إن نظرتَ في عيون العرب...
لن ترى شيئاً من العُروبة...
وسترى ملامحَ الخيانة على وجوههم...
بكلِ لُغاتِ العالم مكتوبة...
إن نظرت في عُيون العَرب...
لن ترى سوى هياكلَ عظميّة...
لأشخاصٍ إدعوا الحُريّة...
لأشخاصٍ برعوا بأداء أدوار الوطنيّة...
وأبدعوا بإلقاء الخطابات القوميّة...
وإخترعوا شعارات سياسّية...
وشرّعوا حروباً أهلّية...
وإن تنظر جيداً في الأعماق...
لن ترى منهم سوى أوراق...
ملونة بكل أشكال النفاق..
موزعة بلا أتفاق...
وظيفتها رمي الشِقاق...
بين من كانوا رفاق...
ونسوا الوحدة العربية...
نسوا مَن قبلهم كيف ثار...
ورفضَ الذُّلَ والإستعمار...
وكيفَ حارب كل قرار...
سلبَ حقوقه بوحشية...
رموز العرب كما الأزرار...
تتحكم بها أيدي الكبار...
وتتلاعب بمصيرهم دون إعتبار...
لا لشعوبٍ او إستقرار...
رموز العرب بكل إختصار...
نفذوا وصاياهم كما الشطار...
ولبوا النداء دون إنتظار...
أما قلنا أنهم كما الأزرار...
ودُمىً مُتحركة بلا قرار...
وهم باتوا أيضا كما الغُبار...
وحياتهم ليست سوى عَار...
وحتى أرواحهم وَهمية...
إن نظرت في عُيون العَرب...
لن ترى سوى عُيون...
لا هدف لها كي تكون...
ترى...
ترى فقط ما يريدون...
وأيضا لا ترى ولا من يجزنون...
عيون...
عيون آثرت عيشَ السنون...
دون هموم أو شجون...
ونسيت فراش المنون...
الذي سيوافي من يخون...
ويحاكمُ من سَنَّ قانون...
قضى به على الحرية...
وأقام سجوناً جبرية...
وفرض قيوداً تعسفية...
غابت عنها الدُيمقراطية...
وماتت فيها القضية...
إن نظرت في عُيون العرب...
ستجد فقط حب الذهب...
أسوداً كان فـ مُقصب...
وسترى أن لا دماء...
في الجسد تجري ، فلا ضوضاء...
تهمها ، فتفعل ما تشاء...
فهي ما نظرت يوماً الى الوراء...
وما سمعت أبداً بكبرياء...
وما سعت كي تبني أمجاد...
مدعاة فخرٍ للبلاد...
وقصةً تُروى للأولاد...
يكتبها تاريخ البشرية...
إن نظرتَ في عيون العرب...
لن ترى حتماً عروبة...
وسترى أراضٍ مغصوبة...
وحقوقاً مسلوبة...
ودموعاً على الشرف مسكوبة...
سترى أن الحقيقة ناكسة الرأس...
وما من قلبٍ بها أحَس...
سترى انها أيضاً نُسيت...
ودُفنت بقراراتٍ قَومية...
قَتلت الأمة العربية...
إن نظرتَ في عيون العرب...
لن ترى شيئاً به تعجب...
أو سبباً منه تتقرب...
بل ستري كل العَجَب...
وستهرب...
بعيداً ستهرب...
خوفا بدائهم أن تُصب...
ويحاً للعروبة...
ويحاً للعروبة...
سامية زين
564 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع