الدكتور عدنان يوسف رجيب
بحث جديد لعلاج السرطان
منذ عشرات (أو مئات) السنين، يعاني الناس من الإصابة بالسرطان. فهو يصيب
أعدادا من البشر،تقدر بالملايين سنويا، ويؤدي في أكثر الأحيان الى موت المصابين به. والسؤال الهام الذي يواجهنا جميعا، وهو:
هل السرطان هو صعب المراس وشديد القوة لهذا الحد الذي لا يمكن للأطبا والباحثين من إنهاؤه.
نلجأ إبتداء، الى الطريقة التي‘يعرف الباحثون والأطباء السرطان بها: إنهم يشيرون له بأنه: عبارة عن إنقسام خلوي غير منسق، عشوائي، بدون أنتظام. وحيث فيه تستمرالخلية على الإنقسام الى عدد غير محدود من المرات. وتبقى الخلية السرطانية في الحياة ولا تموت، فلا تسلك الخلية السرطانية سلوك خلايا الجسم الطبيعية. ويؤدي هذا الوضع الجديد، الى تشوه في عملية النمو للنسيج المصاب، ولذا يتم التأثير على طريقة عمل الجسم ككل، وقد تكون النتيجة هي موت الكائن المصاب بالسرطان.
ولهذا السبب يتوجه الأطباء والباحثون لمعالجة السرطان بمحاولة القضاء علية، لإعتبارهم إياه: كـ مرض وكـ عدو.
و وفقا لذلك، فإن طرق المعالجة التي يتبعها الأطباء في مداواة المصابين بالسرطان تتلخص، عموما، بالتالي:
Surgery Therapy وتكون عادة بقطع وقص الورم السرطاني, والمعالجة الكيمياءية Chemotherapy والمعالجة الذرية أو الإشعاعية Radiotherapy، والتداوي بالطرق البيولوجية Biological Therapy، و المعالجة بالهورمونات Hormone Therapy. وتم العمل بكل أو بعض هذه المعالجات لعشرات السنين.
لكن النتائج عادة ليست مسرة كثيرا، فالنسبة العالية هي من نصيب الذين يتوفون، ونسبة قليلة لأولئك الذين يمكن أن تكتب لهم الحياة بعد هذه المعالجات. وكل هذه الطرق العلاجية سببها إعتبار السرطان هو مرض وعدو، شديد وقوي المراس.
ولكني عملت‘ بحثا أعطى معلومات تختلف عن تلك التي في فكرة الباحثين والأطباء عن الخلية السرطانية. فتوصلت الى أن الخلية السرطانية هي ليست خلية تتكاثر بشكل غير متوازن وعشوائي، كما إنها لا تؤثر على الجسم بشكل سلبي.
فالخلية السرطانية ليست مرضا، ولا يجب إنهاؤها. فكرتي هذه حصلت بعد أن قمت‘ بتحليل جوهري أساسي لماهية السرطان، وتبين لي أن كنه السرطان يختلف كليا عما أوضحه الباحثون والأطباء، وعليه :
نشرت‘ بحثي، وكان بعنوان: Novel Strategy to Cure Cancer في المجلة العلميةCancer Research Journal في ينايرسنة 2015. وكان البحث في جوهره يبين:
إن السرطان عبارة عن ظاهرة لتأثير ميكانزم خاص، تكون غايته إصلاح الضرر الشديد والقاسي sever action الذي يصيب الجسم، حينما يكون جهاز المناعة (وقوى الجسم الأخرى) ضعيفة وقاصرة عن القضاء على ذلك الضرر.
لذا فالحكمة الطبية، (الصحية)، تكون بأن لا يتم بالتوجه مباشرة للقضاء على السرطان نفسه، بل في التوجه للقضاء على السبب الذي أوجد السرطان، دون المساس بالسرطان ابدا.
كان التحليل الذي أخذت‘ به يعتمد على أسباب علمية عملية عديدة، منها، إبتداء:
1- إن كثير من خلايا الجسم العادية تتعرض بشكل دائمي لأضرار شديدة، ما قد يؤدي لأصابتها بالسرطان. لكن هذه الخلايا نادرا ماتتحول الى خلايا سرطانية. وهذه النتيجة تكون بسبب أن الخلايا نفسها، (وجينات أساسية فيها)، تعالج الجينات المصابة وتطببها. وكذلك قد يتم العمل بإزالة الخلايا غير الطبيعية العادية، في النسيج المصاب (التي ممكن أن ‘تكون ضررا، فيما بعد).
2- هناك عامل شديد مؤثر قد يؤدي للإصابة بالسرطان لشخص معين، لكن هذا العامل نفسه لا يصيب شخصا آخر بالسرطان. فكما تبين بحثيا، أن الإصابة بالسرطان، تحصل من جراء إصابة جينات معينة في كروموسومات الخلية. و هذه الجينات، عادة، تكون هي المسؤولة عن السيطرة على العمليات الجوهرية في الخلية.
3- عند القيام بنشاطات لتقوية الجسم صحيا، كالغذاء الجيد والألعاب الرياضية، والتخلص من عاداة مضرة مثل التدخين
والكحولات، والإبتعاد عن التلوث الجوي، هنا يمكن أن يؤدي كل ذلك الى إضعاف أو حتى إنتهاء السرطان.
وبتحليل هذه النتائج، يمكن إستخلاص توجهات علمية واضحة يمكن ملاحظتها، وهي:
أ- إن السرطان لا يحصل مطلقا ما لم تكن هناك عوامل خارجية مضرة وسلبية (تسمى carcinogens) وهي التي بسببها يتكون السرطان، فهذه العوامل تقوم بالتأثير سلبيا على الجسم، ومن ثم يؤدي ذلك الى حصول السرطان، الذي يحصل بعد إصابة الجسم بذلك التأثير الشديد القاسي sever action . ولذا فلا يعتبر السرطان نفسه هو العامل الذي يدمر أو يشوه الخلايا، في النسيج.
ب - بالرغم من تعرض خلايا الجسم الى ما قد يسبب لها السرطان (أي carcinogen)، لكن حصول السرطان هذا، قد يكون مؤقتا، transient وزائلا، وذلك حينما يكون جهاز المناعة وقوى الجسم الأخرى متينة، فتكون الصحة العامة جيدة. وهنا ممكن أن تنتهي الخطورة dangerous عن الخلايا.
ج- إن عملية وجود السرطان سوف لا تحصل في الجسم ما لم تكون التأثيرات الخارجية الشديدة sever actions تتوجه لتصيب العوامل الفاعلة الحيوية للخلايا، تلك التي تسيطر عليها الجينات الخاصة، وكذلك في حالة ضعف جهاز المناعة.
ولهذا، فإن ضعف جهاز المناعة، وقوى الجسم الأخرى، مع وجود التأثيرات الخارجية الشديدة، سيعني هذا خسارة كبيرة للجسم (أو للنسيج الخلوي المعني).
هذا الوضع الحرج جدا، سيحفزعلى إنبثاق وظهور ميكانزم خاص في خلايا النسيج المتاثر. وغاية هذا الميكانزم هو العمل على إعادة نشاط خلايا النسيج وإسترداد قوته، ولمنع إنهياره، (وهنا يعوض هذا الميكانزم عن جهاز المناعة الضعيف).
ولهذا، فـ بسبب التأثيرات الشديدة السلبية على نسيج معين، فإن أهم فاعلية لهذا الميكانزم هو العمل على إبقاء النسيج حيا وفاعلا. فيكون ذلك بالعمل على التعويض عن كلا من: نقص الخلايا المنهارة، والخلايا الميتة، بإيجاد خلايا قوية و نشيطة.
والخطوة الأولى لهذه العملية التي ينجزها هذا الميكانزم ، تكون بالعمل لتنشيط وتقوية جينات خاصة، في الخلايا، للحصول على تأثير مشابه لأنزيم التيلوميرس enzyme telomerase. فإن إن هذا الأنزيم يعمل، عادة، على زيادة طول التيلومير telomere، الموجود عند طرفي جزيئة الـDNA في الخلية (بسبب إن التيلوميرعادة ينقص طوله في كل عملية إنقسام في جزيئة الـ DNA).
ولذلك، فمن خلال نشاط هذا الميكانزم، يتم الحصول على خلايا من نوعية جديدة، (في النسيج المتأثر بالعوامل الشديدة القاسية). و تختلف، هذه الخلايا الجديدة، عن الخلايا الجمسية somatic cellsالعادية للجسم عموما. ولكون هذه الخلايا الجديدة، بهذه الصفات، فهو السبب في أن نسميها بالخلايا السرطانية، والميكانزم الذي كونها، هو السرطان !
فعملية زيادة طول التيلومير لجزيئة الـ DNA في الخلية تعتبر نشاط حيوي للخلية عموما، حيث إنه يقوى المظهر التركيبي لجزيئة الـ DNA.
لذلك تكون غاية هذه العملية، التي يقوم بها السرطان، (الميكانزم الخاص)، هي لتمتين وتنشيط فاعلية الخلايا في النسيج المتأثر بالعوامل السلبية المضرة، (carcinogen). فيعيد السرطان، بذلك، بناء كيان النسيج الضعيف، وبالتالي يستطيع هذا النسيج القيام بأفعاله الحيوية الجيدة كالسابق. وهنا يتضح، ان هذا النشاط للسرطان، هو على الضد، تماما، من نشاط العوامل السلبية المضرة (carcinogen) والتي تعمل على الضرر في تهديم النسيج، (ومن ثم إتلاف الجسم).
وهنا لا بد من المقارنة لطبيعة الخلايا السرطانية مع الخلايا الجنسية (الحيامن والبويضات)، فنجد إن هناك تشابه، وهو إن الخلايا الجنسية تحصل فيها زيادة لطول التيلومير في الـ DNA ، في كل عملية إنقسام لجزيئة الـ DNA لتكوين الخلايا الجنسية الجديدة. وهذا التشابه الهام، (والأساسي)، هو لصالح أهمية خلايا السرطان. فالبناء، العام، هو نفسه بين هذين النوعين من الخلايا، (الجنسية والسرطانية).
وكما هو معروف، فإن الخلايا الجنسية هي خلايا من نوع خاص وهي أساسية وهامة جدا في توليد الحياة، وإقامة الأجيال، وبدونها يتوقف حصول وتوالد كائن معين (الإنسان والحيوان والنبات).
ان إنزيم telomerase هو الذي ينشط الخلايا الجنسسية (والخلايا الجذعية stem cells) حيث يزيد من طول التيلوميرعند طرفي جزيئة الـ DNA، في كل عملية إنقسام لهذه الجزيئة. ولذا فإن هذه العملية لأستطالة التيلومير في الخلايا الجنسية هي عملية جوهرية واساسية.
وبالمقابل، يكون نشاط وعمل ميكانزم السرطان في الخلايا السرطانية هو مشابها (نفسه) لذلك الذي يقوم به enzyme telomerase في نشاطه مع الخلايا الجنسية، وهو النشاط الأهم في الجسم.
وكذلك فإن ميكانزم السرطان يقوم، أيضا، بنشاط هام جدا، وهو لبناء وتقوية خلايا الأنسجة المتهدمة والمضمحلة، لتنشيطها وإحياءها، وهذا العمل هو على الضد تماما مما يقوم به الـ carcinogen السلبي والضار لإضعاف الجسم.
وبذا يكون، منطقيا وعلميا، أن يتم إحتساب ميكانزم السرطان، وخلايا السرطان، في إنها تعمل لفائدة الجسم، وأنسجته. وبذلك لا يمكن إعتبار السرطان عدوا للجسم، وهو ليس مرضا أبدا (كونه يعمل على الضد تماما مما تقوم به الأمراض). فميكانزم السرطان، وخلايا السرطان، هي لمصلحة وتقوية الجسم.
لذا فالسرطان، إذن، هو مفيد وصديق للجسم، وأنا دعوته هكذا كذلك.
عليه، حسب ميكانزم السرطان، فإن الخلايا السرطانية ستستمر على الإنقسام، طالما إن التيلومير فيها لا ينقص طوله في كل عملية إنقسام لجزيئة الـ DNA. وهكذا فإن الخلية السرطانية (بيولوجيا)، لا تموت، طالما إن التيلومير لا يصل مقداره للطول الحرج، حيث إن هذا الطول الحرج Critical Length للتيلومير هو طول معين ، قصير نسبيا.
عليه، فأنه حسب طبيعة نشاط الخلية السرطانية، (التي لا تموت)، سيحصل في النسيج المصاب بالسرطان تراكم خلوي مستمر، لعدم موت هذه الخلايا السرطانية (بينما لا يحصل هذا عادة للخلايا الجسمية الطبيعية).
وهنا سيحصل ما ندعوه بالورم السرطاني tumour. وهذا الورم، سيسبب تأثيرا سلبيا في النسيج المعين. وحصول التراكم الخلوي، الذي سيكون الورم السرطاني، يعتبر ناتج عرضي لعمليات السرطان (النافعة، أصلا، للنسيج المعين). لكن وجود وتراكم هذا الورم السرطاني قد يؤدي الى موت المصاب، حيث يمكن أن يسد هذا الورم المنافذ الداخلية لنشاط ولمرور العلميات الطبيعية، (الأيضية وغيرها)، داخل النسيج و الجسم.
الان، طالما تم معرفة السبب الأساسي البيولوجي لحصول السرطان، وكذلك من حقيقة كونه مفيدا وليس مرضا ولاعدوا للجسم، لذا يتوجب أن تكون المعالجة معتمدة تماما في ضوء معرفة كنه و جوهر السرطان.
وكذلك، من جانب آخر، تبين الحقيقة إن أي تأثير شديد وقاس sever action على الجسم، (أو على نسيج معين)، ممكن أن تكون نتيجته حصول السرطان، حتى في مواضع الجسم التي لم تكن أصلا مصابة بالسرطان.
إذن يتوجب أن تكون المعالجة الطبية، للسرطان، بعيدة عن أي تأثير لعوامل شديدة قاسية.
نعود لنبين بإن، هناك أسبابا عامة، (تعتبر شديدة وقاسية) قد تؤدي الى حصول السرطان، ومنها:
التعرض الى الإشعاع، وإلى فترة طويلة لأشعاع الشمس Expose to radiation and the sunlight التدخين Tobacco use تأثيرات كيميائية عامةChemical effects تلوث بيئي Environment pollution وغيرها.
وإن الطرق العامة، (التقليدية)، للمعالجة التي يتم الآن تطبيقها من قبل الأطباء والباحثين، هي طرق تكون بنفسها عوامل لخلق السرطان عند شخص ليس عنده سرطان أصلا، وهذه الطرق، (التي تم ذكرها سابقا) هي:
الجراحية Surgery Therapy والكيمياءية Chemotherapy والذرية أو الإشعاعية Radiotherapy ، و البيولوجية Biological Therapy و المعالجة بالهورمونات . Hormone Therapy
وكل هذه الطرق العلاجية تعتبر شديدة وقاسية، sever actions ، لذا لا يمكن التوقع في أن يحصل شفاء من جراء المعالجة بها. بل الذي يحصل فعلا هو تشديد الأصابة السرطانية. وقد يحصل احيانا فترات من الراحة من وجود السرطان. لكن تأثير السرطان سرعان ما يعود، بسبب كون إن المعالجة، (التقليدية هذه)، كانت في الإتجاه الخطأ، فهي مضرة وليست حاسمة ومفيدة. وكل ذلك بسبب تخلف في معرفة الأساس الجوهري لحصول السرطان، والذي عليه يتم الخطأ في المعالجة.
إقتراحات معالجة السرطان:
وتم إقتراح المعالجة، هنا، بناء على تحليل لجوهر أسباب حصول السرطان، وهي:
1- الإبتعاد تماما عن التوجه للخلايا السرطانية لمعالجتها بشكل مباشر، بل ترك الخلايا السرطانية، وكأنها ليست موجودة.
2- معرفة، الطبيب، التامة للتأريخ المرضي للشخص المصاب. أي معرفة جميع الأمراض التي جابهها المريض سابقا قبل حصول السرطان، سواء تلك الأمراض التي تم معالجتها تماما، أوتلك التي لم يتم علاجها بعد.
3- التركيز على معالجة كل تلك الأمراض السابقة، زمينا، لحصول السرطان، معالجة تامة.
4- معالجة المنطقة المحيطة بالخلايا السرطانية، دون التعرض، مطلقا، للخلايا السرطانية نفسها.
5- يجب أن تكون طريقة التداوي والمعالجة للأمراض السابقة بشكل شامل كلي، (دون ترك أي مرض أو إصابة سابقة دون تداوي). ويتم هذا التداوي بـ :
أ- إستخدام أبسط الأدوات والألات والمواد، حين اللجوء للمعالجة بالأدوات الجراجية أو بالمواد الكيميائية:
ب – إن لا يتم إستخدام أي وسيلة إشعاعية أو ذرية، أو كيميائيات شديدة التأثير.
6- إقتراح بإستخدام مجالات مغناطيسية لتتعرض لها الخلايا السرطانية، حيث إن تأثير الحث المغناطيسي، يمكن أن يعمل على إنقاص طول التيلومير في جزيئة الـ DNA عند عمليات الإنقسام للخلايا المصابة بالسرطان.
الإستنتاج:
السبب الأساسي لحصول وهجوم السرطان على الخلايا، هو للقضاء على التأثيرات الشديدة القاسية sever actions، التي تعمل سلبيا ضد العوامل الأساسية المحركة الجينية في الخلية. وهذا الأمر مهم معرفته، لأنه يتعلق بتفهم طريقة العلاج، التي يجب أن لا تعتبر السرطان مرضا ولا عدوا.
الطريقة الناجحة لعلاج السرطان هي بطريقة المعالجة الشاملة الكلية، لأي مرض سابق عند المصاب (أي معالجة الأسباب التي حصل السرطان بسببها)، والإبتعاد تماما عن المساس بالخلايا السرطانية نفسها.
المعالجة بالطرق الحالية التقليدية، هو خطر، ولا يعالج السرطان، بل يركزه، ويجعل الجسم الصحيح مصابا بالسرطان.
ويظهر أن هذه الطرق التقليدية والطرق التجريبية عامة، ستكون ضياعا للوقت والجهد والمال، بسبب إنها لا تعتمد على التبحروالتحليل الواضح في جوهر وأساس السبب الذي يؤدي الى حصول السرطان.
اضافات عامة:
بعد أن تم نشر هذا البحث عن السرطان، تم دعوتي لكثير من المؤتمرات العالمية لألقائه أمام المؤتمرين. حضرت لحد الأن ثلاثة مؤتمرات، كان أخرها في لشبونة – البرتغال في تموز 2017، وقبلها حضور مؤتمرين كبيرين في لندن. وكنت في كل هذه المؤتمرات أحظى بالتقييم والتشجيع على هذا البحث، الذي يعتبره الباحثون إنه جديد وهام، ويوعدون بتطويره.
لكن الصعوبة هي أن هذا البحث يختلف في توجهه الأساسي، (والجوهري)، عن طريقة البحوث السابقة التقليدية منذ عشرات السنين. لذا سيحتاج هذا البحث الى فترة زمنية لكي يستوعب الباحثون، (الذين يعملون بالطرق التقليدية السابقة لمعالجة السرطان)، في تغيير طريقتهم السابقة، تلك، وان ياخذوا بما يتضمنه هذا البحث الجديد في نوعية معالجته.
وتجدر الأشارة، هنا، الى إن أبحاثا جديدة، وقريبة زمنيا، والتي لها طريقة معالجة مختلفة عن الطرق التقليدية المعتادة، لكنها، في جوهرها، تبقى تعتمد على نفس الأسر (القابض) في إعتبار إن السرطان هو مرضا وعدوا، ويجب القضاء عليه وفق ذلك.
ومن هذه الأبحاث، كان قبل بضعة سنوات، حيث قامت بها مجموعات بحثية فرنسية، تتوجه في بحثها الى إتباع طرق تجويع الخلايا السرطانية، في منع المواد الغذائية التي يتغذى عليها السرطان، مثل السكر، من أجل القضاء على السرطان، (هكذا يقترح هؤلاء الباحثون). وقاموا بتجاربهم، لكن النتيجة لم تعط آثارا أيجابية.
وإقترح باحثون صينيون، (بعد فترة قصيرة من أقتراح الباحثين الفرنسيين)، في أن يقوموا ببحوث تهدف الى عملية تجميد الخلايا السرطانية، وبالتالي التخلص منها. وهذه الطريقة لم تعط نتيجة إيجابية كذلك.
وهناك باحثون آخرون، في الفترة القريبة الماضية، جربوا إستخدام موادا عشبية شتى، لمحاولة علاج السرطان. وحللوا وإختبروا كثيرا في مختبراتهم ، لكن كذلك لم تحصل إي نتيجة إيجابية.
وبالتالي فإن لا الطرق التقليدية السابقة ولا الطرق المقترحة الجديدة قد أعطت مردودا أو نتيجة إيجابية لإنهاء السرطان. وبدون معرفة علمية واعية لجوهر سبب حصول السرطان، فإن المحاولات القديمة والجديدة ستكون كلها ضياع للجهود والمال بدون طائل.
وسنكون سعداء ومسرورين لو تم التوجه للعلاج بالطرق العلميىة الناجعة والناجحة لمعالجة السرطان، وبالتالي نعمل على إنقاذ عشرات الملايين من البشر الذين يموتون سنويا، لكي يعيش هؤلاء بشكل طبيعي مثل الناس الأخرين.
الدكتور عدنان يوسف رجيب The London College
536 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع