ماجد عبد الحميد كاظم
م/ قراءات في صحف عراقية قديمة
قضية الموصل
في عام 1925 كان الشغل الشاغل للامة العراقية هو " مسألة الموصل " حيث انه عند انتهاء العمليات العسكرية بين القوات البريطانية والقوات التركية كانت القوات التركية لازالت تسيطر على الاراضي من الشرقاط وحتى نهاية الحدود الادارية لولاية الموصل مع نركيا واجزاء اخرى من العراق في ديالى ، وقد تسبب هذا الامر في عرقلة مساعي العراق ودولة الاحتلال " بريطانيا " في الانتماء الى " عصبة الامم " بسبب ادعاء الاتراك بسيادتهم على تلك الاراضي ، ومع ان بريطانيا قد اجبرت تركيا على سحب قواتها من تلك الاماكن الا ان مطالبة تركيا بها استمرت، وكانت الصحف العراقية الصادرة في ذلك الوقت تبدي اهتماما كبيرا بهذا الموضوع فقد وجدت من المناسب اطلاع القارئ الكريم عليها وكمرحلة اولى اخترت ثلاث منها وهي
.
اولا - جريدة المفيد بالعدد 299 الصادر ببغداد يوم الخميس 15 كانون الثاني سنة 1925 الموافق 20 جمادى الاخرة سنة 1343الذي جاء فيه
" لجنة العصبة"
تصل اليوم على سيارات نرن لجنة عصبة الامم الموقرة وهي مؤلفة من خمسة عشر رجلا بينهم الاعضاء الثلاثة هم جناب الكونت تيلكي والبارون فايرسن والكولونيل جاكوب والفريق جواد باشا قائد الجيش التركي في ديار بكر وثلاثة من حاشيته والباقون كاتموا اسرار اللجنة وكلهم اوربيون.
وسنزل اعضاء اللجنة الثلاثة وكاتموا اسرارهم ضيوفا كراما في دار فخامة المندوب السامي واما جواد باشا ورفقاؤه فقد هيئ لهم قصر على دجلة للاقامةاللجنة في .وستزور اللجنة المحترمة المعاهد العلمية والاثرية كآثار بابل والمقير وكلية آل البيت وكلية الحقوق ودار المعلمين والكلية الاعظمية والمستشفى الملكي والسجن العام وغير ذلك، وسوف نوافي القراء بمنهاج زيارات اللجنة لهذه المعاهد وغيرها عندما نطلع عليه، وعلمنا ان ان اللجنة الكريمة سوف تمكث في العاصمة واطرافها عشرة ايام على الاكثر.
ثانيا - جريدة المفيد العدد 308 الصادر في بغداد يوم الاثنين 26 كانون الثاني سنة 1925 الموافق 1 رجب الفرد سنة 1343 والذي تضمن
تقرير حزب الامة
عن قضية الموصل
حضرات اعضاء لجنة الحدود الكرام :-
" مقدمة"
يتقدم حزب الامة قبل كل شيئ بالترحيب بضيوف العراق الكرام حضرات اعضاء لجنة الحدود ووفدين من قبل عصبة الامم المحترمة، الذين يعتقد الحزب بنزاهة ضمائرهم وباصالة رأيهم وباتباعهم سبل العدل والانصاف في تقرير حقوق الشعب العراقي الذي اصبح دمه في ذمتهم ونصب حكمهم العدل مع وثوقنا بنبالة مقاصد الاعضاء الكرام وجدارتهم بانجاز مهمتهم الشاقة تلك المهمة التي تتناول حياة شعب ابي كالشعب العراقي أو مماته، ومع اعتقاده بسعة اطلاعهم على حالات شعبنا السياسية والاجتماعية وميوله الشريفة ونزعاته الحرة، ورغبته في الحياة الحرة والاستقلال ، يرى الحزب ان من اقدس واجباته ان يلفت انظار اعضاء اللجنة المحترمين الى بعض امور جوهرية الضروري ابداء ملاحظات عامة مهمة عن القضية العربية الكبرى التي اولدت القضية العراقية التي انتخبتكم عصبة الامم لحل قسم من اقسامها المتشعبة ولما كانت القضية العراقية بصورة عامة مما يستدعي البحث الدقيق والتفكير العميق وتستلزم ايضاحا وافيا يفتقر الى تقرير ضافي الذيول فقد ارتأى الحزب ان يترك هذا الايضاح الى فرصة اخرى يصارح فيها عصبة الامم المبجلة ، وان يحصر بحثه الان في قضية " الموصل " وحدودها مؤيدا حقوق العراق فيها بأدلة لاتقبل التأويل والتفسير ، ولا بأس بايراد ملاحظات تمهيدية عن القضية العربية.
ملاحظات عامة عن القضية العربية
ان لتأليف الدول اساليب عديدة تختلف مع الزمان والمكان ، لقد كان الفتح والغصب او اتفاق العائلات المالكة من اكب العوامل لتأليف الدول في القرون السالفة كما ان التاريخ لازالت عباراته ناطقة بان دول كثيرة قد تألفت بعامل تقسيم العرش من قبل وارثيه، غير ان ان البشرية قد تقدمت في العصور المتأخرة كثيرا ةقد ساد في البشر ثلاث نظريات لتأليف الدول - 1 الحدود الطبيعية. -2- الموازنة السياسية 3 - القومية.
ان مؤتمر فينا عام 1815 قد لاحظ هذه النظريات الثلاث ، غير ان النظرية الثالثة هي نظرية القومية اصبحت اكثر شيوعا من غيرها واقرب لروح هذا العصر وقد دلتنا الحوادث التي انتجت وجود دول البلقان كرومانيه وصربية وبلغاريه واليونان على ان امد نظرية الفتح والغصب وتقسيم ورثة العرش لبلاد الى ممالك مستقلة قد مضى، وان نظرية القومية هي المعول عليها مع مراعاة النظريتين ، الحدود الطبيعية والموازنة السياسية وقد اكثر العاملين بها في هذا العصر تشعبا عجيبا ولا سيما بعد ان وضعت الحرب الكونية اوزارها وقد خسرت دول عديدة ولم يسلخ منه شبر واحد عدا الالزاس واللورين الافرنسية الي كانت تحت سيطرة الالمان والتي اضيفت الى فرنسا ، وبولونيا التي وحدت مع بولونيا النمساوية والروسية اخذت من الجرمنيين بعد انكسارهم الهائل في الحرب ولم تنفصل البلاد الانفة الذكر من جسد الامبراطورية الجرمنية الا لانها ضمت الى قوميات غير جرمنية واما الامبراطورية النمسوية القديمة فقد انقسمت وقامت على انقاضها دول جديدة مستندة على نظرية القومية.
واما تركيا فانها كانت تتألف من قوميات مختلفة اهمها الترك والعرب
وقد كانت انظار العرب منذ زمن بعيد متجهة نحو الاتفاق مع الامم الاوربية وبخاصة بريطانيا لتأليف الدولة العربية الكبرى برئاسة شريف مكة وكان الجدال قائما على قدم وساق من قبل زعماء الامة العربية ومنوريها وبين دولته المتبوعة وهي ( دولة تركية ) كما ان بريطانيا كانت تتقرب من زعماء الامة العربية وتبني سياستها في الشرق الادنى لتحقيق الغاية المذكورة وليس بخاف على المتتبعين لأمر القضية العربية ، تلك الضحايا الجمة التي قدمتها الامة العربية، وتلك الدماء الطاهرة التي سالت في وديان جزيرة العرب وربوعها، الامر الذي اسال دموع اساطين سياسة الغرب وبرق على ما انزلت على رأس هذه الامة الكريمة المحتد من المصائب والذي اضطر الاخيار فضلا عن زعمائها، الى ان يعطفوا على البقية الباقية منها وان يصبو سهام تقدمهم على المتجاوزين على كيانها القومي.
والحزب لايرى نفسه مضطرا لتعداد المجازر والمشانق التركية التي مات بها شهداء الامة العربية في سبيل الاستقلال والحكم الذاتي فأن نظرة واحدة الى اعمال الترك في العراق وسورية ابان الحرب العظمى تكفي لمعرفة كل ما اشرنا اليه.
ولما انشبت الحرب الكونية اظفارها اخذت الحكومة البريطانية على لسان مفوضها السر مكمهون ، يخابر زعيم العرب الشريف حسين بن علي طالبة منه دخول الحرب الى جانب الحلفاء والقيام بوجه الاتراك وقد قام الزعيم الجليل ونادى بالثورة العربية بعد ان اخذ المواثيق والعهود من الحكومة البريطانية التي ايدتها الحكومة الافرنسية فيما بعد والناطقة باعترافهما بأستقلال بلاد العرب اعترافا لايقبل التأويل وسندقق في قوة هذه العهود والمواثق في المذكرة التي سيرفعها هذا الحزب الى عصبة الامم المحترمة
ولقد تمكن العرب الذين قاموا يصول بهم زعيمهم في الايام الحرجة، ان يطردوا الاتراك من البلاد الحجازية كما انهم اضعفوا الجيوش التركية المرابطة في سورية وفلسطين وكان جيشهم الباسل اول من دخل الشام وحلب ولم يتقاعس العراقيون عن اداء الواجب القومي عن اخوانهم الذين حاربوا الغاصبين في الحجاز وسورية وفلسطين فقد تمردوا على الجيش التركي هذا الجيش المحارب للجيش البريطاني خاليا من العراقيين كما انهم قد ثاروا في الفرات الاوسط وطردوا الاتراك من بلادهم الامر الذي لم ير الجيش البريطاني العراقي لزوما ما لأن يطلق رصاصة واحدة لاحتلال الفرات الاوسط من الناصرية الى الفلوجة طولا ومن النجف الى بغداد عرضا كما ان شاطئ نهر الفرات ايضا لم تقع عليها حروب ذات اهمية وذلك بفضل ما قام به رجال العراق من الاعنال الحربية المعاكسة للجيش التركي في تلك الربوع. فالتمرد السلبي الذي قام به العراقيون ضد السلطة التركية في الخطة العراقية وما جاء به ابنائه من الاعمال الحربية عند تفيئهم ظل العلم العربي في سورية والحجاز وفلسطين كل هذه الامور مما حملت للعراقيين مكانة عظمى، ويدا طولى في انجاح القضية العربية واقامة دولتي الحجاز والعراق المستقلتين
فمن هذه الملاحظات يظهر جليا درجة نزوع الشعب العربي عامة، والعراق خاصة ، للحياة الحرة، والتمتع بالحكم الذاتي ، كما انها تثبت شدة نفورهم من الانصياع للحكم الغريب ايا كان او غيرهم. وان الشعب العراقي والذي جاد في سبيل استقلاله بأبطال بهاليل ودماء زكية وأموال طائلة والذي شهد من اعدائه الاتراك ضروب التقتيل وانواع التنكيل التعذيب لايدور في خلده لحظة من الزمان ان يرجع الى حضيرتهم المملوئة بالاعسافات مرة اخرى كما انه لايستكين لأي سلطة غريبة عنه مهما كانت صفتها، وانه مستعد ان يريق آخر قطرة من دماء ابنائه البررة في سبيل الدفاع عن بلاد العراق. وان دفاعه عن شبر واحد يريده الغرب لايقل عن الدفاع عن البلاد بأسرها اذا ما قام غريب لأغتصابها.
×××××××××××××××××××
ثالثا اما جريدة الاستقلال فقد تطرق الى الموضوع بعددها 655 الصادر في بغداد في 1 ربيع الاول سنة 1344 الموافق 21 ايلول سنة 1925 مقلا بعنوان ( نظرات في تقرير لجنة عصبة الامم ) جاء فيه
كلمة قاسية - نظرية الاستفتاء - حقوق العراق في الموصل من الجهات القومية والاقتصادية والعسكرية - مطالبة الاتراك لاتضر العراق وحده - تحديد اجل الانتداب وعلاقته بقضية الموصل - برقية مجلسنا النيابي - القضية الاثورية - نتيجة مفعمة بالحسرات .
1
هذا هو الضعيف ؛ تتكالب على حقوقهالاقوياء وتتطاحن حول اسلابه الصياديدية وهو بينهم مضطرب، اضطراب سفين في بحر خضم، هاجت عليها اعاصير هوج تارة تلطمها بصلد الصخور وطورا تغيبها في غيابة لجج البحر؛ فان تداركتها عناية ربانها ونوتيتها وكان الاخلاص والشفقة رائدهم فهي في مأمن والا كانت من
الغارقين
هذا هو الضعيف المضطرب، والحائر في امره، فان كان فيه رمق من الحياة ، ووشل من معين شرف النفس صارع الاقوياء ، واحتفظ باسلابه وان فقد كل مثير للنخوة فعليه العفاء
فليس من الغريب ان وجدنا تراث آلآباء والاجدادفي سوق سياسة العرب يتنازع عليه الاغراب واهله عنه في شغل شاغل وليس من العجيب ان رأينا العراق ممددا
على الطاولة الخضراء ، تعبث به سكاكين السياسة وتقطعه اربا مواضي الاهواء والمطامع العراق قعيد في سياسته الداخلية، وقعيد في سياسته الخارجية يظهرضعيفا بيننا في الحالتين ؛ كأن الدروس القاسية التي املتها عليه عبر الزمان لم تحرك من ابنائه ساكنا ولم تثر حوادث الشعوب المسنضعفة فيهم روح التضحية والنهوض، صمتوا في الخارج واستسلموا في الداخل وتركوا انفسهم في ارجوحة السياسة تهزها الارادة الاجنبية ذات اليمين وذات الشمال، حالة مؤلمة تذيب الفؤاد وتجمد الدم في العروق ولكن ما يفيد ألآلم وما يجير البكاء ؟
ضعفنا هو الذي جعل قضية الموصل ؛ قضية تركية - بريطانية ، لاقضية عراقية لها تأثير على حياة العراق، ولها المساس الكلي بحرية ابناءه وبشرفهم. اجل وبسببه ازدرت بنا تركية واقترحت طريقة الاستفتاء في البلاد المتنازع عليها، باعطاء الاهلين ورقتين على احدهما علم بريطاني وعلى الاخرى علم تركي للتعبير عن رغبتهم واما علم العراق، ذلك العلم الذي تخفق له قلوب المخلصين كلما خفق في الفضاء ذلك العلم الذي يعلو فيه تاريخ امة باسرها فقد ضاع بين هذين العلمين ويا لهفي عليه ! ...
ومن الملوم ؟ هذا سؤال ستجيب عليه ارواح شهداء النهضة العربية من اعلى عليين، وسيجيبه المستقبل بكل مافيه من ظلام دامس او نور ثاقب
بم نعدم نصيرا في قضيتنا الحقة، لنا بريطانيا القوية ومن وارئها مجلس عصبة الامم العتيد ولكن امن المرؤة ان يقبع صاحب الحق في بيته ويترك النضال عنه لغيره ، بان جهاد بريطانيا قد اثمر، وانصفنا المجلس لصالحنا فهل نستطيع ان نرفع الرأس مفاخرين بفوزنا المبين ؟ ولنفرض بالضد من ذلك وخسرنا جزء من بلادنا فهل يحق لنا ان ندين بريطانيا لعدم استطاعتها على محافظة حقوقنا ونرسل عليها شوطا من التقريع والتأنيب ؟ باي حق
لم تكن تركية لتحكم بضم الموصل اليها يوم كانت تعاني جراء الاحتلال وضربات الاستعمار ولكنها انتجت من نفسها قوة، وابصرت في صدور ابنائها ثورة ثم مدت بصرها الى العراق فوجدته مستسلما للمقادير منصرفا عن الغاية المقدسة لاهيا عن حقوقه فقالت اي والله انها لقمة سائغة يجب على التركي الشجاع ان يبتلعها هنيئا فارعدت وابرقت في الشرق والغرب واستطاعت بفضل جهادها ان تجعل لها نية حق في اعز جزء من وطننا لانها علمت بان في الحركة حياة وفي السكون الموت السرمدي
هذا هو الفرق يا صاح ! بين العامل والمكسال وبين المتطلب للحياة الحرة والمتطلب عيش الذل، هذا هو الفرق بين الحركة والسكون
×××××××××××××××××××
تمسكت الحكومة التركية بنظرية الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها بحجة ان اهلها يرغبون في الانضواء تحت علمها لانه لايسوغ تحويل السكان من حكومة الى اخرى بدون رضاهم وقد ذكرت ان شعوبا اوربية عديدة اعطيت لها الحرية الكاملة في تقرير مصيرها وتسائلت لماذا تكون معاملة الشعوب الشرقية مخالفة لمعاملة الشعوب الاوربية _ ثم اردفت قولها بعبارة ، وان كان لاقيمة مادية لها لكنها بلا ريب جرحت عواطف العراقيين جرحا بليغا اذ قال " ان خير طريقة لاجراء الاستفتاء هي اعطاء ورقتين لكل شخص مرسوم على احدهما العلم التركي وعلى الاخرى العلم البريطاني ويطلب منه ان يرمي في صندوق الانتخاب الورقة التي علم البلاد التي يفضلها" ( ص 14 ) من التقرير. وقد ناهت الحكومة البريطانية هذه وايدت اللجنة الاممية النظرية البريطانية واقرا باستحالة تطبيق نظرية الاستفتاءلانها
اولا - تتطلب هيئة ادارية محايدة تقوم بامر المنطقة خلال مدة الاستفتاء وهذا امر صعب
ثانيا - الحصول على قوة شرطة محايدة تحفظ النظام وتمنع سفك الدماء في المنطقة تذر أشر الجانبين الذين هم شاكو السلاح في كل وقت وهذا محال
ثالثا - ان اكثر الاهالي غير متعلمين وانهم يتبعون رؤساء قبائلهم واغتقارهم اليهم في عيشهم فلا يمكن اعتبار نتيجة الاستفتاء صحيحة وصادرة عن رغبات الاهلين وقد اشارت اللجنة على المجلس بناء على هذه الاسباب ان لايلتفت الى نظرية الحكومة التركية ( ص 11 من التقرير ) ) ولم تشأ اللجنة الاممية ان تحاج الحكومة التركية بسبب من اهم الاسباب المانعة لتطبيق نظرية الاستفتاء وذلك هو الشعور القومي الذي ابتدأت الشعوب ان تشعر به منذ بدأ القرن العشرين ، وقد يكون ذلك منها تعمدا وقد يكون خطأ على اننا نستطيع القول ان اللجنة الاممية تحسن التعبير في جدوى نظرية الاستقتاء التي تمسكت بها الحكومة التركية، ولقد ساد الشعور القومي في عصر العشرين وآمن باحقية كل انسان يخفق قلبه بحب بلده وتهنز روحه بذكرى مجد امته، ولقد اصبح المتساهلون في امر امتهم والمفرطون في حقها محتقرين من الرأي العام ايا كانوا لتشبع الناس بالروح القومية، وليس من المعقول ان يطلب المرء سيادة غير سيادة امته، وحكما غير حكم دولته في مثل هذه الايام، واذا قلنا ان افرنسيا يرضى ان يكون اسبيانيا او اسبانيا يرضى ان يكون ايطاليا وانكرنا العاطفة القومية وشدة تأثيرها على النفوس لخيل لنا انكم اما جاهلون او متجاهلون؛ فاذا كان كذلك فكان يجب على اللجنة ان تحقق امرا واحدا في قضية الاستفتاء يكفيها مؤنة تعبها وعنائها الشديدين
××××××××××××××××××××××××××××
صحف الانضول ومسألة الموصل
تنشر الصحف الصادرة في الانضول مقالات شديدة بشأن " مشكلة الموصل " المعروضة على بساط تلبحث اليوم في الجلسات التي تعقدها عصبة الامم في " جنيف " وتطالب فيه حكومتها باتخاذ جميع الوسائل الفعالة لاعادة هذه المدينة الى احضان الوطن التركي، وجاء في المقال الافتتاحي لجريدة " تورك ايلي الصادرة في ازمير " مقالا افتتاحيا قالت فيه - ان روح الاخلاص للوطن - تحتم علينا معشر الاتراك الدخول الى مدينة الموصل لانقاذ من فيها من مواطنينا فيما اذا لم توفق عصبة الامم لايجاد حل للمشكلة القائمة بيننا وبين بريطانيا حلا يرضي امانينا الوطنية
وجاء في انباء اخرى ان تركيا ستقترح على عصبة الامم بان تاخذ الموصل لقاء تنازلها عن " مقاطعة ديالى " مقابل ذلك
انتهى الاقتباس
اردت في هذه الاقتباسات من الصحف العراقية الصادرة عام 1925 وبشأن " قضيية الموصل " ان اطلع القارئ الكريم على الحراك الوطني والسياسي والكفاح الذي قام به الاجداد للحفاظ على استقلال العراق ووحدة اراضيه والمطامع الاجنبية فيه ، من حيث ان اننا نشهد هذه الايام نشاطات مشبوهة ومحاولات محلية واقليمية للنيل من استقلال العراق ووحدة اراضيه
وتقبلو تحياة معد " قراءات في صحف عراقية قديمة "
ماجد عبد الحميد كاظم
771 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع