داود البصري
ثمة حقيقة معلنة تقول بأن مصائر الطغاة واحدة مهما إختلفت الطرق و الأساليب المؤدية لذلك المصير ، كما أن أساليب اللعب على التناقضات ، وشراء الموالين ، ومعاكسة الرياح الشعبية ، لا تحل الأزمات بل تزيدها تعقيدا و تجذرا و تجعل من الصعوبة بمكان العودة لحل توافقي ،
ومن يعرف قائد حزب الدعوة الإيراني و المسؤول العسكري السابق للعمليات الإرهابية لذلك الحزب السيد جواد او نوري المالكي ، يعلم جيدا بان عقليته المتعصبة و إصراره على ركوب الرأس و الإستمرار في الخطأ ، ورفض تصحيحه ، هي أمور و تصانيف تتشابه كثيرا مع حال الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أدخل العراق في مغامرات كارثية ادت لتدميره و الإجهاز عليه و تسليمه لقمة سائغة للإحتلالين الأمريكي من الخارج و الإيراني من الباطن ، و التدمير المنهجي للدولة العراقية ، فالطغاة ليسوا مشاريع للنهضة أبدا ، بل أنهم خطط جاهزة للتدمير و التحطيم و تشتت الشعوب ، و التاريخ القريب و البعيد أمامنا يخبرنا بما فعل الطغاة وما سببوه من مآسي لشعوبهم..
المالكي في تعامله مع احداث الإنتفاضة الشعبية العراقية الراهنة يتصرف وفق أسلوب و ستراتيجية ( عمك أصمخ )!! أي لا يعتبر نفسه مسؤولا عما حصل أبدا ، بل يلقي الحق و اللوم على أعدائه من البعثيين و التكفيريين و عملاء السعودية وقطر!!!، وهي طبعا وصفة جاهزة للتحلل من المسؤوليات عبر أسلوب المؤامرة الكونية التي أضحت الحجة التي يتكا عليها الطغاة الصغار منهم و الكبار.
المالكي يحتقر الجماهير وفق روح طائفية تقسيمية سوداء عرف بها و تميز وكانت سببا في فشل وعزلة و إنطواء حزب الدعوة في ( الحجيرة ) بريف دمشق الثائر إبان قيادته له في مرحلة الشتات العظيمة التي تمزقت خلالها أحزاب المعارضة العراقية السابقة ومنهم الدعويون الذين هربوا من إيران ذاتها بعد أن نبذتهم و أحتقرتهم نحو المنافي الأوروبية و الأسترالية قبل أن يتكفل ( العم سام ) دام ظله بعودتهم لحكم البلد تحت قصف مكثف من شعارات الديمقراطية الطائفية التحاصصية المزيفة التي أنتجت كل هذا الكم الهائل من الركام و الخراب العراقي.
العراق اليوم و تحت القيادة الدعوية المباركة يسير بإمتياز وثقة نحو الجحيم! ، و الشعب العراقي بأسره يعيش وضعا متغيرا وحاسما ومصيريا في ظل مطالبات شعبية بالتغيير ليست حكرا على طائفة و فئة معينة بل أنها مطلب شعبي عراقي عام يتسامى فوق الخلافات الطائفية و المذهبية و الشخصية، فالشيعي العراقي في الجنوب أو الوسط لم تتحسن أحواله و لم تنعكس مردودات الدخل النفطي الهائل عليه ، بل لا زال الحرمان و الفقر و التهميش و الأوضاع السيئة إلى الدرجة التي تدفع النساء الفقيرات للإنتحار ( وهذه ظاهرة جديدة ) هربا من الفقر و العوز وذل السؤال ، فمن إستفاد هم المنافقون وماسحي الجوخ و القطط الطائفية الإنتهازية السمينة و محيط السلطة وحواشيها ومقوليها وعمائمها، المشكلة في نوري المالكي هو أنه يريد سحب العراق بأسره ليكون حديقة وساحة رحبة لحزب الدعوة ولفكره التسلطي عبر مشروع سلطوي إستحواذي يوفر الأسس المادية و الموضوعية لقيام دولة دعوية خالصة تكون السلطة فيها و القرار حكرا عليهم!، لذلك فهو يسعى لولاية ثالثة ورابعة وربما لن يسلمها إلا للمسيح المنتظر!! وفقا لنظرية ( ما ننطيها ) التي يتكأ عليها المالكي وينام سعيدا ؟ ولا يهم بعد ذلك إن تقسم العراق أو بقى موحدا! ، كما ان المالكي يعلم علم اليقين بان التنازلات ذات طبيعة تراكمية ، أي انه مع كل تنازل يقدمه للشعب ولجموع المنتفضين سيضطر مرغما وبحكم طبائع الأمور لتقديم تنازلات مضافة اخرى! ، لذلك فهو يرفض تماما الإنصياع لمطالب الجماهير التي وصفها بالفقاعات وحتى بالنتانة!! وتلك ليست زلة لسان ابدا بل أنها موقف فكري وسلوكي حدده بنفسه قبل شهور حينما اوضح منهاجه السلطوي بالقول من أنه لن ( ينطيها ) اي السلطة!! وتحجج بالقول بأنه ليس هنالك طرف يقادر على إنتزاع السلطة منه!! وهذا القول الفاحش الغبي يذكرني بما كان يقوله صدام حسين علنا ( من يفكر باخذ العراق منا ، عليه ان يأخذه ارض بدون شعب )!! سبحان الله ما أقرب التفكيرين و المنهجين التسلطيين ، الحكومة العراقية اليوم محشورة في خانة صعبة ، هي خانة تحدي الجماهير ، وهي تنتظر نهاية نتائج الصراع في أرض الشام الحرة ، فبشار السفاح و المجرم بن المجرم قد إبتعد عن كل الخيارات السلمية المتاحة وليس امامه من سبيل سوى مواصلة معركة إبادة الشعب السوري في ظل عدم خضوعه للمنطق ولرغبات الجماهير ، وهو مستمر في سلطته المتآكلة غير آبه بالنتائج رغم مأساوية و بشاعة المصير الذي ينحدر إليه ، ولكنها رغبات الطغاة و المتجبرين الذين نسوا الله ، فأنساهم أنفسهم ، ونوري المالكي في تجاهله المفرط لحقوق العراقيين وفي صم آذانه عن نداءاتهم وشعاراتهم و رغباتهم وفي توجه حكومته نحو التصعيد وحتى القتل ضد المنتفضين ، إنما يسير على خطى من سبقوه من الطغاة و القتلة و المجرمين ، وشعب العراق الحر لن يخذل التاريخ أو يتآمر على حقائق الأمور ، فمن لاينصاع لرأي الجماهيرويركع طلبا لرضاها سيبوء بخسران مبين و اي خسران... وكما قال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه : ما أكثر العبر و اقل الإعتبار....
نوري يسير الهوينا على خطى بشار وبغداد ستعانق دمشق في نهاية سباق الحرية المقدس... و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..... و العاقبة للأحرار الذين سيغيرون كل قواعد اللعبة الطائفية المريضة.. لاعودة أبدا لمدارس الطغاة ، ومن يجعل الضرغام بازا لصيده ، تصيده الضرغام فيما تصيدا..! و الضرغام هو جموع الشعب الثائر ، والحر تكقيه الإشارة..! أحداث عراقية جسام في الطريق...!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع