منذ سنوات طويلة وإيران تحاول زرع البذرة الطائفية في مصر من خلال جماعات معينة ومن خلال استغلال الفقر في بعض الأحياء المصرية، وتقديم مساعدات لفقراء هذه الأحياء في مناسبات معينة مستغلة حب هؤلاء المصريين لآل البيت.
وقد نجحت نسبيا في تشييع عدد من بين هؤلاء الفقراء الذين دخلوا التشيع من باب حب آل البيت، دون أن يفهموا شيئا عن التشيع السياسي وأهدافه البعيدة.
ومن ناحية ثانية، قامت باستخدام بعض الكتاب والمثقفين ممن اعتنقوا المذهب الشيعي ووطدت علاقاتها بهم وقامت بدعوتهم مرارا في مناسبات معينة وأغدقت عليهم العطايا لتغذية المستوى الآخر وهو التشيع السياسي، ولكي تصل إلى أهدافها بالتدريج.
وعندما قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، رأت إيران أنها فرصة لن تعوض، وأن لحظة التحرك قد حانت للتغلغل بشكل جدي في قلب العروبة النابض، وأرادت أن يكون لها مكان في مصر الجديدة التي تشكلت بعد الثورة من خلال إقامة أحزاب شيعية والتنسيق بين هذه الأحزاب وبين غيرها من الأحزاب والجمعيات التي تنفذ سياسات إيران في بلاد العرب ومن بينها جمعية الوفاق البحرينية.
والذي يتابع الأحداث بدقة يدرك أن قيادات جمعية الوفاق البحرينية قد تكررت زياراتهم بشكل لافت للعاصمة المصرية بعد ثورة يناير، فلماذا تكررت هذه الزيارات وما هو الهدف منها؟
الهدف واضح جدا وهو أن جمعية الوفاق أرادت أن تقنع الشعب المصري الثائر ضد الفساد والفقر أنها تمثل الثورة في البحرين وأنها المعبرة عن الشارع البحريني وأنه ينبغي الوقوف إلى جوارها كرفيقة كفاح.
ولكن هذا التحرك لم ينجح من وجهة نظري، وسرعان ما أيقن المصريون أن الوفاق جماعة طائفية تمارس التخريب بالوكالة عن الدولة الايرانية، وأنها حتى لا تمثل الطائفة الشيعية بأكملها،فكيف لها أن تكون صوتا للشعب البحريني بأكمله؟
وعندما قام الرئيس المصري محمد مرسي الذي أتت به الثورة بفضح السياسات الإيرانية تجاه سوريا، وهو في قلب طهران، وأتت الرياح بما لا تشتهي سفن ملالي إيران، لم يعد هناك من طريق أمام إيران سوى السعي لزرع فرع جديد لحزب (الله) في مصر عاصمة العروبة، لكي يكون لها وجود وتأثير في السياسة المصرية.
وبناء عليه، لابد أن يكون لجمعية الوفاق (حزب الله البحريني) دور في ذلك، على اعتبار أن البحرينيين هم الأقرب للمصريين، وبالتالي تقوم الوفاق بدور المراسل أو صانع الحب بين التشيع المتنامي في مصر وبين الولي الفقيه الذي له مكانة فوق مكانة الدول وحدودها وسيادتها، وبالتالي تدخل مصر هي الأخرى ضمن حزام الزلازل الطائفية إيرانية الصنع، وتدفع من أمنها واستقرارها ما يخدم السياسة الايرانية في بلاد العرب.
والبيان الذي صدر قبل أيام عن المجلس الأعلى للثورة المصرية يعد أكبر دليل على تكثيف التحرك الإيراني من خلال جمعية الوفاق البحرينية في مصر وهو ما أدى الى شعور المصريين بالخطر الحقيقي من تحركات هذه الجمعية العميلة على أراضيهم.
ولن يستطيع أحد أن يلوم الحكومة المصرية إذا اتخذت مواقف متشددة تجاه البحرينيين الذين يمارسون أي نشاط سياسي على أرض مصر، ويكفيها ما لديها من فتن ومن صراعات سياسية في الوقت الراهن.
684 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع