إعداد و حوار علي عبدالأمير فاضل
حوار مع الإستاذ مشرق عبدالأمير الظفر
للأدب سلطة وثأثير كبيران على ذواتنا، فمن خلاله تعبر النفوس عن دواخلها، وما يعتريها من حزن او فرح، من ضعف أو قوة، به نتغنى، وبه نحتجّ، وبه ومن خلاله نستريح، فأعباء الحياة ثقيلة ومشوبة بأحمال تبعد النفس عن صفائها وسموها، يأتي الأدب ليخلص النفوس من أردان الحياة اليومية، ليكون محطة إستراحة بعد كدٍّ طويل..
هنا سنتكلم عن الأديب مشرق المظفر الذي تأثر في الأدب والأدباء منذ صغره، حيثُ يعتبر اليوم من أهم إدباء محافظة البصرة.
ولد الإستاذ مشرق عبدالأمير المظفر في محافظة البصرة في عام ١٩٥٦م، درس الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية حتى الصف السادس العلمي في مركز المحافظة، لينتقل بعدها والده إلى شمال المحافظة، أكمل دراسته الجامعية في جامعة البصرة كلية الإدارة والإقتصاد وتخرج منها عام ١٩٨٠م، اعتقلته قوات الأمن حين كتب في الجامعة على السبورة (بلدي صارت منفى)، وسُجن شهرين إثر ذلك.. بعد ذلك خدم في الجيش العراقي لمدة ٩ سنوات، أي إنه شارك في الحرب العراقية الإيرانية بثمانيها العجاف، في عام ١٩٩٠م باشر في العمل في شركة نفط الجنوب، ضلَّ حزب البعث يراقب تحركاته من بداية التسعينيات حتى إسقاط النظام..
بدأت أهتمامات إستاذ مشرق بالأدب في سنين مبكرة من حياته، وقد كبر ليكون معه أين ما حلّ مثل ضِله،
فمنذ نعومه أضفاره حفظ العديد من قصائد الجواهري وسعدي يوسف ومظفر النواب عن طريق تلقينه من قبل أبيه وعمه،
كتب أولى قصصه القصيرة في المرحلة الإعدادية، خلال درس الإنشاء، ثم توالت بعدها محاولات كتابة القصائد النثرية،
نُشرت للإستاذ مشرق العديد من القصائد في الصحف المحلية، والدوريات العربية التي تصدر في الخارج، لديه مجموعتين شعريتين مطبوعتين هما (مدينة هجرها الصندل) و (ظل شاحب)
كان الإستاذ مشرق ناشطاً في الشارع الثقافي في شمال المحافظة ففي عام ٢٠١٨م, تم إنتخابه رئيساً للمنتدى القرنة الثقافي. ثم أعيد إنتخابه مرة ثانية عام ٢٠١٩م بالإضافة إلى ذلك هو عضو إتحاد الأدباء والكُتاب في العراق.
مجموعة أسئلة موجهة للإستاذ مشرق المظفر
أهلاً بكَ إستاذ مشرق في حديقة من حدائق الگاردينيا
س / إستاذ مشرق أنت من مواليد ١٩٥٦وقد شببتَ في جيل السبعينات، ماذا تتذكر من مراحل الصبا؟
البصرة ام الشعر والشعراء وقد ولد الشعر ليكون بصريا
فمنذ ان وضع الفراهيدي موازيين الشعر ابتدأ الابداع البصري حتى صارت البصرة احدى مدارس النحو العربي
تفتحت أمامي آفاق الادب البصري حين قرأت في بداياتي للشاعر الراحل سعدي يوسف وبدر شاكر السياب وعند ذلك ابتدأ مشوار الحرف العربي
فكانت قراءات متعددة للقصة والرواية العربية لنجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبدالحليم عبدالله من مصر وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي من العراق والاخضر حامينا من الجزائر كانت حقبة السبعينات من القرن العشرين حافلة بالابداع العربي في شتى فنون الثقافة
عشقنا الشعر والرواية والمسرح والفن التشكيلي والسينما ومع ذلك واصلنا بإصدار عجيب دراستنا الأكاديمية حتى اكملت البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة البصرة عام ١٩٨٠ وقبلها كانت لي كتابات في القصة القصيرة من خلال مشاركاتي في درس الانشاء في المرحلة الثانوية.
س / دارت بكَ وبالعراقيين رحّى الحرب الإيرانية العراقية، بماذا أثرت عليك هذه الفترة؟
في فترة الحرب العراقية الايرانية التي امتدت ٨ سنوات تراجعت الثقافة العراقية بشكل كبير حتى صار كل شئ يحمل بصمة الحرب والقائد الواحد وصارت المهرجانات مخصصة لمدح القائد والويل لمن لم يكتب للقائد وحزبه حتى غادر معظم الشعراء خارج العراق وماتوا في الغربة .
صرنا نقرأ بخفية عن أعين الرقيب ونكتب دون ان ننشر او نقرأ امام الناس ماكتبناه. الحرب مدمرة لكل ماهو جميل وخصوصا ان حربنا كانت عبثية دون معنى.
س / من أكثر من تأثرت به من الأدباء، ولماذا؟!
من الشعراء العراقيين تأثرت بشدة بالشاعر الكبير سعدي يوسف لانه احد مؤسسي الشعر العربي الحديث واحد الشعراء الذين وقفوا بصلابة ضد السلطات الجائرة والحكومات الدكتاتورية وكان يكتب للانسان في كل مكان وشعره يمتاز بالعالمية ومترجم الى عدة لغات
س/ عشقتَ العراق حدَّ الوجع، وقلت في إحدى نصوصك ( أنا مُثقَلٌ بِالعِراق ألا يَكفي ذلك وجعاً) ماذا كتبت عن العراق أيضاً؟
معظم كتاباتي كانت عن العراق من أقصاه الى أقصاه كتبت عن بغداد وعن البصرة والانبار ونينوى والفرات الأوسط وشمال العراق وكل ذلك واضح في ديواني الاول (مدينة هجرها الصندل )
س / لكل شاعر وادٍ يستلهم منه أفكاره، من أي شيء تستلهم شاعريه مشرق المظفر
أستلهم حروفي من النهرين الخالدين دجلة والفرات ومن الثورات ضد الظلم والطغيان في كل بقاع العالم وكان للبيت تأثيرا كبيراً على نشأتي الأدبية فكان أهلي من عشاق الادب وبعضهم برعوا في الكتابة.
س / كان حضوركَ فاعل في مهرجان المربد الشعري لسنة ٢٠٢١م، الذي أقيم في القرنة، تكلم عن هذا نجاح هذا المهرجان
أصبوحة المربد ٣٤ في القرنة كانت المرة الأولى التي تشرفت فيها مدينة ملتقى النهرين باستضافة نخبة كبيرة من الشواعر والشعراء العرب والعراقيين وقد اخذ منتدى القرنة الثقافي على عاتقه ضرورة نجاح التجربة وقد ساهمت الحكومة المحلية بشكل كبير في نجاح الاصبوحة متمثلة بالسيد قائمقام قضاء القرنة والسيد عميد كلية التربية ومدير قسم التربية، لقد نجحت الاصبوحة بشكل كبير وبأشادة واضحة من قبل جميع المشاركين وقد تشرفنا بتقييم رئاسة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق والبيت الثقافي العراقي واتحاد ادباء وكتاب البصرة، بالامكان مشاهدة ذلك على اليوتيوب
س / هل هناك مشاريع أدبية جديدة بعد (مدينة هجرها الصندل) (وضل شاحب)؟
هناك ديوان شعر في مرحلة الاعداد يضم ٥٠ قصيدة، وكذلك دراسة طوبوغرافيه عن مدينة القرنة.
*كلمة أخيرة أو أمنية تقولها للشعب العراقي ولقراء الگاردينيا...
بلادي وان جارت علي عزيزة
وأهلي وان شحوا علي كرام
العراق حاضرة الدنيا كان وسيعود يوما أبهى كل الحب لشعبه في الداخل والخارج.
شكراً لكَ إستاذ مشرق، نتمنى لكَ عمراً طويلاً، ومزيداً من العطاء
وتحية مني لكل قرّاء مجلة الگاردينيا...
1218 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع