه بالج ترديه
فتجيبها الثانية
دادة انت رجلج زين يجيب الاوكيه
انه بعته بثلث تمرات و ردوه عليه
النواة وتسمى بالنوايه في بغداد وبالفصمة في المحافظات الجنوبية وتستعمل كعلف للدواجن اوالحيوانات بعد جرشها واستعملها مُبيضي القدور كوقود اثناء تبيض الاواني المنزلية المصنوعة من الصفر كما كانت البصره تصدر كميات منها لدول الخليج وعند تحميص النوى وطحنها ومن ثم طبخها مع الماء لتصبح شبيهة للقهوه وهذا الشراب يستعمل كمدرر مما ينفع في الالتهابات البوليه وتفتيت الحصى.
وعند نقع النوى في الماء لمدة سبعة ايام مع مراعاة تبديل الماء يوميا يصبح النوى طريا فيستعمل كعلف للحيوانات وهو غني بالمواد الكربوهدراتية والدهن والبروتين وتحتوي النواة على سبعة احماض زيتية.
كما قيل في الامثال (الليشتغل بالغروب يلم نوى من الدروب)
ومن الاكلات والصناعات المنزلية المعروفه التي اعتمدته كمادة اولية
المدكوكة وتصنع من التمر الاشرسي والجوز واحيانا من التمر الزهدي مع السمسم وتُدق بالهاون ثم تقسمها الى زهاميل اي قطع,وتعطي لكل فرد من العائله زهمولا.
الحنيني ويعمل من التمر الاشرسي حيث يُقلى بالدهن الحر ليضاف اليه البيض المخفوق بعد ذاك
الحلاوة وتصنع ايضا من التمر الاشرسي كما يدخل التمر ضمن الكثير من الاكلات الاخرى مثل الكليجة والجُرك
الدبس وهذه ايضا كلمة سومرية اصلها دبشو يصنع من التمر الزهدي لرخصه وكانت تعمله المراة العراقية في المنزل وهو على انواع احسنها القادم من البصرة الفيحاء ام التمور ويدعى دبس دمعة وهو دبس طبيعي يتم صنعه من تمر الساير او التمر الخضراوي ولا يُستعمل معه النار بل يتم عمله تحت اشعة الشمس .
وعادة ما يؤكل الدبس مع الراشي او الدهن الحر كما يفضل العراقيون اكله مع القيمر العراقي المعروف كفطور شهي واحيانا يُضاف الدبس للبيض المقلى بالدهن الحر, كما عُرفت بقلاوة العرب المصنوعة من الدبس لدى العراقيين بشكل كبير وايضا دخل الدبس في صناعة الحلويات مثل السمسمية والجقجقدر حيث يُعقد الدبس على النار ويضاف اليه فستق العبيد او لب الجوز ودخل ايضا في عمل الزردة والحليب وكذلك ورد في كثير من الامثال منها (سكينه تنام وعدها دبس ) ويضرب للرعونه بالتصرف بالشئ وعدم الاحتفاظ به عند الحاجة اليه.
الخل ويصنع اما من بواقي التمر الزهدي من عمل الدبس او بكبس كمية من التمر الزهدي مع الماء لمدة اربعين يوم ويوضع تحت الشمس ثم يُغلى على النار ويصفى ويعبأ بقناني وورد الخل ايضا بالامثال ومثلا على ذلك قولهم (قحط خل بالبصرة) ويضرب للشئ المبذول لكثرته ويُقال بتهكم ,وكذلك (الخل دوده منه وبيه) كنايه للاذى او الفساد من داخل العائله اي لعامل داخلي فقط.
مما ورد اعلاه ان النخلة شجرة معطاء وفي كل جزء من اجزاءها بما فيها نواتها.
أللوحة ألثالثة - يوم كيبور / عيد ألغفران عند أليهود
يوم الغفران هو في الواقع يوم صوم، ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، فهو أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق ويقع في العاشر من تشري (فهو، إذن، اليوم الأخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة وتنتهي بيوم الغفران). ولأنه يُعتبَر أقدس أيام السنة، فإنه لذلك يُطلَق عليه «سبت الأسبات»، وهو اليوم الذي يُطهِّر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب.
وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي. وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب ككل الغفران من الإله.
ولذا، فإن الكاهن الأعظم كان يقدم في الماضي كبشين (قرباناً للإله نيابة عن كل جماعة يسرائيل) وهو يرتدي رداءً أبيض (علامة الفرح) وليس رداءه الذهبي المعتاد. وكان الكاهن يذبح الكبش الأوَّل في مذبح الهيكل ثم ينثر دمه على قدس الأقداس. أما الكبش الثاني، فكان يُلقَى من صخرة عالية في البرية لتهدئة عزازئيل (الروح الشريرة)، وليحمل ذنوب جماعة يسرائيل (وكما هو واضح، فإنه من بقايا العبادة اليسرائيلية الحلولية ويحمل آثاراً ثنوية، ذلك أن عزازئيل هو الشر الذي يعادل قوة الخير). ولا يزال بعض اليهود الأرثوذكس يضحون بديوك بعدد أفراد الأسرة بعد أن يُقرَأ عليها بعض التعاويذ. وهناك طقس يُسمَّى «كابَّاروت» يقضي بأن يمسك أحد أفراد الأسرة بدجاجة ويمررها على رؤوس البقية حتى تعلق ذنوبهم بالدجاجة.
أللوحة ألرابعة – ألحفافة
كانت البنت البغدادية لاتعرف من ادوات التجميل والزينة غير النظافة وتمشيط الشعر وضفر الكصايب , ولاتجرؤ على (حف) وجهها او استعمال التجميل الا بعد الخطوبة .
اما المتزوجات فهن بعد الفراغ من انجاز متطلبات البيت كنسا وغسلا وطبخا يخلعن ملابس الشغل ويرتدين (نفانيف)العصر ....ويعدن تمشيط الشعر ويزروقن وجوههن بمواد الزينة. والتجميل لدى البغداديات انواع منها:
التجميل اليومي --
ويشمل غسل الوجه واليدين بالماء والصابون وتمشيط الشعر وتجديل الكصايب -ووضع النونة بين الحاجبين وطلاء الوجه بالسبداج وصبغ الوجنتين باحمر الخدود وتكحيل العينين وفرك (دلك) الاسنان والشفتين بالديرم ثم ارتداء بدلة نظيفة هي غير بدلة الشغل.
ضفر الكصـــايب -الضفائر --
يمشط الشعر بمشط الخشب (يصنع من خشب التوت -التكي- واحسن انواعه مايصنع في كربلاء والكاظمية ويسمى شمشار)بادىء الامر باسنانه الخشنة اذا كان (مجبن) ثم باسنانه الناعمة عدة مرات مع الاستعانة بالماء اذ يغمس المشط في طاسة الماء الخاصة بين اونة واخرى ليقوى على فك الشعر المشتبك مع بعضه وتقوم المرأة بعد ذلك بتنسيق الفرك من مقدم الرأس اى تقسم شعرها الى قسمين متساويين مستعينة بالمرأة .
ثم تبدأ بضفر الضفائر كما تشتهي فهناك النخيلة وهي مجموعة من الضفائر مع كذلة فوق الجبين ويتوقف عدد الضفائر على ثخن الشعر وهذا الاسلوب خاص بالشابات وتستعين من تضفر شعرها على هذه الوتيرة بأمها او احدى اخواتها او قريباتها .
اذ من الصعوبة انجاز ذلك بنفسها وبعد الانتهاء من ضفر كل ضفيرة تثبت قرديلة رفيعة في نهاية كل كصيبة حتى لا (تنفل) واذا لم تتيسر القرديلة تثبت مكانها شطيطة (قطعة قماش لايتجاوز عرضها اصبع واحدا وطولها حسب الحاجة) من الملابس القديمة او من فضلات الملابس الجديدة .
اما الصبيات فتضفر لهن امهاتهن ضفيرة واحدة تتدلى على الظهر وفي نهايتها قرديلة عريضة نسبيا على هيئة وردة تسمى (افرمباغي) و تضفر المتزوجة التي تجاوزت الثلاثين من العمر ضفيرتين بعد ان تفرك شعرها من منتصف الرأس وتفرقه قسمين متساويين لتتدلى كل ضفيرة على جهة وعندما تكاد تنتهى من ضفر الكصيبة تفرد شيئا من الشعر لتجدله ضفيرة صغيرة تسمى (مكناسة) للحفاظ على قوام الضفيرة الاصلية .
اما النساء الغنيات فهن يعلقن الضفائر الذهب في نهاية كل كصيبة تنويها بالبذخ والترف لتتدلى الجديلتان فوق الظهر او امام الصدر او تتدلى احداهما من الامام والاخرى الى من الخلف
وفي اثناء الشغل تعقد الجديلتان فوق الرأس حتى لاتكونا سببا للاعاقة. ومن كان شعرها قصيرا لاتجد مناصا من ضفر كصبيتين عارية (مستعارة) تربطهما بشعرها من فوق الاذنين كل ضفيرة من جهة وتسمى المعلكه
وهناك زينة خاصة بالعرايس تتألف من تبه وزلوف.
البرچم --
حالت المودة الوافدة حديثا دون التمتع بمنظر الكصايب الجميل واتاحت لمقص الحلاقة ان يجتث الشعر الى حدود الرقبة لتقوم الماكنة الصغيرة بعد ذلك بحلاقة ماتبقى منه فوق الرقبة اسوة بما يصنع الحلاق عند حلاقة شعر الرجل وعلى هذه العملية اطلق البغداديون اسم (البرجم) ومع البرجم ساد اسلوب تجعيد الشعر بين الشابات واصبح مألوفا ان تحتفظ كل فتاة بألة حديد لتجعيد الشعر تشبه المقص تماما (فير) مقبضها من الخشب لوقاية اليد من الحرارة يوضف القسم الاول منه في المنقلة بين الجمر حتى اذا اصبح كاويا باعتدال حصرت الفتاة خصلة من شعرها بين ذراعي الالة الحديد وتلف الشعر عليهما وتتركه هكذا حتى يبرد المقص وعندئذ تعيد العملية نفسها ....الى ان تاتي على شعرها خصلة خصلة وبذلك تطمئن الى انه قد تكسر وهذا الواقع شجع على انتشار صالونات التجميل في بغداد وغيرها من مدن العراق ,واصبحت الفتنة والجاذبية مناط التسريحة الانيقة بعد ان كانت المرأة تتباهى بكصايبها لتحث الخطابات على التغني بجمال الكصايب في معرض اظهار جمال المخطوبةعيني اشلون طول ...اتكولين ناكه...اشلون شعر عبالك كلبدون وكل كصيبه هالمتن ....ومن تكنس كصايبها تكنس وراها ).وقد ذكرت الامهات الكصايب عند ترقيص اطفالهن بقولهن :
البنيه ماحلاها
كصايبها وراها
اجه الخطاب يخطبها
وابوها مانطاها
كما ذكرت في الغناء الشعبي البغدادي فقيل
يابو كراميل يابو كرميل ......يابو سبع كسرات ........يابو كراميل
واعتاد البغداديون قبل اليوم على اطالة شعور الاولاد حتى بلوغهم السابعة من العمر .
وقد يضفرن لهم الكصايب على طراز (النخيله) المضفورة للبنات ولكنهم يحلقونه بعدئذ في سلمان باك ايفاء بنذر قطعوه على انفسهم
التجميل الاســـبوعي --
وفيه تجلس المرأة البغدادية بين يدي الحفافه لاستئصال الشعر من الوجه واليدين والساقين تمهيدا للذهاب الى حمامها الذي اعتادت التردد عليه مبكر وهناك تضع الحنة على شعر رأسها وتبدأ بغسل وجهها بالكرصه او الشنان وتحجر قدميها بالحجارة وتجيس جسمها وبعد ان يلكط شعرها تغسل الحناء منه وتبدأغسيلها بالليفة والصابون الركي ولاتبرح الحمام الاعند اصفرار الشمس...
وألحفافة أدواتها لا تتطلب سوى خيط قوي بعض الشيء و(مقص) و(ملقط) وتمارسها كل من اتقنت مسك الخيط ورسم الحاجب لتبدو الفتاة بأبهى حلة بعد الانتهاء من ترتيب وجهها أنها (الحفافة) هذا الاسم الذي يطلق على النساء اللاتي يمارسن مهنة (الحفافة) ودائماً ما تكون معروفة لدى الحي السكني لا سيما في الاحياء الشعبية فضلاً عن أن الحفافة تكون محبوبة لدى الصغير والكبير، وصديقة الجميع تشاركهم احزانهم وافراحهم وربما تكون الخاطبة التي تجمع رأسين بالحلال.. ورغم تلك العلاقة الاجتماعية المتينة التي تربطها بالحي السكني إلا أنها ما زالت تتعرض لبعض الانتقادات حتى يومنا هذا، ذلك الأمر الذي رفضته أغلب الحفافات على اعتبار أنها مهنة شريفة واثرية وتعد من الموروث الشعبي المرتبط بحياة العراقيين..
صحـــة الشـــعر--
تقوم المرأة البغدادية صونا لشعرها من السقوط بغسله يوميا بالماء الحار والصابون الرگي (ابو الهيل ) او مرتين في الاسبوع على الاقل داخل الحمام وقد تضع على راسها مايسمى ب(طين خاوه) قيل استعمال الصابون تنعيما للشعر بعد ازالة الكشره وقد تستعمل الحنة لتقوية الشعر وازالة الكرطيفه منه وتحسين لونه والتي غزا الشيب راسها تصبغ شعرها بأضافة الوسمه الى الحنة وتثبيتا للصبغ يضاف الى الحنة قشور الرمان او الخل او القهوة (مقلاة ومسحونة).
اللائى يحول الوقت دون ذهابهن الى الحمام مرتين بالاسبوع يكتفين بكطف الرأس فقط لان قذارة الشعر تطفئ لمعانه وبريقه وربما ادت الى سقوطه او جعلته مرتعا للقمل .
ويوجد القمل غالبا في رؤوس الاطفال والصبايا نتيجة الاهمال وينتقل بين المقمول وغير المقمول في الكتاتيب وخلال اللعب في الطرقات ويكافح القمل بتطهير الشعر من القمل والصواب بالتكييد وملخصه:
ان تلف الام خيطا من الصوف الابيض بين اسنان المشط وتأخذ صغيرها المقمول الى السطح العالي تحت الشمس الساطعة ليظهر الصواب واضحا لماعا وهناك تمشط شعره عدة مرات لتفصل القمل والصواب عن مكمنه ثم تحرق الخيط الذي تعلق به القمل وبيوضه لتبدله بخيط اخر نظيف وبعد ان تتأكد (المكيده) من نظافة الشعر تبدأ بتلويث مفارق الشعر بالزئبق او النفط الابيض عدة مرات بقطعة صغيرة من القماش وتتركه في الشمس لحظات تغسله بعدها غسلا جيدا بالماء الحار والصابون واذا كان القمل او الصئبان كثير العدد فانه لايستأصل الا بحلاقة شعر المقمول ذكرا كان ام انثى بماكنة نمره (صفر) او بالموس وغسله بعد ذلك غسلا جيدا بالماء الحار والصابون.
اما اذا كان الصبي نظيفا وقد لاحظت امه انه يحك رأسه حكا غير طبيعي فانها تشتبه بوجود قملة غريبة في شعررأسه وعندئذ تنيمه في حضنها لتفلي شعره حتى اذا عثرت على قملة قصعتها بين ظفرى ابهامها وهي تصوت بين الشفة والاسنان تشفيا بمصرع القملة وتلك عادة بغدادية
هذا ولاطفال البغداديين اهزوجة تتألف من سؤال وجوابه كانوا يهتفون بها خلال العابهم في الدرابين فهم يتساءلون:
أهل الجنه اشياكلون؟ ويجيبون انفسهم :يمن وبلاو
ويتساءلون ايضا
اهل النار اشياكلون ؟ وجوابهم : كمل وصواب
عزيز الحجية
ولد الباحث المرحوم عزيز جاسم محمد خلف الحجية في بغداد محلة "حمام المالح" في شهر رمضان المبارك سنة 1921 ميلادي.
ختم القرأن على يد المُلا لالة ابراهيم في محلته، ثم دخل مدرسة "الفضل الأبتدائية للبنين" فـ"الغربية المتوسطة للبنين" ثم التحق بالدورة الأولى في مدرسة الثانوية العسكرية في1938 فالكلية العسكرية حيث تخرج ضابط 1942 شارك في حربي مايس 1941 وفلسطين الجهادية 1948 .
اوفد الى بريطانيا لآمري السرايا سنة 1954 وسافر مع الوفود الرياضية الى عدد من الأقطار العربية كسوريا ولبنان ومصر والبحرين والدول الأجنبية كتركيا وايران والأتحاد السوفيتي وايطاليا وفرنسا والصين الشعبية واليونان وجكوسلوفاكيا وبلجيكا وتدرج بالرتب والمناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة عقيد احيل على التقاعد في 1963
اشتغل بالتجارة وانتمى الى غرفة تجارة بغداد وفتح مخزن للتجهيزات المنزلية بأسم اسواق عزيز الحجية في شارع 14 رمضان 1964 ولم يوفق بعمله فأغلقه .ثم فتح مكتب ثقافي بالمشاركة مع صديقه الحميم المرحوم عبد الحميد العلوجي باسم مكتب العلوجي والحجية لتعضيد ونشر الكتب الثقافية والخاصة لأخذ بأقلام الناشئة لكنه لم يوفق به فأغلقه في عام 1969 .عين في اللجنه الأولمبية الوطنية العراقية اول سكرتير متفرغ في حزيران عام 1971 وانهيت خدماته بها في اب 1982 .عين محرراً في مجلة الفروسية في تشرين الأول 1984 وانهي عقده في حزيران 1987 بسب احتجابها عن الصدور .
تزوج عزيز الحجية عام 1950 وله ست بنات (حياة - دنيا - زينه - لينه - عزيزه - انعام ) وتأثر في كتاباته الأدبية بخاله المربي الكبير الشاعر المرحوم عبد الستار القره غولي وبأبن عمته الشهيد الرئيس الركن نعمان ثابت عبد اللطيف والذي كان يسكن معه تحت سقف واحد توفى يوم الخميس المصادف 12 /10 /2000 ميلادي بعد عناء طويل عاشه بسب المرض حتى انه ضعف بصره اخر ايامه يرحمه الله .الف عشرون كتاب سلسلة كتب بغداديات التي تتضمن من سبع اجزاء كانت تصويراَ للحياة الأجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام وليعلم القارئ جمعها من افواه المعمرين من افراد عائلته واقاربه وابناء الطرف والأصدقاء الذين تكتنز ذاكرتهم بمعلومات لابد من تسجيلها اذ بدأوا يتساقطون كأوراق الأشجار في فصل الخريف .
الگاردينيا: المادة اعلاه سبق وان نشرت..لأهميتها نعيدها مرة أخرى...
625 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع