سعاد عزيز
الحرية تقرع أبواب طهران
بعد أن تجاوز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کل الحدود المألوفة والمتوقعة في ممارساته القمعية التعسفية وبشکل خاص في ملء سجونه بکل متطلع للحرية في إيران وتماديه في تنفيذ أحکام الاعدامات بحيث بات قاب قوسين أو أدنى لکي يصبح الاول عالميا، رغم إننا إذا قمنا بمقارنة نسبة الاعدامات على عدد السکان، لوجدنا بناءا على ذلك إن إيران هي الاولى وليست الصين کما هو معروف، لکن الحقيقة التي يتجاهلها النظام ويتغاضى عنها، هي إن القمع والسجون والاعدامات، لم تتمکن من إسکات الشعب إرعابه بل إن الشعب الايراني وبعد 4 عقود من هذه الممارسات قد قام بإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي هزت النظام بقوة خصوصا وإنها لازالت مستمرة في صورة إحتجاجات متواصلة، بما يٶکد ويثبت إن الحرية لايمکن أبدا مصادرتها من أي شعب.
المجازر والاعدامات والممارسات القمعية الاخرى التي قام ويقوم بها النظام الايراني طوال العقود الاربعة الماضية بحق الشعب الايراني عموما وقواه الوطنية والثورية بشکل خاص ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي إرتکب النظام بحقها مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم خلالها وفي غضون ثلاثة أشهر أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار المنظمة، ناهيك عن ماقد إرتکبه بحقهم خارج إيران ولاسيما في العراق بلدان أروبا، ولکن لم تکن النتيجة کما کان النظام يريدها ويتمناها وانما على العکس من ذلك تماما.
الاوضاع الصعبة والقاسية التي يواجهها النظام الايراني في أعقاب إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، حيث إتضح للعالم حقيقة عمق العلاقة التي ربطت وتربط بين الشعب الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق، ذلك إن هذه الانتفاضة وکما إعترف المرشد الاعلى خامنئي، هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، تلك المنظمة التي ترى في الحرية المنطلق الاساسي في مبادئها الفکرية وإن أساس الخلاف الذي نشأ بينها وبين التيار الديني المتشدد في بدايات إنتصار الثورة الايرانية، کان بسبب رفض المنظمة لنظرية ولاية الفقيه حيث إعتبرتها إمتدادا للحکم الملکي الديکتاتوري ومجرد إستبدال التاج بالعمامة.
مانراه اليوم في إيران، وخصوصا بعد أن ساءت أوضاع النظام الايراني ووصل الى منعطف بالغ الخطورة بحيث صار يواجه أزمة خانقة تشمل کل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية أو بکلام مختصر إن النظام قد وصل الى طريق مسدود وإن الاحتجاجات المستمرة التي تٶججها معاقل الانتفاضة الى جانب النشاطات والفعاليات المختلفة لمنظمة مجاهدي خلق، کلها يمکن تشبيهها بالحرية التي باتت تقرع أبواب طهران بقوة ولايمکن لهذه الابواب أن تبقى مغلقة بوجه قضية هي سر الحياة والوجود.
695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع