كتابة - الناقد السينمائي سعد ناجي علوان
سجلت السينما العراقية بعد سنوات2003 حضورا واضحا في مهرجانات مختلفة أكده تميز المخرجين الشباب بما قدموه من اعمال حازت على جوائز متعددة سواءا عن طريق الأنتاج الشخصي والمحلي
وهذا شمل في الاغلب الافلام القصيرة أو عن طريق الانتاج المشترك مع جهات خارجية تهتم أو تشجع السينما في الافلام الروائية الطويلة أو حتى الوثائقية الطويلة دون أن ننسى أو نتغافل عما تفرضه شروط الأنتاج الخارجي بما قد يخل بالجانب الفني للفيلم أو مايحصل من تشويه للفكرة الأساسية أو القيام بتقديمها بصورة مبتسرة فلربما تكون جهات الانتاج جهات ربحية أو مؤسسات انسانية يصعب عليها فهم الاطار العام للسينما أو مؤسسات رسمية تعمل من اجل اجندات سياسية تحت غطاء دعمها للسينما والامر ينسحب مع كل ما تقدم على الجوائز التي تمنح للفيلم فكلما كان التحضير للدعاية فخما وقويا مع شبكة علاقات جيدة كلما صعدت اسهم الفيلم في الترشيح للجوائز كما أن علينا ان لاننسى مقدار التعاطف الأنساني مع العراق بعد تغيير نظام الطاغية من اجل المساهمة والمساعدة في خلق سينما عراقية......
لكن هذا لايعني أن أفلامنا جرت على منوال ماتقدم من كلام ولا يستطيع احد ان يلغي ابداعات شبابنا الواعد وأنتاجهم الرائع وأجتهاداتهم لكنها فكرة عامة عما يحصل في السينما التي لاتملك رأسمال وطني وخبرات وطنية تقود الانتاج
ولن يبتعد فيلم بيكاس كثيرا عن فواصل حديثنا فالفيلم أنتاج سويدي ومن تأليف وأخراج العراقي الكوردي كرزان قادر/هاجر للسويد بعمر ستة سنوات مع عائلته/حيث يتحدث الفيلم عن صبيين يتيمين/دانا--وزانا/(زمند طه---سروار فاضل) قتل أهلهم على يد نظام الطاغية وهما يحلمان بسوبرمان يغير أحوال البلد ويقضي على الطاغية ولذا يقرران السفر الى أميركا لمقابلة سوبرمان ولأداء المهمة يشتريان حمارا ويغادران القرية
ومع فنطازية الحكاية وجماليتها وأقتراب مسارها وظلال شخصياتها من الأفلام الأيرانية.... ألا ان فيلم بيكاس كان خاليا من البعد الفني والدرامي وصقل أبعاد الشخصية لمنحها فرصة الحضور المتميز مما جعله يعجز عن توظيف فكرته الاصلية ليبقى يدور في فلك حكاية الصبيين وما يتعرضان له من مفاجآت معرقلة في الطريق ثم لا نعرف اننا في زمن الطاغية الا عندما يصلان لمرتين الى سيطرة عسكرية .....يتركهم بعدها السائق المهرب على قارعة الطريق بعد ان يضربهما بقسوة ويضطران الى الابتعاد عن الطريق العام للسيارات المسرعة ليجدان أنفسهما أمام مفاجأة مخيفة في الطريق الترابي فقد تصور الاخ الاكبر دنا أنه يقف على لغم حقيقي فلم يتحرك وبالطبع لن يصدقه الاخ الاصغر زانا وسيضربه بمقلاعه لمرات كي يجعله يتحرك ولكن دانا يتألم من ضرب الحصى ولايتحرك ليسرع زانا في طلب المساعدة ويصل الى قرية عربية وهو يبكي فلا يهتمون له ويطردونه بقسوة ثم يكررون الامر مع دانا حين يعرف بعد تعبه أنه يقف على لغم فاسد أو لعبة ويأتي للقرية بحثا عن أخيه وقد سبق للفيلم أن قدم مشهد العرب عندما يقلل احد الصبين من رجل كردي اعطاه ثمنا قليلا للحمار فقال له هل انت عربي وعند أستنكار الرجل اجابه الصبي ستقول لي عن الحمار بأنه حذاء .....يفرح كل منهما بالآخر بعد تأكد أهميتهما للبعض ....فهما سوبرمان..
فيلم بيكاس رصيد جميل يضاف الي مسيرة السينما العراقية رغم هناته وسقطاته
999 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع