ياسين الحديدي
" الوثيقة هي استراتيجية أوروبية لضمان سيادة الحضارة الغربية وطول أمدها: لذلك فهي ترى العالم من خلال ثلاث مساحات:
المساحة الأولى: تتكون من الوحدات التي تقع في المنظومة المسيحية الغربية، وتقرر الوثيقة أن من واجب بريطانيا تجاه هذه المساحة من الحضارة – على أي حالٍ من الأحوال- ألا تكون السيادة على العالم خارج إطارها. أي أن هذه المنظومة الحضارية هي التي تسيطر على العالم ويظل زمام
الأمور بيدها.فإذا كانت أي حضارة لا شك ستنتهي بحسب نظرة فلسفة التاريخ – فإا يجب أن تضمن أن وريث هذه الحضارة من نفس المساحة ومن جوهر المنظومة الغربية.
المساحة الثانية: وهي الحضارة الصفراء التي لم تتناقص مع الحضارة الغربية من الناحية القيمية لكنها قد تختلف معها في حساب المصالح.وهذه الحضارة يمكن التعامل معها والتعاطي معها تجارياً
التحدي الامريكي مقالات إستراتيجية التحدي الصهيوني
العنوان الألكتروني للمركز: org.alkashifايلول- ٢٠١١ ٧ من١٣ مركز الكاشف للمتابعة و الدراسات الاستراتيجية ويمكن غزوها ثقافياً لهشاشة منظوماا القيمية ومن ثم فالتعامل معها يعتمد على الجانب المصلحي للكتلة المسيحية الغربية من العالم.
أما المساحة الثالثة: فهي البقعة الخضراء أو الحضارة الخضراء فهذه المساحة من الأرض، تحتوي على منظومة قيمية منافسة للمنظومة الغربية، صارعتها في مناطق كثيرة وأخرجتها من مناطق كثيرة ومن واجب الحضارة الغربية المسيحية أخذ احتياجاا وإجراءاا لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة
الحضارية أو إحدى دولها لأا مهددة للنظام القيمي الغربي.
وفي الإجراءات التي تتخذ مع هذه المساحة الثالثة (الحضارة التي تتناقص مع الغرب) تقترح هذه الوثيقة ثلاثة إجراءات رئيسية:
أولاً: حرمان دولة المساحة الخضراء من المعرفة والتقنية أو ضبط حدود المعرفة.
ثانياً: إيجاد أو تعزيز مشاكل حدودية متعلقة ذه الدول.
ثالثاً: تكوين أو دعم الأقليات بحيث لا يستقيم النسيج الاجتماعي لهذه الدول ويظل مرهوناً بالمحيط الخارجي." (د.سلطان الجاسم فلسفة التاريخ ص٦٢ وما بعدها)
لم تأت "وثيقة كامبل" من فراغ، فالغرب الاستعماري كان يعد لاطروحة تمثل مراجعة شاملة لتاريخه وتاريخ العالم وعلاقاته الصدامية المستمرة مع العرب والمسلمين.الوثيقة تمثل مراجعة نقدية للمفاهيم العلمية والمعرفية والقيمية التي بنى عليها تفوقه وذلك من أجل الاستمرار في بناء قدراته وتجاوز أزماته ووضع القواعد المستقبلية للتعامل مع الشعوب الأخرى في العالم حتى تبقى تحت سيطرته ونفوذه وفي حقل تأثيره المعرفي.
الوثيقة اعلاة هي اساس اتفاقية سايكس بيكوانعقد مؤتمر لندن أو ما يسمى بمؤتمر كامبل بنرمان الذي دعا إليه حزب المحافظين البريطاني سرا في عام ١٩٠٥ واستمرت مناقشات المؤتمر الذي ضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، اسبانيا، إيطاليا، حتى عام ١٩٠٧ وفي اية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وتوصلوا إلى نتيجة مفادها: "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار لاا أنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات" من اجل هذا لابد من تفتيت وتقسيم وتجزئة هذه المنطقة لانها المنطقة الوحيدة التي تقف امام الحضارة الغربية وتشكل عوق لها وان مايجري الان هو تطبق بنود هذه الوثيقة.
535 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع