الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي

د يسر الغريسي حجازي
دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس الاجتماعي
مستشارة نفسية ومدربة نظامية
08.08.2025

الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي

من منا لا يملك تطبيق شات جي بي ت على هاتفه الذكي أو حاسوبه؟ لماذا نشعر بالفضول تجاه هذا التقدم التكنولوجي الحتمي؟ لماذا يسارع الجميع نحو الأتمتة؟ هل يمكن أن يكون أداةً لمساعدة الطلاب في واجباتهم المدرسية، أو موردًا ثمينًا للباحثين والمديرين التنفيذيين في الجامعات، أو قادة الأعمال، أو المسوقين، أو مسؤولي التوظيف، أو حتى رفيقًا مُريحًا للمتقاعدين؟ من الآن فصاعدًا، شات جي بي ت في خدمة الجميع، فهو قادر على العمل معك، والبحث عنك، وتقديم حلول تناسب تطلعاتك، والإجابة على جميع أسئلتك دون تردد. يتميز شات جي بي ت بمهارات مثل: رؤية تكنولوجية استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وإتقان أدوات الذكاء الاصطناعي الرقمية، وخفة الحركة والمرونة، وعقل ثاقب، وذكاء عاطفي متيقظ. لنلقِ نظرةً أعمق على عواقب الذكاء الاصطناعي على أطفالنا. فبينما يُقدّم شات جي بي ت حلولاً فعّالة، قد يُقدّم لهم ردودًا غير متوافقة مع طلباتهم. ولأنّ روبوت المحادثة ليس بشريًا، فهو لا يستطيع تحديد عمر المستخدم بدقة، ولا حتى فهم مشاعره أو عواطفه. من بين عيوب شات جي بي ت الأخرى، قد يكون له تأثير سلبي على تعلم الطلاب الصغار (عل وآخرون، 2024). على سبيل المثال، قد يشجع على الانتحال الأكاديمي واعتماد الشباب على التكنولوجيا بدلًا من التفكير والتعلم والبحث. على سبيل المثال، يستخدم العديد من الطلاب ملخصات كتب مكتوبة مسبقًا لتقديم مقالاتهم، وتستخدم العديد من المدارس الآن برامج الكمبيوتر للكشف عن الانتحال في واجبات الطلاب المنزلية. ومع ذلك، لا يزال هناك عباقرة تكنولوجيا معلومات ينجحون في تجاوز ثغرات الأنظمة، وتستمر محاولات الاحتيال رغم التطور المستمر للتقنيات الحديثة. من الواضح أنه يجب علينا حماية أطفالنا من سوء استخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال التحدث إليهم ومراقبة أنشطتهم على الإنترنت باستخدام برامج الرقابة الأبوية لتقييد الوصول إلى المحتوى الذي قد يكون خطيرًا.
يمكنك الآن الجلوس براحة تامة في منزلك، والعمل عبر منصة إلكترونية، أو المشاركة في الندوات والفعاليات افتراضيًا. لا مزيد من مشاكل التنقل، أو المرض، أو عدم القدرة على الحضور. في نهاية المطاف، تأخذنا المهارات الرقمية إلى آفاق جديدة. هذا الابتكار يُلهمنا، ويُثير فضولنا، ويُغذي ثقافة رقمية بقيم جديدة وإطار عمل للأخلاقيات الرقمية.


يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعدنا في حياتنا اليومية، فهو قادر على معالجة كميات هائلة من البيانات في وقت قياسي. كما يُقدم حلولاً سريعة ومبتكرة لإنجاز المهام المُرهقة وأتمتتها. كما يُوفر الذكاء الاصطناعي أدوات طبية مُتطورة للتشخيص والمراقبة وإدارة الصحة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصحية. يُمكن للذكاء الاصطناعي الكشف عن العلامات المُبكرة للأمراض المُزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، وغيرها.
يُعد الذكاء الاصطناعي مساعدًا فعالًا لكبار السن، إذ يُحسّن جودة حياتهم. كما تُقدم المساعدات الصوتية، مثل أمازون أليكسا، وإيكو شو 15 هايبرد، وجوجل هوم، مساعدة صوتية لكبار السن، مثل تشغيل الموسيقى، وطلب الطعام، وإضافة المواعيد إلى تقويمهم. كما تُجيب هذه المساعدات على أسئلة كبار السن حول توقعات الطقس، والأخبار، ووصفات الطبخ، والمعلومات في جميع المجالات، وغيرها، من خلال التعرف الصوتي.
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم في إدارة الأعمال المنزلية. فالمكانس الكهربائية الروبوتية تنظف المنزل، وتطبيقات التحكم عن بُعد تتحكم في أنظمة التدفئة والتكييف. وهكذا، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا متعددة لكبار السن لمساعدتهم على العيش باستقلالية وراحة في منازلهم..
يُعتبر الذكاء الاصطناعي محرك التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ولكن هل يُشكل خطرًا على البشرية؟ في مقابلة مع صحيفة "لوموند" (2018)، أعرب عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينج عن مخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي ومخاطره المحتملة، مثل قدرته على التطور السريع وتجاوز البشر. وتساءل: "هل هو أسوأ أم أفضل ما حدث للعالم؟"
في الوقت نفسه، يُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمثل أيضًا مصدرًا للفرص للعالم (م. توال، 2018. لوموند)..
ويُشير المقال أيضًا إلى الرسالة المفتوحة التي وقّعها ستيفن هوكينج وإيلون ماسك، والتي دعت إلى حظر "الروبوتات القاتلة"، خوفًا من سباق تسلح ضد "الذكاء الاصطناعي الجامح". وحظروا من "الروبوتات القاتلة"، مُسلّطين الضوء على مخاطر سباق تسلح الذكاء الاصطناعي. أشارت الرسالة إلى خطر استخدام هذه التقنيات من قِبل الإرهابيين أو الأنظمة الاستبدادية، بالإضافة إلى إمكانية تطوير أسلحة ذاتية التشغيل قادرة على تحديد الأهداف ومهاجمتها دون تدخل بشري. كما أشار مقال توال (2018) إلى التطورات في مجال التعلم العميق والتقدم الأخير في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تتميز بقدرة حسابية هائلة وكميات هائلة من البيانات المتاحة. ومع ذلك، فإن الاستخدامات الرئيسية للذكاء الاصطناعي تكمن في إدارة الموارد البشرية، والتعلم الإلكتروني، وتطوير المحتوى والتقييم. وقد انخرطت العديد من الشركات المتخصصة في استخدام تصحيح القواعد النحوية، والترجمة، وكتابة السيرة الذاتية، وتحليل الوثائق لتحديد المعلومات الأساسية وهيكلتها. وهذا يُمكّن مسؤولي التوظيف من معالجة عدد كبير من الطلبات بسرعة وتوفير الوقت من خلال تجنب القراءة اليدوية لكل سيرة ذاتية. المبادئ الأساسية للذكاء الاصطناعي الأخلاقي هي الإنصاف والشفافية والمساءلة والخصوصية. تضمن هذه المبادئ تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه بمسؤولية. يتوسع الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة، وقد ساهم بالفعل في تنمية الإمكانات البشرية. إنه موجود في كل مكان، وقد شق طريقه إلى حياتنا الخاصة والمهنية، بالإضافة إلى وسائل الترفيه لدينا.
ومع ذلك، هناك آثار أخلاقية، واستخدام الذكاء الاصطناعي بثقة يتطلب معايير وأنظمة تتعلق بالتحيز والشفافية وحماية المستخدم لضمان الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم الإنسانية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع