فلاح ميرزا
لماذا يريد البعض ان نتوقف عند مراحل غادرناها وقد كتب فيها علينا تضحيات شيب فيها الصغير قبل الكبير وكانت بمثابة عصور مظلمة كالتى شهدتها اوروبا فى القرون الوسطى واشهرها الثورة الفرنسية الفرنسية التى كان رجال الدين هدفا فيها للدورالذى قاموا به فى اضطهاد الناس وسلب حقوقهم وتغيير معتقادهم ومحاربتهم للعلم والعلماء
مما اضطرت جموع الثائرين ان يرفعوا شعار (اشنقوا اخر ملك باخر امعاء قسيس )على عكس مايعرفه العراقيون عن مواقف رجال الدين فلهم من المواقف الوطنية سجل حافل واهمها الشرارة التى اشعلولها فى ثورة العشرين ضد المستعمرين ورعايتهم للفقراء من الناس ودورهم الوطنى, تتراكض الايام والشهور والسنين ولانها تتصف بهذه الصورة فان ماوقع فيها وعليها يخشى ان يتناساها الزمن بزوال اصحابها الذين عاشوا حلوها ومرها ولان مسيرة الحياة تترافق مع التاريخ الذى عاصروه ولان الموت اخذ بالكثير منهم دون ان ينطقوا بما حوته ذاكرتهم من احداث ومواقف رافقتهم فى مواقعهم الاجتماعية واغلقت ابوابها وفقدت مفاتيحها , حينئذ يبقى مايذكره الاخرون نقلا او تخيلا محلا للشك فى حقيقه ماجاء فيها على لسانهم واليقين الذى يتطابق مع صدق من يقول بها ولان زمن المصائب التى مرت على العراق تجاوز النصف قرن فان ماقيل عن رجال تولوا الامور فيه مازال يتجاذب عليه الكثيرون لغايات فى نفس يعقوب وخصوصا تلك التى يتحدث بها العراقيين لانها مرت عليهم وذاقوا الامها واضاعوا امالها بسبب الكراهية وحب الذات وغير العراقيين الذين وجودوا فيها وسيلة للشهرة والكسب المادى ومنهم السياسين واصحاب الاقلام ودور النشر ووسائل الاعلام بكل الوانها واختصاصاتها ولاشك فان بعض الحقائق التى لم يتقبلها الناس لم تكن لتظهرلولا كثرة الحكايات التى رويت بغير حقيقتها وضاعت لان مفاتيحها انطمرت مع اصحابها تحت التراب فالذى قيل عن ماجرى فى تموز 1958 وكما هو واقع الحال ذكر بما لم تظهره الحقيقة بكامل تفاصيلها وما تلاها ايضا كان على نفس المنوال والاحداث الكبيرة التى اتت بعدها ايضا لم توضحها احسن القصص واصدق الذكريات , ولكون الزمن مهما طال او قصربحاجة الى قول الحق فان التاريخ لايزال يختلف فى نقل رواياته حسب اهواء الناقلين والمفسرين والمحللين ماقيل عن الشيوعيين والبعثيين لايقف عند حد معين فلا تزال اوراق التاريخ تتخاصم فيما بينها من كثرة ماقيل عن احداث رويت على انها حمراء فى حين ظهرت فى روايات اخرى انها سوداء, فمنذ استقلال العراق 1921 ولغاية 1958 تغير النظام من نظام ملكى الى نظام جمهورى مرحلة لم ينقل التاريخ حوادثها بشكل واضح حيث تغيرت القصص وذكريات من عاصروها ومن لم يعاصرها باختلاف الزمان والمكان مؤامرات,انقلابات تمرد الاكراد, نمو ثقافة طائفية بتاثير من دول الجواروتلك ظواهر تباينت بها المواقف تنذر بوجود اختلاف فى وجهات النظر حول المرحلة التى ينتظر العراق ان تكون عليه مكوناته وتياراته مابين الوطنى والتيار الطائفى وايهما اكثر قبولا من قبل العراقيين تلك هى خارطة الطريق التى وضعتها اطراف دوليه بزعامة الولايات المتحدة قبل احتلال العراق 2003 , والمراهنة على الدور الذى يمكن ان تؤدية المرجعات الدينية لتغطية تلك العملية من خلال عدم اصدارها فتاوى لمقاومة الاحتلال وفعلا كان للمرجعية دورا سلبيا لانها غطت العملية وغيبت بذلك المشروع الوطنى العراقى وادخلت عوضا عنه المشروع الطائفي واصبح سببا رئيسا من اسباب الازمة فى حين كان يمكن لها تلعب دورا كبيرا فى لم شمل الشعب العراقى وتجسيد حالة الابوة والزعامة لكل ابناءه وان تكون على مسافة واحدة لكل الشعب وان تفتح قنوات للتواصل مع مكونات الشعب وان تصل الى درجات واضحة ومقبولة لا ان يفهم من موقفها الغامض ان هناك تقاسم فى المصالح مع الامريكان ولاشك فى ان المصلحة الامريكية بعدم وجود فتوى للجهاد ضد المحتل وهذا سر فى ان معظم رجال الدين لم يفتوا بجواز مقاومة المحتل كما وان المشروع الايرانى الذى يريد من خلاله ملالى طهران ان يصل الى المنطقة وان تكون ايران اللاعب الاقوى والاكبر فى الساحة وان تطبق سياستها فى المنطقة وبعيد عن الثوابت الوطنية الذى يعمل بالضد للطائفية الذى وبظله يتم بناء دولة عراقية وطنية حديثة واعادة الاستقرار السياسى والامنى للعراق ولكن وللاسف فان المشهد الذى اطلق عليه بالمشهد الشيعى الذى تقوده قوى سياسية ودينية واحزاب قد مارست عملية شحن طائفى الذى وقع ضحيته ولا يزال الشعب العراقى لانه صراع ارادات وصراع مصالح متضادة وغير متجانسة الا ان رفض العراقيين لهذا المشروع وضع نموذج فريدا للتعايش بين مكوناته الذى لايمكن لهذا الظرف الطارئ ان يقضى على هذا النموذج بل على العكسى من ذلك هذه التجربة ستعزز قناعة راسخة لديهم سنه وشيعة وكرد واخرين فى ان الحفاظ على العراق كدولة وعلى وحدة المجتع العراقى انما يكون في ظل الحفاظ على أمتن العلائق والروابط بين واعتبار المواطنة العراقية هي الأساس في التعاطي بمختلف الشؤون بعيدا عن الانتماءات الدينية والعرقية والمذهبية الكفاءة والنزاهة هي المعيار في تولي المناصب السياسية والإدارية في الدولة بعيدا عن الانتماءات الأخرى لابد من وجود دستور للعراق يمثل حالة الوفاق الوطني للأمة العراقية للشعب العراقي كشعب لابد من القضاء على ثقافة التفرقة وعلى روح التعنصر للمذهبية، الالتزام المذهبي أمرا صحيح ومعقول أن الإنسان إذا أعتقد بمذهب معين يلتزم دينيا بقواعد ذلك المذهب ولكن التعنصر المذهبي هو الظاهرة المرفوضة التنوع المذهبي كعامل من عوامل إثراء الفكر هذا أمر صحيح وطبيعي ولكن التعاطي مع التنوع المذهبي على أساس أنه عامل من عوامل الانقسام والفرقة هذا هو الشيء السلبي.ان ردم الهوة فى ظل التعرض الى مسيرة الرسول (ص) وصحابته الاجلالعلى المنابر إقامة مزار لأبو لؤلؤة قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب صاحب القول لولا على لهلك عمر في ظل الثقافة غير عربية وثقافة التي تدعو إلى القتل وإلى القمع واعتبار الآخر أنجس من الخنزير كيف يمكن ان يكون ذلك ؟ ولا يمكن للوحدة الإسلامية أن تترجم إلى عمل إلا من خلال تأصيل ثقافة الوحدة والابتعاد عن الجرح والطعن والاستفزاز من كل طرف للطرف الآخر كل الأطراف يجب أن تبتعد عن الاستفزاز والجرح والطعن ولهذا فان الدور الذى يجب ان تقوم به المراجع الافتاء بعدم جواز ذلك وفي تحريم الطعن بالصحابة وعدم جواز ذلك مطلقا , ولهذا نحن نقول بمشروع الوحدة الإسلامية يجب أن لا يتأثر بالخط البياني للعلاقات السياسية.الرموز الوحدوية لدى الشيعة والرموز الوحدوية لدى السنة بإمكانها أن تقدم مشروع للأمة الإسلامية ويمكن أن تجتمع الأمة الإسلامية على القواسم المشتركة ولكن.القوى الوطنية بإمكانها أن تحدث التوازن خطوة أولى ثم تقلب ميزان القوى لصالحها كخطوة ثانية نعم هي مدعوة إلى أن تخرج عن حالة التشتت وأن تجتمع إذا لم يمكن اجتماع القوى الوطنية في إطار سياسي واحد وفي جبهة عريضة فيمكن أن تجتمع هذه القوى على برنامج سياسي واحد وهذه هي فكرة مشروع ميثاق وطني لكل العراقيين برنامجا سياسيا يحتوي على الثوابت الوطنية العراقية يمكن أن تتعاقد عليه كل القوى الوطنية ليتم تسويقه إلى المجتمع العراقى نقطة الالتقاء الأولى هي الإسلام التي خيمة الإسلام ومظلة الإسلام يستظل بها الجميع كل مَن يشهد لا إله إلا الله محمد رسول الله فهذا مسلم وفي الحقيقة ينضوي تحت خيمة الإسلام هذا أولا الشيء الثاني التاريخ المشترك بين السنة والشيعة في العراق لهم تاريخ مشترك اشتركوا في بناء المجتمع واشتركوا في بناء الدولة واشتركوا في عيش فيه أجواء مودة حقيقة هناك مصاهرات بين الشيعة والسنة هناك قرابة بين الشيعة والسنة العشائر العراقية فيها الشيعي وفيها السني وبالتالي الشيعة والسنة في العراق هم أولاد عم لا يمكن لهذا الظرف الطارئ أن ينهي كل هذه القيم النبيلة السامية بل المحنة هذه المحنة تشكل تجربة وإن كانت قاسية إلا أنها ستكون تجربة مؤثرة جدا في إعادة اللحمة التي أريد تفكيكها.وبالتاكيد فان للمكونات الاخرى من غير المسلمين لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات فى تجسيد روح المودة والمحبة والشعور بالمواطنة باعتبارهم ابناء العراق ولهم من التاريخ المشترك فى حضارة مابين النهرين يمتد الى الاف السنين وان يكون العراق خيمة للجميع
1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع