داود البصري
لاشك في إن الجسم الصحفي العراقي يعاني من إشكاليات عديدة ، و من علل و امراض وديدان سوس عجيبة غريبة تنخر في نسيجه الحيوي ، في ظل الغياب الطويل للحرية ، وفي ضوء تسلق إنتهازيين وجهلة و مدعين لذلك الجسم الواسع الكبير مما جعل من مهنة الصحافة في العراق أن تتحول لمهنة من لا مهنة له!!..
فنقابة الصحفيين العراقيين التي يرأسها النقيب الحالي الرفيق المناضل والبعثي و العضو في تنظيم فدائيين صدام حتى يوم السقوط و الإضمحلال مؤيد عزيز جاسم اللامي! لا يمكن أن نطلق عليها الصفة النقابية الحقة لكونها مجرد تنظيم هلامي واسع لميليشيات من الجهلة و أشباه الأميين و الطارئين على العمل الإعلامي ممن قذفت بهم رياح حرب إحتلال و تدمير العراق ، وهي وعاء متضخم بأعداد هائلة ممن لاعلاقة لهم بالعمل الصحفي من قريب او بعيد بل أن الشلة المحيطة بنقيب الصحفيين و التي تمسح له الجوخ و تهلل لإنتصاراته وغزواته وفتوحاته و التي كان آخرها إنتخاب الرفيق اللامي ليكون النائب الأول لإتحاد الصحفيين العرب في مهزلة إعلامية على المستوى القومي ، هي شلة بائسة عجفاء من حملة المباخر و التي تحركها رؤى و تصورات طائفية مضحكة وسقيمة لا علاقة لها بالمهنية من قريب لو بعيد ؟
ثم أن هنالك ثمة حقيقة معلومة لدى الصحفيين الحقيقيين في العراق وتتمثل في كون السيد النقيب الذي يتلقى دعما مفتوحا من آية الله نوري القانوني رئيس الحكومة هو في الأصل ليس صحفيا و اتحدى كائنا من كان أن يجلب لنا مقالة رصينة واحدة كتبت بقلم مؤيد اللامي ؟ طبعا سوى تلك المقالات العصماء و الشاعرية و الحماسية التي كان يدبجها بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين و التي في إحداها كتب مؤيد اللامي وهو يهنيء الرفيق صدام بعيد ميلاده الميمون عام 2002 يقول شعرا شعبيا منافقا و بما نصه :
( إصبع من كفك يسوى امريكا ومابيها )!! وسلامتكم من الآه يا إتحاد الصحفيين العرب النائمين وأرجلهم في الشمس ؟ تصوروا النائب الأول لإتحاد الصحفيين العرب ليس صحفيا بل موسيقار ( عازف رق )؟ ولكن في العراق كله ( صابون )! وطبعا الإعلاميين و الصحفيين المزعومين المحيطين بالموسيقار الإعلامي الخالد كثير منهم يمتهنون فنون الحلاقة و الصباغة و الميكانيك و ( الفيترجية و القندرجية و العربنجية ) مع إحترامنا لأهل تلك المهن الشريفة المنتجة ، لكن ان يتحولوا لصحفيين ثم يدعون إنهم يمثلون نقابة محمد مهدي الجواهري فتلك و أيم الله قاصمة الظهر!!.
إنبثاق النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين والتي تضم أسماء لامعة ومرموقة و معروفة في عالم الصحافة والكتابة و الإعلام كالأساتذة عدنان حسين وعبد المنعم الأعسم وسرمد الطائي و آخرون من الصحفيين الحقيقيين وليسوا خريجي أزقة قم وسوق مريدي في مدينة الثورة البغدادية ليس موجها أساسا ضد أي تنظيم آخر ، لكنها محاولة جدية لتصحيح المسيرة وإنطلاقا من قاعدة إن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ، كما ان الهدف من قيام النقابة الجديدة ليس مزايدات إنتخابية ومهرجان لتجميع و كسب الأصوات ، بل لإقرار المطالب و الحاجات الحقيقية لممتهني مهنة المتاعب وبما يحقق السمو و الإنطلاق في رسالة العمل الإعلامي الملتزمة بالحقيقة و الحرفية و المهنية ومصالح الجماهير ، اما شؤون التطبير الإعلامي وخلق و إنتاج الزعامات الكارتونية و التنطع لممارسة مسؤوليات ومهام سياسية مثيرة للسخرية فهي من إختصاص الطارئين الذين شنوا حملات إعلامية بائسة على النقيب الجديد للصحافة الوطنية السيد عدنان حسين متهمينه كالعادة بتلكم الإتهامات المضحكة التعبانة كالأجندات الخارجية وغيرها ، وطبعا أود تذكير القراء الكرام بأن الوفد الإعلامي العراقي الذي زار الكويت في وقت سابق من العام الحالي لم يضم اي أسماء إعلامية وصحفية عراقية ومقروءة وقد كتبنا عن ذلك في حينه! بل كان وفدا تم الإحتفاء به تحت شعار ( الجنازة حامية.. و الميت فار )!!، الثورة التصحيحية للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين ستجابه بمقاومة عاتية من أشباه الكتاب الذين يعانون فقر الدم المنجلي و المتأثرين بعطايا النقيب اللامي المسحوبة من دعم رئيس الحكومة الغارق هذه الأيام في مصيبة عدم التمديد لرئاسته وسيرغم على ان ( ينطيها )!! رغم الكراهية الشديدة لذلك ؟...
مبروك للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين التي ستنظف بالتأكيد ساحة العمل الإعلامي العراقي من ( البنجرجية) دون أن تقطع أرزاقهم و لكن ننصح اولئك فقط بفتح مطاعم للفلافل بدلا من العمل الإعلامي التهريجي!! فالأحق احق أن يتبع ففي النهاية لايصح إلاالصحيح..!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
502 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع