حسن ميسر صالح الأمين
(أقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها - ١٩)
هي دُرةٌ ثمينة من الدُرر النفيسة ، ونجمة متلألئة سطعت في سماء الموصل الحدباء أم الربيعين ومنها ، ولؤلؤة فريدة ببريقها ، كبيرة بمكنوناتها وعظيمةٌ بما تحمل من علمٍ وحلمٍ ومشاعر نبيلة فياضة ، بالحق شاعرةً يَصدحُ صوتها جهوريًا ، وبالحق ناطقةً في حديثها وحواراتها ، وبالحق كاتبة في مقالاتها ودراساتها ومؤلفاتها ، وبالحق هي أديبة رصينة المعارف ، وبالحق ناقدة متمكنة ، اقترن أسمها بالموصل وأقترن أسم الموصل بشخصيتها ، إذا ذُكرت الموصل في أي محفل أو مكان داخل العراق أو خارجه ، تتجسد شخصيتها وحضورها وأسمها أمام المتلقين ، ويتجلى تاريخ الموصل وحاضرها وأمجادها إذا ذُكر أسمها ، أكاديمية جامعية وشلال فياض من العطاء والإيثار والإخلاص والصدق والمبادئ الرصينة ، كنزٌ مكنون من كنوز الموصل والعراق ومن قاماتها الشامخة وصَرحٌ مُمّرد من قوارير علمية وأدبية وثقافية واجتماعيه ، بستان وارف الظلال كثيف الشجر عظيم الثمر ، فكانت كلماتها بلسمًا للجروح ، وفيض دموعها على العراق والموصل عزاءً لكل المخلصين والمحبين ، بنت الموصل البارة التي وهبت للعراق وشعبه وللموصل وأهلها البشرى تلو الأخرى من بستان حياتها المليء بالعطاء والتضحية والإخلاص ، إنها الشاعرة والناقدة الأكاديمية والإعلامية ، الأستاذة الدكتورة (بشرى البستاني) ، ولدت في مدينة الموصل وأنهت مراحل الدراسة فيها لتكمل دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية - جامعة بغداد لتحصل على شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف عام (1968) وعادت إلى الموصل لتعمل مدرسة لمادة اللغة العربية في مدارسها ومعاهدها أولاً .
أشرفت على العديد من الفعاليات الإبداعية للطلبة في تربية نينوى طيلة عملها فيها وشاركت في الأنشطة الثقافية للمنظمات الجماهيرية من خلال مسؤوليتها عن لجنة الثقافة والإعلام والفنون المركزية في المحافظة من عام (1974- 1994) .
كانت رسالتها وتطلعاتها وقضيتها التي تعمل على تحقيقها ، هي العمل على توعية طلبتها وحث المرأة العراقية على الوعي بحقوقها ، وأول تلك الحقوق محو أميتها وتلقّي العلم وضرورة العمل الإقتصادي للمشاركة في صنع القرار وبناء الحياة وتفعيل طاقة نصف المجتمع المعطل كما تؤكد في حواراتها وشعرها ، فقد خاطبت المرأة في أول دواوينها قائلة (لا تنامي ... يسقط المصباحُ لو أنتِ غفوتِ) انطلاقاً من فهمها للأنوثة على أنها المحور كما أكد شيخ الصوفية (ابن عربي) ، إذ عملت في كافة لجان محو الأمية في المحافظة وخاصة لجان (النساء والعمال والفلاحين) وأسهمت في الندوات التي أقيمت في القرى والأرياف من أجل إقناع كل الأطراف ولا سيما الرجال بالالتحاق بمراكز محو الأمية والسماح للمرأة (زوجة وابنة وأختاً) في المشاركة بهذا الواجب الديني والمعرفي والإجتماعي والإنساني فقد كانت مؤمنةً بأن الحداثة الحقيقة لا تتجلى في جماليات الفنون حسب ، بل هي التي تنهضُ من أقصى النقاط الإرتكازية في أي مجتمع يسعى للتحديث الحقيقي سلوكاً وبناءً ، وفعلًا لقيت تلك الحملة المكثفة نجاحًا كبيرًا ، إذ أعلنت منظمة اليونسكو خلو العراق من الأمية أواخر السبعينات وبداية الثمانينات وأحتفل العراق بتلك المناسبة الوطنية والعالمية البالغة الأهمية .
حصلت على شهادة (دبلوم ثقافة) عن مشاركتها في دورة تطوير العمل الثقافي والإداري في مدينة (درزدن الألمانية) عام (1982) .
انتقلت بعد حصولها على شهادة الماجستير من جامعة الموصل بدرجة إمتياز عام (1983) للتدريس في (كلية الآداب/ جامعة الموصل) عام (1985-1986) ونالت شهادة الدكتوراه بدرجة إمتياز عام (1990) من الجامعة ذاتها مع التوصية بطبع الرسالة والأطروحة ، ونالت لقب الأستاذية عام (1998) .
كانت مهمتها التي نذرت لها وقتها وجهدها ومنذ التحاقها بالعمل الجامعي ، هي تطوير طلبتها وتحديث معلوماتهم وحثهم على أهمية المتابعة الدائمة والرجوع للمصادر الأصلية وأهمية إعتماد الحوار وتقبل ثقافة الإختلاف للوصول الى الحقيقة ، لافتةً إنتباه طلبة الدراسات العليا إلى مهمتهم الخطيرة في ضرورة دمج العلم بالقيم العليا ، إذ ترى أن العلم حين ينفصل عن القيمة والحرص على حياة الإنسان وقضاياه المصيرية تحلُّ الكوارثُ بالإنسانية كما حدث لعلوم الحضارة الغربية المادية المعاصرة التي لعبت صواريخُها وحروبها بالإنسان المعاصر وبالعراق وبموصلنا الحبيبة وتؤأمها حلب الشهباء وفي أقطار أخرى من الوطن العربي والعالم ، لعبة القتل والدمار والخراب والتشريد والحرائق .
أشرفت على (37) أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير في موضوعات (الشعر والرواية والنقد والمناهج وتحليل النص القرآني) ، كما قامت بتدريس (25) مادة في الدراسات العليا والأولية في (الشعر والأدب والنقد والسرديات والنقد الغربي ومناهجه وتاريخ النقد العربي وطبيعة الشعر والعروض والأجناس الأدبية والحداثة وما بعدها والنقد الثقافي وغيرها) ، وشاركت كذلك في مناقشة الكثير من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير وتقويم المئات من البحوث الأكاديمية في الجامعات العراقية والعربية .
نشرت أكثر من (70) بحثًا علميًا في موضوعات الأدب والنقد والبلاغة والدرس القرآني ، تم نشرها في مجلات علمية متخصصة داخل العراق وخارجه .
عملت عضوة في اللجنة المركزية للإشراف على الامتحانات الوزارية العامة في جامعة الموصل ومسؤولة لجنة الإشراف على الأنشطة الإبداعية الشبابية في الأدب بجامعة الموصل منذ عام (1989) ، وهي عضوة في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، وعضوة في الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، وعضوة في إتحاد الصحفيين وحقوق الإنسان ، ومسؤولة قسم الدراسات في جريدة الحدباء بالموصل ، ومسؤولة القسم الثقافي في مجلة المرأة سابقاً ، ومستشارة في مجلتي (آداب الرافدين ، والتربية والعلم) الأكاديميتين ، ورئيسة تحرير (سلسلة دراسات في اللغة و الأدب والنقد) الصادرة عن مؤسسة السياب للطباعة والنشر والترجمة في لندن ، ورئيسة تحرير مجلة (حروف الالكترونية) الصادرة عن مؤسسة السياب ، ومحررة كتابي ( التداولية في البحث اللغوي والنقدي) و (الرواية العربية وتحولات ما بعد الحداثة) الصادرين فيها ، بالإضافة إلى مشاركتها في تحرير العديد من المجلات والصحف الأدبية والثقافية والأكاديمية ومشاركتها في العديد من اللجان العلمية والثقافية والتحضيرية .
كانت نِعمَ من مثلت بلدها ، وخير من شاركت في كلماتها الأثيرة فعكست بشخصيتها الصورة الحية لحقيقة المرأة العراقية ومآثرها ومواقفها ، إذ مثّلت العراق وشاركت خلال مشوارها العلمي والثقافي والإجتماعي في أعمال العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية والإبداعية والإجتماعية في عددٍ من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات المحلية والدولية في العراق ودول عربية وعالمية اخرى منها (مؤتمر المرأة وعام المرأة الدولي - الموصل عام 1974) ، (مؤتمر المرأة والعمل - جامعة الموصل عام 1975) ، (ندوة تطوير العمل الثقافي في المانيا عام 1983) و(ملتقى المرأة والإبداع في الإتحاد النسائي العربي - بغداد عام 1984) ، (مؤتمر المرأة الدولي - براغ عام 1985) ، (مؤتمر (المبدعات العربيات) في كل من البلدان التالية (بيروت عام 1992) - (تونس عام 1997) - (عمان عام 2010) ، (مؤتمر اتحاد الأدباء في بغداد عام 2000) ، (مؤتمر النقد العربي في جامعة جرش - عمان عام 2008) ، (مؤتمر الرواية في جامعة وهران في الجزائر عام 2013) ، (مؤتمر الاستشراق في جامعة المدية في الجزائر عام 2014) ، (مؤتمر الرواية وتداخل الفنون في جامعة عبد الحميد بن هدوقة في الجزائر عام 2016) ، (مؤتمر الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بغداد عام 2001) ، (مؤتمر البردة في الموصل عام 2001) ، (مؤتمر القدس في جامعة الموصل عام 2001) ، (ندوة إتحاد كتاب فلسطين في دمشق عام 2004) ، (مؤتمر النقد الإسلامي في كلية التربية الأساسية في جامعة الموصل عام 2008) ، (مؤتمر الحكاية الشعبية وأهميتها في تشكيل الفلكلور المنعقد في مركز دراسات الموصل عام 2009) ، (مؤتمر الموصل في الشعر المنعقد في مركز دراسات الموصل عام 2010) ، (مؤتمر السرد - بغداد عام 2010) ، (ندوة قصيدة النثر والتلقي في جامعة الموصل عام 2010) ، (شاركت ببحوثها عن فن الهايكو في مؤتمر وجدة في المغرب عام 2015) ، (مؤتمر القصة الشاعرة المنعقد في وزارة الثقافة الأردنية - عمان عام 2017) . و(شاركت بستة بحوث لمؤتمرات المربد الستة من عام 2002 - 1996 في بغداد).
أصدرت أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان (ما بعد الحزن) عن دار النهضة في بيروت عام (1973) ، ثم أعقبتها بالعديد من المجموعات الشعرية منها (الأغنية والسكين - عن وزارة الثقافة في بغداد عام 1976) ، (أنا والاسوار - عن جامعة الموصل عام 1978) ، (زهر الحدائق - عن وزارة الثقافة في بغداد عام 1984) ، (أقبّلُ كفَّ العراق - عن وزارة الثقافة في بغداد عام 1988) ، (البحر يصطاد الضفاف - عن وزارة الثقافة في بغداد عام 2000) ، (ما تركته الريح ، عن إتحاد الأدباء والكتاب العرب في دمشق عام 2001) ، (مكابدات الشجر - عن وزارة الثقافة في بغداد عام 2002) ، (مائدة الخمر تدور دار دجلة - الموصل عام 2004) ، (أندلسيات لجروح العراق - بيروت عام 2010) ، (مخاطبات حواء - عن دار شمس في القاهرة عام 2010) ، (مواجع باء عين - عن دار مجدلاوي في عمان عام2011) ، (كتاب الوجد - عن دار فضاءات في عمان عام 2011) وقد جمعت دواوينها بشعر التفعيلة في الأعمال الشعرية التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام (2012) ، وجمعت خمسة دواوين لقصيدة النثر في (خماسية المحنة هي - الحب 2003 رواية شعرية تروي قصة إحتلال العراق ومهداة لبغداد - كتاب الوجد - كتاب العذاب - وهلْ تُرثى الجبال ، مرثية للكاتب والمفكر العربي الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري ، ومجموعة أنا والأسوار - عن دار فضاءات في عمان عام 2012) ، ولها أيضًا (هواتف الليل (قصص) - عن دار دجلة في عمان عام 2012) ، و(البسي شالكِ الأخضرَ وتعالي عن دار فضاءات في عمان عام 2014) ، وديوان (هذا القرنفل ليس لي - قيد الإصدار عن دار فضاءات في عمان) .
وفي كل هذا الشعر الذي أنشدته لقضية الإنسان كان العراق هاجس حبها الأول ، هاجساً يتوهج في كل حرف من حروفها المضيئة بالصدق والوجد والحنين ، أليست هي القائلة مخاطبةً العراق في ديوانها (الأغنية والسكين) :
يتغلغلُ حبكَ في قلبي ،
كجذور صنوبرةٍ فرعاءْ .
يتفتّحُ حبكَ في قلبي ،
كنجوم الصيف البريّةْ ،
يتمشّى عطركَ فيَّ ،
كالليل الرَّطْبِ بغاب الوردْ ،
عذْبٌ جرحكَ ،
مُنطرحٌ قلبي في فَلَواتكَ ..
يا أجمل حبْ ..
وكان لها أن إشتركت في عددٍ من الدواوين والمختارات منها (شعراء الطليعة - علي جعفر العلاق - بغداد عام 1976) ، (أشعار رغم الحصار - طبعة أولى - القاهرة عام 2001) ، (مسلة العراق - عن الإتحاد العام للأدباء - جامعة الموصل عام 1994) .
أصدرت الكتب التالية ضمن سلسلة مؤلفاتها النقدية (دراسات في شعر المرأة العربية - عن دار البلسم في عمّان عام 1998) ، (قراءات في النص الشعري الحديث - عن دار الكتاب العربي في الجزائر عام 2002) ، (الدلالي في الايقاعي - قراءة نقدية - عن مديرية النشاط المدرسي في تربية نينوى عام 2010) ، (في الريادة والفن - قراءة في شعر شاذل طاقة - عن دار مجدلاوي في عمان عام 2010) ، (الشعر والنقد والسيرة - عن دار دجلة في عمان عام 2012) ، (التداولية في البحث اللغوي والنقدي - عن دار السياب في لندن عام 2012) ، (الحب واشكالية الغياب - عن دار التنوير في الجزائر عام 2013) ، (وحدة الإبداع وحوارية الفنون - عن دار فضاءات في عمان عام 2014) ، (روائع قرآنية) - عن دار دجلة في عمان عام (2014) ، (الرواية العربية وتحولات ما بعد الحداثة - عن دار السياب في لندن عام 2017) ، (الشعرية وفتنة التشكيل) - قيد الطبع .
كما وأسهمت في تأليف العديد من الكتب المشتركة في الأدب والنقد والإجتماع وحقوق الإنسان منها كتاب (المرأة والتنمية عام 1975) ،(ملتقى البردة عام 2001) ، (بحوث ملتقى النقد لكلية الآداب - جامعة جرش عام 2008) ، (كتاب حقوق المواطنة عام 2009) ، (كتاب الدكتور محمد بن شنب والإستشراق - الجزائر عام 2014) ، بالإضافة إلى (ستة) بحوث منشورة في (ستة) كتب في ملتقيات مهرجان المربد الشعري في بغداد من عام (1996–2002) .
صَدرَ عن شعرها كتاب باللغة الانكليزية عام (2009) عن دار (ميلن برس الأمريكية) بعنوان (شعر معاصر من العراق ، لبشرى البستاني ) ، ترجمة الأكاديميتين (أ. د وفاء عبد اللطيف ود. سناء ظاهر) .
تُرجم لها في موسوعات (شعر وأنطولوجيا ومجلات أمريكية) ، مجموعة قصائد عن الحرب ومعاناة الانسان فيها وعن فقدان النساء ، كما ترجمت قصائد من مجموعتها (أندلسيات لجروح العراق) الى اللغات الفرنسية والانكليزية والاسبانية والهندية والفارسية.
صَدرَ عن منجزها الشعري الثر ، كتب وأطروحات ورسائل جامعية كثيرة منها (سلطة الإبداع الأنثوي في الخطاب النسوي شعر بشرى البستاني نموذجا - الدكتور محمود خليف) ، (جدلية الحضور والغياب في شعر بشرى البستاني - الدكتورة إخلاص محمود) ، (ينابيع النص وجماليات التشكيل - الدكتور خليل شكري) ، (تداخل الفنون في شعر بشرى البستاني - الدكتورة فاتن غانم) ، (ثنائية الإبداع ، النقد والشعر عند بشرى البستاني - الدكتور نوفل الناصر) ، (المواجهة الحضارية في أندلسيات بشرى البستاني - الدكتور رائد فؤاد الرديني - جامعة البصرة) ، (تحلیل خطاب بشری البستاني الشعري في ضوء نظرية فیرکلو - الدكتور حسين الياسي - جامعة طهران) ، (تمثلات الجنوسة في القصيدة المعاصرة - شعر بشرى البستاني نموذجا - دكتور رائد فؤاد الرديني) ، (الحس الدرامي في شعر بشرى البستاني - أمل محمد عبد الله من جامعة الطائف في السعودية) ، (الرفض في شعر بشرى البستاني – الشرفي كريمة - جامعة أبي بكر بلقايد في الجزائر) ، (حداثوية الحداثة - قراءة في شعر بشرى البستاني – الدكتور عصام شرتح، سوريا) ، (فضاء المتخيل الجمالي في شعر بشرى البستاني - عصام شرتح ، سوريا) ، (المحرّض والمدهش في الشعر النسوي - عمل مشترك لكل من الدكتور (عامر شامي ، الدكتور جاسم خلف ، الدكتور قيس عمر ، الأستاذ جعفر أحمد) ، (البنية الإيقاعية في شعر بشرى البستاني - شيماء سالم - جامعة الموصل) ، (الفضاء في شعر بشرى البستاني - فيحاء عبد الكريم - جامعة البصرة) ، (الصورة الفنية في شعر بشرى البستاني - نور القيسي - جامعة ديالى) ، (الأنا والآخر في شعر بشرى البستاني - مروة طارق - جامعة تكريت) ، (تجليات الجسد في شعر بشرى البستاني - بناز نور الدين - جامعة صلاح الدين) ، (القصيدة النسوية في الشعر العراقي الحديث - نازك الملائكة وبشرى البستاني مثالاً - ميسون عدنان حسن - جامعة ديالى) ، (ملامح المقاومة في شعر بشرى البستاني - محسن قهوري - جامعة طهران) ، (صورة الآخر في شعر بشرى البستاني - نور الدين حباقة - جامعة القدس ، فلسطين) (الرمز في شعر بشرى البستاني - علاهن محمد - جامعة ذي قار) ، ( معمارية القصيدة الحديثة - شعر بشرى البستاني نموذجا - كوان الدليمي - جامعة تكريت) ، (الشعر العراقي الحديث - بشرى البستاني مثالاً - دراسة فنية - ضحى خضير حسون - جامعة تكريت) ، وغيرها .
حصلت على العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة والدروع التقديرية منها (شارة العلم) في الأعوام (1994، 1998، 2000) ، (شارة الإبداع) مرتين في عامي (1994 و 2000) والتي تمنحها وزارة الثقافة والفنون ، شهادة (عرفان نينوى الأدبي) والصادرة عن الاتحاد العام للأدباء عام (1995) ، (شارة العلم والفنون عام (1995) من وزارة الثقافة ، (وسام الأستاذ الأول) في التميز العلمي على كلية الآداب عام (2000) ، جائزة (وسام العلم) في العام (2001) من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، (شارتي الإبداع) عام (2002) من الاتحاد العام لنساء العراق ، (درع الإبداع) من جامعة الموصل عام (2009) ، (درع الإبداع) من الجامعة الحرة عام (2009) ، (درع الإبداع) من محافظ نينوى و دار (عراقيون) للإعلام والصحافة والنشر عام (2009) ، (درع ملكة الحضر) من كلية طب جامعة الموصل عام (2010) ، (درع الإبداع) من كلية التربية الأساسية في جامعة الموصل عام (2011) ، (وسام الأستاذ المتميز الأول) على جامعة الموصل عام (2011) ، (وسام الأستاذ المتميز الأول) على الأكاديمية العراقية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام (2012) ، (درع الإبداع) من مؤسسة المثقف عام (2012) ، (درع الإبداع) من معرض الكتاب الدولي في نينوى عام (2012) ، (درع الإبداع) من محافظ نينوى عام (2013) ، (درع الإبداع) من رابطة الأكاديميين العراقيين عام (2014) ، (وشاح الإبداع) من رئيس جامعة الموصل عام (2014) ، (درع المرأة للإبداع) من محافظ نينوى عام (2014) ، (درع الإبداع الأول) من مؤسسة المثقف عام (2016) ، فضلًا على العديد من الشهادات التقديرية الصادرة عن مختلف المؤسسات العلمية والثقافية العراقية والعربية والعالمية .
لقد ذرفت (بشرى البستاني) ، مثلها مثل كل العراقيين المخلصين ، دمعًا صادقًا وهي تتلظى كمدًا وتتحرق ألمًا على العراق أجمع فيما أصابه وعلى عشقها الأبدي وفصيلة دمها التي تحمل وأعني بهذا الموصل الحدباء ، وهي تصارع الأقدار وتقاوم الظروف لتنتزع حريتها من أيادي طغاة داعش المتوحشين الذين جاسوا في الديار وأثخنوا جراحاتها وزادوا إيلامها وعمدوا على تدميرها وطمس حضارتها ومحو تاريخها ، وعاشت بحرقة الألم والأنين وهي تناجي ليلها المتيم ولسان حالها يُردد :
اذا جنّ ليلي هام قلبي بذكركم ،
أنوح كما ناح الحمام المُطوق .
وفوقي سحابٌ يُمطر الهمَ والأسى ،
وتحتي بحارٌ بالجوى تتدفق .
لكنها لم تستسلم للكارثة ، بل أنهمكت تداوي الجراح صارخة عبر الصحف والمواقع الألكترونية وعبر قناة الشرقية وهي تطالب برعاية أبرياء الموصل السجناء في مدينتهم بإلقاء الطعام على المحاصرين من أهالي الجانب الأيمن وهم ينتظرون التحرير والخلاص ونشرت على صفحتها كلامًا بليغًا يعكس تأثرها وانين ألمها ولوعة قلبها حين قالت :
(إغاثة أبرياء الموصل من الطائرات ...
هذا النداء لذوي الضمائر الحية ممن يحترمون حياة الأبرياء الذين لا ناقة لهم في الحروب ولا جمل ، بل يموتون تنفيذا لرغبات أهل المصالح .. وعبدة المناصب والكراسي ..
أكثر من أربعمئة ألف من الأُسَر المحاصرة في المناطق غير المحررة غرب الموصل ، وأكثر من ثلاثمئة وخمسين ألف نازح في المخيمات حول حمام العليل يشكون الجوع والعطش وانعدام الدواء بعد أن طال حصارهم تحت قبضة داعش الجريمة وتأخر معارك التحرير بسبب كثرة الخسائر بين المدنيين وتعرض بيوتهم للقصف من كل الجهات ولاسيما طيران التحالف وبقاء الضحايا والشهداء تحت الانقاض لعدم استجابة المنظمات الانسانية والدفاع المدني لإنقاذ من دُفنوا أحياءً ، فضلاً عن فيضان دجلة الخير الذي أغرق الجسرين العائمين اللذين أقامهما الجيش العراقي لعبور المساعدات من الجانب الايسر لأهلهم في الايمن وفتح طريق للفارين من بطش داعش ونيران المعارك .
كل ذلك يحتِّمُ على قيادة العمليات وطيران الجيش وطيران التحالف أن يعملوا بأقصى السرعة على إغاثة المدنيين المحاصرين مع أطفالهم بالنار والجوع والعطش وذلك بإلقاء الماء والحليب والتمر وما تيسر من غذاء إليهم من الجو عبر الطائرات من كل الجهات المشاركة في المعركة.
إن ما يحدث لأهل الموصل لم يحدث عبر التاريخ لشعب من شعوب العالم ..
أغيثوا أبرياء الموصل المدنيين بنداءاتكم أيها الأشقاء العراقيون والعرب ..
ولنتذكر قوله تعالى (من قتَلَ نفسَاً بغير نفسٍ أو فسَادٍ في الأرض فكأنما قتَلَ الناسَ جميعاً ومن أحْيَاها فكأنما أحيا الناسَ جميعاً" المائدة، 32 ، صدق الله العظيم ).
أعربت بعد تحرير الموصل عن الكم الهائل من الحزن والألم والمعاناة والعذاب الذي يمتلك جوارحنا وعن حجم الدمار الذي لحق بالموصل وأهلها في الجانب الأيمن والتدمير الكبير الذي لحق في المدينة القديمة التي تحمل عبق تاريخ العراق وأصالته، وإستشهاد الألوف من أهلها مع عدد كبير من المفقودين لازالوا تحت الأنقاض وكذلك تزايد أعداد النازحين الذي شارف على المليون وظروف معيشتهم البائسة في المخيمات غير المؤهلة مسبقًا كما يجب ، وصعوبة تنقل الأهالي إلى ذويهم بالجانب الايسر ، فنشرت على صفحتها في الفيس بوك بتاريخ (4 /7/ 2017) مقالًا قيمًا تحت عنوان (نداء إلى الأشقاء العراقيين) اكدت فيه ضرورة محاكمة المتسببين فيما جرى للموصل ، وقالت إن لكل جريمة هناك منفذين فليُحاسبوا ، وبقلب مكلوم وصفت ما آلت إليه الموصل وبنيانها من دمار طال جميع مرافقها ومبانيها والبنى التحتية فيها ولم يرحم حتى المستشفيات ولا الجامعات ولا المدارس ولا دور العبادة ولا الجسور الخمسة المشيدة على دجلتها العذب ، إذ تحول كل ذلك إلى أنقاض وحرائق خراباً يبابا ، حين قالت في ندائها :
(لقد انتهت الموصل ... أمُّ دجلة وحاضنة التاريخ ، أعرق مدن العراق ، وأقدمها .. هكذا يرى من يمرّ بأنقاضها اليوم .. سُحقت بنيتها التحتية ، ونُسفت مصانعها ومعاملها ومدارسها وجوامعها وكنائسها وجامعاتها ، وهُدمت وأُحرقت مستشفياتها ومذاخرها ، وقتل علماؤها والمتميزون من أكاديمييها ، وتشرد أكثر من ثلاثة أرباع المليون موصلي من الفقراء الأبرياء ، ورُدمت آلاف العوائل البريئة تحت أنقاض بيوتها وما زالت الجثث تحت تلك الأنقاض ، وما زالت أرواح الآلاف من شباب العراق وجنده الذين استشهدوا في معارك التحرير ضحايا تلك المؤامرة الدنيئة تحوم أرواحهم تحت سماء الموصل الشهيدة تنتظر القصاص ، ولكل الذين يظنون أن موصلَ نينوى انتهت أقول .. لربما لم تنتهِ المؤامرة بعد ، لكنَّ الموصل ستبقى باذخة صامدة ، وستعود أجملَ مما كانت بسواعد أبنائها وبناتها وبجيناتهم الحضارية التي تتوهج في دمهم وفي أرواحهم نداءاتِ بناءٍ وتشييداً للجمالِ واستنهاضاً لتاريخهم الإنساني العظيم) .
فكان حقًا لنا وعلينا أن يكون حضورها المشرف ضمن سلسلة الأقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها وأن يُسجل اسمها في صفحاتها لتأخذ استحقاقها بكل شرف وتميز فيما سيسطره التاريخ عن الموصل وعن شخوصها وأهلها في هذه الفترة المظلمة في تاريخها .
لقد اخترت مقولتها كما في الصورة أدناه وهي جزء من مقالها أعلاه ، وهي صرخةً مدويةً بوجه من تولى أمر العراق وقام على إدارة شؤونه ، والتي أراها ترتقي لتكون مقولة يُسجلها التاريخ بحق قائلتها الفاضلة وهي لسان حال كل المحبين للعراق وشعبه الصابر المجاهد ولنينوى واهلها بشكل خاص صدقًا وقولًا وعملًا ، كيف لا وهي القائلة في قصيدة العراق بديوانها (مكابدات الشجر) :
والعراقُ المنى والرؤى والأمانُ ..
العراقُ الأماني ..،
العراقُ حديقةُ روحي تضمّ إليها غيوماً وبرقاً
وأزمنةً من لظى ...
وجداولَ شَهْدٍ تشقُّ أكفَّ الترابْ .
ففي مقولتها الوصف المناسب الذي يدحر التشاؤم الظاهر في مشهد خراب أم الربيعين ، بالتفاؤل المستقبلي النابع من الثقةً التامة بشعب الموصل التاريخي وبسواعد أبنائه البررة الذين بدأوا فعلاً بإعادة بنائها وبدء الفعاليات التي تعلن عن نشاط شبابها ولا سيما في جامعتها العريقة جامعة الموصل الرصينة ، والعمل على إعمار ما خربه المتوحشون منتظرين الدعم المادي من حكومة المركز ، ذلك الأمل الذي يُعدُّ عنوانًا عريضًا لفقرة أساسية من الفقرات الناجزة التي يتوجب الأخذ بها في وضع سياسة العمل وبرامج السياسة والتخطيط السديد لها في المرحلة القادمة لإعادة الموصل الحدباء لدورها الرائد في الإسهام ببناء العراق الغالي مع شقيقاتها من مدنه الأخرى ، وذلك ما تستلزمه ظروف استكمال التحرير المأمول ، وأطمح من الجميع التركيز على مضمون المقولة وما تعنيه قائلتها الفاضلة في ضرورة تبديد التشاؤم من الغد وإبداء الرأي والإضافات حول وجوب دحر عوامل السلب بالطاقات الإيجابية الخيرة لأهلنا عبر تاريخهم المشرف بالصمود والمثابرة ، بعد ما اصاب البعض من إحباط ويأس وقنوط نتيجة التلكؤ الحاصل في سرعه انجاز بعض الأعمال التي تقتضي السرعه في تنفيذها كإعادة المستشفيات وتوفير الأجهزة الطبية والعلاجات اللازمة والأدوية الضرورية حيث فقدانها وعدم توفر حتى أدوية المخدر للعمليات الجراحية الضرورية وأكياس المغذي وسرنجات الأبر العلاجية ، وكذلك إطلاق رواتب العاملين في مجال الصحة والتربية والتعليم وغيرها من الدوائر الذين يواصلون الليل بالنهار خدمة لأهلنا في الموصل ولم يستلموا رواتبهم ومستحقاتهم من أشهر ولحد الان ، فضلاً عن لفت الإنتباه لسرعة إعادة بناء الجسور وكذلك بناء الكليات المدمرة أمثال (الطبية والهندسة وغيرها) والمدارس ودور العبادة مع ما يتطلب من التخطيط السليم والواقعي لأعادة إعمار بيوت الناس الأبرياء المدمرة وتعويض الشهداء والمصابين وأولي الضرر الكبير .
أضع كلّ ذلك أمامكم سادتي الأفاضل وأتمنى أن تروق لكم وتأخذ استحقاقها في مشاركاتكم وإبداء رأيكم السديد بخصوصها لتكون مقولةً ثابتة وشهادةً رصينة صدرت عن عراقية تتمتع بقلبٍ يَكنُ للموصل والعراق كل مشاعر الإنتماء والإخلاص والوفاء والشعور الصادق والنبيل على الدوام ، وهي الغاية المرجوة من سلسلة الأقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها والتي ننشرها تباعًا ، وأتوجه بالشكر الجزيل لجميع السادة المتابعين والمعلقين الكرام ولاسيما أصحاب التفاعل المتميز والحضور المتواصل والمتابعة المستمرة ، شاكرًا تفضلكم ومتمنيًا للجميع دوام التوفيق والسداد وتقبلوا وافر الإحترام والتقدير .
حسن ميسر صالح الأمين
2/10/2017
والمقولة هي :
ولكل الذين يظنون أن موصلَ نينوى انتهت أقول .. لربما لم تنتهِ المؤامرة بعد ، لكنَّ الموصل ستبقى باذخة صامدة ، وستعود أجملَ مما كانت بسواعد أبنائها وبناتها وبجيناتهم الحضارية .
الشاعرة الدكتورة
بشرى البستاني
* لقراءة المقال ومتابعة التعليقات على الفيس بوك على الرابط ادناه :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10213696481667516&id=1269245661
617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع