جـَـمال الوجـــــــــــــود

                                          

                         ميسون نعيم الرومي

                      

          

على ساحل الوجود تنفست جمال الوجود ، فذابت روحي في حنايا نسيماته الرقيقة ، التي اغوتها تموجات بحر ساحرة ، تدرجت ألوانها الهادئة ، لتزداد سحراَ بلونها الأزرق الدّاكن ، الذي يسحبك الى أعماق البحر ، ويعيدك فجأة مع امواج  صاخبة  تهدأ تدريجيا ،لتعزف لحنا يخلب اللب ،ويسحر الوجدان .
 
تزحف النسيمات بلهفة عاشق ، مداعبة وجه الماء لتوقظه من هدوئه مترنحاَ ضمن مجموعات صغيرة من الراقصين تتمايل بخفة وهدوء ، فتتشابك الاذرع ويبدأ الرقص بهدوء ، وحياء ، على انغام لحن خافت تعزفه تلك النسيمات الناعسة رويدا رويدا ، لتطرب نوارسا تشارك الركب المحتفل ، فتضرب سطح الماء بأجنحتها البيضاء الجميلة ، يعلو العزف ، ويضرب الراقصين ارجلهم بقوة ، توقظ البحر من نومه العميق  ليزفر امواجا ... تبدأ خفيفة ، وتشتــد متناغمة مع الركب الراقص ، فيعزف الجميع سمفونيـّـة الحياة .
 
يراقب الأحتفال وجه السماء الآزوردية محاولا لمس وجه البحر ، الذي يمتد متطاولا لتلتقي الجباه في نقطة اللآنهاية ليعلن الكون ولائه وطاعته الأبدية .

   
هناك في الجانب القريب البعيد تتطاول بعض نخلات تختال بظفائرها الخضر ، وعناقيدها الذهبية اللآمعه محاولة احتضان قمرا يلوذ بها قد اختبأ في أحضانها ، خافياً خجله من لونه الباهت بعد ان طال انتظاره لرحيل شمس أضناها التعب ، وداعبها النعاس ، فحيـّـت ساحلا تركت عليه أيادي الصغار بصمات مختلفة في أشكالها ، تبسمت الرمال وقد تحولـّـت ألوانها الى لون ذهب وفضة لتودع الشمس المغادرة لكي تـعـود ...

      

أغوى الشمس إحتفال رقص الراقصين ، فمشت مختالة بهدوء تـحاول المشاركة فيه ، بعد ان هدّها تعب يوم طويل ، واحمرت منها الأجفان والعيون ، نزلت الى البحرلتطوقها اذرع المحتفلين بحب وشوق  فامتزجت الألوان بريشة الطبيعة الساحرة الأحمر مع لون البحر بتدرجاته الجميلة ، ولون السماء الأزرق الهادئ في لوحة ازلية خالدة يسجد لها الكون مبهورا خاشعا لسحر الوجود .
 
فجأة تأتي عربة الليل السوداء ، تجرّها غيمات راكضة ، تصعد الشمس ، وتغادر تحملها آلهة الليل وملائكة الظلام ، عندها يظهر القمر مزهوا بخيوطه الفضية اللآمعة ، التي أحبتها الرياض ، وعانقتها الزهور، وغازلها العشاق ، فأحاطت الموكب القدسي نجوماً تتلألأ بغنـج ورقـة وحب ، وفرحة عاشقة تناغي جميل وبثينة ، وقيس وليلاه .
يهدأ الراقصون ، ترتخي الأذرع ، ويلـّـف الليل الجميع بأحضانه تحت عباءته السوداء ...!
ــــــــ
اكـتـوبـر / 2014
ســـــتــوكـهــولـم

              

     الكاردينيا:المتألقة دوماَ..ميسون..نقول لكِ:

                             

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

816 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع