أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد ِ*

 

مثنى عبيدة

أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد ِ* 

  على  مقاعد ِ الدرس ِ نجلس ُ كلينا   

نـَتعلم ُ لغة ُ الضاد ِ وما ينفع ُ فكرينا

نلعب ُ والتراب َ  أعلى   قامتينا  

أمي  أمه   تَسبقان ِ مقدمينا  

بِغداءٍ يسد ُ جوع َ معدتينا  

ننام ُ الظهر َ أو نلقىَ حسابينا  

إلى  دِجلة َ تهفو  بالعصر ِ روحينا  

موج ُ  مياهـُها  يغسل ُ بالطهر ِ قدمينا  

الخضرة  َ والباسقات ُ  تـُظلل ُ جسدينا

آباءُنا يِضحكون َ على قصصينا  

لا نملك ُ إلا الحكايات ُ تسلي وقتينا  

أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد ِ  

النسوة َ يتجمعن َ  عند َ عتبة َ دارينا  

يتحدثن َ وشاي ُ الهيل ِ رائحته ُ  تضرب ُ  أنفينا

كعك ُ السمسم ِ وأبو الدهن ِ  نأكُله  بيدينا

نركض ُلماء ِ الزير ِ بالظل ِ به ارتوينا

البطيخ ُ و( الرگي )*  تحته  تـُنظرُ  له  عينينا  

في (الحوش )*  فرشت  أختي  فراشينا

تناديه أمه ..  دعيه تـُجيبُها أمي فهي أمينا  

بـِيوتنا  مفتوحة ُ للغريب ِ فكيف َ بـِولدينا ؟؟  

البرياني  * الدولمة * تطبخاها أختينا  

الخبز ُ في  صواني  نحمله ُ فوق َ رأسينا  

على  أهل ِ المحلة َ نـُوزعه وصديقينا

جورج .. عمر .. علي .. يلحقون َ صحنينا  

طائرة ُ الورق ِ تـَحمل ُ حلمينا  

عند َ الغروب ِ القمر ُ يَشبك ُ طائرتينا

أبي  وأبوه  بالمقاهي  أخوة ٌ مثلينا

سعادة ٌ هناءٌ براءة ٌ ضِحكتينا  

الباب ُ مفتوح ٌ أَمناً وأمانٌ ُ حياتينا  

طيبة ٌ محبة ٌ تشع ُ  بالدنيا وعالمينا  

أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد ِ  

ذات َ  مساءٍ  دوت  صرخة ٌ من  بيتينا  

مات َ أبي  وصديقي   يـَمسح ُ دمعينا  

أنا  وأخوتي  لم  نـُتركَ  وحدينا  

الكل ُ تارك ٌ بيته ُ لينام َ حوَلينا  

كبرِنا  سوية  ً ولم  نزل  على  عهدينا  

أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد ِمشينا  

بالحزن ِ  والفرح  ِ سقينا  

تـُرابـُها وكم لأجلها فدينا  

تـَوسعت  دائرة ُ إلاحبة َ وبقينا  

نبوح ُ لِبعضَنا  بسر ِ قلبينا  

نسير ُ.. نسد ُ.. نحمي ظهرينا  

حين كانت أرواحنا على راحتينا  

حتى ... تفرقنا ... وما درينا  

إنا لن  نحضر َ عُرسينا  

بعِدت َ ... وضعت َ ... وأضَعت َ عمرينا  

إن الفراق ِ أخ َ العمر ِ لهيب ٌ به اكتوينا  

أحقاً رحلت َ ولن تتكحل ُ برؤيتنا عينينا  

يوم َ جاءني نعيُك َ بكيت ُ أعواماً مضينا  

أبكي   وأبكي   وأُبكي  الصخر َ وأهلينا  

أنت َ للقبر ِ سائرٌ وأنا أحتضن ُ نعشينا
   
أُخوّةٌ بشعار ِ الوَرْد  

في كهولتي  أقلب ُ صُورنا و ذكريات ُ  مشوارينا  

أبني يمسح ُ دموعاً أَهِـلُّها على أيامنا وعلينا  

إنه سمِيـُّكَ نـَطقت باسمه ِ يوماً شفتينا  

ليبقى ذكرك ُ حياً حتى بعد َ موتينا  

هكذا أُخٌـوَّتـُنا منذ ُ التقينا  

بشعار ِ الورد ِ سَقينها حتى  انتهينا



مهداة إلى كل أخٍ وصديقٍ فقدَ أعزَ إخوتهُ وأصدقاءهُ يومَ كانت الصداقة تعني الحياة .  

* شعار الورد / تعبير أستخدمه الشاعر الرائع محمد رحيمة الطائي في أحد قصائده وهي قصيدة ( محتاج ) يصفُ حالة الإخوة سابقاً وحالها ألان.

للشاعر والصديق الطائي تحية واحترام وأرجو معذرته لهذه الاستعارة الأدبية .

 

**** (الرگي ، الحوش ، كعك أبو السمسم وأبو الدهن ، البرياني ،الدولمة ) مسميات عراقية يعرف معانيها ووقعها كل أهل العراق الاصلاء ومحبيهم .

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع