ومضات نـَـقـديـَّـة

                                          

                         ميسون نعيم الرّومي

يمكن لمن يتابع ويراقب الأحداث  السياسية ، والمآسي الإجتماعية ، والكوارث ا لإقتصادية ، والأوضاع المأساوية في العراق  ، منذ سقوط الحكم الشمولي ، وعلى مدار اثني عشر سنة مضت ، خاض فيها شعبنا العراقي الإنتخابات وفي اربع دورات متتالية ، ضمن حراك الأحزاب المتنازعـة على السلطة ،

والمتناحرة على مقاليد الحكم ، من خلال كل ذلك وغيرها الكثير من العوامل والأسباب ثبت فشل الأحزاب السياسية العريقة في عملية تعبئة الشارع ، وقيادة الجماهير، وشحذ الهمم نحو تصحيح  المسار، كما أكـّـد حراكها السياسي عدم قدرتها على اخذ المبادرة ، وكسب الجماهير ، وتوجيهها ضمن منهج وطني عراقي واضح ومستقل ، كما عبرت تلك الأحزاب عن هشاشة تأثيرها في الخارطة السياسية ، وعلى المجتمع العراقي  ، واثبتت تخلف تأثيرها الريادي ، وتراجع دورها القيادي ، مما ادى الى فشلها الذريع ، الذي يستدعي اعادة النظر ، لا بل خلق الثورة الإصلاحية داخل تلك الأحزاب ، ابتداء بقياداتها المترهلة الفاشلة ، وانتهاء بالقاعدة الحزبية .
 
هذه القيادات المخضرمة  المحتكرَة لقيادة تلك الأحزاب  ، خلقت في تنظيماتها وكوادرها أجواء تسلطية ، لا ديمقراطية تؤطرها مفاهيم دكتاتورية ، ادت الى بروز مجموعات غوغائية تطبل وتزمر وتنهش بضراوة ، وتصفي ، بل تـسـقِـط ، وبكافة الطرق كل من يحاول الإعتراض على مسار تفكيرها المتسلط  ، لا بل محاولة ابداء رأي يتناقض ويتعارض مع عقول قيادات تلك الأحزاب ، ويتضاد مع تحقيق مصالحها الشخصية  .
 
تعتقد تلك الزمر المطبـّـلة المستفيدة دائماً ، المصلحية  على الدوام ، بأن مسار التغيير لتلك القيادات قد يخالف ارائها المتحجرة ، الجامدة ، المتقولبة  في إطارات فكرية جامدة ، والتي هي بلا أدنى شـك ، معاول الهدم  للمبادئ والأفكار السامية التي جاءت من اجلها (عقائد ومناهج وأفكار)  تلك الأحزاب ، ففرضت  على جماهيرها تقديس الفرد  وتأليهه ، وغلقت الطريق أمام الدماء الشابة في الحصول على مراكز قيادية متقدمة فيها ، واسقاط مفهوم التغيير والتأثير داخل تنظيماتها ، وهذا مما يدفعها للتشبث بكراسي القيادة على غرار خلود صاحب كرسي الحكم في العراق ، ومقولـة (المك عضوض) .
 
ان هذه الأحزاب السامية الفكر وصفاء العقيدة  بحاجة الى ثورة ، تقتلع القديم المتجذر، المتسلط والمتسيد ، المتشبث في المسار الكلاسيكي لطرح منهجها  ، والمكبل بالطروحات الشعاراتية ، الذي اثبتت فشلها في احتواء جماهير الشعب ، والتي لم تعتبر ولم تتعلم من تجارب الماضي المريرة خلال السنوات المنصرمة ، فتجاوزت بذلك الكثير من المبادئ الأساسية التنظيمية والثوابت الفكرية العملية .
 
إن القيادات المخضرمة ، سارت ، ولم تزل للأسف بأحزابها خطوات سريعة غير مدروسة  الى الوراء ، وهدت الكثير مما بنته قيادات تلك الأحزاب العريقة على حساب دماء ابنائها الشهداء ، الذين دفعوا ارواحهم قربانا لأفكارهم وقضيتهم ، وهي سائرة لامحالة بخطى حثيثة الى الهاوية  ، ان لم تخجل وتنسحب احتراما  لنفسها اولا ، ولمبادئها وفكرها ثانيا ، وللشعب الذي هو بأمس الحاجة الى من يأخذ بيده ، ويسير به الى  بر الأمان ، ليواكب ركب الحضارة  ، ويساير التطور الإنساني ، وينقذ عراقنا الجريح ، من الحالـة المزرية التي وصلنا اليها الآن..

الگاردينيا:الشاعرة المتألقة / ميسون .. كنا نظنك شاعرة مقتدرة وبس... ولكنكِ كاتبة ومحللة سياسية بأمتياز.. شكرا لكِ ..ننتظر المزيد من المقالات..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

366 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع