عبدالكريم الحسيني
عرف العراق على انه اول حضاره للانسان على سطح الارض ومنذ اكثر من سبعة الاف سنه وكان موطنا للحضارات الانسانيه مثل السومريه والاكديه والبابليه والآشوريه والتي قدمت للبشريه خدمات جليله في جميع المجلات من حقول المعرفه والاداب والعلوم والعمران ..
يعرف بعض المؤرخين اسم العراق انه يعني الارض التي تقترب من البحر وفيها الشجر والنخيل وفي ارضها السبخ وتشمل التسميه عبادان ويعزوا آخرين التسميه الى كلمة من العراق القديم واصلها ( ارك ) وتعني الزرع واي كان المعنى فهي الارض التي عاشت بها اولى الحضارات في التاريخ ويروى عن العرب ان العراق سمي عراقا لانه اقترب من البحر وقال آخرون انه الطير والعراق جمع عرقه وهي نوع من الطيور ويقال انه سمي عراقا لانه اسفل من نجد واقترب من البحر ..
يقول احد الشعراء البابلين عن بابل بعد خرابها على يد الفرس
ايها الرب , انانا , لقد دمرت المدينه كقطع من الخزف المهشمه
ملىء اهلوها جنباتها هدمت اسوارها وناح الناس
ناحوا عند البوابات العاليه حيث كانوا يتنزهون وفي الشوارع حيث اقامواالآعياد
نثرت اجسادهم في كل الدروب حيث كانوا يتنزهون تناثرت الاجساد في ساحاتها
حيث احتفلوا تراكمت اكوام القتلى
وفي المدينه الزوجة تركت والابن اهمل والممتلكات نهبت .....
يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال بعد الصلاة ( اللهم بارك لنا في صاعنا ومدننا وفي شامنا ويمننا وحجازنا ) فقام رجل وقال وعراقنا يارسول الله ؟؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اليوم التالي اعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس القول فقام نفس الرجل فقال وعراقنا يارسول الله ؟ فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم وفي اليوم الثالث قال الرسول نفس الدعاء فقام الرجل وقال وعراقنا يارسول الله فسكت رسول الله حتى اجهش الرجل بالبكاء فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي اليه الرجل وقال هل الرجل من العراق ؟ قال نعم يارسول الله قال صلى الله عليه وسلم ا ن أبي ابراهيم عليه السلام هم ان يدعو عليهم فأوحى الله تعالى اليه ان لاتفعل فأني جعلت خزائن علمي فيهم واسكنت الرحمه في قلوبهم ....
وقد روي بوجه آخر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سؤال الرجل للمرة الثالثه ( فيه الزلازل والفتن ومنه يخرج قرن الشيطان ) .
ويروى ان عمر بن الخطاب ( رض ) كتب الى كعب الاحبار قائلا ( اختر لي المنازل ) فكتب كعب الى امير المؤمنين ( لقد بلغنا ان الاشياء اجتمعت اذا اريد السخاء وحسن الخلق اريد اليمن واذا الجفاء
والفقر اريد الحجاز واذا البأس والسيف اريد الشام واذا العلم والعقل اريد العراق واذا الغنى اريد مصر فأختر لنفسك يا امير المؤمنين ) فقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب (رض) العراق .. العراق ...
وروي عن عمر بن الخطاب (رض) انه قال ( اهل العراق كنزالايمان وجمجة العرب ورمح الله في الارض يحرزون ثغورهم ويمدون الامصار )..
عندما وصل الصحابي المثنى بن حارثه الشيباني الى العراق ونزل قريبا من الحيره ارسل من يستطلع الارض التي هم فيها وما حولها فرأت العيون سوادا عظيما وصاح احدهم انها ارض السواد وعادوا الى المثنى واخبروه فسميت ارض السواد وهي الارض التي تقع شرق النهر من اسفل الموصل الى عبادان طولا ومن النهر الى الجبال على الشرق عرضا ..
بعد فتحه اول السواد من العراق جاء الى المثنى جماعة من اهل الحيره الا ندلك على قرية فيها من الاموال ما يزيد عن خراج ارض العراق قال نعم وقالوا ان لملوك العجم وتجار الفرس وتجار السواد سوقا عظيمه يجتمعون فيها كل رأس سنه ليتبادلوا البضائع والنفائس والذهب والفضه وتقع هذه السوق في قريه تسمى (بغدان) على نهر فأن قدرت على العبور اليهم دون ان يشعرون فسوف تصيب مالا يعز به المسلمون ويكون قوة على عدوهم وبين هذه القريه والمدائن يوم فقال وكيف لي بها قالوا ان اردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي بالانبار ثم تأخذ رؤوس الدهاقين وهم يدلوك عليها فخرج من النخيله ومعه ادلاء من اهل الحيره حتى وصل الانبار وتحصن صاحبها خوفا فاعطاه المثنى الامان وخرج فطلبوا منه ان يدلهم على هذه القريه فتبرع ان يذهب هو معهم ولكن المثنى طلب شخصا منهم ليكون دليلهم وسار المثنى الى القريه وكان موسم التجاره فيها قد حان وقدم اليها التجار من كل مكان وعندما بلغوا نصف الطريق امر المثنى ان يحبسوا كل من يصادفوه حتى وصل الى القريه عند الصبح فوضع فيهم السيف وأخذ الاموال وأمر اصحابه ان لاتحملوا الا الاصفر والابيض ( الذهب والفضه ) واتركوا متاعهم وارحلوا ..
ويروى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في بغداد ( تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة تجبى اليها خزائن الارض وجبابرتها وهي اسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارض الرخوه )
ونختتم مقالنا في قول قيل في بغداد ..
هي صفوة الارض ووسطها لايلحق فيها عيب من تبذير ولا تقصير ولذلك اعتدلت الوان اهلها وامتدت اجسامهم وسلموا من حمرة الروم والصقالبه ومن سواد الحبش وسائر اجناس السودان وسلموا من غلظة الترك ومن جفاء اهل جبال خراسان ومن دمامة اهل الصين لقد سلموا من هذا كله ولذلك اجتمعت فيهم :
محاسن اهل الاقطار بلطف من العزيز القهار كما اعتدلوا في الخلقه ولطفوا في الفطنه والتمسك بالعلم ومحاسن الامور وهم اهل العراق ...
هذا قليل من كثير مما قيل في العراق وبغداد وكلما ذكرنا بغداد ذكرنا العراق لانها هي محتوى اهله ومركز خلافته وقوته وعلمه وعظمته ...
والى اللقاء في مقال آخر ...... عبد الكريم الحسيني
1371 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع