التصريحات التي أدلى بها سفير النظام الايراني لدى العراق حسن دانايي فر لأجهزة الاعلام الايرانية في السابع من أکتوبر الجاري بصدد لقاءه مع مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق، والتي أکد خلالها بأن لنظامه دور في رسم و تحديد مصير سکان أشرف و ليبرتي(المعارضين و الرافضين له)، يرسم أکثر من علامة استفهام على حقيقة الدور الذي يؤديه کوبلر و الاهداف التي يبيتها من وراء شکل و اسلوب تعاطيه و تعامله مع قضية سکان أشرف أشرف و ليبرتي.
التصريحات الاخيرة لدانايي فر و التي أثارت قلق و توجس سکان أشرف و ليبرتي و مناصريهم بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة، خطيرة و حساسة لأنها تقوم بجعل النظام الايراني شريکا و مساهما رئيسيا في رسم و تحديد مصير و حياة سکان أشرف و ليبرتي في الوقت الذي لايجب و بموجب القوانين و الاعراف الدولية التي يتم التعامل بها دوليا و حتى إقليميا إشراك أي نظام سياسي دکتاتوري في أية مسألة او قضية تتعلق بالمعارضين و المخالفين له، لکن الامر الذي نستشفه من تصريحات دانايي فر المثير للقلق انه يوحي للشارع الايراني بأن لنظامه دور اساسي في تحديد مصير سکان أشرف و ليبرتي و هو مايعني بالضرورة أن لاحول و لاقوة و لاأهمية لهؤلاء المعارضين وان النظام وعلى الرغم من شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب مازال يمسك بزمام الامور و له قصب السبق في کل الامور المتعلقة بمعارضيه في أشرف و ليبرتي.
لاريب من أن کوبلر قد سبق له القيام بالکثير من التصرفات و الاجراءات التي أثارت حفيظة و ريبة سکان أشرف و ليبرتي و المقاومة الايرانية و مناصريهم، لکن تصرفه الاخير بعقده إجتماعا مع سفير النظام الايراني في بغداد بشأن مصير سکان أشرف و ليبرتي المعارضين بقوة للنظام القمعي القائم في طهران، هو تصرف و إجراء يتجاوز کل الحدود و المقاييس المألوفة و المتعارف عليها بل وانه و بشکل صريح يتعارض و يتناقض مع مختلف القوانين و الانظمة المتعامل بها بها بهذا الخصوص وعلى وجه الخصوص القانون الدولي، ولاسيما وان منظمة مجاهدي خلق قد صارت ومنذ 28/9/2012، خارج قائمة الارهاب و بالتالي فإن أي تصريح او موقف يتناقض مع هذا السياق من حق المنظمة و مناصريها ليس الاعتراض فقط وانما حتى الملاحقة القانونية، ذلك أن کوبلر ليس تابعا او خاضعا لدانايي فر حتى يذهب الى مقر سفارته و يعقد معه إجتماعا مثيرا للشبهات بصدد معارضي النظام الايراني، ولذلك فإن موقف مارتن کوبلر المساير و المماشي لأکثر الانظمة الاستتبدادية دموية و قمعا في العالم، هو موقف يخضع لأکثر من تساؤل و محاسبة بل وأن الانکى من ذلك کله أن المقاومة الايرانية قد سبق وان طلبت خلال الايام التي تلت ذلك الاجتماع المشبوه بين دانايي فر و کوبلر توضيحا من الاخير بخصوص هذا الامر و المعلومات التي وضعها بخصوص سکان أشرف و ليبرتي أمام سفير النظام الايراني، لکن کوبلر إلتزم صمتا مريبا و مثيرا للتساؤل و لم يجب على مطالب المقاومة الايرانية وانما تجاهلها بالمرة وهو بهذا مصداق للمثل العراقي الدارج"اللي بعبه صخل يمعمع"، غير ان الامر الذي يجب أن يفمه و يستوعبه کوبلر جيدا هو أن هؤلاء المعارضين الذين تمکنوا من دفع أقوى دولة في العالم من الاقتناع بحقانيتهم و بالتالي شطبهم من قائمة الارهاب لقادرون على فضح حقيقة الدور المثير للشبهات الذي يؤديه هذا الرجل بخصوص قضية سکان أشرف و ليبرتي، وعلى کوبلر أن يعرف جيدا أن الذي له جولة غير الذي له دولة!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
533 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع