هل وزراء دفاع العراق حقا من السنة؟

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2020 15:52

كتب بواسطة: بيلسان قيصر

                                 بيلسان قيصر

هل وزراء دفاع العراق حقا من السنة؟

بموجب نظام المحاصصة الطائفية، كان منصب وزير الدفاع العراق من نصيب أهل السنة، ولكن الوزراء الذين شغلوا هذا المنصب هم من ألد أعداء اهل السنة، وهذه حالة فريدة من نوعها، لأن هذا يعني ان اختيار الوزير يتم من قبل احزاب سنية تأتمر بإمرة الأحزاب الشيعية الحاكمة، ولأني أثق بعصفورتي الجميلة، فإنها بعد أن قامت بجولة إستطلاعية فوق مقر وزارة الدفاع العراقية، ورصدت نشاطات الوزارة، اخبرتني بأن وزير الدفاع العراقي لا يتم إختياره إلا بعد موافقة النظام الايراني، ويشترط عليه زيارة ايران كأول دولة لتحركه لغرض إستلام التوجيهات، ومنها: ان لا يتدخل في أي شأن حربي، ولا يصرح اي تصريح الا بعد أخذ موافقة نظام الملالي، وان لا يزور اية قطعة عسكرية عراقية خلال المعارك مع داعش أو غيرها، وان لا يتدخل في أي شأن يتعلق بالحشد الشعبي، وان لا يعقد اي صفقة تسليح الا مع ايران، او بموافقتها مع صفقات تجريها الوزارة مع بقية الدول، وان تقتصر واجباته على تمشية الأمور الإدارية التي تخص وزارته فقط. وهذا ما يمكن ان يلمسه المراقب السياسي بوضوح. فقد شغل هذا المنصب سعدون الدليمي للفترة 2011 ـ2014 في وزارة نوري المالكي وقام بقمع التظاهرات في محافظته الأنبار بإستخدام القوة العسكرية المفرطة، وكان اكثر شررا من القادة الشيعة، وتعاون مع الميليشيات الولائية في إعتقال وخطف الآلاف من أهل السنة في الفلوجة، كان أطول ذيل من أهل السنة في حكومة المالكي. وتلاه خالد العبيدي للفترة من 2014 ـ 2016 وتميز بصفات لوحة القرود الثلاث(لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم)، وسار على نهج سلفه سيء الصيت، وتلاه عرفان الحيالي 2016 ـ 2018 ولم يكن له أي دور في المعارك مع داعش مع ان قواته العسكرية اشتركت في القتال، ولم يزور جبهات القتال مطلقا، ولم يصدر أي بيان عسكري، اللهم انه أشاد بدور ايراني في المعارك ضد تنظيم داعش، وزار ايران وعقد اتفاقيات لإستيراد الخرد العسكرية بعد ذلم تولى المنصب نجاح الشمري عام 2019 وهذه الوزير السويدي الجنسية عرف بأنه مثلي، وتم خلال وزارته قتل وجرح عشرات الآلاف من الثوار العراقيين خلال ثورة تشرين المباركة ولم نسمع منه خلال سنة من توليه المنصب سوى تصريح يتيم خلال زيارته لفرنسا، اعترف به ان وزارته لم تستورد قنابل الغاز المميت التي استخدمتها قوات مكافحة (الشعب)

الشغب لقتل الثوار وانما طرف ثالث. إنتهت وزارته السائبة عند هذا التصريح فقط، بالطبع أشادة ايضا بدور النظام الايراني في التحرر من داعش، ولكنه للمفارقة لم يشيد بدور ضباطه وجنوده، في المعارك هكذا الولاء وشرف المهنة والا فلا!!!
إنتهينا الى وزارة مصطفى الكاظمي، البعض تفائل بهذا الكاظمي وهو ولد من رحم العملية السياسية، وفاجأنا وهو العارف بكل تفاصيل عمليات قتل وخطف الثوار والجهات التي تقف ورائها، بأنه شكل لجنة لمعرفة الطرف الثالث!! هلهوله طويلة للكاظمي على هذا الإنجاز الكبير. والأمر الغريب في وزارته ان الوزارتين الجدليتين تم التصويت عليهما من أول جلسه، على عكس ما جرى في الدورات السابقة، وهذه الحالة الفريدة تتطلب التوقف عندها، لكن عصفورتي الجميلة، اخبرتني ان مرشح وزارة الدفاع الحالي(جمعة عناد) رشحته ايران، وطلبت من الأحزاب الولائية التصويت عليه، بعد أن تعهد ان يكون خادما مطيعا وذليلا لولاية الفقيه. لم نسمع للوزير أي تصريح، او منهاج عمله في الوزارة التي تعاني من وجود الآلاف من الجنود الفضائيين، وصفقات التسليح الايرانية الفاسدة وبأسعار هي اضعاف ما موجود في السوق الدولية.
المهم طل علينا الوزير السني بطلعته البهية، بأطرف تصريح جعلنا نترنح بلا خمر، ونلتف حول أنفسنا في دائرة مغلقة، هذا الوزير يبدو انه مدمن مخدرات، لأنه لا يمكن أن يصدر عن آدمي عاقل وواعي مثل كلامه مطلقا. فقد وصف في حوار متلفز، تنظيم داعش الإرهابي بأنه " تنظيم سني متطرف، وان 90% من مقاتلي التنظيم هم من اهالي المناطق الغربية (الأنبار). لكن لم يوضح لنا الوزير السني الأمعي، كيف تكون هذه النسبة العالية من الأنبار، وان داعش يرتبط بنظام الملالي، وايران هي الدولة الوحيدة التي لم يتحرش بها داعش، وصل الإرهاب الداعشي الى الولايات المتحدة واوربا ومعظم الدول العربية والمجاورة، لكنه لم يصل الى حدود ايران!! يا حبذا يحل لنا الوزير هذا اللغز!!!
قام عناصر ميليشيا عصائب أهل الباطل بشد الخصور بأحزمة الرقص، وطق اصبعتين على هذا التصريح الذي يتناغم مع هواهم الطائفي البغيض. يرقصون طربا بأن تصريح ينال من أهل السنة لتبرير خطفهم وقتلهم من قبل الميليشيات الولائية، وخرج علينا قرقوز من العصائب (محمود الربيعي) ليسمعنا جنجلوتية شقشقية عصائبية " ان الوزير قال كلمة حق للتاريخ والجغرافية والوطنية". ومن هالمال حمل جمال.

طلقة طائشة
ذكرت الامم المتحدة ان الصراع في اليمن اثمر عن قتل وجرح (70) الف يمني على مدار خمس سنوات من الحرب الأهلية، وفي العراق تمخضت التظاهرات السلمية خلال خمسة اشهر عن (30) ألف ما بين شهيد وجريح ومعوق.

بيلسان قيصر
البرازيل
حزيران