الفريق الركن د محمد عبد القادر الداغستاني
حروب الجيل الرابع
الجيل الرابع من الحروب
Fourth-Generation War far 4 GW
مقدمة
خلال الفصول السابقة تطرقنا الى تطور النظريات العسكرية عبر العصور المختلفة ومن خلالها تمكنا من عرض تطور أجيال الحروب من العصور القديمة وحتى عصرنا الراهن ,وقبل الدخول في تفاصيل موضوع حرب الجيل الرابع ,لآبد من المرور بشكل سريع عن تعريفات أجيال الحروب من الربط بين الفصول السايقة وهذا الفصل . أتفق العديد من الباحثين خلال المرحلة الحالية ,على تقسم أجيال الحروب الى أربعة أجيال وهناك رأي بأضافة جيل خامس . وقبل الدخول في تفاصيل الجيل الرابغ الذي هو موضوع هذا الفصل نود تعريف الأجيال الثلاثة وكما يلي:
حرب الجيل الأول : هي الحرب التقليدية بين دولتين لجيشيين نظاميين . وهناك من عرفها بانها الحرب التي دارت خلال الفترة من (1648 – 1860 ) والتي عرفت بالحروب التقليدية (Conventional War) بين جيوش نظامية على أرض محددة بين جيشيين يمثلون دول في حرب بمواجهة مباشرة .
حرب الجيل الثاني: يعرفها البعض بحرب العصابات (Guerilla War) والتي كانت تدور في دول أمريكا اللاتينية ، الخبير الأمريكي ويليام ليند يعرفها بالحرب الشبيهة بالجيل الأول من الحروب التقليدية ولكن تم استخدام النيران والدبابات والطائرات بين العصابات والأطراف المتنازعة .
حرب الجيل الثالث: يعرفه البعض بالحروب الوقائية أو الأستباقية ((Preventive War) كالحرب على العراق مثلاً ، ويعرفها الخبير الأمريكي (ويليام ليند) ويصفها بأنها طوُرَت من قبل الألمان في الحرب العالمية الثانية وسميت بحرب المناورات وتميزت بالمرونة والسرعة في الحركة واستخدم فيها عنصر المفاجأة وأيضاً الحرب وراء خطوط العدو .
الهدف من مختلف أجيال الحروب هو أنها تسعى إلى إخضاع العدو أو الخصم أو تدميره , ولكن هناك أختلاف في تحقيقها من جيل إلى جيل, باختلاف طبيعة الأدوات وبيئة الصراع، بمعنى أن كل جيل جديد من الحروب يسعى إلى تحقيق الأهداف، سواء كانت قديمة أو جديدة، باستخدام قدرات مغايرة تناسب العصر الذي تقع فيه تلك الحرب ، فالقوة النيرانية حلت في فترة زمنية معينة بدلاً من العنصر البشري في كسر إرادة العدو، ثم كانت الهجمات الدقيقة بدلاً من القوات الكثيفة, والأسلحة الذكية بدلاً من النيران الكثيفة التقليدية غير المؤثرة في بعض الأحيان، حتى حل مفهوم جيل جديد ,عرف بالجيل الرابع الذي يسمى أيضا بالحرب الغير متماثلة أو الغير متكافئة , هذه الحرب وظفت أنماط صراعية جديدة لإخضاع العدو مثل التكنولوجيا المتقدمة والتمرد الداخلي بكل أشكاله والأرهاب وتوظيف كل ما هو متاح من شبكات سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية. ولعل أهم سماتها بل أخطرها هو التماهي أو زوال خطوط الفصل في حروب الجيل الرابع بين ما هو مدني وما هو عسكري، وبين ممارسة العمل السياسي وخوض صراع عسكري ,
ولعل الضبابية على أدواتها مقارنة بما سبق من أدوات قتال جعل البعض يتشكك في البداية في فعالية هذه الحروب ومقدرتها على تحقيق النتائج المرجوة، باعتبار أن أدواتها غامضة وأهدافها غير قابلة للتحقق ومكلفة للغاية وممتدة زمنياً بحيث يصعب تقدير مداه ونهايته , أن هذا الجيل قد يتم فيه توظيف أدوات العمل السياسي والأقتصادي والأجتماعي بدلاً من خوض صراعات عسكرية، وقد تلعب فيه السياسة الأدوار ذاتها التي كانت تتم من قبل عبر الحروب والمعارك؛ وقد يقوم فيه المدني بالتالي بدور عسكري.بدون توقع نهايتها ناهيك عن نتائجها..
البعد التاريخي
بعد الحرب الفيتنامية كانت هناك اراء وتحاليل مختلفة تدور حول أسباب فشل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام رغم الحجم الكبير لقواتها العسكرية والتقدم التكنلوجي الكبير الذي تتمتع به , مقارنة بالفيتنامين اللذين كانوا يقاتلون باسلحة غير متطورة وبأساليب حرب العصابات بالأستفادة مما وفرته لهم الطبيعة الجغرافية والمناخية , مع شعب مخلص لوطنه ومؤمن بقضية الدفاع عن وطنه رغم التفوق الكبير الذي يمتلكه العدو , مع قيادة عسكرية وسياسية كفوءة ومخلصة لهذا الشعب . هذه الحرب وغيرها من حالات مشابهة لها كانت السبب في تغيير الكثير من الأفكار والعقائد العسكرية .
في عام (1975) كتب (أندرو مارك ) مقالة شهيرة حول أسباب انتصار الدول الضعيفة على الدول القوية. تحدث فيها بشكل مباشر عن سبب هزيمة الولايات المتحدة في حربها في فيتنام، وضرب أمثلة متعددة من تاريخ صراعات كبرى تنتهي بأنتصار الأضعف مادياً وتسليحياً. وترك سؤالاً للاستراتيجيين: وهو كيف تنجح الولايات المتحدة في علاج هذه المعضلة ؟ , لأنها دائماً ما ستكون الأقوى عسكرياً واقتصادياً وقد تنتهي بها الأمور إلى الهزيمة .
وفى نفس الوقت أو يكاد فقد طرح العديد من العسكريين والإستراتيجيين الأمريكيين (من بينهم (وليم س. ليند William S. Lind) و(الكولونيل كيث نيتينجال Keith Nightengale) تساؤلات هامة مشابهه.
قاد ذلك كله إلى تبلور المصطلح الذي يعبر عن تقنيات الحروب الحديثة غير التقليدية وغير المتكافئة. والذي أصبح يسمى تجاوزًا "بحرب الجيل الرابع"Fourth-Generation Warfare "4GW"، خاصة عندما شُبّع بدلالات سياسية أفرزتها أفكار (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في شكل الإستراتيجية المعروفة "بالفوضى الخلاقة" والمنبثقة من جهود العلماء الأمريكيين حول تداعيات حالات الفوضى وإمكانات الإفادة منها في تعظيم الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في التحكم في كل الشؤون الداخلية للدول الضعيفة والمارقة ما يساعدها على العمل بكفاءة "كشرطي للعالم".
هناك عوامل متعددة ذكرها (أندرو مارك) وكانت الأساس لما اصطلح على تسميته "الحروب غيرالنمطية "، التي لا يكون الحسم فيها لمن يملك قوة نيرانية أكبر. وإنما يكون الحسم فيها لمن هو على استعداد لمزيد من المعاناة أو تحمل تكاليف أعلى ، وعادة ما يكون الأضعف أكثر استعداداً لتحمل الخسائر في الأرواح من الأقوى الذي عادة ما يكون أكثر انفتاحاً وديمقراطية بما يجعل خسائره البشرية والمادية أداة ضغط عليه في الداخل. كما أن الأضعف عادة ما تكون له ارتباطات قوية بجهات أجنبية تكون صاحبة مصلحة في استمرار الصراع، كما أن العقيدة السياسية والعقيدة الدينية والعقيدة القتالية في كثير من المعارك تكون هي السبب المباشر لثبات الأضعف.
عليه كيف تتصرف القوى الكبرى والحال كذلك ؟ كيف تردع قوة أضعف منها لا تخشى الهزيمة ولديها ميول انتحارية ؟ ما الفائدة إن كان السلاح الذي تملكه هو قنبلة ذرية وأسرتك مخطوفة في كهف في جبل ؟
كانت الإجابة هي أن نجعل العدو يقتل نفسه بنفسه. لماذا أقتله، وهو يمكن أن ينتحر؟ لماذا أوحده ضدي، وانقسامه في مصلحتي ؟ لماذا أطلق عليه الرصاص والقنابل، في حين أنني لو استثمرت واحداً بالمائة من التكلفة على الإعلام الخبيث والشائعات المضرة لتمزقه كل ممزق؟ من هنا انطلقت الفكرة وبدأت وانتشرت.
بشكل عام ترتبط حروب الجيل الرابع تاريخياً من حيث البداية بالعقدين الأخيرين من القرن العشرين، ولكن جذورها تعود إلى فترة الحرب الباردة، حيث استخدمت القوتان العظمتان في ذلك الوقت (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق) الكثير من تكتيكات الجيل الرابع خلال فترة الحرب الباردة، سواء لإحكام القبضة على الدول والمناطق الجغرافية التي تمتلكها هذه القوة العظمى أو تلك التي لها نفوذاً بها، أو لمواجهة نفوذ القوة المنافسة. وهذه التكتيكات هي في أغلبها ترتبط بحروب الدعاية والحروب السرية عبر أفراد وجماعات مدربة لإحداث القلاقل والاضطرابات، والقيام بالعمليات الإرهابية والتفجيرات، ودعم أنشطة التسلل والغزو الثقافي ونشر الشائعات وغير ذلك من أنشطة تعبوية قائمة على تدمير الروح المعنوية والتأثير نفسياً في العدو.
تطورت هذه الممارسات وأصبحت تشكل نظريات لجيل جديد من الحروب التي تدور بين دول أو بين بعضها بعضاً، أو بين دول وجماعات والعكس، وتعتمد على كسر إرادة الطرف الآخر وتحطيم معنوياته وإفشال مؤسسات الدول وإحداث قدر هائل من الفوضى والارتباك والذعر الداخلي بحيث يسمح ذلك بتدخلات خارجية لتحقيق مخططات معينة وتنفيذها، أو استمرار هذه الفوضى الداخلية لشغل الدول عن الخارج ودفعها إلى الانكفاء على الذات والانشغال داخلياً بما يخدم أهداف قوى إقليمية أو دولية.
يستند الجيل الرابع من الحروب إلى تشتيت الانتباه والاتصالات التي تعمل على إزالة جبهة القتال تماماً، والاكتفاء بالهجوم الثقافي اعتماداً على مقاتلين جدد على هذه الجبهة المستحدثة عبر وسائل الإعلام مع شن أعمال عنف مبرمجة بدقة لشل الإرادة والإرباك ثم انهيار العدو السياسي، بدلاً من السعي إلى عمليات قتالية حاسمة.
أراء اخرى
تشيربعض الأدبيات السياسية والعسكرية إلى أن مصطلح الجيل الرابع من الحروب ظهر للمرة الأولى في دائرة النقاشات داخل الولايات المتحدة الأمريكية عام (1980)، ثم تكرس تدريجياً بعد سنوات عبر مقالة نشرها بعض ضباط الجيش الأمريكي بعنوان: "الوجه المتغير للحرب: إلى الجيل الرابع"، وبدا الأمر في ذلك الوقت وكأنه تفكير خارج السرب أو أقرب إلى التصورات منه إلى الحقائق. حيث كان يشير إلى كسر احتكار الجيوش للحروب والعودة إلى ما قبل الحروب الحديثة من حيث نظريات القتال وأوضاع الصراع. وترتبط نظرية حروب الجيل الرابع أساساً بالفكر السياسي الذي ساد العالم منذ نهاية الثمانينيات وتفكك الاتحاد السوفيتي، وتوغل العولمة وسيطرتها على مجالات الحياة كافة، ومن ثم شيوع فكرة "النمذجة" أو "القولبة" في مختلف مجالات الحياة العالمية، والمجال الثقافي في القلب من ذلك على وجه التحديد. ثم جاء انتشار الإرهاب والحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ليؤكد طبيعة حروب الجيل الرابع واختلافها عن أجواء الصراع السابقة برغم وجود أوجه تشابه عديدة بين طبيعة الصراع في العراق، وظروف أخرى مثل الحرب الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والحرب السوفيتية في أفغانستان في مرحلة الثمانينيات وغير ذلك.
وفي عام (2006) صدر كتاب "الحبال والصخرة" للكولونيل المتقاعد (توماس هامز) ، وهو الكتاب الذي تكلم عن (حروب الجيل الرابع)، وأوضح أن التمردات والاحتجاجات الشعبية قادرة على هزيمة الدولة من الداخل، حيث يمكنها ضرب الشبكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية للدولة، ومهاجمة عقول صانعي القرار وهزيمة إرادتهم السياسية، مع تأكيده أن حركات التمرد من الصعب هزيمتها سياسياً .
حقيقة فكرة حروب الجيل الرابع
يبدو أن مصطلح حرب الجيل الرابع الذي أصبح مصطلح رسمي هو مصطلح (إسرائيلي أميركي) صرف، حيث تم إطلاقه عندما وجدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد أحداث (11 سبتمبر/أيلول 2001) أن (الولايات المتحدة) لا تحارب دولة محددة، كما يبدو أن النسخة المصرية لفكرة "حروب الجيل الرابع" انتزعت من سياقها كنظرية عسكرية أميركية تبرر فشل واشنطن في مواجهة "الإرهاب" إلى سياق سياسي في مصر لثورة الجماهير المطالبة بالحريات.
ويعتبر البروفسور الأمريكي (ماكس مانوارينج)، الباحث في الاستراتيجيات العسكرية بالجيش الأمريكي اول من تحدث عن حرب الجيل الرابع في ندوة قام بها في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني في تقريره حول استراتيجية افشال الدول ، بقوله:
( أنّ المعمول به الآن هو الجيل الرّابع من الحرب غير التقليديّة وهي التي يتم تنفيذها دون الحاجة الى تدخّل عسكري مباشر ودون الاضطرار الى التضحية بقطرة دم واحدة من دماء الجنود الامريكان.. ببساطة لأنّ الهدف منها ليس تحطيم جيش الدّولة المستهدفة أو القضاء على قدرتها في شن مواجهة عسكرية بل الهدف هو الانهاك والتأكل ببطء و لكن بثبات من أجل أن ترغم عدوك على تنفيذ ارادتك ويتم ذلك عبر زعزعة الاستقرار في الدّولة المستهدفة وبثّ الفوضى فيها الى اقصى درجة ممكنة الى أن يتمّ الانهيار التّام ببطئ ولا يستيقظ العدوّ الّا ميّتا ,
فأمريكا لم تعد بحاجة الى ارسال قوّات نظامية عبر الحدود, فقد حلّت القدرات العقليّة الذكيّة محلّ ذلك , وهي السّلاح الرّئيسي الّذي يحتاجه هذا النوع من الحرب اي الجيل الرابع من الحرب الغير متكافئة , فبدل قوّة النيران التي يتم تجاوزها , لتحلّ محلّها قوّة اشاعة الفوضى وتفجير الدّول من الدّاخل , ويتمّ ذلك عبر عملائها دون تدخل عسكري مباشر, وتسائل مانوراينج قائلا: ما الذى اسقط حائط برلين ؟ الطائرات !! الدبابات !! ثم أجاب بالطبع لا إنه اقتصاد المارك الألمانى !!
وأوضح أن خلق الدولة الفاشلة إنما هى عملية تنفذ بطريقة جيدة وببطء و بهدوء كاف وبشكل حميد باستخدام مواطني دولة العدو وباستخدام طابور خامس حتى ان عدوك لا يستيقظ الّا ميّتا
وخلاصة قوله عن حرب الجيل الرابع : (الجيل الرابع من الحروب هو الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة، ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية).
يقول (أنطونيو إيشافاريا ) الرئيس السابق لقسم الإستراتيجية والتخطيط الإقليمي في مؤسسة الدراسات الإستراتيجية بالولايات المتحدة في دراسة له بعنوان "حرب الجيل الرابع وأساطير أخرى"نشرت عام (2005) يقول فيها : "تم الترويج لنظرية حرب الجيل الرابع من أجل حفظ ماء وجه وتبرير فشل أجهزة الاستخبارات الأميركية في توقع هجمات (11 سبتمبر 2001). وهناك من عرّف هذا الجيل من الحروب بـ: حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي.
لذلك فأن الهدف من حروب الجيل الرابع هو إشاعة الفوضى في بلاد العدو المستهدف، وبدون تدخل عسكري من جيش البلد المهاجم إلا في نطاق ضيق جدا ومحدود، بل قد يسلط الشعب في مفهوم حروب الجيل الرابع على حكومته، أو يسلط الجيش على شعبه، أو تتخلى الشرطة عن مهمتها الأمنية والنظامية لتكون أداة للخوف وسبيلًا للفوضى!!
هناك من يعتبر الجيل الرابع من الحروب: "من أشكال حروب العصابات (Guerill War)، تشنها فواعل من غير الدولة، وتحركها دوافع أيديولوجية أو دينية أوبقصد الانتقام أو شهوة السلطة.
وقد أطلق اسم حرب الجيل الرابع على الحرب على التنظيمات الإرهابية بحسب المفهوم الأمريكي. وطرفا الحرب في الجيل الرابع من الحروب هما جيش نظامي لدولة ما، مقابل لا دولة أو عدو وخلايا خفية منتشرة في أنحاء العالم.
يقوم الجيل الرابع من الحروب على خلـط الأوراق وبناء مساحات واسعة من الالتباسات المفاهيمية والثقافية، والمؤكد أن حروب الجيل الرابع هي أكبر نقلة نوعية في تاريخ التخطيط العسكري منذ معاهدة وستفاليا عام (1648) م ، لأن هذا الجيل الجديد من الحروب ينهي نسبياً أو واقعياً احتكار الدولة القومية لشن الحروب، حيث باتت التنظيمات والميلشيات والجماعات تشن حروباً ضد دول، ولم تعد الحرب تندلع بين جيوش فقط. وكان المقصود من هذه الحروب الحالة التي تفقد فيها الدولة احتكارها للعنف وقوى الصراع، والعودة إلى نماذج صراع كانت سائدة قبل الدولة المعاصرة. كما جرى في ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر ويجري حاليا في العراق وسوريا وغيرها .
إن زمن الحروب التقليدية التي تعتمد على الجيوش انتهى، والآن هو زمن الجيل الرابع من الحروب الذي يهدف إلى إرباك الدول من الداخل وإحداث اضطرابات متواصلة بها لدرجة تدفعها دفعاً إلى مرحلة الدولة الفاشلة التي تسهل السيطرة عليها من أي جهة داخلية تخدم مصالح الجهة المحركة خارجياً وتحقق أهدافها، وهو الاحتمال الأقرب للتصور والقابل للتنفيذ، أو تتم السيطرة عبر الأطراف الخارجية بشكل مباشر، وهو الاحتمال الأضعف في ظل بيئة النظام العالمي السائدة حالياً. وأحد أهداف حروب الجيل الرابع في السنوات الأخيرة يتمثل في نزع الشرعية عن أنظمة الحكم من خلال عدة مراحل :
• تحريك جماعات وتنظيمات داخلية مدربة ضد النظام، انطلاقاً من أن حدوث مواجهات بين قوات النظام ومؤسساته الأمنية وعناصر هذه الجماعات واستدراج هذه العناصر لارتكاب خروقات أمنية وتجاوزات تتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بالحريات العامة وحقوق الإنسان وغير ذلك.
• توثيق ذلك كله، ونشره على نطاق واسع من خلال وسائل إعلام متعاونة لهذا الغرض.
• تلي ذلك مرحلة الضغوط الدولية عبر الدول الكبرى والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للضغط على الأنظمة والحكومات باستخدام المواد المنشورة التي وظفت لتهييج الرأي العام إقليمياً ودولياً.
• العمل بكل الطرق لممارسة الضغوط الدولية , من خلال قلب الحقائق وتزييفها وفبركة الصور باستخدام تقنيات حديثة، وتوظيف الانتشار الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي في تناقل هذه الصور والأفلام المصورة من أجل جلب نوع من التحقير والإدانة الشعبية الدولية لأي نظام تمهيداً لإضعاف موقفه وإخضاعه سياسياً لأهداف خارجية يتم تنفيذها بأيد داخلية، أو إسقاطه نهائياً وتغيير أنظمة الحكم من دون تدخل عسكري وتصوير الأمر برمته باعتباره حراكاً داخلياً في الدول لا علاقة للقوى الكبرى به، أو استنزاف دول ما من خلال إجبارها على توجيه مواردها كافة لمواجهة الاضطرابات الداخلية المفتعلة والانشغال بذلك عن التنمية والاستجابة لمتطلبات التفاعل الدولي.
هناك العديد من الأمثلة المتنوعة على حروب الجيل الرابع مثل الحرب ضد الإرهاب والصراعات داخل الدول الفاشلة والحروب الأهلية، والنزاعات العرقية وتعاني منها غالباً المناطق والدول التي لا تزال تعاني الفشل في الاستجابة للتحديات الداخلية التي تواجهها، والأنظمة الفاسدة التي تجمدت وتوقفت عن اللحاق بركب التنمية والتطور بشكل يسمح بنفاذ التدخلات الخارجية إليها.
تمتلك حروب الجيل الرابع العديد من القواسم المشتركة مع ما سبقها من أجيال باعتبار أن المسألة في مجملها تنطوي على تطور تاريخي وتداخل لا يمكن الفكاك منه، فهي تنطوي أيضاً على أنماط قائمة على التمرد وحروب العصابات والحروب المحدودة. بل شهدت حروب الجيل الرابع أنماطاً جديدة من القتال، حيث بات من الوارد ظهور تنظيمات قتالية تخوض حروباً كاملة ضد دول خارجية، مثلما حدث بين حزب الله وإسرائيل، وما حدث مؤخرا مع تنظيم القاعدة الأرهابي وتنظيم داعش الأرهابي الذي شكل دولة أسلامية على جزء من أرض العراق وسوريا ما أضطر الدول العظمى ومعها العديد من الدول الأخرى الى قتالها تحت قيادة دول التحالف .هذا القتال جرى بين قوات الدول نفسها سوا كانت قوات نظامية أومليشيات مسلحة وطنية اوطائفية مرتزقة مع دعمها بالجهد الجوي والمستشارين فقط . كما قد تعمل تلك التنظيمات القتالية لصالح دولة معينة تعمل ظاهريا تحت شعار وطني او ديني ولكنها في حقيقتها تعمل لصالح قوى خارجية تعمل على هدم وتدمير الدولة المعنية . وهناك العديد من الحالات التي تم فيها تجنيد تنظيمات أرهابية لصالح قوى خارجية .
ان هذه الحروب تمتلك سمات مميزة مثل ممارسة الهيراركية العسكرية والافتقار إلى هيكل رسمي بما يوفر قدراً هائلاً من المرونة العملياتية والمناورة القتالية لهذه التنظيمات في مواجهة جيوش قائمة على التنظيم وهرمية اتخاذ القرار, كما تمتلك هذه التنظيمات تشكيلات قتالية صغيرة ومدربة قادرة على إنهاك العدو والمناورة والاختباء وتحجيم خسائرها واستنزاف العدو مادياً ومعنوياً، فضلاً عن سرعة التحرك والمراوغة وإمكانية استهداف عمق العدو بضرب البنى التحتية من خلال عناصر نشطة متحركة أو خلايا نائمة موالية أو غير ذلك، بحيث يمكن لهذه التنظيمات البسيطة خوض حروب شرسة على المستويات الإعلامية والعسكرية والاقتصادية والشعبية ضد دول، وربما كسبها ولو إعلامياً في ضوء تباين معايير وقواعد الربح والخسارة واختلاف هذه القواعد بين طرفي الصراع.
لا تتوقف أدوات الجيل الرابع من الحروب على الجانب العسكري بطبيعة الحال، بل هي كما ذكرنا آنفاً ترتكز في الأساس على خوض الصراع بمفهومه الشامل في عمق العدو، وبالتالي فمن الممكن أن تستخدم هذه الحروب وسائل غير عسكرية تماماً، مثل الاعتصامات والإضرابات والعصيان المدني لشل مؤسسات الدول وبنيتها التحتية، وهي وسائل قديمة استخدمت ضد الدول الاستعمارية في قرون سابقة، حيث استخدم البعض منها الزعيم الهندي التاريخي (غاندي) ضد الاحتلال البريطاني لبلاده، كما استخدمها (مارتن لوثر كينج) و(ليش فاليسا) في بولندا وغيرهم، ولكن الأمر بات أكثر احترافية وتعقيداً. وهناك مؤسسات غربية متخصصة في تدريب الشباب من دول مختلفة على مثل هذه الوسائل المدنية في الاحتجاج والتظاهر، وربما قلب أنظمة الحكم في مراحل معينة عن طريق هذه الوسائل الاحتجاجية، القائمة على استهداف الخصم على المستويات الأخلاقية والفكرية والأيديولوجية بدلاً من المستوى المادي، بحيث تظهر الدولة في مظهر الظالم، ومن ثم تفقد أي غطاء شرعي داخلي أو خارجي، بما يصعب معه استمرار النظام في الحكم في ظل صورته المشوهة التي تستوجب بالتبعية عزلة دولية وانحسار لمستويات التعاون مع المؤسسات الدولية في شتى المجالات، كما تجلب أيضاً الانتقادات عبر التقارير الدولية المتخصصة وإحجام الشركات العابرة للقارات والمستثمرين عن التعاون مع هذا النظام. والمؤكد أن العالم لم يبلغ بعد ذروة الجيل الرابع من الحروب أو بمعنى آخر... من السابق لأوانه القول إن العالم على وشك الدخول في جيل خامس من الحروب، علما بأن التطور التاريخي، كما ذكرنا آنفاً، يعني استمرارية الحروب في التطور وفقاً لعوامل ومتغيرات عديدة، فالجيل الرابع، كسابقيه، سيتطور ويستمر في ذلك بالتواصل مع الجيل الثالث والارتباط بالجيل الخامس من الحروب.
حركة أوتبور الصربية (نموذج)
نذكر على سبيل المثال ما حدث في (صربيا) الذي انتهى بسقوط نظام (ميلوفتش) :
في نهايات القرن الماضي تم تأسيس حركة (أوتبور) (الصربية) لتكون طرفاً في الصراع في (يوغسلافيا) السابقة، واستخدمت هذه المجموعة اللاعنف كأسلوب ومنهج حرب، وتبين في عام (2000) من خلال تحقيق صحفي نشرته مجلة (نيويورك تايمز) أن هذه الحركة قد تم تمويلها بما يتجاوز خمسة ملايين دولار من خلال ثلاث مؤسسات (أميركية) مانحة، وهي المعهد الوطني الديمقراطي، والمعهد الجمهوري الدولي ، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) وكانت هذه الحركة هي النموذج الذي استخدم في بعض الدول العربية , وتم استنساخه بشكل دقيق مع إضافة التكنولوجيا الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وغير ذلك لإيجاد مجموعات شبابية واسعة تتواصل عبر الإنترنت وقادرة على الحشد والتجمهر بعيداً عن رقابة السلطات الرسمية. من خلال الأطلاع على العديد من المصادر يظهر أن منظمة (اوتبور ) كان لها تأثير كبير في أسقاط نظام حكم رئيس (صربيا) القوي وكما يبدوا فأنها طبقت اعلى المعايير في التخطيط الثوري ,تبنتها المنظات (الأمريكية والصهيونية) , من خلال أمدادها بالمال والرأي ليحركوا الشعوب ضد حكوماتهم , وكانت هي البداية لتطبيق الفوضى الخلاقة من بعد احتلال العراق عام (2003) , بعد ذلك تم توجيههم الى (جورجيا) مباشرة وقاموا بتدريب الشباب على الثورة وأطلق عليهم أصحاب الثورة الوردية وتمكنوا من تحقيق غايتهم كما في الثورة (الصربية) .
بعد نجاح (أوتبور) في مهمتها بتمويلٍ (أميركيٍّ) ، تحولت إلى مركز لدراسات التغيير بدون عنف وسميت (كانفاس)، معتمدة على تعاليم اليهودي الأمريكي (جين شارب) الذي يعد أباً للحراك السلمي للشعوب. و(جين) هذا يدرس العلوم السياسية في جامعة (ماساتشوستس) في (دارتموث) الأمريكية منذ (1972) ، وقد أنشأ في سنة (1983) معهدا سماه (ألبرت أينشتاين)، يقوم بدراساتٍ لنفس الغرض في إثارة الشعوب وتحريك الشباب للقيام بالثورات. وله جملة مؤلفات ترجمت إلى ثلاثين لغة، ، ومن اهم مؤلفاته كتاب (المقاومة اللاعنفية) يدعو فيه إلى وسائل أخرى وبدائل حقيقية.... ممثل كفاح اللاعنف والانتفاضة والنضال بلا عنف وبشكل مرادف للقوة , ولكن بالمسالمة على نحو يحتاجه القرن الجديد أكثر من القرن العشرين, لجهة التعقيد الحاصل في رسم الاستراتيجيات الصغرى والكبرى واختلاف العناصر وموازين القوى والرأي العام العالمي الذي صار جزءًا رئيسًا من هذه التحولات في دراسات النضال بوسائل اللاعنف.
أعتمدت المنظمة شعار اليد المرتفعة إلى السماء وهي قابضة أصابعها كأنّها تَلكم شخصاً بقوة، والتي استخدمت في كل ثورات الربيع العربي ، هذا هو شعار منظمة (أوتبور) الثورية الصربية
التي يفتخر قائدها (سيرجيو بوبوفيتش) ، بتدريب عناصر من حركو (6) أبريل المصرية في صربيا كما جاء في الفيديو الذي بث مؤخراً ويظهر فيه تدريب عناصر من حركة (6) إبريل المصرية في (صربيا) .
كانت حركة شباب (6 ) أبريل هي أول حركة سياسية دعت لمظاهرات يوم (25) يناير (كانون الثاني) التي أخذت وتيرة متصاعدة حتى أصبحت ثورة ال (25) من يناير (كانون الثاني)، وأثناء الثورة كان يتداول الإعلام الرسمي أن حركة (6) أبريل دُرّب بعض أفرادها في (صربيا) على العنف وإثارة الفوضى وكيفية استفزاز قوات الأمن المواجهة للمظاهرات لتشويه صورتها أمام الإعلام . وفيه يقول (بوبوفيتش): إنّ الحركة نجحت في تدريب نشطاء سياسيين من (37) دولة للعمل على إسقاط حكوماتهم. ثم افتخر بنجاح منظمته في عدة ثورات قامت (أوتبور) بتدريب الشباب فيها، مثل: جورجيا وأوكرانيا والهند والمالديف ولبنان وتونس ومصرممثّلة في حركة (6) إبريل ، وفي سوريا وقال: إنّ القائمة مرشحة للزيادة، خاصة في فنزويلا وروسيا وإيران.
كما توجد أكاديمية التغيير الي فتحت في (لندن) وهي أول أكاديمية عربية من نوعها ، فهي عبارة عن نسخة عربية لثورات مستوردة من الخارج (صربيا وأمريكا) وهي مؤسسة علمية تقوم باستهداف عقل الإنسان في كل مكان بمختلف أيديولوجياته ودياناته و جنسياته ،حيث تعمل على تدريب الشباب على حرب اللاعنف واصطياد رجال الأمن لإسقاط الأنظمة العربية.
تبنت حركة الإخوان المسلمين – التنظيم الدولي - نظريات المفكر الأمريكي (جين شارب) وتلميذه(بيتر اكرمان) في التغيير اللاعنفي , لذلك أسست في لندن عام (2006) (أكاديمية التغيير) لتكون الذراع الأكاديمي للإخوان لتدريب الكوادر الاخوانية على تقنيات الاحتجاج والتظاهر وآليات حماية النفس من بطش أجهزة الأمن ووسائل دفع الحكومات إلى مناطق تمكن الإخوان من امتلاك زمام المبادرة والمناورة.
أكاديمية التغيير تمنح الدبلوم العالي في علوم “التغيير اللاعنفي” , وكانت قد افتتحت لها فرعين في الدوحة (6 سبتمبر 2009) وفي فيينا (1 مايو 2010) . رئيس الأكاديمية الدكتور(هشام مرسي) , وهو زوج ابنة الدكتور (يوسف القرضاوي).
أكاديمية التغيير أسسها ثلاثة باحثين هم (أحمد عبد الحكيم وهشام مرسي ووائل عادل) ، أعلنوا أنهم يرغبون من خلال مشروعهم المساهمة مع المجتمع العلمي العالمي في تطوير صناعة التغيير، والكتابة إلى المنطقة العربية، وتزويد الحركات والأحزاب السياسية والحكومات بما فيها بعض المؤسسات الغربية, بأدوات الفعل الاجتماعي والسياسي لتكون قادرة على ممارسة التغيير والتحول الحضاري.
الرابط هنا بين حروب الجيل الرابع وفكرة العولمة ومرحلة الأحادية القطبية وما تكشف خلالها من جدل حول صراع الحضارات ونهاية التاريخ وما إلى ذلك من جدليات بحثية، يرتبط في جوهره بأحد جوانب النقاشات الجوهرية التي لم تحسم بعد، وهي علاقة النظام العالمي الجديد الذي برز بعد انهيار (الاتحاد السوفيتي) وهيمنة (الولايات المتحدة الأمريكية) على العالم بمفهوم سيادة الدولة القومية، والذي كانت أحد تجلياته ومعالمه حصرية شن الحروب والصراعات بيد الجيوش والدول فقط. ومع تزايد الحديث عن انحسار سيادة الدولة في المجال الاقتصادي بفعل العولمة التجارية والاقتصادية وممارسات التبادل التجاري في مرحلة ما بعد منظمة التجارة العالمية، ظهر الحديث عن انحسار موازٍ لدور الدولة والجيوش في الحروب وظهرت مفاهيم مثل الحرب اللامتماثلة، وحروب الجيل الرابع، وتوج ذلك كله بصعود الإرهاب العالمي في الحادي عشر من سبتمبر (2001) كتحدٍ خطيرٍ ناجم عن "تنظيم" هاجَم القوة العظمى الوحيدة في العالم في عقر دارها. وأخيرا تنظيمات القاعدة وداعش التي حولت الحرب بشكل فعلي الى شكل الحرب الغير متماثلة بكل تفاصيلها , والتي كما يبدوا من سير الأحداث انها حرب طويلة لا يتوقع حسمها بوقت قريب , مع سيرافقها ويليها من تطورات أخرى ومن تنظيمات أخرى جديدة قد تتطابق أو تختلف عما موجود حاليا .
الفكرة في حروب الجيل الرابع إذاً تتمثل في أن الفاعل الرئيسي في هذه الحروب ليس الدولة، بل التنظيمات والجماعات والأفراد، وهو ما يمثل الوجه العسكري للنظام العالمي الجديد في مظهره السياسي القائم على الفرد وما يعرف بالفرد المعولم بدلاً من الدولة القومية، وهي فكرة فلسفية كان من الصعب فهمها من قبل كثيرين في بدايات ظهورها، ولكنها وجدت طريقها إلى ميادين الحياة الواقعية، وبات العنصر الفردي يحرك الكثير من الأحداث فعلياً في مناطق شتى من العالم عبر توظيف منظمات المجتمع المدني والضغوط الدولية والجمعيات الأهلية ومؤسسات النظام العالمي الجديد، التي ربطت نفسها بقوة بمجالات إنسانية مثل حقوق الإنسان والحريات العامة وغير ذلك من مفاهيم وفرت بدورها مساحات شاسعة للأفراد كي يمثلوا عنصراً فاعلاً جديداً في حياة الدول وتحديد مصير العالم خلال القرن الحادي والعشرين .
أن الوطن العربي والعالم الأسلامي هو المستهدف الرئيس خلال هذه المرحلة والمرحلة التي تليها وأستنادا الى مقولة (مايكل ليدن ) العضو البارز في معهد (امريكان أنتر برايز ) الذي يعتبر قلعة المحافظين الجدد والمهتم بصياغة مشروعات بوش السياسية للشرق الأوسط يقول (أن التدمير البناء هو صفتنا المركزية ) ويضيف قائلا ( فأن الوقت قد حان لكي تصدر الثورة الأجتماعية من أجل أعادة صياغة المنطقة العربية عبر تغيير ليس في النظم فقط بل الجغرافية السياسية كذلك , أنطلاقا من رؤيا خاصة تقود الى تصميم جديد لبناء مختلف ) وهذه الرؤيا تستند الى التراث الأستشراقي (لبرنارد لويس) هذا التراث الذي لا يستطيع رؤية العالم العربي إلا بكونه تجمعا لأقليات دينية وعرقية عاجزة عن العيش سوية في كيانات دولية وطنية).
وكخلاصة لما تم ذكره يمكن القول أن مفهوم حروب الجيل الرابع هي الحرب التي تتلاشى فيها الفروق بين نقطتي البداية والنهاية أي بين الحرب والسلام , وسوف تكون الحدود فيها حدود غير واضحة , وربما الى حد عدم وجود ساحات او جبهات القتال المعروفة في الحروب التقليدية , وسيكون التمييز بين المدني والعسكري امرا صعبا جدا أن لم يكن معدوما , أنها حرب غير تقليدية ساحاتها الحقيقية بعيدة عن ميادين القتال التقليدية , ميادينها العمق المجتمعي بكل ما يحمله من أرث حضاري وثقافي وديني وأجتماعي , هو صراع يتمحور حول القيم الروحية الدينية والمذهبية والعرقية والقيم الثقافية والقيم المعنوية والأقتصادية والبشرية والأخلاقية والتماسك الأجتماعي .
انه صراع شائك ومتشابك تتغلب فيه العواطف على العقول وتهدف هذه الاستراتيجيات التدميرية التي تعمل على فترات زمنية متفاوتة إلى تحقيق عدة أهداف :
أولها خلق حالة من الانقسام المجتمعي المستدام، بحيث يتم النظر بشكل عدائي بين فئات المجتمع، وقد حدث ذلك بالفعل في مناطق عدة بحيث يصبح المجتمع مؤهلاً لحرب أهلية طويلة الأمد ويصبح الاستقرار والتماسك الداخلي حلماً بعيد المنال مثلما حدث في لبنان والصومال والعراق وليبيا وسوريا وغير ذلك، وبحيث لا تقدر هذه الدول على العودة إلى مسارها التنموي مجدداً ولا تستطيع خوض معاركها الحقيقية ضد الجهل والتخلف والمرض أو خوض معارك خارجية ضد أعدائها الحقيقيين.
الهدف الثاني : وهو هدف مهم جدا هو تدمير الجيوش التي تمثل تهديداً إقليمياً أو تمتلك المقدرة على تغيير موازين القوى الإقليمية بحيث تخرج هذه الجيوش من معادلة القوة الشاملة وتتحول إلى ميليشيات أو قوات أمن داخلي في أحسن الأحوال.
الهدف الثالث : وهو القضاء على الدول القوية وتحويل المنطقة إلى دول فاشلة أو ضعيفة تعاني نقاشات واضطرابات داخلية مزمنة ,يتفشى فيها الفساد المالي والأدراي ,بحيث لاتبقي لها اي قيمة او تأثير أقليمي أو دولي . هذه الاستراتيجيات جميعها تنفذ باستخدام تنظيمات وجماعات وعناصر شبابية من الأدوات الداخلية التي تعمل تحت شعارات جذابة للشعوب مثل الدين والدفاع عن العقيدة وحرية الرأي والإصلاح الديمقراطي ما يفتح الطريق واسعا لدخول تنظيمات ارهابية مختلفة مستغلة ضعف الدولة والتناحر المجتمعي بحجة الدفاع عن الدين والعقيدة والطائفة لتعصف بالدولة وما فيها .
سمات حروب الجيل الرابع :
تعتمد حروب الجيل الرابع على عدد من المرتكزات منها :
• الأفكار والأيولوجيات : تعتبر الأفكار والأيولوجيات المرتكز الأساسي لحرب الجيل الرابع والمحور الذي تشن بموجبه تلك الحروب , لأن الفكرة والأيديولوجية هي الوسيلة التي تخاطب بها العقول وعلى مقدار فاعليتها تتحقق الهزيمة والنصر على العدو ..ومن خلال الأفكار والأيديولوجيات تهاجم ثقافة العدو وقيمه الروحية وتسعى لتدميرها ومن خلالها تستهدف الروح المعنوية والنفسية للمواطنين وبالتالي تسهل عملية أختراقه .
• حرب الأفكار ... ربما كان وزير الحرب الأمريكي الأسبق (دونالد رامسفيلد) هو أول من أطلق شرارة (حرب الأفكار) ضمن ما أسمته أمريكا (الحرب على الإرهاب)، ونتذكر تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزارايس) , وقتما قالت في صيف 2002م : (لا بد من اتباع أساليب الحرب الباردة نفسها ضد الشيوعية لمواجهة أفكار (الكراهية والموت) في الشرق الأوسط) ، وقالت في مقالة لها: (إننا ضالعون في حرب أفكار أكثر مما نحن منخرطون في حرب «جيوش»).
• ليس لحرب الجيل الرابع شكل مشابه للحروب التقليدية فليس لها بدايات واضحة وليس لها توقيتات زمنية محددة , وخلالها تتداخل المراحل بحيث يصعب تمييزها , ما يجعل أمام الجهة المستهدفة صعوبات كبيرة في اتخاذ مواقف دفاعية تجاهها خصوصا ما يتعلق بالمواقف الفكرية والأيديولوجية لكونها تشكل مسرح هذه الحرب الفعلي . النجاح فيها يتوقف على مقدرة المواطن على التمييز بين تلك الأفكار والأيديولوجيات وبين ما يؤمن به .. وهذا لا يتأتى إلا من خلال أيمان المواطن ببلده وقيادته التي أمنت له العدالة الأجتماعية وظروف ومتطلبات الحياة الكريمة , بعيدا عن الظلم والأضطهاد والمعاناة المعيشية التي تعتبر مفاتيح تسرب الأفكار والأيديولوجيات الى المواطنين .
• الأعلام ووسائله : يعتبر الأعلام بوسائله الجديدة والتقليدية من أبرز أسلحة حروب الجيل الرابع، وعليها الاعتماد الكبير في تنفيذ كثير من مخططات الحرب وإنزال الهزيمة بالخصم، وإشاعة الفوضى والبلبلة في البلد المستهدف.
• من وسائل الأعلام المؤثرات النفسية والمعنوية: تلعب هذه المؤثرات الدور الأهم في مسارات الصراع في حروب الجيل الرابع، فبحكم اعتماد هذه الحروب على الأفكار فإن البوابة التلقائية والساحة العملية للمناورات والاشتباكات والتفاعلات تتمركز حول المؤثرات النفسية والمعنوية والإعلامية.
• هناك منظمات المجتمع المدني والمعارضة، التي تستخدمها منظمات ومؤسسات عالمية مختلفة لتحقيق غاية الدول المسؤولة عنها ، وتنفيذ مخططاتها بزعم دعم الحريات والديمقراطيات، وتقوم بتمويل بعض المنظمات وتسعى لحمايتها، للاستفادة منهم واستخدامهم في الوقت المناسب . كشفت دراسة حديثة أن السنوات الـ (10) الماضية شهدت إنشاء كيانات افتراضية تحت مسمى مراكز أو مؤسسات إعلامية لا يكلف تأسيسها سوى إعلان جذاب يقود متصفح الإنترنت إلى موقع أنشأه صاحبه لإعادة بث وترويج المواد والفتاوى التي تحمل فكر الغلو والتطرف و الفرقة و الفتن و هز كيان الدولة بنشر الاخبار المزيفة و الحوادث الملفقة و لتسليط الضوء علي كل ما هو سيء و فاسد لقتل الروح المعنوية للشعب و لزعزعة الثقة بين مواطنيه.
• يورد المتخصصون وسائل عديدة تلجأ لها (الولايات المتحدة) في حرب الجيل الرابع، منها العمليات الاستخبارية، والنفوذ (الأمريكي) الواسع سواء كان هذا النفوذ في العالم الافتراضي كالإنترنت على سبيل المثال أو غيره، حيث أنها تسيطر على وسائل الإعلام الجديدة من الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، وجميع وسائل التكنولوجيا. ومن الوسائل أيضا في هذا الحرب: تغذية الصراعات الداخلية وتأجيجها، حيث تستغل الاختلاف المتنوع لأطياف المجتمع الإسلامي العرقي أو الطائفي للاستفادة منه في تطبيق مفهوم الجيل الرابع، والعراق وسوريا وليبيا أصبحا مثالا واضحا على الاستغلال الأمريكي للطائفية والنعرات القومية.
• محورية العوامل الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية : على الرغم من أن الثقافة هي جوهر الصراع في حروب الجيل الرابع، إلا أن للعوامل الأقتصادية تأثيرات كبيرة جدا على أمن وأستقرار الدول , لذلك تصبح الدعايات والأضرابات والأعتصامات وتفشي الفساد المالي , كلها وسائل لتخريب الأقتصاد وشله في مراحل متقدمة , ما ينعكس سلبا على مؤسسات النظام وعلى المواطنين ,ولعل الحصار الأقتصادي والعقوبات الأقتصادية كلها وسائل للتاثير على بنية النظام السياسي وعلى قيم المجتمعات والدول والشعوب .
• التركيز على عمق العدو وذلك من خلال أستخدام وسائل غير عسكرية مثل الأعتصامات والأضرابات والعصيان المدني لشل مؤسسات الدول وبنيتها التحتية , رغم انها وسائل قديمة أستخدمت في مراحلة مختلفة , لكن الحالة هذه تطورت وأصبحت أكثر أحترافية وتعقيدا , فهناك مؤسسات غربية متخصصة بتدريب الشباب في دول مختلفة على مثل هذه الوسائل المدنية , وقد يكون قلب نظام الحكم احد اهدافها في مراحل معينة بعد قيام هذه التنظيمات بوسائلها الى خلخلة النظم الأخلاقية والفكرية والأيديولجية , بحيث تظهر نظام الدولة بمظهر النظام الظالم , ما يفقدها أي غطاء شرعي داخلي او خارجي , ما يجعله معرض لعزلة دولية وصعوبة في التعاون مع المؤسسات الدولية في شتى المجالات .
• توظيف وأستغلال المنظمات الأرهابية لتحقيق أهداف حرب الجيل الرابع – عندما تعجز الوسائل السلمية) مظاهرات أحتجاجات اعتصامات ) من تحقيق الأهداف المرسومة لها في خلخلة النظام في دولة معينة وعدم القدرة على أضعافها وتغيير ذلك النظام , فمن الممكن أن تستخدم المنظمات الأرهابية لتحقيق هذا الغرض تحت شعارات دينية وطائفية , ومن خلال الدعم المباشر وغير المباشرلها ,علما لايوجد أي تنظبم أرهابي بدون دعم ومساندة من قوى مختلفة منها دولية ومنها أقليمية ومنها منظمات وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية لها مصلحة في خلخلة النظام أوتغيره أو الضغط عليه في تلك الدولة .
• أن التنظيمات الأرهابية أصبحت أحدى وسائل الأستراتيجية الغير مباشرة التي تستخدمها الدول في حربها الغير معلنة على دول العدو , ان هذه التنظيمات ستجبرهذه الدول على أستخدام قواتها العسكرية للتخلص من تلك المنظمات الأرهابية في معركة طويلة تستنزف فيها القدرات العسكرية والأقتصادية .كما يحدث في العراق وسوريا وفي ليبيا وما يحدث في مصر بعد الربيع العربي . وغيرها من الدول المرشحة لمثل هذه العمليات . أن هدف هذه العمليات سيكون أضعاف الجيوش بحيث لاتكون قادرة على تحقيق الأهداف الرئيسية المرسومة وأستنزاف أقتصاد الدول حتى لاتقدر على تأمين متطلبات المواطنين .
• سوف تلعب القوى الكبرى وإسرائيل على نقاط الضعف فى الدول المستهدفة التى يمكن أن تسبب أكبر قدر من الخسائر البشرية , مع تعطيل أو شل الأقتصاد من خلال عدد من العوامل التالية :
• - استخدام الطقس والمناخ كسلاح فعال فى الحرب فيمكن عمل تغييرات مناخية فوق المدن الرئيسية فى الدول المستهدفة لتصبح جحيماً لا يطاق عند ارتفاع درجة الحرارة عن الحد المعروف ما يجعل استهلاك الكهرباء يزيد عن الحد المسموح مما يتسبب فى عجز محطات الكهرباء عن العمل نتيجة القصور فى إنشاء محطات جديدة.وسلاح الكمتريل (Chemtrail) ) الجديد الذي كتب عنه مؤخرا الدكتور هيثم الشيباني في مجلة كاردينيا الألكترونية هو خير دليل على ذلك. .
• استخدام سلاح الزلازل الصناعية التى يمكن إجراؤها عن طريق تفجيرات نووية أسفل الأرض.قرب الدول المستهدفة
• استخدام الإرهاب المنظم لضرب الموارد الرئيسية للدولة مثل السياحة والصناعة .
• استهداف محطات المياة الرئيسية لنشر الأمراض عن طريق شبكة مياة الشرب لضرب منظومة الصحة وإشغال الشعوب فى أوبئة جديدة .
• ذكراللواء (حسام سويلم) الخبير العسكري، في لقاء ببرنامج «من الآخر»، على قناة «روتانا مصرية» إن هناك برنامجين لحروب الجيل الخامس، منها البرنامج (الأمريكي) «هارب»، لاستخدام الأشعة الكهرومغناطيسي وقوة الصدمة في تغيير المناخ، والبرنامج الروسي «نقار الخشب»، ويستخدم لتطوير القنبلة الهيدروجينية إلى قنبلة نيترونية في حجم كوب المياه، وفاعليتها تكون أضعاف أضعاف القنبلة الهيدروجينية.
• ولفت (سويلم) : إلى وجود قنبلة من الجيل الخامس، تسمى «electronic bomb»، وهي قادرة على إفساد وإيقاف تشغيل جميع الأجهزة التي تعمل بالكهرباء في المنطقة المستهدفة، مشيرًا إلى استخدامها في حرب العراق (2003). للأطلاع على اللقاء شاهد you tube المشار أليه أدناه ) .
• وذكر «سويلم»، إن شبكة معلومات القوات الجوية الأمريكية، أوردت محاضرة ألقاها الكولونيل (دامزي هاوس)، قال فيها، «أن الولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام (2025) ستكون قادرة على التحكم بالطقس في أي مكان بالعالم عن طريق تكنولوجيا عسكرية غير نووية، وأنه تم تجربتها بنجاح عام (1996)، وذلك باطلاق خزانات ملحقة بطائرات نفاثة ".
• وتضمنت المحاضرة الإشارة إلى توصية البنتاجون لتطوير أسلحة التحكم في الطقس، تطلق الكوارث الطبيعية والإصطناعية وأعاصير وفيضانات، وإحداث جفاف يؤدي إلى مجاعات، مع توصية ببدء نشاط إعلامي موجة لقبول المواطن الأمريكي مثل هذة الإختراعات، مؤكدًا على أن أمريكا استخدمت تقنية «الكيمتريل» فعليا في حروبها بأفغانستان وكوسوفو والعراق، وكسلاح لمواجهة مشروعات كوريا الشمالية النووية.
• توظيف جميع عناصر القوة الشاملة للدولة بشكل متوازي بحيث تستهدف جمبع العناصر المقابلة في الدولة العدو أو المستهدفة ...هذا الدمج لم يكن معروفا فيما سبق بهذا الشكل , فالقوة العسكرية كانت هي رأس الرمح عند التخطيط العسكري لحرب معينة ضد عدو, وقد تتبعها الأساليب الأخرى أو تكون مساندة لها في مرحلة من مراحل تلك الحرب , أما في حرب الجيل الرابع فقد تكون وسائل هذه الحرب , من إرهاب إلى عنف وتفجيرات وأعمال تمرد وشغب واعتصامات واضطرابات واحتجاجات , ووسائل دعائية وشائعات وحروب ثقافية وقيمية ومعلوماتية ونفسية واستخدامها لكل الوسائل والأدوات والمنافذ الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية والمعنوية، هذه الوسائل جميها أو أغلبها قد تسبق الأستخدام الفعلي للقوة العسكرية والتي لو أستخدمت لاحقا فسيكون من السهولة حسم الأمر من خلال ما يعرف بالحروب الخاطفة أو الضربات المشرطية أو المجهرية بحيث لا تمنح الأولوية لهذه القوات .
تكتيكات حروب الجيل الرابع
• هناك العديد من التكتيكات المستخدمة في حروب الجيل الرابع، ويتوقف ذلك على طبيعة الحرب، إرهاب أو معلومات أو دعائية أو ثقافية أو غير ذلك، والأهداف المتوخاة وطبيعة دفاعات الخصم الذاتية.
• أحد أبرز هذه التكتيكات كشف عنه البروفيسور (ماكس مانوارينج) الأستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب بالجيش الأمريكي في ندوة بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي حين قال إن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز كان أول من أمر ضباطه أن يتعلموا «الجيل الرابع من الحرب غير المتماثلة»، وأن يطوروا عقيدتهم العسكرية للتعامل معها بحيث لا يكون الدفاع أو الهجوم عبر قوات نظامية كما كان في الماضي، وأشار إلى أن الهدف من هذه الحرب لا يكمن في تحطيم مؤسسة عسكرية أو القضاء على قدرة أمة بشكل عاجل، وإنما الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، ولكن بشكل مستمر ومتواصل يؤدى إلى إرغام العدو على تنفيذ إرادتك.
أضافة لما قاله (ماكس مانوارينج ) نجد أن هناك عدد أخر من المنظرين اللذين وضعوا أسس لهذه الحرب المتمثلة بالفوضى الخلاقة وما يتبعها ومن أبرزهم :
(ريتشارد بريل, ) (هو يهودي أميركي من رموز المحافظين الجدد، ومن مهندسي غزو العراق، شديد الإخلاص لإسرائيل، عميق العداوة للعرب، لقب بأمير الظلام، وضبط متلبسا بتسريب وثائق سرية إلى إسرائيل. كان متحمسا لغزو العراق وجاء على لسانه: إن الولايات المتحدة ستهاجم العراق حتى وإن فشل مفتشو الأمم المتحدة في العثور على أسلحة. وقال أيضا في اجتماع موسع حول الأمن العالمي، إن أي دليل من شاهد واحد على وجود برنامج أسلحة لدى صدام حسين يكفي لخوض هجوم عسكري على العراق.
(برنارد لويس) المستشرق (الأمريكي) الجنسية, (البريطاني) الأصل، اليهودي الديانة، الصهيوني الانتماء ,الذى وصل إلي (واشنطن) ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان .
وضع (برنارد لويس) مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وأوضح ذلك بالخرائط التى اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتى على اساسها يتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد (جيمي كارتر) (1977 – 1981) والذى قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود (سايكس بيكو) ليكون متسقا مع المصالح الصهيوأمريكية .
(ناثان شارليسكي) وهو منشق سوفيتي مهاجر الى أسرائيل . شغل منصبا وزاريا في حكومة شارون , وهو مؤلف كتاب "قضية الديموقراطية " .
كان (جورج بوش) متأثرا بعدد من الكتابات التي تؤسس للفكر السياسي المنظم للفوضى الخلاقة , اعترف بأن كتاب "قضية الديمقراطية" المشار أليه أنفا , يمثل الخريطة الجينية لرئاسته ، تتلخص رؤية (شارانسكي) باعتبار الإسلام حركة إرهابية لا تهدد إسرائيل فقط وإنما العالم الغربي بأكمله، ويرى أن استئصال الإرهاب لا يتم باستخدام القوة وتجفيف المنابع فقط وإنما بمعالجة الأسباب العميقة للإرهاب التي تنبع من سياسات الأنظمة العربية الاستبدادية والفاسدة وثقافة الكراهية التي تنشرها، ويتفق (شارانسكي) بهذا الطرح مع الأطروحة الشهيرة (لهنتنگتون) التي تنص على أن الإسلام عدو حضاري للغرب.
(وبيتر اكرمان) وهو المشرف على بيت الحرية الذي أصدر كتابا بعنوان كيف تظفر بالحرية ويضم هذا الكتاب (67) طريقة لقلب نظام الحكم وذلك بواسطة منظمات المجتمع المدني و(بيتر أكرمان) الذي يصفونه بأنه مخطط الحروب الناعمة ومهندس العصيان المدني والثورات البرتقالية, والوردية, والقرمزية.. وما يستجد من باقي الألوان !!
وغيرهم من منظري الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية اذ جميعهم يوصفون بأنهم مهندسوا المخطط (الاسرائيلي الامريكي) لتفتيت المنطقة واشعال الثورات والفتن فيها بهدف اضعافها وتقويض مقومات الدولة الوطنية فيها , تحقيقا لأمن أسرائيل أولا ومخططات الغرب ثانيا . وهذا ما حصل عبر المراحل التاريخية بدءا من الثورة العربية الكبرى عام (1916) وومروراً بمعاهدة (سايكس بيكو) من نفس العام , ومحاولات التيار القومي لتوحيد الأمة العربية في الخمسينات والستينات , وانتهاءً بمعاهدة الصلح مع اسرائيل عام (1979) ،والحرب العراقية الايرانية عام (1980) ، وغزو العراق عام (1990) م ومن ثم احتلال العراق عام (2003 ) , ذلك الاحتلال الذي أسهم وبشكل مباشربكافة التداعيات التي تشهدها في المنطقة العربية في وقتنا الراهن وما يلازمها من فوضى وعدم استقرار, وامام هذا التاريخ الطويل من النزعات والصراعات العربية والجهود الرامية الى تقويض مقومات الدولة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي العربي بحروب وصراعات طائفية وعرقية,تجسيداً فعلياً لفكرة الفوضى الخلاقة
• إذاً الغاية من الحرب كما ذكرنا آنفاً هي التحكم في العدو، والقاسم المشترك في كل هذا هو زعزعة الاستقرار، أما القوات المشاركة في تنفيذ هذا المخطط فليس كل عناصرها من الرجال ولكن بينهم نساء وأطفال مثلما شاهد الجميع في العاصمة المصرية القاهرة في فترات سابقة حين تم استخدام أطفال الشوارع لاستهداف قوات الجيش والشرطة وإحراق البنى التحتية وإشاعة الفوضى والذعر في شوارع العاصمة. وزعزعة الاستقرار، قد تكون أيضاً عبر وسائل "حميدة" ـ استخدام وصف حميدة في هذا الإطار ينطوي على قدر من التمويه والدهاء ـ إلى حد ما مثل أن ينفذها مواطنون من الدولة العدو.
• إيجاد دولة فاشلة وأول ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، إذاً المعادلة لها هدفان : هما الإكراه , ثم الدولة الفاشلة. ويتم ذلك عبر عمليات تنفذ ببطء وبهدوء كافٍ. سيكون هناك جزء من البلد لا تديره الدولة، فيتآكل مفهوم السيادة. (كما هو الحال في سوريا) أو أفغانستان , لكن لو لم تتحكم الدولة في كامل إقليمها فمن يتحكم فيه ؟ ستتحكم في هذه المناطق مجموعات غير تابعة للدولة، عنيفة ومحاربة وشريرة وهذا ما يخلق الدولة الفاشلة ، بعدها تستطيع أن تتدخل أنت وتتحكم في هذه الدولة , وينهي (ماكس) محاضرته بقوله «وإذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية وببطء مدروس، فسيستيقظ عدوك ميتاً ؟!».
• الفكرة في مجملها ليست جديدة، وقد تحدّث عنها قبل قرون المفكر الاستراتيجي الصيني (سون تسو) ، معتبراً أنه من غير المجدي الدخول في قتال ضد قوة عسكرية أقوى بالأسلحة المناظرة نفسها، وعليك أن تستخدم أسلوباً مختلفاً يستهدف وحدة المجتمع الذي أنتج القوة العسكرية. فبتحطيم التماسك الاجتماعي، سرعان ما تتفكك القوة العسكرية، فغاية الحرب غير المتناظرة تمزيق البنى الاجتماعية وتدميرها ولكن الجديد عند المحاضر الأمريكي هو أن دولاً كبيرة تملك قوة عسكرية متفوقة ومع ذلك لا تلجأ إلى شن الحروب التقليدية وتفضل استخدام الحروب غير المتماثلة. فالسلاح الرئيسي في هذا الإطار ليس قوة النيران، وإنما القدرات العقلية؛ والقدرات الذكية، فحائط برلين لم تسقطه الدبابات والمدفعية والطيران ولكن المارك الألماني، حسب قول (مانوارينج) .
• عدم اعتماد الجهات الفاعلة في هذه الحرب على وجود قيادة مركزية تدير فعالياتها , والعمل اللامركزي هو الطريقة التكتيكية التي تعمل بها لذلك نجد أن مقتل قادة هذه التنظيمات لا يقلل من خطورتها وعملها بل أنها تستمر بالعمل بقوة أكثر كما حدث بعد مقتل (الزرقاوي) و(أسامة بن لادن) و(ملا عمر) وخليفته الثاني والثالث .. وهذه التنظيمات لها القدرة على العمل بمجموعات صغيرة قد تأخذ تعليماتها من القيادة العليا او تعمل بموجب الخطوط العامة المرسومة لها . لذلك فهناك صعوبة بالغة بالقضاء النهائي على هذه التنظيمات .
• هناك ميزة نسبية لحروب الجيل الرابع أيضاً تكمن في استفادتها الهائلة من سرعة تنفيذ أي تكتيكات بشكل لا مركزي، وهذا واضح في الميليشيات المسلحة التي توفر فرصة وهامش مناورة كبيرة لعناصرها في تنفيذ الهجمات بحيث تكون هذه العناصر في أحيان كثيرة أكثر تفوقاً في مواجهة أي قوات رسمية تتقيد غالباً بالقانون وتخشى المساءلة والمحاسبة ولو بعد حين.
• أن أحد كوامن القوة في حروب الجيل الرابع أنها لا تتقيد بسيادة القانون، وتستخدمه عندما يكون في مصلحتها فقط؛ بمعنى توظيف القانون مثلاً للتشهير بالأعداء ولفت انتباه الرأي العام العالمي إلى خروقاتهم القانونية لرفع غطاء الشرعية المحلية والدولية عن الأنظمة الحاكمة. كما أن حروب الجيل الرابع تستخدم الأيديولوجيا عندما تكون في مصلحتها ولكنها تعتبر من لا يشاركونهم معتقداتهم أهدافاً مشروعة ضمن أعمال العنف التي تمارسها الحركات والتنظيمات المنخرطة في هذه الحروب. وهذه التنظيمات تخرق القوانين ولكن عندما يتم القبض عليهم يحاجّون بالمنظومة القانونية ذاتها التي يخرقونها ليل نهار.
ما العمل
• من الضروري أعادة النظر بالعقائد العسكرية وما يتبعها من نظريات وأستراتيجيات بضوء التجارب التي حدثت في أفغانستان والعرا ق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن وما خلفته من أرهاصات لأيجاد نظريات جديدة لمواجهة التهديدات الحالية وبما يؤثر على نوع وحجم القوات العسكرية وتسليحها وتدريبها .
• لقد اظهرت التجارب والخبرات في مقاتلة الأرهاب أن الوحدات القتالية الصغيرة المدربة تدريبا راقيا على قتال المدن والعصابات هي المهيئة أكثر لخوض هذه الحروب الغير متماثلة على ان يخدمها جهاز أستخباري كفوء جدا يمتلك أحدث التقنيات الألكترونية الحديثة من أجل الحصول على المعلومات مع القدرة على أختراق التنظيمات المعادية والتأثير المباشر وغير المباشر عليها , كما ينبغي عدم الأعتماد كليا على الجيوش النظامية في مقاتلة هذه التنظيمات لأن زجها في مثل هذه الحروب يقلل من كفائتها ويضعف من معنوياتها ومن مصداقيتها أضافة الى الأستنزاف الكبير لأقتصاد الدولة كما يؤدي الى أضعاف وتأكل قوة الردع التي لابد من وجودها لمواجهة كافة الأحتمالات الأخرى التي تهدد امن الوطن .
• أعتماد فكرة أو(نظرية الضد النوعي) في مواجهة هذه التنظيمات , المقصود بها هو مواجهة التنظيمات الأرهابية أو المزعزعة للأستقرار بأخرى من نفس النوع ومن نفس البيئة . .
• أو اختلاق نمط معين يكون مضادا في النوع، مماثلا في الشكل، لنمط آخر. ويستخدم هذا المفهوم غالبا لتحييد أنماط معينة من خلال اختلاق أضداد لها تماثلها في الشكل كأن يتم إيجاد حزب ما أو تيار لسحب البساط أو نزع الشرعية من تيار آخر مشابه له شكلا ومختلف مضمونا.
كما حدث في العراق من قبل الحكومة السابقة خلال الثمانينيات, عندما شكلت احزاب مضادة للحزبالديموقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي ,كما شكلت عشرات أفواج الدفاع الوطني من الأكراد لمقاتلة التنظيمات المخربة الكردية في شمال العراق , خلال عقود الثمانينات بشكل خاص وما قبلها , وكما حدث عندما قام الأمريكان بأيجاد تنظيم الصحوات من العرب السنة لقتال القاعدة في العراق , ثم تشكيل الحشد الشعبي لقتال تنظيم داعش خلال الفترة من عام (2015 – 2017) والذي أصبح لاحقا كجزء من القوات المسلحة العراقية , وكما حصل ويحصل في سوريا بأستخدام تشكيلات من مليشيات سورية وأقليمية لمقاتلة تنظيمات الثورة السورية والتنظيمات الأرهابية منذ عام (2011) ولحد الآن , وكما يحصل في أفغانستان . ان هذا المقترح رغم ما فيه من فوائد أنية ولكنه يحمل بنفس الوقت سلبيات كثيرة أن لم تتمكن الدولة من أستعادة سيطرتها على هذه التنظيمات بوقت مبكر بعد حسم المعركة مع الأرهاب وتفرض نفسها كدولة قوية .لأنها ستتحول الى قوة موزاية للقوات المسلحة النظامية , أن لم تكن أقوى منها .
• ضرورة وجود جهاز اعلامي كفوء قادر على مواجهة الأعلام المعادي من ناحية وتحصين المواطن تجاه الأفكار والنظريات المعادية التي تهدف الى خلخلة عقيدة المواطن بقيادته والتشكيك بها وهي نقطة الضعف التي تنفذ منها وسائل أعلام هذه الحرب .
• ان حماية أي بلد تجاه هذه الحرب لاتكمن بما تمتلكه من قطعات عسكرية ومن اسلحة متطورة وتكتيكات قتالية التي هي ضرورية ولكن المهم منها هي توفير الحصانة للبلد تجاه هذه الحروب .
• أن الحصانة المطلوبة لمواجهة هذا النوع من الحروب تكمن بالدرجة الأولى من الأهتمام بالمواطن من خلال تحقيق العدالة الأجتماعية ومعاملة المواطنين على السواء بغض النظر عن العقيدة والقومية والطائفة وغيرها وتحقيق الأمن المجتمعي مع توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين من كافة النواحي ...
• أن ضمان توفير هذه المتطلبات هي السلاح الأمثل لمواجهة تكتيكات الحرب الرابعة وغيرها التي تستهدف المواطن بشكل أساسي . لذلك لابد من مواجهت هذة الحروب بطريقة مبتكرة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لابد من انتهاج سياسة معلوماتية و تقنية جديدة في أمن المعلومات للمنشآت الحيويّة، مع مكافحة المواقع التي تحضّ على الإرهاب والكراهية أو التي توفر معلومات مساعدة على العمل الإرهابي، كما أنه يتوجب أن يتم تدريب المسؤولين عن مكافحة الإرهاب على استيعاب السياسات الأمنية الإلكترونيّة الدولية وان يكون هم أنفسهم مبتكرين من الناحية التكنولوجية.
• التركيز على المواجهة “الليّنة” مع الإرهاب عبر دحض أفكاره وعزله عن المجتمع، مع بثّ أفكار مضادة لما يروّج الإرهابيون له. كذلك تجدر الأشارة ألى إتاحة الفرصة أمام حريّة التعبير، مما يعزل الأفكار المتطرّفة ويمنع تضخيم حجمها وحجم المؤيدين لها، أي أن الفكر لابد من مواجهته بفكر, لأن الفكرة هي التي تحرك القوّة. و الاهم هو تغيير مدخلات ومخرجات التعليم، بهدف تخريج نوع جديد من المتعلمين القادرين على الفهم والتحليل، من خلال إطلاق الدولة للسياسة العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
• الشيء المهم جدا والذي يحقق الأمن والسلامة للمواطنين ويحميهم من مخاطر هذه الحروب , هي وجود نظام حكم عادل ونزيه يعتمد مبدأ المساواة بين جميع المواطنين بالحقوق والواجبات ويؤمن للمواطن العيش بكرامة , ويوفر للمواطنين أفضل الظروف للتعليم من اجل خلق جيل قادر على التعايش مع متطلبات هذا العصر في ظل قانون يضمن حقوق المواطن بالحرية والكرامة والعدالة الأجتماعية بغض النظر عن جنسه ودينه ومذهبه .
• هناك مثل قاله أحد الحكماء وهو (الشعب يستحق الحكومة التي تمثله) فكما يكون الشعب تكون حكومته .
الفريق الركن د
محمد عبد القادر الداغستاني
1. كتاب ( The Changing Face of War) الجيل الرابع من الحروب - (ويليام ليند)-
http://www.projocenter.com/Details.aspx?Id=71
2. الجيل الرابع من الحرب – أبعاد وانعكاسات
. د . ضياء الدين زاهر - المركز العربي للبحوث والدراسات - http://www.acrseg.org/21410
. د . ضياء الدين زاهر - المركز العربي للبحوث والدراسات - نفس المصدر السابق
. مجلة درع الوطن -
. نفس المصدر السابق
. البروفيسور "ماكْس مانْوارِنْج" الأستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية بالجيش الأمريكي وأحد أعمدة المخابرات العسكرية السابقين .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=368446 - الحوار المتمدن
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/2/24/%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-
. نفس المصدر السابق
. (الهيراركية-hirearchy) وهي السياسة التي تقف ضد حقوق الإنسان ا وضد المساواة , وهي السبب الأول للشعور بالأضطهاد
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=272626
. الزعيم التاريخي لنقابة "تضامن" البولندية ليش فاليسا، الذي كان رئيسا لبولندا في بداية التسعينات، بعد أن قاد حركة الاحتجاجات التي انتهت بسقوط النظام الشيوعي بزعامة شاوشيسكو في الثمانينات
أوتبور (بالصربية Отпор وبالعربية تعني المقاومة)، هي حركة قام بها شباب صربيا، تستعمل طريقة الكفاح غيرالعنيف كاستراتيجية لها. اعترف بدورها المهم و الناجح في إسقاط سلوبودان ميلوسيفيتش في أكتوبر من سنة 2000. - https://ar.wikipedia.org/wiki
. استخدم المشاركون في هذه الثورات المقاومة السلمية والاحتجاجات والمظاهرات مع استخدام وشاح ذو لون محدد أو زهرة كرمز. ومنها ثورة الورد (أو ثورة الزهور أو الثورة الوردية) في جورجيا والثورة البرتقالية أو ثورة البرتقال في أوكرانيا وثورة التوليب (أو ثورة السوسن أو ثورة الزنبق أو ثورة الأقحوان أو الثورة الزهرية) في قيرغيزيا. السياسية . وأطلق اسم ثورة الزعفران على تحرك المعارضة في بورما أو ميانمار عام 2007. وأطلق على أعمال الشغب في التبت عام 2008 اسم الثورة القرمزية.
. للأطلاع على التفاصيل التي تخص جين شارب راجع الرابط :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%8A%D9%86_%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A8
. للأطلاع على التفاصل راجع الرابط -
http://www.albayan.ae/opinions/diary/2014-03-11-1.2078253
. : أكاديمية التغيير -
http://www.assakina.com/center/files/49746.html#ixzz4nCF7gWd
. أ . د صبري فارس الهيتي – الفوضى الخلاقة والحرب الأستباقية – دار أمجد للنشر والتوزيع - عمان - 2016
. عبدالعزيز محمد قاسم -
http://www.al-sharq.com/news/details/417199 -
25/04/2016 02:40:53
. د/ غادة عامر- يونيو 12, 2016
http://alamrakamy.com/%EF%82%A7%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%84 /
. مصدر سبق ذكره -
http://www.nationshield.ae/home/details/files/%D8%A7%D9%84%D8
. ظهر الكيمتريل أول مره في عام 1996 , اذ تتكون تسميته من مقطعين اثنين: مواد كيماوية و الأثر, وهي اختصار للأثر الكيمياوي . وهي لا ترتبط بأشكال الرش الجوي الأخرى مثل مكافحة الحشرات و الاستمطار و الكتابة الدخانية في السماء و مكافحة الحرائق من الجو . كما ويشير المصطلح إلى وجود مسارات جوية, نتجت عن إطلاق مواد كيميائية من ارتفاعات عالية جدا , وهي مواد لا تتواجد في الدخان الذي تطلقه نفاثات الطائرات العادية. كما يدعي المؤيدون لهذه النظرية بأن الغرض من إطلاق المواد الكيميائية , يكون مفيدا لإدارة الإشعاع الشمسي , و السيطرة على نسبة السكان , و تعديل الطقس أو السلاح الكيميائي/البيولوجي أو وسيلة للاتصالات أو للتشويش في المجال العسكري .لكن المعارضين يعتقدون أنه يسبب آثارا سلبية على الجهاز التنفسي بالنسبة للأفراد وكوارث بيئيه لا حصر لها.
من الأهداف الرئيسية للمشروع , التحكم في المناخ لأغراض كبيره , والتي تكون مصحوبة بعواقب سلبية على السكان والنظام البيئي , بما في ذلك الاستخدام المشترك مع نظام برنامج الشفق النشط عالي التردد (هارب) , وقد أجريت تجارب أولية لهذا الغرض في بعض الولايات المتحدة في أعوام تسعينيات القرن الماضي , وهكذا حدد سلاح الجو الأمريكي منذ سنوات المشروع بأنه مراقبة المناخ وأنه سيحكم الطقس في2025 . د. هيثم الشيباني – مقال منشور على مجلة كاردينيا -
. للأطلاع على تفاصيل اللقاء يمكن مشاهدته على you tube -
https://www.youtube.com/watch?v=i806xVTbfB4
|: وليد عبد الوهاب - 06-09-2015 -
http://www.almasryalyoum.com/news/details/806309
. للأطلاع على ماقاله (ماكس مانوارينج ) يمكن الأطلاع على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=jgWD8ljMFQc
.
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/3/17/%D8%B1%D9%8A%D8
. http://revfacts.blogspot.com/2011/05/blog-post_3886.
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%AA%D8%A7%D9%86_%D
http://www.ahram.org.eg/NewsPrint/242637.aspx
. محمود محمد عبد القادر – بحث لدرجة الماجستير – مكانة التطرف في البنية الأيديولجية لتنظيم داعش .
http://elaph.com/Web/opinion/2010/11/610019.html
. http://alamrakamy.com
707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع