في ذكرى نهاية الحرب العراقية الإيرانية

                                               

                              علي الزاغيني

للحرب  أسباب وهذه الأسباب  يجب ان تدرس من كافة الجوانب ومتى ما وجد الجميع ان الحل هو الحرب يجب التأني والتشاور قبل خوض هذه الحرب حتى  لا تكون النتائج على عكس ما خطط لها وان تضع الحلول لكل المعضلات وما يترتب على هذه الحرب  من خسائر بشرية ومادية ومعنوية ونفسية قد تستمر لفترة طويلة من الزمن.

الحرب العراقية الإيرانية  التي استمرت لثمانية سنين  والتي اندلعت في أيلول 1980 لم يكن في حسابات الجميع ان تستمر طويلا ولكنها  استمرت كل تلك السنين المستعرة بالنار  والحديد والخسائر والألم الذي طال كل بيت  واعتقد ان حجم الخسائر البشرية  لا يحصى  سواء من حيث  قتلى الحرب او الاسرى والمفقودين وجيوش المعاقين  وآلاف الأرامل والايتام  من كلا الطرفين وبكل تاكيد هذه الحرب لا تخدم  سوى  تجار الحروب ومروجيها  وهي بالتالي محرقة بشرية استخدمت فيها كافة الأسلحة  حتى المحرمة دوليا  من اجل ان لا تكون الهزيمة قاسية .
من المنتصر ؟
ومن الخاسر  ؟
تلك الاسئلة التي  راودت  من عاصر تلك الحرب ومن شارك بها مرغما  ليس الا خوفا من سلطاتهم سواء بالعراق او ايران , الحرب انتهت ولكن هل انتهت مخلفات تلك الحرب , الألف من الأسرى  لازالوا في عداد المفقودين  ورغم  انتهاء منذ سنوات طويلة  الا ان الخسائر  البشرية  لا تزال اثارها  للان  وخصوصا المعاقين وما يتعرضون له من اهمال  وعدم الاهتمام بهم وبعوائلهم , قد يعتقد البعض ان من شارك بالحرب او قاتل  هو راغبا بها وتناسى كل تلك القوانين الصارمة التي تفرض على الجميع بالمشاركة مهما كلف الامر وهذا في كل دول العالم مهما كانت النتائج وهذا ينطبق على ما جرى خلال الحرب العالمية الاولى والثانية هل كان الجميع موافقون على خوض تلك الحرب ولكن الخوف  من بطش وارهاب الحكام هو من اجبرهم على المشاركة بتلك الحرب .
كان لابد من وضع سيناريو نهاية تلك الحرب التي استمرت طويلا  وكان بالفعل في يوم تاريخي للشعبين  العراقي والايراني  في 8/8/1988 بعد  وساطات كثيرة بين البلدين رغم الخسائر الا ان نار الحرب وقفت  بهذه اليوم التاريخي وهدأت أصوات المدافع  ليعلوا صوت السلام  من جديد , ان يوم وقف اطلاق النار  لا يمكن ان ينسى مهما توالت الايام ومهما مضت السنين  لانه بحق كان يوم مميزا بعد طوال انتظار وصبر وقلق من المجهول والقادم من الحرب ونارها التي تحرق  بلا رحمة  بعد طال انتظار تلك النهاية حتى ان البعض لم يكن يتوقع تلك النهاية بعد ان أصابه اليأس  والقنوط  .
بيان البيانات او البيان الأخير للحرب جاء ليعلن تلك النهاية  لحرب مقيتة كان أعلانا بإعلان بموافقة الطرفين على نهاية تلك الحرب المأساوية الطاحنة  ولكن هل كانت نتيجة الحرب وفق ما خطط لها بالفعل ووضعت الحلول لتلك الأسباب التي  اندلعت من اجلها الحرب , هل استفاد العراق من تلك المعركة بقدر حجم الخسائر التي فقدها , او انها مغامرة من قبل اراد للشعبين الدمار والخراب .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع