التوجه الدولي الجديد بإلتزام نهج سياسي يعتمد على عقوبات دولية تصاعدية، يغلب عليه الجدية و ليس فيه أي مجال او مساحة للمجاملة و المناورة وانما هو مبني على منطق هات و خذ.
هذا النهج السياسي الحازم الذي قام بتطبيقه الاتحاد الاوربي، أثار و يثير الکثير من المتاعب و المصاعب و التعقيدات للنظام الايراني، الى الحد الذي لم يعد بإمکانه التمويه على الآثار و المخلفات السلبية للعقوبات و کعادته يريد من خلال قاموسه"الحماسي" أن يستدر عطف جماهير الشعب الايراني و يلقي بثقل المصيبة و الازمة الحادة المتولدة اساسا بفعل سياساته الحمقاء، على کاهلهم، وهذا السعي هو الخيار الاول المتاح أمامه لمواجهة سيف العقوبات الحاد المسلط على رقبته.
خيار اللجوء للتهريب عن طريق مباشر و آخر غير مباشر، لايبدو أن يستطيع تعويض الفارق الکبير في الدخل القومي، خصوصا وان للنظام إلتزامات إقليمية حساسة و حيوية لاتتحمل التأخير او التأجيل وعلى الاخص مايتعلق بإلتزامته حيال النظام السوري و کذلك إلتزاماته حيال کل من حزب الله و حرکة حماس، وهذه الالتزامات الثلاثة هي الرئيسية و الاساسية الى جانب إلتزامات أخرى تتعلق بنشاطات و تحرکات قوات القدس الارهابية، وأن لکل طرف من هذه الاطراف الثلاثة قائمة من المطالب الطويلة العريضة التي ليس بمقدور النظام الايراني توفيرها کسابق عهده، ولذلك فإن خيار اللجوء للتهريب و عن طريقيه ساردي الذکر و على الرغم من ممارسة النظام له و بکل جهده و طاقته المتاحة لکنه مع ذلك دون المستوى المطوب و بفارق شاسع جدا.
خيار اللجوء لروسيا و الصين"بعد أن فقد بفعل سياساته الطائشة المانيا و فرنسا و النمسا"، هو خيار قد يبدو استراتيجيا و هاما جدا للنظام خصوصا وانه من المحتمل جدا أن يبادر النظام و مع إشتداد وتائر العقوبات و بلوغها مفترقات استثنائية أن يقدم تسهيلات و عروض مغرية جدا لهذين البلدين على أمل مد يد العون له و عدم السماح بسقوطه و تهاويه أمام سياط العقوبات الدولية و لاسيما بعد أن أصدر الاتحاد الاوربي عقوبات جديدة يوم الاثنين الماضي و ليس هناك مؤشر واحد يدل على أن في نية هذا التکتل الدولي المهم جدا التخلي عن نهجه السياسي هذا و لاحتى التساهل فيه، لکن المسألة ليست بتلك السهولة التي قد يتصورها النظام وانما أعقد و أصعب من ذلك بکثير، ذلك أن للدولتين أيضا حساباتهما و سياساتهما الخاصة و مصالحهما المعقدة التي لايمکنها التفريط بها في سبيل نظام مهدد من شعبه قبل المجتمع الدولي، وحتى لو لجأت روسيا و الصين الى مطاوعة النظام الايراني و وضعا نفسيهما في صفه، فإن للإتحاد الاوربي بصورة خاصة و للغرب کله بصورة عامة، الرد المناسب الذي لن يخدم في النهاية مصالح السلام و الامن و الاستقرار في العالم.
الخيارات المتاحة للنظام لمواجهة العقوبات الدولية، قد تذرو بها الرياح فيما لو لجأ الاتحاد الاوربي و من خلفه المجتمع الدولي الى خيار دعم المقاومة الايرانية و الوقوف الى جانب المطالب المشروعة للشعب الايراني، وان هذا الخيار الذي لايبدو أن المجتمع الدولي يجهله وانما قد يلجأ إليه في اوقات قادمة رغم انه و في واقع الامر الافضل للعالم کله و للشعب الايراني بوجه خاص لأن تفعيل هذا الخيار بإمکانه حسم مسألة النظام الايراني و تخليص العالم کله من شروره و الى الابد.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
540 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع