جابر جعفر الخطاب
أغمضـــــتِ عينيك ِ
في ذكرى رحيل الحاجة المرحومة والدتي
التي تعلمت القرآن وعلمته
أغمضتِ عينيك في ليل ٍ هجرتيه ِ
فأجهش الشعر والتاعت قوافيهِ
وطاف بي حالك ٌ نامت كواكبه ُ
ليل من الهم ِ يطويني وأطويهِ
واستوطن َالألم المشبوبُ أوردتي
لا يعـــرف الحزنَ إلا من يعانيهِ
أغمضتِ عينيك لا بغضا ولا كِبَراً
ولا لزاما ًلأمر ٍ كنت ِ تخفيهِ
لكن َ خفقة َ روح ٍ غادرت جسدا ً
إلى نــداء ٍ من البــــاري تـُـلـَـبيهِ
********
ما عاد في يومنا للحزن متسع ٌ
ما فيه من نكبات الدهـــر يكفيهِ
تركتِ لي من حطام الذكريات أسىً
ولوعــة ً تحتوي قلبــا وتضنيه ِ
فكنت ِ أما ً لجار العمـر فاضلة ً
لو شاءَ منك سوادَ العين تعطيه ِ
وكنت ِ لي وطنا طابت مرابعه ُ
والعمــرُ ينسابُ طلقاً في محاريهِ
وكنت ِ قلبــا حنونا ضمني زمنا ً
الحـُب ُ والنبــل ُ بعضٌ من معانــيه ِ
**********
فالفجرُ يسأل عن صوتٍ تملكه ُ
بالآي من سورا لباري ٍ يناجيهِ
فـذا كتابكِ ِ مركــون ٌ لأنَ يداً
مـن السماحة ِ ما عادت تـُـوافيه ِ
وتلك َ نظّارة ٌ نام َ الغبارُ بها
وراح يبحث عن ٍ ذِكر ليُقصيه ِ
وتلك َ سجادة ٌ للآن ما افترشت
كـأنَ حزنا ً بها ألقى مراسيه ِ
مثل اليتيم ِ بلا أهل ٍ ولا وطن ٍ
ولا غريب ٍ على همّ ٍ يواسيه
صليتِ كل َفروض ِ الله ِ طائعة ً
لكن َ يومك ِ هذا لم تصَليهِ
*********
أمي كتابٌ مضيئاتٌ صحائفه ُ
بالصالحاتِ من الأعمال ِ تمليه ِ
أمي دعاءٌ يضيءُ القلبَ يحرسهُ
يَحُفـُـهُ ومن الأيــــام ِ يحمــيه ِ
أمي سلامٌ يلــم ُ الشملَ يُسعده ُ
يضمُــه ُ وبتحنان ٍ يؤاخيه ِ
ألأمُ لحــن ٌ سماوي ٌ ترتلُهُ
ملائك ُ الكون ِ إجلالا ً تحييه ِ
********
أمضيتِ عمرَكِ بالطاعاتِ عابدة ً
فكنت ِفي طاعة الرحمن ِ تفنيه ِ
فكم غرست ِ حروف َ اللهِ في مُقل ٍ
تـُنــَورُ الفكــــرَ بالتـــقوى وتهديه ِ
فكنــت ِ مدرسة ً باليُمنِ عامرة ً
ومنهجـــا لِسُمو ِ النفس ِ أفديـــه ِ
ما كان مثواك ِ في أرض ٍ نزلت ِبها
بل في رفيف فــؤادي ساكــن ٌ فيــه ِ
1163 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع