د.مؤيد عبد الستار
تهديد الكرد الفيليين بالويل والفرهود
استغلت بعض الشخصيات المحسوبة على قوى سياسية معروفة الاعلان عن الاستفتاء في كردستان لترفع عقيرتها بتهديد الكرد الفيليين في بغداد ومدن الوسط والجنوب العراقي بالعقاب والويل والثبور ، ومن المؤسف ان يتبرع قاض معروف في العراق باشاعة الرعب في الوسط الكردي من خلال دعوته للكورد بمغادرة بغداد والمدن العراقية لان لا احد يستطيع حمايتهم ، وهو بهذا يفتح الباب امام شريعة الغاب لتأخذ طريقها في التعامل مع المواطنين بغض النظر عن مسؤولية الدولة والحكومة القائمة في تأمين الحد الادنى من الامن للمواطنين .
ان تعرض الكرد الفيليين للاضطهاد ليس بالامر الجديد ، فقد انتقم منهم ذئاب انقلاب شباط 63 بالتصفيات الجسدية والقتل والسجن والتعذيب ، وما ان عادوا الى السلطة في انقلاب 68 حتى شرعوا في تهجير الاف الاسر الكردية الفيلية ، واستغلوا طبول الحرب مع ايران ليهجروا الاف الاسر الى ايران في اكبر حملة تهجير قسري ، رافقها الاستيلاء على ممتلكاتهم واختطاف شبابهم ورمي الاسر الامنة على الحدود بين الالغام والبراري القاحلة ليلقى العديد من كبار السن والاطفال حتفهم .
حتى بعد التغيير الذي كسح عصابة البعث عام 2003 لم يحصل الكرد الفيليون من الحكومة العراقية على حقوقهم رغم اقرار المحكمة العليا قانون الابادة التي تعرضوا لها ، وما زالت المقابر الجماعية التي تضم رفات شبابهم مجهولة ، وبيوتهم مازالت نهبا بيد احفاد البعث العفلقي .
ليس غريبا ان يعاني الكرد الفيليون الامرين على يد البعثيين وزمرتهم الحاكمة خلال ثلاثة عقود من السنين العجاف ، ولكن الغريب ان يتعرضوا للتهديد على يد من يدعون ان الكرد الفيليين تعرضوا للاضطهاد بسبب انتمائهم المذهبي لانهم شيعة ، فياتي التهديد من افواه شخصيات شيعية تحكم العراق باسم الاحزاب الدينية الشيعية .
والانكى من ذلك ان الاحزاب الاسلامية الحاكمة تدعي ان العراق ديمقراطي فيدرالي ، فاذا كان كذلك فما العيب في اجراء استفتاء يؤخذ فيه رأى المواطنين في تقرير مصيرهم ، وهل من العدل ان تهب الميليشيات الى مدينة مندلي وتحرق اعلام كردستان المرفوعة على المباني وتهدد المواطنين وترعبهم ليتخلوا عن الادلاء بارائهم في الاستفتاء ؟
فاذا كانت هذه هي الديمقراطية ، الا يحق للكرد الخلاص من هذا الواقع والاحتماء بملاذ آمن يضمن لهم السلامة والمستقبل في حياة حرة كريمة !
ان عقلية الفرهود ما زالت تتحكم بمفاصل المجتمع العراقي وما ان يتجلى ضعف الحكومة حتى تهب القوى المختلفة ، السياسية والعشائرية وشذاذ الافاق ، تنفيذ هوايتها في نهب الممتلكات ، سواء العامة او الخاصة ، وفرهدة بيوت المستهدفين من المغضوب عليهم تقليد جرى في مختلف العهود في العراق ، فما زال فرهود اليهود ذكرى اليمة تخيم على مخيلة اليهود العراقيين ، وفرهود الكرد الفيليين في زمن صدام مازالت اثاره قائمة ، وفرهود الايزديين ما زال ينكأ الجراح للطائفة الايزدية الكريمة ، وفرهود القوم ساعة التغيير عام 2003 حتى استحق اهل البلد لقب علي بابا بامتياز يشهد على ان عقلية الفرهود ما زالت سائدة في الوسط العراقي وقانا الله شرها وشر اهلها .
1109 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع