زيارة لاخير من ورائها أبدا

                                           

تأجيل زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للعراق لم تنه قلق و توجس العديد من الاوساط السياسية العراقية و العربية و الدولية من الاهداف و الغايات التي تکمن خلفها، وانما لازالت المخاوف باقية و على حالها من قيام هذه الزيارة إذ أنها لم تلغى وانما تم تأجيلها لأسباب لم يکشف النقاب عنها.

المشهد العراقي الذي يمر بمرحلة عويصة تکاد أن تصطدم بأکثر من عقبة کأداء، لايمکن التفاؤل ولو قليلا بشأن الافاق المستقبلية القريبة بخصوصه وانما يمکن أيضا  حتى عدم التفاؤل بشأن المستقبل البعيد نسبيا فيما لو بقيت معادلة القوى السياسية العراقية و الاقليمية على حالها الراهن، وان أي شد إقليمي خصوصا تلك التي تأتي من مکامن غير عربية لايکمن الاطمئنان اليه، وبالتالي فإن الضغوطات التي قام و يقوم بها النظام الايراني الى جانب تلك السياسة الخاصة التي تمارسها ترکيا حيال الاوضاع في العراق، تضفي ظلالا حالکة على مسار الامور، وقطعا فإن الزيارة المرتقبة لأحمدي نجاد لن تزيد الطين إلا بلة لأنها تسعى من أجل إستغلال نفوذ النظام الايراني في العراق لصالح الصراع الذي يقوده ضد الاجنحة الاخرى المناوئة و المخالفة له.
وعلى الرغم من أن النظام الايراني يعاني من مشاکل عديدة و متباينة و يمر بظروف استثنائية صعبة و معقدة، لکن لايمکن القول في نفس الوقت أن الاوضاع في العراق أفضل بکثير من هناك، بل وحتى يمکن القول بأن الاوضاع حرجة و غير مستقرة الى حد ما في العراق في ظلال التجاذب و التراشق و التراصف السياسي الذي يجري على الساحة العراقية و التي قد تقود الى مفترقات غير مأمونة خصوصا عندما تکون الطلبات من خلف الحدود و واجبة التنفيذ، غير أنه وفي ظل هکذ اوضاع قلقة و غير مستقرة في إيران و العراق، يکون المجال و المتسع رحبا و واسعا للإستفادة منه من أجل تنفيذ أهداف او أجندة ما تخدم مصالح معينة، وان أحمدي نجاد يريد في هذه الظروف الاستثنائية أن يتصيد في المياه العکرة و يحقق لنظامه ومن أجل مصلحة جناحه السياسي مکاسب و منجزات، لايمکن التصور بأنه و في ظل مايمر به من موقف سياسي صعب و معقد سيأخذ المصالح العراقية العليا و کذلك الامن و الاستقرار في هذا البلد بنظر الاعتبار، ومن هنا فإن هناك الکثير من المخاوف و التوجسات بخصوص تلك الزيارة التي يجب على القوى الوطنية العراقية و على مختلف أنواعها و أطيافها الانتباه إليها و العمل على عدم السماح بنجاح الاهداف المشبوهة المتوخاة من ورائها، خصوصا استخدام نفوذ النظام في العراق من أجل تنفيذ ضغوطات قوية و قاسية ضد سکان معسکر أشرف و ليبرتي المعارضين للنظام الايراني، وکذلك دق اسفين بين القوى السياسية العراقية و قبل ذلك کله إستخدام الاراضي و الاجواء العراقية من أجل الخلاص من تأثيرات العقوبات الدولية المفروضة على النظام، وفي کل الاحوال، فإن زيارة رئيس کنجاد لنظام سياسي معزول إقليميا و دوليا کالنظام الايراني، هي زيارة لايرتجى من ورائها الخير أبدا!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

720 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع