ايمان البستاني
زهرة أقبيق الزوجة الأولى لنزار قباني
لم يعرف الكثير عن زوجة نزار قباني الأولى غير أنها كانت كريمة القاضي وعضو مجلس النواب محمد أقبيق الذي عمل رئيساً لمحكمة الجنايات في الأربعينيات. تزوجت زهرة من الشاب نزار قباني عندما كان يعمل دبلوماسياً في السفارة السورية في القاهرة عام 1946 وانجبت منه هدباء (تولد 1947) وتوفيق (تولد 1950)
مات توفيق الملقب من قبل والده بالأمير الدمشقي وهو يدرس الطب في لندن عام 1972 وماتت هدباء في نفس المدينة بعد 37 عامأ عام2009
هدباء نزار قباني
حصل الطلاق بين نزار وزهرة عام 1952 وغابت زهرة عن الأنظار لتحل مطرحها زوجة نزار العراقية بلقيس الراوي التي ماتت هي الأخرى يوم تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981
زهرة أقبيق بعد سنوات طويلة من طلاقها من نزار قباني
مات نزار قباني في لندن عام 1998 وتوفيت زهرة أقبيق في دمشق عن عمر يناهز الثمانين عاماً عام 2010
اما بلقيس الراوي فهي الزوجة الثانية للشاعر السوري نزار قباني بعد طلاقة من الاولى، ووهي عراقية الأصل من مدينة راوة وأم أولادة عمر وزينب
عاش قصة حب كبيرة مع زوجته العراقية بلقيس الراوي، والتي وصفها بأنها كنز عظيم عثر عليه مصادفه
قباني قال عن قصة الحب التي جمعته ببلقيس: «كنت أقدم أمسية شعرية في بغداد عام 1962م وقصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت بـ«لا» كبيرة جدًا.. كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري، وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها «أهل بلقيس ضدي»
بلقيس ونزار في حفل زفافهما
وأضاف: «أن القبائل العربية لا تزوج بناتها من أي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة، ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي.. ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس، وكانت تكتب لي.. رغم أن بريد القبيلة كان مراقبًا... وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م، و في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك ألقيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت «بلقيس الراوي» بطلتها الرئيسية»، قال فيها:
مرحباَ يا عراق، جئت اغنيك.. وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي.. والبقايا تقاسمتها النساء
بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة، تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيها، وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في «حي الاعظمية» لطلب يد بلقيس، وزير الشباب الشاعر شفيق الكمالي، ووكيل وزارة الخارجية آنذاك الشاعر شاذل طاقة، وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر.. وعدا وهو يحمل نخلة عراقية ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه، فقد أدركت بلقيس أن نزار مثل كثير من الرجال يحتاج إلى امرأة تكون في المقام الأول «أما»، ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده عن أمه، وقد كان نزار كثير التنقل ولذا نجد نزار يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها:
أشهد أن لا امرأة.. أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي..عشرة أعوام كما احتملت
وقلمت أظافري.. ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال.. إلا أنت
كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة «ست وخمسون عامًا»، وقد ظل يعيش كطفل له «أمان» فائزة وبلقيس، حتى كانت أول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م، وقد اهتز وجدان الشاعر، فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته، فهي التي كتب لها قصيدة «خمس رسائل إلى أمي»، عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي، وكان يصف حاله بدونها
ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في 15 ديسمبر 1981، حتى يصدم نزار صدمته الثانية، وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي، ماتت في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر انفجار هائل بالقنابل وقع بها، ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا: «كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها : يا ساتر يا رب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر.. السفارة العراقية نسفوها.. قلت بتلقائية بلقيس راحت.. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي.. أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الأبد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه، كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي»، ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية، في قصيدة تعد من أطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني، وهي قصيدة «بلقيس».
المصدر / موقع التاريخ السوري
364 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع