أستمرار مسلسل السرقات الدينية في تركيا

                                            

                          آرا دمبكجيان

أستمرار مسلسل السرقات الدينية في تركيا

بدأت السلطات المحلية في قرية سيرينجه Sirince في إزمير بالتحقيق عن مصير القطع النقدية التي يرميها الزوار و الحجاج في حوض ماءٍ تحت قدمي تمثال للسيدة مريم العذراء في باحة كنيسة القديس يوحنا المعمدان.

      

و عادة رمي النقود في احواض المياه و النافورات قديمة في اوروبا، اذ ان الشخص الذي لديه أمنية و يريدها ان تتحقق يدير ظهره نحو الحوض و يرمي قطعة النقد المعدنية فيه بعد ان يغمض عينيه و يذكر امنيته في قرارة نفسه.
فاتحت ادارة النصب التذكارية و المعالم الأثرية في ازمير دائرة الضرائب المحلية عن نيتها في نصب أجهزة مراقبة داخلية مغلقة CCTV Closed-Circuit Television لرصد التحركات التي تقام في منطقة الحوض. أذ تطرح السلطات المحلية تساؤلاً عن هُوية الذين يجمعون القطع النقدية المعدنية من داخل حوض المياه الذي يقع في ارضٍ تملكه جهات دينية ضمن حدود الكنيسة. و لهذا فقد طلبت ادارة النصب التذكارية و المعالم الأثرية من دائرة الضرائب المحلية تقديم المساعدة لكشف هُويات جامعي القطع النقدية المجهولين. و في الوقت نفسه تساءلت ادارة النصب التذكارية و المعالم الأثرية من دائرة الضرائب عمّا اذا كان الشخص أو الأشخاص الذين يديرون أعمال الكنيسة يدفعون الضرائب للجهات المختصة و اذا كانت النقود المعدنية تُسجَّل كواردٍ في سجلات الضرائب.
أعتمدت السلطات في قرارها على وجود 1,5 مليون زائر محلي و سائح اجنبي يزورون تلك الكنيسة سنوياً و يرمي بعضهم، أنْ ليس جميعهم، النقود المعدنية في الحوض بغية تحقيق أمانيهم...و من البديهي أن أحدهم يجمع النقود و يتصرف بها.
صدَّقَ الكثيرون ان يوم 21 كانون الأول/ديسمبر سنة 2012 كان من المتوقع أن يكون نهاية العالم حسب تقويم شعب المايا Maya في امريكا الوسطى، و ظنّوا ان قرية سيرينجه بسكانها الـ 600 هو الملاذ الآمن من الكارثة المرتقبة، فغدت مركزاً لأستقطاب السياح من العالم.
و السؤال الذي يحيِّر السلطات المحلية:
من الذي يجمع القطع النقدية المعدنية؟
يقول "الخبراء" الذين قاموا بإجراء التحقيقات في القرية ان للسواح مَيلاً إيمانياً تجاه حوض الماء و تمثال السيدة مريم العذراء المُقام فوقه. و هذا ما يدفع الكثيرين منهم أن يُلقوا بقطع نقدية حتى من فئة 1 يورو و 2 يورو بصورة خاصة، فتتجمع كمية لا بأس بها من هذه القطع النقدية.

ذكرت السيدة يونكا سينكيل Yonca Sengel ، التي تُدير كافيتيريا صغيرة قرب الحوض، انها لم ترَ أو تسمع أحداً قام بالكشف على الموقع...ثم أضافت أن النقود التي تُجمع تُستخدَم لأعمال خيرية في القرية.
عندما تم الأتصال بالسيد جميل قره بايرام Cemil Karabayram رئيس دائرة النصب التذكارية و المعالم الأثرية في إزمير، أجاب: "أعتقد ان المسؤول عن الموقع هو الذي يتصرف بالحوض. لآ أعرف ما اذا كانت للنقود المتجمعة قيمة مالية كبيرة، لكنني أعرف ان هناك تحقيقا يجري حول الموضوع"، بعد ان رفض ان يعلِّق في بادئ الأمر.

عن جريدة "حرييت" التركية في 26 تشرين الأول/أوكتوبر 2018.
تحقيق كتبه سالم أوزون من إزمير.

ترجمه بتصرف
آرا دمبكجيان

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

879 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع