سعاد عزيز
إجراء مطلوب تعميمه عربيا
بعد أن تجاوزت طهران الحدود والمقاييس في العملية الارهابية الاخيرة ضد تجمع للمعارضة الايرانية في باريس التي تم کشف أمرها من جانب المخابرات الالمانية والبلجيکية، مضافا إليها الدور والنشاط الإيراني غير المرحب به في بلدان المنطقة، فإن الاجراء السعودي ـ البحريني بتصنيف جهاز الحرس الثوري الايراني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني ضمن قائمة الارهاب الدولية، خطوة مناسبة جدا على الرغم من إنه جاء متأخرا، لکن من الانسب أن يتم تعميمه عربيا وحتى إسلاميا لوقف النشاطات والتحرکات الايرانية المشبوهة المتخطية للحدود.
الصمت والتجاهل العربي ازاء النشاطات والتحرکات المشبوهة الايرانية وبشکل خاص نشاطات الحرس الثوري الايراني والجنرال قاسم سليماني الذي يبدو وکأنه مقيم في بلدان المنطقة وليس في إيران، هذا الصمت والتجاهل تسبب بفسح مجالات لم تکن طهران تحلم بها لکي تلعب في الساحة العربية کما تريد وتقوم بإختراق الامن القومي لعدة بلدان کما يحلو لها وإن هذا الاجراء وفي حالة تعميمه عربيا سيضع قيودا وحواجزا قوية ومنيعة أمام النشاطات المشبوهة لطهران وتساهم في إفشال المخططات والنوايا السيئة ضد شعوب وبلدان المنطقة.
من المهم والمفيد جدا أن نلفت النظر هنا ونشير الى إنه وقبل الموقف السعودي ـ البحريني هذا، قد إرتفعت أصوات دولية تطالب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإيقاف نشاطاتها وتدخلاتها في بلدان المنطقة ناهيك عن الاجراءات الامريکية القاسية التي تم إتخاذها ضد هذا النظام، وإن على البلدان العربية أن تعلم بأنها ستبقى أهداف محتملة وتنتظر دورها على قائمة التدخلات الايراني، وإنه من الافضل بل وإنه لأمر ملح أن تبادر البلدان العربية الاخرى للإنضمام الى الموقف السعودي ـ البحريني لأن ذلك ضروري جدا بالنسبة لأمنها القومي قبل أي شئ آخر، لکن هناك ملاحظة مهمة لابد من ذکرها وهي إن هکذا خطوات ستصبح عملية وقوية في تأثيراتها لو إقترنت بالاعتراف بنضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير في إيران وبقناعتنا فإن فتح مکاتب للمقاومة الايرانية في البلدان العربية سيکون ومن دون أي شك تأثيره الإيجابي الفعال على تسريع عملية النضال ضد النظام الايراني لإسقاطه وتخليص الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم منه.
ملاحظة الدور والنشاطات التخريبية الايرانية في بلدان نظير العراق واليمن ولبنان وسوريا وکذلك المحاولات والمساعي الاخرى المشبوهة من أجل النيل من بلدان الخليج عموما والسعودية والبحرين بصورة خاصة، تعطي إنطباع کامل بأن هذا الدور والنشاط لايمکن أبدا أن يقف عند حدود هذه البلدان ولايتخطاها خصوصا وإن نظرية ولاية الفقيه التي يقوم على أساسها النظام الحاکم في إيران تٶمن بتصدير الثورة، أي التدخل في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة لکي يتم جعلها مهيأة لإستنساخ نظام ولاية الفقيه فيها ولاسيما وإن أذرع النظام الايراني من الاحزاب والميليشيات التابعة لها في هذه البلدان تقوم بالعمل بالوکالة وتسعى لتنفيذ کل المخططات الايرانية في هذه البلدان مع إعلانها عن إستعدادها للتحرك ضد بلدان بالمنطقة، وکل هذا يجعل من الضروري الاهتمام بهذا الاجراء وتطبيقه عربيا قبل أن تسوء الامور أکثر من اللازم.
891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع