علي عبد الكريم السعدي
"ما فوق الحب"
احببتها منذ نعومة اظافرها، لكني لم ابح في ذلك لعدة اسباب،اولها، الخجل ،ثانيها ، الفارق العلمي المدرسي،ثالثها، خلافات الاهل ،رابعها، تكوين صورة سلبية عني في مخيلتها بسبب القال والقيل وبسبب بعدي وانطوائي وانعزالي لا يستطيع الاخرين معرفة شخصي الحقيقي كما لا استطيع تبيان حقيقتي .
خامسها، احببتها حب نقي خالٍ من اي مصلحة من دون مقابل ، لم اطمح بشيء معها لا بزواج ولا اي شيء اخر ، حب خال من الانانية الى ابعد الحدود،لدرجة انني كنت و لا زلت لا اريدها ان تعلم بحبي لها، حبي لها ممزوج بخوف عليها ، فكل ما اتمناه ان اراها سعيدة الى الابد، لم اطمح بأي شيء معها ولا انتظر شيء منها، فحين اراها ينتابني ارتياح مفاجىء، و تغمرني سعادة غريبة ممزوجة بالسكينة والطمأنينة.
حبي لها اسميه بالحب المقدس للاسباب التي ذكرتها اعلاه،المعروف على الانسان اذا احبّ شخصا ما ، يتمنى إمتلاكه والتحكم به،امّا انا فبسبب حبي لها اشعر بالسعادة والارتياح حين اراها سعيدة اشعر بالسعادة حتى حين اراها سعيدة مع زوجها او شريكها،و ادعو بيني وبين نفسي ان تبقى سعيدة الى الابد،ربما البعض لا يصدق ما اكتب ويظنها مبالغة، لكنها حقيقة ،مجرد ان يمر اسمها في ذهني او اتذكر شكلها وتصرفاتها الطفولية اشعر بالسعادةِ والحنان تجاهها،احيانا احب احتظانها لكني اعرف ان هذا الامر شبه مستحيل ، اشعر ان حبي لها كحب الام لابنها وربما يفوق ذلك، حتى هذه الكلمات انا اكتبها الان ومتردد من كتابتها لانني كنت افضل ان لا اتطرق لهذا الموضوع ابدا،وسأبقى محافظاً عليه الى الممات، لم يعلم به احد ولا حتى هي،اُسمّيها شمس، لا اعرف السبب، لكني لا اناديها بأسم شمس وإنما بإسمها المتعارف عليه ،اشعر ان الاسم الذي يليق بها هو شمس لكني اجهل سبب هذا الشعور.
اُحبُّ برائتها ونقائها وعفويتها وكل ما يتعلق بها،
اُحبُّ مدينتها واقاربها وكل ما يخصها .
اجهل سبب حبي لها، كما اجهل سبب تسمية قلبي لها باسم شمس!
اذكر مقولة لجلال الدين الرومي يقول فيها :
اجمل ما في الحب انك تجهل سببه ، وان عرفت السبب زال الحب.
سأل حكيم شابا ذات مرة ،لماذا تاكل السمك؟
فردّ الشاب : لانني احب السمك.
فقال الحكيم : انت لم تحب السمك وانما تحب نفسك ، فتخرج السمكة من الماء وتطبخها وتاكلها لانها تعجبك انت.
وكذلك هو الحال نفسه مع ما يسمى بالحب،فيعجب شاب بفتاة ما ويتزوجها لإشباع رغباته الجسدية والوجدانية .
وهذا امر طبيعي ، هي الحياة تجري هكذا زواج وانجاب ثم اسرة ثم احفاد،لكن يوجد شيء اسمى من الحب ، خال من الانانية تماما، دون طموح بشيء دون مقابل، دون انتظار اي شيء، هو الشعور بالسعادة رغم الامك حين تعلم ان من تحبه سعيد. تحبه ولا تريده ان يعلم بذلك.
تخاف عليه من دون سبب كخوف الام على وليدها لكنك تكتم ذلك في اعماق قلبك ولا تتظاهر به امامه.
لمجرد انك تعلم بوجوده في هذه الحياة تُطمئنّ وتُسعَد بوجوده ،وان كان بعيد عنك مسافة.
علي عبد الكريم السعدي
1131 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع